لحياة صحية ومفعمة بالسعادة.. إليك أفضل النصائح من الخبراء
أنعم الله علينا بحياة واحدة، فلماذا لا نحياها بأفضل السبل؟..
قررتُ البدء بهذه الجملة القوية، لا لشيء إلا لأنني أؤمن بأن الحياة وعلى الرغم من كافة المصاعب والمشاكل والمحن والمصائب التي تجعلنا نمرَ فيها في مختلف مراحل أعمارنا؛ إلا أنها تستحق العيش والمحاولة الدؤوبة للحصول على شيئين مهمين: الصحة والسعادة.
وقد بات هذين الهدفين، محط أنظار الجميع، كبارًا وصغارًا؛ فالصحة تاجٌ على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى ومن يعانون من مشاكل صحية مزمنة. أما السعادة، فهي غاية كل امرء على وجه البسيطة، وتتحقق بوسائل وطرق مختلفة ما دام الإنسان يسعى لأن يحيا حياةً سعيدة بالرغم من كافة المآسي التي تحيط به.
وجوابًا على السؤال المطروح أول الموضوع، يحضرني سؤال مماثل: كيف أحقق الصحة والسعادة في حياتي؟ وهو ما تجيب عليه جولين هانسون، أخصائية اجتماعية إكلينيكية في الطب النفسي وعلم النفس في مانكاتو ، مينيسوتا؛ من خلال مقالة لها نُشرت على موقع "مايو كلينك" الطبي. وتتضمن المقالة مجموعة نصائح فعالة لحياة أكثر صحية وسعادة.
تعرفي معنا اليوم على هذه النصائح، ولنسعى سويًا لتطبيقها في حياتنا اليومية..
7 نصائح فعالة لحياة صحية وسعيدة
إن كنت تستيقظين أحيانًا وجسمك مثقل بالكسل والتعب وانعدام الطاقة، لا يعني ذلك أبدًا أنك لا تستطيعين الاستفادة من هذا اليوم لتحقيق أهدافك المرجوة بحياة صحية وسعيدة.
بل يمكنك الاستفادة من بعض النصائح التي تسديها لك هانسون، والتي تتمثل في وضع خطة ل "إدارة الطاقة" لتحفيزك على الاستمرار حتى في أسوأ الأيام.
وإدارة الطاقة كما تُعرَفها هانسون، تشبه صرف الأموال الموجودة في الحساب. إذ يبدأ استهلاك الطاقة بالمقدار الذي تخصَصين لها، بناء على عوامل حياتية مختلفة مثل النوم والسن ومستويات التوتر والحالة الطبية ونمط الحياة وغيرها. ويمكن للأنشطة المختلفة أن تسحب الطاقة من حسابك أو تودعها فيه؛ وفي حين لا يمكنك التحكم دومًا بالأنشطة التي تستنفد طاقتك، فإنه بالإمكان اتخاذ بعض الخطوات الفعالة لإيداع المزيد من الطاقة في الحساب.
هذه الخطوات أو النصائح لزيادة طاقتك وعيش حياة سعيدة وصحية وأكثر إنتاجية، تفنَدها هانسون بالتالي:
- التغذية السليمة: هل نحتاج لإعادة التذكير بضرورة تناول طعام صحي ومُغّذي؟ بالتأكيد أجل، فالغذاء هو الركيزة الأساسية لتحسين الصحة وتعزيز الطاقة في الجسم. ويُعد اتباع نظام غذائي متوازن وصحي، من أساسيات الرفاهية وجودة الحياة، وليس فقط لأغراض التخسيس وإنقاص الوزن. وتشير الإرشادات الغذائية لعام 2020 الصادرة في الولايات المتحدة للمواطنين الأمريكيين، إلى ضرورة اتباع نظام غذائي يحوي الخضروات والفواكه والبروتينات الخالية من الدهون، إضافة إلى منتجات الألبان قليلة الدسم والحبوب الكاملة؛ للحصول على الطاقة القصوى التي يحتاجها الجسم للعمل والإنتاج.
ولم يخطئ المثل عندما قال: أنت حقًا ما تأكله؛ فكل ما يدخل أفواهنا ومعدتنا، سينعكس إيجابًا أو سلبًا على نواحي الحياة على اختلافها، إن لجهة التمتع بالصحة، أو توفير قدر كاف من الطاقة.
- النوم الكافي كل ليلة: جودة النوم هي الحاجة الثانية الواجب العناية بها؛ لضمان شحن الجسم بالطاقة والحفاظ عليها لوقت أطول. ويُعدَ النوم من أولويات الحياة، فيما يتسبب الحرمان من النوم في حدوث ظروف صحية خطيرة أو استمرارها؛ كما يؤثر على المزاج والتحفيز ومستويات الطاقة. وتنصح هانسون بوجوب حصول البالغين على 7 – 8 ساعات من النوم الجيد كل ليلة لضمان هذه الأمور.. لكن ما الذي يمنعنا من الحصول على هذا القدر؟
استراتيجية النوم غير المنضبطة، ومقدار الطاقة الزائد عن الرصيد الموجود لدينا، والراحة التي لا تكفي للمجهود اليومي؛ كلها أمور تحول دون ضمان حصولنا على نوم كاف وهانئ كل ليلة. لذا ينبغي عليك مراقبة نومك كل ليلة، وتحسين العوامل والظروف المحيطة التي تؤثر سلبًا على جودة النوم؛ مثل خلق بيئة مريحة للنوم، تقليل الضوء والضوضاء، إحداث روتين للنوم، إدارة التوتر، وإيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية.
والأهم من وضع هذه الاستراتيجية، المواظبة عليها فيما يشبه الروتين اليومي للنوم وتطوير المثمبَه الداخلي لجسمك، لتحسين نوعية النوم. ومع تحسن جودة النوم، سوف تتحسن صحتك وتشعرين بطاقة أكبر وخطر أقل للأمراض؛ كما ستنعمين برفاهية في الحياة وإنتاجية أكبر.
- مصاحبة الناس الإيجابيين: هؤلاء الذين يرون الجزء الممتلئ من الكوب دومًا، لا الفارغ؛ الأشخاص الذين يحملون طاقة إيجابية ومفعمة بالتفاؤل والنشاط على الرغم من المصاعب التي تواجههم. هؤلاء هو الأصدقاء والناس الذين تنصحك هانسون بإحاطة نفسك بهم؛ كذلك الأمر أحيطي نفسك بالأفراد الذين لديهم اهتمامات مماثلة للتي لديك، الذين يساعدون على شحن الطاقة لديك عوضًا عن استنزافها، والذين يسعون معك لتحقيق الأفضل على كافة المستويات، في العمل والعائلة والهوايات وغيرها.
- تجنب سماع الأخبار: ليس المقصود الإنقطاع تمامًا عن العالم؛ فهناك حاجةٌ ملحة للبقاء مطلَعين على ما يحدث حولنا من أحداث وأخبار. لكن المقصود هنا، تلك الأخبار التي تزيد من حدة التوتر لدينا، خاصة أخبار السياسة والحروب والكوارث وغيرها. إذ يمكن لهذا النوع من الأخبار، أن يحرَف نظرتك عن العالم ويجعلك تركَزين على المخاوف والنواحي السلبية في الحياة عوضًا عن التركيز على النواحي الإيجابية والخير الذي ما زال يعمَ العالم، على الرغم من الشرور المحدَقة بنا.
بالتأكيد، لا يمكنك تجنب هذه الأخبار تمامًا وعلى الدوام؛ لكن حاولي تقليل تعرَضك لها قدر الإمكان، خاصةً خلال المحن والأوقات الصعبة.
- ممارسة الرياضة بانتظام: كما الغذاء الصحي والمتوازن ضروري لتمكين الحفاظ على الطاقة والصحة والشعور بالسعادة؛ كذلك فإن المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية له الأثر ذاته. إذ تسهم الرياضة في محاربة الشعور بالخمول خاصةً في منتصف النهار، وبعد القيام بالعديد من المهام اليومية. وتوصي وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، البالغين بإتمام 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المعتدل الشدة كل أسبوع.
تساعد الرياضة على زيادة مخزون الطاقة لديك، كما أنها وسيلةٌ فعالة لتخفيف التوتر، تقوية العضلات، تعزيز قدرة الجسم على التحمل والعمل بكفاءة أكبر.
- القيام بشيء ذو معنى كل يوم: كل ما تشعرين بالشغف والحب نحوه، مهما كان حجمه وقدره لديك؛ بالتأكيد فإن القيام به كل يوم سيُشعرك بالطاقة والصحة والسعادة. لكل منا موهبةٌ خاصة أو شيء مُفضَل يهوى القيام به كثيرًأ، فليكن هذا الشغف أو الهواية هما وسيلتك للقيام بما تحبين وتستمتعين به، حتى وإن كان طهي وجبة خفيفة أو الاستماع لأغانيك المفضلة. سيسهم هذا الفعل بالتأكيد، في شحن الطاقة بالجسم واستخدامها بطرق تُبرز أحسن ما لديك.
- التفكير بأفكار جيدة للآخرين: إسعاد الآخرين هي طريقةٌ أخرى للشعور بالسعادة والرضا؛ فلا تكتفي بالتفكير بأشياء تسعدك وحدك، بل ضعي في بالك التفكير بأفكار تسعد غيرك واسعي لتنفيذها. يساعد التفكير بالآخرين وتحفيزهم على الإيجابية والمثابرة، في شحن طاقة الجسم وتعزيز التفكير الإيجابي والتفاؤل الذي سينعكس بكل تأكيد على صحتك الجسدية والنفسية.
في الختام، تنصحك هولستون بوجوب قياس "درجة حرارة" الطاقة لديك، من 1 إلى 10؛ بحيث يُمثَل الرقم 10 أعلى مستوى للطاقة. وانتبهي لتفاصيل يومك بهدف تحديد الأحداث أو الأشخاص الذين قد يؤثرون على هذا المستوى وينجحون في تقليصه.
راقبي طاقتك، وقومي بتغييرات جذرية في حال لاحظت أنها تتناقص عن المعتاد أو يشوبها بعض التشوش. وعوضًا عن معالجة كل شيء في وقت واحد، قسَمي المهام حسب الأولوية وكوني واقعية في الأهداف التي تحدَدين بحيث لا تستنزفين كامل طاقتك وقدراتك في مهمة واحدة. ثم انتقلي للهدف الذي بعده عندما تكونين جاهزة.
ولا تنسي التخطيط وتحديد الأولويات وفقًا لمستويات الطاقة، بحيث تستفيدين من أعلى هذه المستويات لتنفيذ المهام الأولية الضرورية وعندما تكونين بقيمة انتعاشك وإنتاجيتك.