لمنع تكون جير الأسنان في الفم.. إليكِ أبرز نصائح الخبراء
أول ما يسترعي انتباهنا في المرء، هو ابتسامته؛ تلك الإبتسامة البيضاء التي تكشف عن أسنان نظيفة وبراقة، تلمع وتُظهر جمال الفم في أبدع صورة.
لكن للوصول إلى تلك الأسنان الجميلة جدًا، ينبغي العناية بصحتها وصحة الفم على حد سواء. مع أن الكثيرين قد يعارضون هذه الفكرة، متذرعين بمقولة أن تلك الأسنان هي نتاج عمليات تجميلية قام بها مختصون، لمنح الفرد منهم أسنانًا بيضاء لماعة لا غبار عليها.
وهذا صحيح في كثير من الحالات؛ لكن لا يمكننا نفي حقيقة أن أطباء الأسنان الذي يقومون بهذه العمليات التجميلية لمن يرغبون بها، يوصون في المقابل ودومًا بضرورة العناية بالأسنان والحفاظ على صحتها وسلامتها من العديد من المشاكل التي قد تلم بها. ومنها جير الأسنان، الذي يُعدَ مشكلةً كبيرة تؤدي إلى تدهور حالة الأسنان وسقوطها، في حال لم تتم معالجتها بسرعة وبشكل فعال.
هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء تكون جير الأسنان ؛أبرزها إهمال العناية بالأسنان وتنظيفها وزيارة الطبيب بشكل دوري، كذلك التدخين يمكن أن يُسبَب جير الأسنان الذي إضافة لمشاكله الصحية، يُضفي شكلًا قبيحًا على الأسنان.
لذا ولتفادي تكون طبقة الجير المزعجة والبشعة على الأسنان، تحدثنا إلى الدكتورة علا ياسر جاسم؛ طبيبة أسنان في المستشفى الكندي التخصصي في دبي، والتي شرحت لنا ماهية جير الأسنان، أسبابه ومضاعفاته في حال عدم علاجه، وكيفية الوقاية من تكونه.. في موضوعنا اليوم.
ما هو جير الأسنان
بحسب الدكتورة علا، فجير الأسنان هو عبارة عن طبقة صفراء تتكون على الأسنان، تُسمى بالبلاك وتعيش فيها البكتيريا التي يُعزَز الجير من تواجدها وتكاثرها؛ وهي من الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى تسوس الأسنان وظهور أمراض اللثة.
جير الأسنان يمكن أن يجعل من الصعب تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط كما ينبغي، ما قد يؤدي إلى تسوس الأسنان.كما أنه يتكون فوق خط اللثة، وهنا قد يكون سيئًا؛ لأن البكتيريا الموجودة يمكن أن تُهيَج اللثة وتُسبَب تلفها. ومع مرور الوقت قد يؤدي هذا إلى مرض اللثة التدريجي.
وأبرز علامات وأعراض التهاب اللثة ما أفادتنا به الدكتورة علا:
- لثةٌ متورمة أو منتفخة.
- احمرار اللثة الداكن أو اللثة الحمراء القاتمة.
- اللثة التي تنزف بسهولة عند غسل الأسنان أو تنظيفها بالخيط.
- رائحة الفم الكريهة.
- انحسار اللثة وضعفها.
وفضلًا عن أنه مظهرٌ غير مرغوب فيه على الأسنان، فإن تراكم جير الأسنان يمكن أن يُسبب مشكلات صحيةمثل التهاب اللثة (كما شرحنا أعلاه)، رائحة الفم الكريهة نتيجة تراكم البكتيريا، تدمير طبقة مينا الأسنان؛ وهي الطبقة الخارجية الصلبة للأسنان، والتي بدورها يمكن أن تؤدي إلى حساسية الأسنان، إضافةً إلى تجويف الأسنان وحتى فقدان الأسنان.
يحدث ضعف الأسنان نتيجة الجير، بسبب التهابات في الدواعم السنية في حالات متقدمة من وجود الجير؛ ما يؤدي إلى تخلخلها وتساقطها حتى وإن كانت سليمة من التسوس.
يتسبب الجير أيضًا في الجيوب اللثوية ما بين الأسنان، وهي مؤلمةٌ جدًا؛ إضافةً إلى نزيف اللثة وتورمها، ضمور اللثة وانحسارها وبالتالي كشف جزء من الجذور ذات الحساسية العالية.
مع الإشارة إلى أن جير الأسنان، يمكن تصنيفه إلى نوعين رئيسين كالتالي:
- جير الأسنان الأصفر: أو الشفاف أوما يُسمى بالبلاك أو اللويحات (Plaque)، هو مادةٌ رقيقة بكتيرية المنشأ قد تتراكم على الأسنان؛ ويمكن لاستخدام الفرشاة والمعجون أن يساعد على تخليص الأسنان منها. ولكن إذا ما بقي الجير الأصفر على الأسنان لفترة طويلة نسبيًّا، قد يصبح من الصعب التخلص منه منزليًّا؛ إذ قد تزداد صلابته ليتحول إلى جير داكن اللون، وهذا النوع من الجير يدعى طبيًّا بالترتر أو القلح (Tartar).
- جير الأسنان الأسود أو الداكن: أو الترتر، هو الحالة المتقدمة من جير الأسنان الأصفر؛ فمع مرور الوقت قد تمتزج طبقة الجير الشفافة واللزجة مع الكالسيوم وبعض المعادن الأخرى الموجودة في اللعاب، لتتصلب وتتحول إلى جير داكن. والجير الداكن قد يتسبب في تراكم المزيد من الجير الأصفر وتشكَل المزيد من الترتر.
وعلى عكس النوع السابق؛ لا يمكن إزالة هذا النوع من الجير من على الأسنان في المنزل؛ بل يحتاج المريض للذهاب إلى طبيب أسنان مختص لمساعدته على تنظيف أسنانه والتخلص من الجير الأسود.
دليلك لمنع تكوين جير الأسنان
بما أن الوقاية هي أفضل السبُل لحماية أنفسنا وأحبتنا من أي مشكلة صحية تلمَ بصحة أجسامنا، فمن المؤكد أنه يمكن منع تكون جير الأسنان وتداعياته السلبية على صحة الفم والأسنان لدينا.
ويمكن تحقيق ذلك باتباع إرشادات الأطباء المختصين، ومنهم الدكتورة علا التي تضع بين يديكِ عزيزتي؛ دليلًا شاملًا ومُفصلًا للوقاية من تكوين جير الأسنان على النحو الآتي:
- استخدام خيط الأسنان يوميًّا، والذي يُعتقد أن استخدامه قبل تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون؛ قد يكون أكثر فاعلية في مقاومة جير الأسنان.
- تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون مرتين يوميًّا على الأقل، لا سيما بعد تناول الوجبات.
- اتباع نظام غذائي يحتوي على كمية أقل من الأطعمة والمشروبات السكرية والنشوية.
- اتباع إجراءات حياتية أخرى إنما مفيدة، مثل مضغ علكة خالية من السكر، استخدام غسول الفم بين الحين والآخر، وزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري.
هذا وتُشدد طبيبة الأسنان في المستشفى الكندي التخصصي، على ضرورة اتباع ممارسات صحية جيدة لحماية الفم والأسنان من الجير المتعب. وبرأيها، تُعتبر بعض الممارسات مثل الأكل الصحي والسيطرة على السكر في الدم إذا كنت تعانين من مرض السكري، مهمةٌ أيضًا للحفاظ على صحة اللثة.
خلاصة القول، أن مشكلة جير الأسنان سببها ممارساتنا الخاطئة، وحلها بيدنا وحدنا. وكل ما علينا فعله، هو التخلي بدايةً عن كافة الممارسات السيئة التي نقوم بها يوميًا مثل التدخين وعدم العناية بتنظيف الأسنان واللثة جيدًا، ثم المداومة على زيارة طبيب الأسنان واستشارته في حال ظهور أية مشاكل جديدة على الأسنان. وعندها، يمكنكِ عزيزتي التمتع بابتسامة جميلة وبراقة دون خجل على الدوام.