لا تدعي الإنهاك الحراري يفسد عليك الصيف.. باتباع هذه النصائح
درجات حرارة قياسية تشهدها معظم دول العالم خلال الشهر الحالي، وتحذيرات دولية من موجة الحر التي يبدو أنها باتت تصل لأماكن لم تشهد ارتفاعًا قياسيًا في الحرارة من قبل. فعلى سبيل المثال، سجلت بلدة نائية في شمال غربي الصين القاحل درجة حرارة قياسية، هي بلدة سانبو في مقاطعة سنجان شمال غربي الصين؛ وصلت إلى 52 درجة مئوية البارحة الأحد. فيما ترزح معظم دول حوض البحر المتوسط وبعض الدول الأوروبية، تحت قيظ الحر الشديد الذي لم يسبق له مثيل في السابق.
وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن الحرارة هي أحد أخطر الأحداث المرتبطة بالطقس؛ حيثتعرّض عشرات الملايين من الأشخاص لموجة حر شديد يوم الأحد في نصف الكرة الشمالي، مع حرائق عنيفة في كاليفورنيا. بينما تشهد آسيا أحوالًا جوية سيئة بشكل استثنائي، في تجلٍّ جديد لظاهرة الاحتباس الحراري.
كل هذا مرتبطٌ بشكل وثيق، بالإنهاك أو الإجهاد الحراري؛ الذي يؤثر سلبًا على حياة الناس، خاصةً كبار السن والأطفال. كما أن له تداعياتٌ كبيرة على صحة الجميع، إن من حيث التعب والإرهاق، أو التعرَض لانتكاسات صحية كالإسهال والإغماء وغيرها.
لذا لا تدعي الإنهاك الحراري يُنغَص عليك وعلى أحبتك إجازة الصيف الحالية، وتعرَفي معنا اليوم على أسباب وأعراض الإنهاك الحراري وكيفية علاجه والوقاية منه؛ من خلال معلومات جمعناها لك من موقع "مايو كلينك" المختص.
بدايةً، ما هو الإنهاك الحراري؟..
هو حالةٌ تحدث عند تعرَض الجسم للحرارة الزائدة؛ وهو أحد الأمراض الثلاث المتعلقة بالحرارة، أخفها التقلصات الحرارية وأشدها ضربة الشمس.
وقد يحدث الإنهاك أو الإجهاد الحراري، جراء التعرَض لدرجات حرارة مرتفعة مع ارتفاع في درجات الرطوبة والقيام بمجهود بدني شاق. ما ينجم عن التعرق بغزارة وتسارع ضربات، والإصابة بضربة الشمس المميتة في حال عدم علاجه بسرعة وبطريقة فعالة.
أسباب الإنهاك الحراري
لفهم أسباب الإنهاك الحراري، لا بد من معرفة الفرق بين الحرارة الداخلية للجسم، وعلاقتها بالبيئة المحيطة به.
فالتعرَض لدرجات حرارة مرتفعة في المكان الذي تتواجدين فيه، سواء في السوق أو على شاطئ البحر أو أعالي الجبال وغيرها؛ يؤثر على درجة الحرارة الداخلية للجسم، والتي تحتاج لتنظيم اكتسابها للحرارة في الطقس الحار. والأمر ذاته ينطبقعلى فقدان الحرارة في الطقس البارد للحفاظ على درجة الحرارة الداخلية الطبيعية للجسم. مع العلم أن متوسط درجة الحرارة الداخلية هو (37 درجة مئوية).
خلال الطقس الحار، يقوم الجسم بتبريدنفسه بشكل أساسي عن طريق التعرّق؛ ويعمل تبخر العرق على تنظيم درجة حرارة الجسم. لكن في حال ممارسة التمارين الرياضية بقوة، أو إجهاد نفسك في الطقس الحار والرطب؛ فإن قدرة الجسمعلى تبريد نفسه بكفاءة، تقلَ بشكل كبير. ونتيجةً لذلك، تبدأ التقلصات الحرارية المؤلمة في الجسم.
ما هي التقلصات الحرارية المؤلمة؟
يشير الموقع المختص إلى أنه أخفَ أشكال الأمراض الناجمة عن الحرارة؛ وتشمل أعراضها غالبًا التعرّق الشديد،الإرهاق،العطش، وتقلصات العضلات المؤلمة. ويساعد العلاج الفوري للتقلصات الحرارية المؤلمة، في منع تطورها أمراض حرارية أكثر خطورة مثل الإنهاك الحراري. وذلك من خلال شرب السوائل أو المشروبات الرياضية التي تحتوي على كهارل (Gatorade أو Powerade وغيرهما). فيما تشمل العلاجات الأخرى للتقلصات الحرارية المؤلمة؛ المكوث في درجات حرارة أبرد، مثل المكان المكيّف أو المظلل، والراحة.
هناك أسبابٌ أخرى قد تؤدي للإنهاك الحراري بجانب الطقس الحار والنشاط الشاق، وتتضمن الآتي:
- الجفاف: الذي يُقلَل من قدرة الجسم على التعرق والحفاظ على درجة حرارة طبيعية.
- تعاطي الكحول بكثرة، ما يؤثر في قدرة جسمك على تنظيم درجة الحرارة.
- ارتداء ملابس كثيرة، وخصوصًا الملابس التي لا تسمح للعرق بالتبخر بسهولة.
عوامل الخطر للإنهاك الحراري
وفقًا لموقع "مايو كلينك"، يمكن لأي شخص أن يتعرض للأمراض المتعلقة بالحرارة؛ مثل الإنهاك الحراري. إلا أنه ثمة عوامل خطر معينة، تزيد من الحساسية للحرارة ومنها:
- صغر السن أو كِبره: إذ أن الرُضَع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات والبالغين الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة، هم أكثر عرضةً للإصابة بالإنهاك الحراري. ففي الصغر، لا تكون قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته قد تطورت بشكل تام؛ في حين أن الأمراض أو تناول بعض الأدوية وغيرها من العوامل المحيطة بكبار السن، قد تؤثر سلبًا على قدرة أجسامهم على تنظيم درجة الحرارة.
- الأدوية: يمكن أن تؤثر بعض الأدوية في قدرة الجسم على البقاء رطبًا وعلى استجابته بشكل مناسب للحرارة، ومنها الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم ومشكلات القلب (مثل حاصرات مستقبلات بيتا ومدرّات البول)، أو الحد من أعراض الحساسية (مضادات الهيستامين)، أو تهدئة الجسم (المهدِّئات)، أو الحد من الأعراض النفسية مثل التوهّم (مضادات الذهان).
- السمنة وزيادة الوزن: لها تأثير سلبي أيضًا في قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته والتسبب في احتفاظه بمزيد من الحرارة.
- التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة: مثل السفر لمكان فيه درجات حرارة مرتفعة لم يعتدها الجسم، أو العيش في منطقة تشهد موجة حر مبكرة؛ وذلك لأن الجسم لم تكن قد أتيحت له فرصة للاعتياد على درجات الحرارة المرتفعة.
- ارتفاع مؤشر الحرارة: كما هو الحاصل حاليًا مع ارتفاع درجات الحرارة القياسي حول العالم.
ما هي أعراض الإنهاك الحراري؟
فضلًا عن التعرق والإجهاد أو التعب وتسارع ضربات القلب، فإن الإنهاك الحراري يمكن أن يتسبب بمجموعة من الأعراض الأخرى التي قد تظهر فجأةً أو تتفاقم مع مرور الوقت؛خصوصًا عند ممارسة التمارين الرياضية لفترات طويلة.
وتشمل هذه الأعراض التالي:
- برودة الجلد ورطوبته مع الإصابة بقشعريرة أثناء التعرض للحرارة.
- التعرق المفرط.
- الإرهاق.
- سرعة النبض وضعفه.
- الدوخة والإغماء.
- انخفاض ضغط الدم عند الوقوف.
- تقلصات عضلية مؤلمة.
- الغثيان والصداع.
في حال كنت تعانين من بعض هذه الأعراض، أو لديك شخصٌ بدأ بالإحساس بها؛ ينصحك الخبراء في "مايو كلينك" بالتوقف عن مزاولة كافة الأنشطة والخلود للراحة، مع ضرورة الإنتقال إلى مكان أبرد وشرب الماء البارد أو المشروبات الرياضية الغنية بالكهارل.
وضرورة الإتصال بالطبيب في حال تفاقم الأعراض أو عدم تحسنها خلال ساعة واحدة من بدء الشعور بها. مع التذكير من جديد، أن عدم علاج الإنهاك الحراري؛ قد يؤدي للإصابة بضربة الشمس التي قد تتسبب بالوفاة في بعض الحالات. وتحدث ضربة الشمس عند وصول درجة حرارة وسط الجسم إلى (40 درجة مئوية) أو أعلى. وتتطلب إصابات ضربات الشمس العناية الطبية الفورية، لتفادي الضرر الدائم للمخ والأعضاء الحيوية الأخرى الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.
هل بالإمكان الوقاية من الإنهاك الحراري
بالتأكيد يمكن؛ وهناك العديد من الخطوات التي يمكنك القيام بها، لمنع الإنهاك الحراري وغيره من الأمراض المرتبطة بالحرارة.
لذا، عندما ترتفع درجات الحرارة أو تتعرضين لحرارة ورطوبة مرتفعة لبعض الوقت، تذكرَي القيام بالآتي:
- ارتدي الملابس الفضفاضة والخفيفة، التي تساعد الجسم على تبريد نفسه بصورة سليمة وفعالة.
- إحميجسمك من حروق الشمس؛ وذلك بوضع واقي شمس واسع الطيف بعامل وقاية من أشعة الشمس (SPF) لا يقل عن 15، على مختلف أنحاء جسمك؛ ارتداء قبعة واسعة الحواف ونظارة شمسية تؤثر حروق الشمس في قدرة جسمك على تبريد نفسه.
- اشربي الكثير من السوائل، لضمان تبريد جسمك ومساعدته على إفراز العرق والحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية.
- احذري عند تناول بعض الأدوية، خاصةً المذكورة أعلاه والتي يمكن أن تؤثر في قدرة جسمك على البقاء رطبًا والاستجابة للحرارة.
- لا تتركيأي شخص داخل سيارة متوقفة مطلقًا؛ فهذا من الأسباب الشائعة لوفيات الأطفال المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة. إذ يمكن أن ترتفع درجة حرارة سيارتك أثناء إيقافها في الشمس بأكثر من 11 درجة مئوية في غضون 10 دقائق.
- تجنُّبي النشاطات البدنية الشاقةأثناء الذورة الحرارية؛ وفي حال اضطرارك لذلك، احرصي على شرب السوائل والاستراحة بشكل متكرر في مكان بارد.
- حاول التكيف مع الطقس الحار قدر الإمكان، سواء في أوقات العمل أو ممارسة الرياضة في الأماكن المفتوحة.
- والنصيحة الأخيرة: توخّي الحذر في حال كنت من الأشخاص الأكثر عرضةً للخطر؛ وتجنيب نفسك احتمالات التعرض لمشاكل الحرارة مثل الإنهاك الحراري وغيرها.
ختام القول، تلعب الوقاية دورًا أساسيًا في حمايتنا من أية مضاعفات ومشاكل صحية قد تنجم عن التعرض لدرجات حرارة مرتفعة. لذا لا تتواني عزيزتي عن اتخاذ كافة الإحتياطات اللازمة لمنع حدوث هذا الأمر، كي تستمتعي بإجازتك الصيفية مع العائلة والأصدقاء بكل راحة وسعادة.