تحذير عالي اللهجة: زيادة الوزن يمكن أن تصيبك بأمراض السرطان
يشير السرطان إلى أي مرض ضمن عدد كبير من الأمراض؛ التي تتميز بتطور خلايا شاذة تنقسم بطريقة لا يمكن السيطرة عليها، ولديها القدرة على التسلل وتدمير أنسجة الجسم الطبيعية. وتكون للسرطان في كثير من الأحيان، القدرة على الانتشار في جميع أنحاء الجسم.
ويشير موقع "مايو كلينك" إلى أن السرطان هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة في العالم؛ لكن معدلات البقاء على قيد الحياة، تتحسن لأنواع كثيرة من السرطان بفضل التحسينات التي تشهدها طرق الكشف عن السرطان وعلاجه والوقاية منه.
يُصاب الإنسانبالسرطان جراء حدوث تغيّرات أو طفرات في الحمض النووي داخل الخلايا. ويتجمع الحمض النووي الموجود داخل الخلية في عدد كبير من الجينات الفردية، ويحتوي كل منها على مجموعة من التعليمات التي تُخبر الخلية بالوظائف التي يجب أن تؤديها؛ بالإضافة إلى كيفية نموها وانقسامها. ويمكن أن تؤدي الأخطاء في هذه التعليمات، إلى توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعية، وقد تسمح للخلية بأن تصبح سرطانية.
على الرغم من أن الأطباء لديهم فكرة عما قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، إلا أن غالبية أنواع السرطان تصيب الأشخاص الذين ليس لديهم أي عوامل خطر معروفة. وتتضمن العوامل المعروفة بأنها تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، العمر (65 عامًا أو أكثر)؛ العادات الحياتية غير الصحية مثل التدخين وتناول الكحول والتعرض الشديد للشمس والبدانة والجنس غير الآمن. إضافة إلى تاريخ العائلة الصحي، حيث أن بعض أنواع السرطان قد تكون وراثية مثل سرطان الثدي؛ الظروف الصحية للمرء، والمتمثلة في إصابته ببعض الحالات المرضية المُزمنة، مثل التهاب القولون التقرحي؛التلوث البيئي جراء التدخين المباشر والسلبي أو التعرض للمواد الكيميائية.
وبالعودة إلى العادات الحياتية السيئة التي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض السرطان، خلص تقرير صادر عن مجموعة منظمة الصحة العالمية إلى أن زيادة الدهون في الجسم تزيد من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان؛ فيما وجدت دراسة جديدة أن زيادة الوزن مرتبطةٌ ارتباطًا وثيقًا بخمسة أنواع من السرطان.
الدهون الزائدة في الجسم تزيد من خطر الإصابة بالسرطان
هذا ما جاء في تقرير خاص صادر عن مجموعة منظمة الصحة العالمية (WHO) اليوم، خلص إلى أن الدهون الزائدة في الجسم تزيد من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان؛ وهو اكتشافٌ يدعم التحليل الشامل الذي يجريه المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان للأدلة. وقد وجدت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، أيضًا أدلة متزايدة على أن فقدان الوزن قد يمنع السرطانات المرتبطة بالسمنة ، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث.
يسلط التقرير، الذي نُشر في مجلة New England Journal of Medicine، الضوء على الدليل القوي أن السُمنة تزيد من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان الشائعة. وفي هذا الصدد، قال الدكتور ستيفن هيرستينغ، من جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل ، وعضو في مجموعة عمل تقرير IARC وخبير في تقارير مشروع التحديث المستمر لـ AICR / WCRF: "إحدى الرسائل الواضحة من مبادرة IARC هذه، هي أن مجتمع أبحاث السرطان بحاجة إلى التحول من مسألة ما إذا كانت السُمنة عامل خطر مهم للعديد من السرطانات - إنها كذلك - إلى مسألة كيف يمكننا الحد من تأثير السمنة على السرطان. وبالنظر إلى أن تقارير AICR / WCRF والمصادر الأخرى، تُقدَر أن 20% من السرطانات تُعزى إلى الوزن الزائد؛ فنحن بحاجة ماسة إلى معالجة هذا السؤال."
السرطانات المرتبطة بزيادة الدهون في الجسم
يربطIARCالدهون الزائدة في الجسم بزيادة خطر الإصابة بـ 11 نوعًا من السرطان، بما في ذلك الثدي بعد سن اليأس والقولون والمستقيم والمريء. وبغض النظر عن الإقلاع عن التدخين، فإن الحفاظ على وزن صحي هو أكبر خطوة يمكن للأفراد اتخاذها لتقليل مخاطر هذه السرطانات. وإذا كان كل شخص في الولايات المتحدة يتمتع بوزن صحي، تُقدر AICR أنه يمكن منع 130600 حالة من حالات السرطان في البلاد كل عام.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن بالفعل، تُظهر الأدلة أن فقدان الوزن المتعمد، بغض النظر عن الوسائل؛ له تأثيرٌ وقائي للسرطان إذا تم تحقيق خسارة كبيرة في الوزن، كما قال هيرستينغ.
من جهتها، قالت أليس بيندر، رئيسة برامج التغذية في AICR: "نعلم أن ما يقرب من نصف الأمريكيين لا يدركون أن السُمنة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. نحن نرى هذه النتائج كرسالة تمكين: بدلاً من رفع يديك والاستسلام، هناك خيارات نمط حياتية يمكن للجميع اتخاذها لتفادي السرطان."وتنصح بيندر المصابين بالسثمنة باتخاذ الخطوة الأولى التالية:
"أينما تتوجهون، اذهبوا سيرًا على الأقدام لمدة 10 دقائق على الأقل كل يوم، وابدأوا بإضافة المزيد من الخضروات والأطعمة النباتية إلى أطباقكم، مع الإنتباه لأحجام الحصص."
تجدر الإشارة إلى أن نتائجIARCالجديدة، تحدد 13 نوعًا من أنواع السرطان التي يؤدي فيها عدم وجود دهون زائدة في الجسم، إلى تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان؛وقد تمت إضافة 8 أنواع من السرطانات منذ تقريرهم الأخير في عام 2002. ومنذ ذلك الوقت، تم نشر عدد كبير من الدراسات العلمية الجديدة حول تأثيرات الوزن أو تغيَر الوزن على مخاطر الإصابة بالسرطان. وقام المؤلفون فيالوكالة بتقييم أكثر من 1000 دراسة سكانية، جنبًا إلى جنب مع آليات التحقيق في الدراسات على الحيوانات والخلايا.
في الدراسات السكانية، يُعتبر مؤشر كتلة الجسم (BMI) الطريقة المُثلى التي تُصنَف بها الدراسات الأفراد على أنهم يعانون من زيادة الوزن والسُمنة. ويُصنَف مؤشر كتلة الجسم البالغ 25 أو أكثر على أنه وزنٌ زائد؛ أما إذا كان مؤشر كتلة الجسم 30 كجم / م 2 أو أكثر،فإن المرء يعاني من السُمنة المفرطة. مؤشر كتلة الجسم هو مؤشر واحد فقط على وجود دهون زائدة في الجسم، ولا تنطبق هذه التصنيفات على جميعالأفراد.
قد تزيد السُمنة من خطر الإصابة بالسرطان من خلال عدد من المسارات، وفقًا لهورستينغ. إذ ترتبط الدهون الزائدة في الجسم بالتغيرات الجوهرية في التمثيل الغذائي والغدد الصمَاء التي تُحاكَي العديد من السمات المميزة للسرطان، بما في ذلك زيادة تكاثر الخلايا والغزو وانخفاض موت الخلايا. وتتضمن الآليات المؤكدة، التغيرات في الهرمونات والعوامل الالتهابية التي تلعب دورًا في تطور السرطان. في حين تشمل الآليات المُستجدة التي من المحتمل أن تكون مساهمةً ولكن لديها حاليًا أدلةٌ محدودةفيما يتعلق بالصلة بين السُمنة والسرطان؛ ميكروبيوم الأمعاء والاستجابات المناعية المضادة للأورام.
السُمنة تزيد من خطر إصابتك ب5 أنواع من السرطان
هذا ما خلصت إليه دراسةٌ جديدة أيضًا، قام بها باحثون من منظمة الصحة العالمية؛ ربطت بين السُمنة والإصابة بخمسة أنواع من السرطان لم يُعتقد في السابق أن لها علاقة بزيادة الوزن.
وبحسب ما جاء على موقع "سكاي نيوز عربية"، فإن السرطانات الخمس التي أفضت إليها نتائج الدراسة تشمل:
- اللوكيميا.
- سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكينية.
- سرطانات الرأس.
- سرطان الرقبة.
- سرطان المثانة.
وقد وجد الباحثون من المنظمة الأممية، أن الأفراد في الفئة العمرية بين 18 – 40 سنة، ويعانون من وزن زائد؛ هم أكثر عرضةً للإصابة ب18 نوعًا مختلفًا من الأمراض، منها أنواع السرطانات الخمس المذكورة أعلاه.
وأشارت الدكتورة باناجيوتا ميترو، من الصندوق العالمي لأبحاث السرطان في تعليقها على النتائج: "هذه الدراسة الكبيرة لها آثارٌ مستقبلية على الصحة العامة؛ حيث ثبُت أن السرطانات الإضافية، مثل اللوكيميا وسرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكينية، مرتبطةٌ بزيادة الوزن والسمنة".وأضافت: "تُظهر الأدلة الخاصة بنا، أن الحفاظ على وزن صحي طوال الحياة؛ هو أحد أهم الأشياء التي يمكن للأشخاص القيام بها لتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان، والوقاية المبكرة في مرحلة البلوغ هي المفتاح".
إذن، الحل البسيط ويمنحنا حياةً صحية وخالية من الأمراض خصوصًا أمراض السرطان. الحل يتمثل بحسب ما جاء في تقريرنا اليوم، بالحفاظ على وزن صحي ومنع زيادة الوزن والوصول إلى السُمنة التي تُعد مرضًا خطيرًا يتهدد حياتنا وحياة من نحب، بالمرض والمعاناة.
لذا لا تترددي عزيزتي، في طلب المشورة الطبية التي تساعدك في التخلص من الوزن الزائد. واتبَعي إرشادات الخبراء والأطباء التي توصيك والجميع، بضرورة تناول الأكل الصحي وممارسة الرياضة ومنع الخمول؛ والأهم تجنب الموبقات التي تزيد من خطر السرطان وغيره من الأمراض، مثل التدخين والكحول والخمول والتوتر.. كي تنعمي بحياة صحية على الدوام.