إذا كنتِ تعانين من ارتفاع ضغط الدم .. إليكِ نصائح طبية لخفض معدلاته والسلامة من مخاطره
يعد ارتفاع ضغط الدم المرتفع أحد أشهر أمراض العصر التي تشكل خطورة كبيرة على الصحة، كونه واحداً من أكثر أمراض القلب والأوعية الدموية شيوعاً وخطورة على أعضاء الجسم. وتكمن الخطورة في أنه قد يكون الضغط مرتفعاً ولا تصاحبه أي أعراض تلفت الانتباه إليه، ولذلك يحتاج الأمر عمل فحوصات دورية بقياس ضغط الدم للتأكد من عدم وجود أي إرتفاع فيه، خصوصاً وأنه مرض قاتل حال إهماله.
وبوجه عام يعرف ضغط الدم أو ضغط الدم الشرياني بأنه عبارة عن القوة التي تسلط على جدران الشرايين، عندما يضخ القلب الدم إلى أنحاء الجسم، عند انقباض عضلة القلب يتم ضخ الدم عن طريق الشريان الأورطي وهو أكبر شريان في جسم الإنسان المسؤول عن توزيع الدم المحمل بالأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.
حقائق طبية هامة عن ارتفاع ضغط الدم
بحسب الدكتورة راحات غضنفر استشاري الطب الوقائي في معهد التخصصات الطبية الدقيقة بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، يعتبر مرض ارتفاع ضغط الدم مرضاً صامتاً قد يصاحب المريض لأشهر وسنين دون أي يشعر به أو ينتبه إليه نظراً لطبيعته الصامتة التي لا تكشف عن أي أعراض، لذلك غالباً ما نرى العديد من مرضى ارتفاع ضغط الدم لا يكتشفون إصابتهم إلا في مراحل متقدمة. وبالتالي، يعد هذا المرض مدعاة قلق كبير على الصحة العامة والسبب الرئيسي للموت المبكر حول العالم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، التي تشير إلى أن أكثر من واحد من كل أربعة رجال وواحدة من كل خمس نساء، يعانون من هذا المرض، أي ما يزيد عن مليار شخص حول العالم.
وبما أن هذا المرض لا يُظهر أي أعراض واضحة عند معظم المصابين، فإن الطريقة الوحيدة لاكتشافه هو فحص مستويات ضغط الدم بشكل منتظم. إلا أنه عند ظهور الأعراض، قد تشتمل على الصداع في الصباح الباكر، ونزيف الأنف (الرعاف)، وعدم انتظام ضربات القلب، وطنين الأذن. أما أعراض ارتفاع ضغط الدم الشديد فتشتمل على الإرهاق والغثيان والقيء والارتباك والقلق وألم الصدر ورعاش العضلات.
ويُعزى ارتفاع ضغط الدم في بعض حالاته لأسباب وراثية، فمخاطر الإصابة به ترتفع بشكل كبير عند وجود تاريخ عائلي للإصابة، لاسيما عندما يصاحب ذلك وجود أنماط حياة خاطئة غير صحية. لذلك تحدثنا إلى للخوض بشكل أوسع في هذا المرض، والحصول على بعض النصائح الهامة حول أنماط الحياة المناسبة للحد من فرص الإصابة بهذا المرض وتحسين الصحة عموماً.
تزيد الأنظمة الغذائية الغنية بالصوديوم وقليلة البوتاسيوم من مخاطر التعرض لارتفاع ضغط الدم. لذلك توصي الدكتورة راحات بتخفيف الملح وزيادة تناول البوتاسيوم. ويقدر الخبراء حاجة البالغين للأصحاء للملح بنحو 2300 ملغ (ملعقة صغيرة من الملح)، في حين يتعين على المصابين بارتفاع ضغط الدم تخفيف استهلاكهم للملح إلى 1500 ملغ.
ويمكن زيادة البوتاسيوم من خلال تناول فواكه وخضروات مثل الموز والخضار الورقية وبعض الفواكه المجففة مثل التمر والزبيب. كما أن تقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون والمقلية والمعالجة هو خطوة إيجابية إضافية للحفاظ على ضغط دم صحي.
هل تعانين من ارتفاع ضغط الدم؟
يمكنك خفض ضغط الدم المرتفع باتباع النصائح الطبية التالية المقدمة من الدكتورة رحات غضنفر استشاري الطب الوقائي في معهد التخصصات الطبية الدقيقة بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي:
اتباع حمية "داش"
تساعد خسارة الوزن، حتى ولو بضعة كيلوغرامات، في خفض ضغط الدم لدى الأشخاص ذوي الوزن الزائد. ويمكن القيام بذلك عبر الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.
لذلك وإذا كنت مصابة بارتفاع ضغط الدم، وتبحثين عن نظام غذائي يساعدك في إدارة هذا المرض، من المستحسن اتباع ما يُعرف بحمية داش. وبالمختصر، تعتبر هذه الحمية نظاماً غذائياً مخصصاً لإيقاف ارتفاع ضغط الدم. فقد أظهرت الدراسات بأن اتباع هذه الحمية يخفض ضغط الدم، إذ تم تطويرها لخفضه دون أي مساعدة دوائية من خلال التركيز على الحصص الغذائية الصحيحة والمتوازنة، التي تشمل الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة وتقليل تناول الملح. ويمكن لهذا النظام الغذائي أيضاً المساعدة في الوقاية من هشاشة العظام والأورام وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري.
ممارسة النشاط البدني
تشهد بعض الدول، مثل دولة الإمارات، أشهراً ترتفع فيها درجات الحرارة وتجبر الناس على البقاء في أجواء داخلية تجنباً لحرارة الطقس، مثل شهري يوليو وأغسطس. إلا أن ذلك لا يمنع من ممارسة النشاط الرياضي حتى في الأجواء الداخلية، حيث أثبتت الدراسات أن تمارين الآيروبيك المنتظمة تعزز من مرونة الشرايين، وتساعد في تكوين أوعية دموية جديدة، وتنشط تدفق الدم، الأمر الذي قد يساعد في خفض ضغط الدم. لذلك من المهم متابعة ممارسة الرياضة في أشهر الصيف.
كل ما تحتاجه هو 30 دقيقة يومياً من النشاط البدني، ولا يهم إذا كان هذا النشاط في نادي رياضي أو في المسبح أو في صف للرقص، طالما أنك تلتزمين بممارسته ضماناً لحياة صحية ونشطة.
إدارة التوتر
من المهم أيضاً مراعاة القيام ببعض تمارين الاسترخاء والحصول على الدعم من الأصدقاء والأسرة لضبط مستويات التوتر. فتقليل التوتر والقلق قد يساهم في الوقاية من نوبات ارتفاع ضغط الدم. على الرغم من الدور الذي تلعبه العوامل الوراثية في ارتفاع ضغط الدم، لا شك بأن الالتزام بأنماط الحياة الصحية يساعد في السيطرة على الصحة وتقليل مخاطر الإصابة بالمرض. كما أنه من المهم متابعة الفحوصات الدورية عند الطبيب لأن اكتشاف أي مرض مبكراً يحسن كثيراً من فرص نجاح العلاج وإيقاف المرض قبل تفاقمه.