للسمراوات الجميلات.. احذرنَ من الورم الميلانيني جراء التعرض الزائد للشمس
لا شيء يضاهي روعة ودفء أشعة الشمس، التي تمنحنا جرعةً كافية من فيتامين د الذي لا يستطيع الجسم إنتاجه؛ وهو فيتامين حيوي يقوم بالعديد من الوظائف المهمة، ونقصه قد يتسبب بمشاكل وأمراض عديدة.
لكن التعرض المفرط لأشعة الشمس دون وضع واقيات مناسبة، يمكن أن يعود بنتائج عكسية على صحة الجسم والجلد تحديدً؛ إذ يزيد هذا التعرض المسرف من خطر الإصابة ببعض مشاكل الجلد، وعلى رأسها سرطان الجلد.
لذا ينصح الخبراء الجميع، وبشكل خاص أصحاب البشرة الفاتحة؛ من الإسراف في الجلوس تحت أشعة الشمس والتعرض الكبير لها في أوقات الذروة، لتجنب هذه المشاكل. لكن ماذا عن أصحاب البشرة الداكنة، وهل هم بمنأى عن هذه المشاكل والأمراض؟
لطالما كان الاعتقاد السائد بأن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، مُحصَنون ضد الورم الميلانيني، وهو نوع من أنواع سرطان الجلد ؛ لكن تبينَ حديثَا أن هذه خرافةٌ ترسخت على مدار عدة سنوات. ليكتشف الباحثون أن هذا الاعتقاد هو مفهومٌ خاطئ وخطير، وقد أدى بالعديد من أصحاب البشرة الداكنة إلى عدم بذلهم الجهد اللازم لحماية أنفسهم من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
الوقاية من أشعة الشمس ضرورية للجميع
هذا ما أكدته الدكتورة دون ديفيس، دكتور في الطب، واختصاصية الأمراض الجلدية في "مايو كلينك"؛ مشيرةً إلى إن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة يحتاجون إلى الاهتمام بأمر الوقاية من أشعة الشمس كما الحال مع ذوي البشرة الفاتحة. وأضافت: "الميلانين هو مكونٌ بروتيني في الجلد يعطي الجلد لونه".
تحتوي البشرة الداكنة على كمية أكبر من الميلانين؛ وتحمي الصبغة الجلد من الضرر الذي تُسبَبه أشعة الشمس، وتُقلَل من خطر الإصابة بسرطان الجلد. لذا يعتقد بعض الأشخاص ذوي البشرة الداكنة أن الميلانين يقيهم من الإصابة بالسرطان، وهذا الاعتقاد وفقًا للدكتورة ديفيس محض خرافة.
وتقول في هذا الشأن: "جميع المرضي، بما فيهم المرضى ذوي البشرة الملونة، عرضة للإصابة بالورم الميلانيني. كما أن الأطفال عرضةٌ للإصابة به أيضًا."
ما هو الورم الميلانيني
بحسب ما أورد موقع "مايو كلينك"، ينشأ الورم الميلانيني - وهو أخطر أنواع سرطان الجلد - في الخلايا (الميلانينية) التي تنتج صبغة الميلانين والتي تمنح الجلد لونه. وقد يصيب الورم الميلانيني أيضًا العيني، لكنه نادرًا ما يصيب أعضاء أخرى من الجسم كالأنف أو الحلق من الداخل.
لا يُعرف بشكل واضح السبب الدقيق لجميع الأورام الميلانينية؛ لكن التعرض للأشعة فوق البنفسجية (UV) المنبعثة من الشمس أو مصابيح وأسرّة التسمير، قد يزيد من فرص إصابتكِ بورم ميلانيني. في حين قد يساعد الحد من التعرض للأشعة فوق البنفسجية، في تقليل فرص إصابتكِ بورم ميلانيني.
خطورة الورم الميلانيني لدى ذوي البشرة الداكنة
تزيد احتمالية الإصابة بالورم الميلانيني لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، خاصةً النساء. ويمكن أن تساعد مؤشرات خطر سرطان الجلد في ضمان اكتشاف التغيرات السرطانية وعلاجها قبل انتشار السرطان. فعلاج الورم الميلانيني الناجح أمرٌ ممكن، في حال تم الكشف مبكرًا عن الورم.
وبالعودة إلى الورم الميلانيني عند ذوي البشرة الداكنة ، تقول الدكتورة ديفيس أنه عندما يصيب هذا الورم أصحاب البشرة الداكنة؛ فغالبًا ما يُشخص في مرحلة متأخرة، وقد أصبح أكثر شراسةً. ويرجع ذلك إلى أن سرطان الجلد الذي يصيب الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، قد يظهر في مناطق غير مكشوفة. وتضيف: "يشمل ذلك الإبطين، والمنطقة التناسلية، وأسفل أظافر اليدين والقدمين، وراحة اليدين وباطن القدمين. لذا على الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، بما فيهم الأطفال، وضع مستحضر واقٍ من الشمس وإجراء كشف ذاتي للجلد بصورة منتظمة."
وكلما زاد التعرض لأشعة الشمس، زاد خطر الإصابة بسرطان الجلد. لذا تنصح الدكتورة ديفيس باتباع عدة أشياء يمكن للأشخاص القيام بها لحماية الجلد منها:
- وضع مستحضر واقٍ من الشمس بعامل وقاية شمسي ((SPF30 على الأقل.
- إجراء كشف ذاتي للجلد بصورة منتظمة.
- استشارة الطبيب عند اكتشاف زوائد جلدية غير طبيعية أو ثآليل.
- ارتداء ملابس واقية عند التعرض للشمس.
ما هي أضرار التعرض لأشعة الشمس
تجدر الإشارة إلى أن الأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس، هي أصل مشكلة الورم الميلانيني؛ إضافةً لمشاكل أخرى يوردها موقع "ويب طب" على الشكل التالي:
-
التسفع الشمسي
يُعدَ التسفع آلية دفاع يقوم بها الجلد للحفاظ على نفسه من الإشعاع الزائد. وعندما يتعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية، يبدأ بإنتاج المزيد من الميلانين الذي يُسبب التسفع الشمسي؛ وهو اسمرار لون الجلد.
-
حروق الشمس
هي أحد أضرار التعرض المباشرة والزائد لأشعة الشمس، وينتج عنها بشرةٌ حمراء ومتهيجة ومؤلمة. وتنقسم حروق الشمس إلى نوعين:
- الحروق البسيطة: التي تُصيب الطبقة الخارجية فقط من الجلد، وتستمر لأيام قليلة حتى أسابيع؛ لكنها في النهاية تُشفى، بعد أن تتسبب في تقشر الجلد.
- الحروق الشديدة: وهي حروقٌ تصل إلى طبقات الجلد الداخلية والأطراف العصبية، ينتج عنها الألم الشديد وتستمر وقتًا أطول. وتتطلب هذه الحروق التوجه لتلقي علاج الحروق الطبي.
-
التجاعيد
هناك العديد من العوامل المسؤولة عن تجاعيد الجلد في سن الشيخوخة، منها قوة الجاذبية، حركة عضلات الوجه، وزيادة عملية التأكسد في الجسم. إلا أن الشمس تبقى العامل الرئيس والأكثر تأثيرًا؛ فالتعرض لأشعة الشمس لسنوات يضر بألياف الكولاجين والألياف المسؤولة عن مرونة الجلد ما يتسبب في تجعد الجلد وترهله.
-
اختلافاتٌ في لون الجلد
إن التعرض لأشعة الشمس لوقت طويل، يمكن أن يُسبَب اختلافات في لون الجلد؛ والتي قد تبقى لفترات وسنوات أطول بكثير من نهاية موسم السباحة.كما أن هذا التعرض المفرط قد يُسبَب تغيرات في الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة تحت سطح الجلد، ما يؤدي لظهور الجلد محمرا على الدوام في تلك الأماكن.
-
النمش
وهي بقعٌ بنية صغيرة الحجم، تبدأ بالظهور على الجلد بعد أول مرة تتعرضين فيها لأشعة الشمس. ويُعد الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة أو الشعر الأحمر، أكثر ميلًا لتشكَل النمش على الجلد لديهم. مع الإشارة إلى أن النمش ليس دومًا أحد أضرار أشعة الشمس، فهو قد يكون وراثيًّا ويظهر عند الطفل قبل أن يتم عمر الخامسة.
-
القشرة
أحد أضرار أشعة الشمس، هي تعرَض البشرة للقشرة التي تظهر باللون الأحمر أو البني. وهذا الضرر يُمكن أن يزول بعد عدة أيام من تطبيق مرطب ذو نوعية جيدة على البشرة.
-
سرطان الجلد
أكثر أضرار أشعة الشمس خطورةً، ويحدث نتيجة تحفيز التعرض للأشعة فوق البنفسجية لحدوث انقسامات غير طبيعية في خلايا الجلد. هناك عدة أنواع من سرطان الجلد، أحدها مرض بوين (Bowen disease)، والذي يعني سرطان الخلايا الحرشفية؛ وهذا السرطان يبدأ بإصابة الطبقة الخارجية من بشرة الجلد، ومن دون علاج، فإنه قد ينتشر إلى الطبقات الداخلية من الجلد وحتى إلى الأعضاء الداخلية.
-
الساد
مرضٌ يُصيب العين، ويمكن أن يحدث نتيجة تعرَض العين لأشعة الشمس؛ كون الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تؤدي لتعكر عدسة العين، ما يتسبب في منع انتقال الضوء إلى شبكية العين.
في الختام، ننصحكِ عزيزتي القارئة ومهما كان لون بشرتكِ؛ بوجوب توخي الحذر عند التعرض لأشعة الشمس، وضمان حمايتها من خلال واقي الشمس وارتداء الملابس الواقية. مع وجوب الخضوع لفحوصات طبية دورية، والتوجه للطبيب فورًا في حال ظهور أية تآليل أو أورام غير طبيعية على الجلد.