أحدها بعارض خاص بالنساء.. إليكِ الفروقات بين التوأم السكتة والنوبة القلبية
لا شك في أن العناية بصحة القلب، ومن عمر مبكر؛ يسهم بشكل كبير في الحفاظ على قوة وسلامة هذا العضو الحيوي جدًا في أجسامنا، والذي من دونه لا يمكننا العيش أبدًا.
فإهمال صحة القلب، قد ينتج عنها مضاعفات كبيرة تتمثل في بعض الأمراض التي تُعد من الأسباب العشر الرئيسية للوفاة حول العالم. فيما تُعتبر أمراض القلب، القاتل الرئيسي في جميع أنحاء العالم، وأكبر سبب للوفاة في الولايات المتحدة؛ وبحسب مصادر منظمة الصحة العالمية، فقد أودت هذه الأمراض بحياة ما يُقدّر بحوالي 17.9 مليون شخص في عام 2019، ما يعادل 32% من إجمالي الوفيّات على مستوى العالم.
تختلف أمراض القلب بشكل كبير، إذ أنها قد تؤثر على الأوعية الدموية المتجهة نحو القلب أو الدماغ، أو عضلات القلب والصمامات ومناطق أخرى من الجسم. من بينها السكتة القلبية والنوبة القلبية، التي تختلف في الكثير من أعراضها؛ وإن كانت أي حالة قلبية معروفة بما في ذلك النوبة القلبية، يمكن أن تتسبب بسكتة قلبية.
فما هي الفروقات بين هذا "التوأم"، وما هو العارض الرئيسي الذي يظهر عند النساء ويؤشر للإصابة بالسكتة القلبية؟ والأهم، ما هو اليوم الأكثر خطورةً لجهة احتمال الإصابة بالنوبة القلبية القاتلة؟ كل هذه الأسئلة نجيب عليها في موضوعنا اليوم..
اختلافاتٌ رئيسية بين السكتة والنوبة القلبية
بدايةً وقبل الخوض في الاختلافات، لا بد من التذكير بأن كلا السكتة القلبية والنوبة القلبية، هما من أمراض القلب الخطيرة التي لا ينبغي التهاون بهما. لذا يجب التنبه إلى أي عارض طارئ أو غير طبيعي، يمكن أن يشير للإصابة سواء بالسكتة القلبية أو النوبة القلبية.
ولتبيان الفروقات بين هاتين المشكلتين الصحيتين، جمعنا لكِ عزيزتي أبرز أعراض السكتة القلبية والنوبة القلبية؛ كي يتسنى لكِ إيلاء عناية أكبر بصحة قلبكِ. إذ أن فهم الأعراض والأسباب وعوامل الخطر المختلفة، يمكنه المساعدة في التشخيص السريع والعلاج المناسب.
ووفقًا لمعلومات نشرها موقع "روسيا اليوم" حول هذا الموضوع، فإن السكتة القلبية هي أكثر خطورةً من النوبة القلبية؛ وتحدث جراء توقف القلب عن ضخ الدم في الجسم بسبب عدم نبضه بصورة فعالة. وفي حال الإصابة بالسكتة القلبية، فإن الشخص المصاب سرعان ما يفقد وعيه وخلال ثوان قليلة؛ وهذا الأمر قد يكون مميتًا في حال لم يتم عكسه بسرعة. لكن المؤسف في الموضوع، أن السكتة القلبية قد تودي بحياة من يُصاب بها في أكثر من 89% من الحالات.
لما ذلك؟ لأن توقف الدم من التدفق عبر الجسم، يحرم الأعضاء الأخرى من الأكسجين. وهذا المنع قد يكون خطيرًا بشكل خاص على صحة الدماغ، حيث أن الإصابات العصبية الناجمة عن تلف الدماغ جراء السكتة القلبية غالبًا ما تكون سائدة عند الأشخاص الذين ينجون من هذه السكتة.
وكان الدكتور جون جوديسيسي، أستاذ في قسم طب القلب والأوعية الدموية من مايو كلينك؛تحدث إلينا في وقت سابق من العام الماضي حول السكتة القلبية المفاجئة التي باتت تحصد الكثير من الوفيات، خاصةً بين صفوف الشباب. مشيرًا إلى أن السكتة القلبية المفاجئة تحدث عندما يتوقف النشاط الكهربائي للقلب فجأة وبشكل غير متوقع. في هذه الحالة يتوقف القلب عن الخفقان، ما يؤدي إلى تعذر وصول الدم الذي ينقل الأكسجين إلى الدماغ والرئتين والأعضاء الحيوية الأخرى. وإذا لم يعاود القلب الخفقان بشكل طبيعي خلال دقائق معدودة، قد تؤدي السكتة القلبية المفاجئة إلى الوفاة فورًا.
على المقلب الآخر، فإن النوبة القلبية تحدث جراء انسداد في الشريان يعيق تدفق الدم إلى القلب؛ ما قد يتسبب في تلف عضلات القلب وليس توقفه بشكل تام. كما أن النوبة القلبية لا تنعكس سلبًا على صحة أعضاء الجسم الأخرى، كما هي الحال مع الإصابة بالسكتة القلبية.
وكما هو الحال مع السكتة القلبية؛ فإن تزايد أعداد الإصابة بالنوبة القلبية بين صفوف الشباب وتحت سن الخمسين، يُنذر بمشكلة كبيرة ويستدعي تغييرات جذرية في نمط الحياة المتبع في الوقت الحالي. خاصةً إذا ما عرفنا أن معظم أسباب النوبة القلبية، وتوأمها السكتة القلبية، ناجم في الدرجة الأولى عن التدخين، زيادة الوزن والسمنة، نمط الحياة العصري المتسم بالعصبية والتوتر الشديدين، نمط الغذاء غير الصحي وقلة الحركة والخمول البدني.
أعراض متفاوتة بين السكتة والنوبة القلبية
أفاد موقع "روسيا اليوم" نقلًا عن Business Insider، أن هناك ثمة فروقات بين السكتة القلبية والنوبة القلبية وكذلك بالنسبة لعوامل الخطر، بحسب ما أشارت الدكتورة إميلي تسايتلر، طبيبة أمراض القلب في مركز "دارتماوث-هيتشكوك" الطبي. وقالت الطبيبة المختصة أنالسكتة القلبية تحدث جراءتعطَل النبضات الكهربائية التي تتحكم في ضربات القلب؛ ما قد يتسبب في توقف القلب فجأة عن الخفقان بسرعة كبيرة بحيث لا يتمكن من ضخ الدم، ويشبه الوضع ما يمكن أن يحدث في حالات مثل الرجفان البطيني.
وتضيف تسايتلر أن معظم النوبات القلبية لا تؤدي إلى سكتة قلبية. ومع ذلك؛ عندما يتسبب الضرر الناجم عن نقص تدفق الدم إلى القلب في توقف القلب عن النبض، يمكن أن تحدث السكتة القلبية لدى 14% من النوبات القلبية المميتة.
كذلك يمكن أن تزيد الإصابة السابقة بالنوبة القلبية أو مرض الشريان التاجي، من خطورة الإصابة بسكتة قلبية مستقبلًا. في حين ترتبط 75% من الوفيات الناجمة عن السكتة القلبية بنوبة قلبية سابقة، و80% من الوفيات الناجمة عن السكتة القلبية بأمراض القلب التاجية.
وتجدر الإشارة إلى أن خطر التعرض للسكتة القلبية عقب نوبة قلبية، يسجل أعلى مستوياته خعقب الأشهر الستة الأولى للإصابة بالنوبة القلبية. ما يتطلب من مريض النوبة القلبية، المتابعة الشديدة مع الطبيب، وإجراء الفحوصات الدورية لدرء خطر السكتة القلبية المميتة. كما يمكن لفشل القلب وغيره من المضاعفات الصحية للقلب والأوعية الدموية، أن يزيد من مخاطر الإصابة بالسكتة القلبية.
وبالعودة إلى أعراض هاتين المشكلتين الرئيسيتين للقلب واختلافها، إليكِ أبرز أعراض السكتة القلبية والنوبة القلبية..
أعراض السكتة القلبية
بحسب الدكتور جوديسيسي من "مايو كلينك"، فإنه وعلى الرغم من أن بعض المرضى قد يشعرون بتسارع دقات القلب أو الدوخة قبل فقدان السيطرة التامة، إلا أن فقدان الوعي المفاجئ يبقى من أكثر أعراض السكتة القلبية شيوعًا؛فيما يُعد الموت من المضاعفات الأكثر خطورة للسكتة القلبية. ويعاني معظم المرضى الذين ينجون بعد إصابتهم بسكتة قلبية، من تلف الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين وهو أحد أكثر مضاعفات السكتة القلبية خطورةً.
ويشير موقع "ويب طب" إلى بعض الأعراض التحذيرية للسكتة القلبية، تشمل ما يلي:
- تعب عام في الجسم وبشكل مفاجئ، حيث يصبح المصاب غير قادر على الاستجابة.
- توقف النبض.
- توقف التنفس، أو صعوبة بالغة في التنفّس.
- فقدان الوعي كما ذكرنا أعلاه.
- ضيق في الصدر.
- خفقان القلب، وتسارع دقّاته.
وهي أعراضٌ لا يجب إهمالها إطلاقًا، خاصةً إذا ما تكررت وكانت مصحوبةً ببعض عوامل الخطر الأخرى مثل التدخين والإصابة بالسمنة، وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب، والإصابة ببعض الأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها.
أعراض النوبة القلبية
على الجانب المقابل، فإن حوالي 20% من حالات النوبات القلبية للأسف صامتة ولا يمكن التكهن بحدوثها إلا في مرحلة متأخرة. وتتشابه أعراض النوبة القلبية بعض الشيء مع أعراض السكتة القلبية، لجهة ضيق التنفس وفقدان الوعي.
مع بعض الأعراض الأخرى التي ذكرها موقع "مايو كلينك" ونلخصها بالآتي:
- ألم في الصدر يشبه الإحساس بضغط أو ثقل أو ضيق أو ألم عاصر أو وجع.
- الشعور بألم أو انزعاج يمتد إلى الكتف أو الذراع أو الظهر أو العنق أو الفك أو الأسنان وأحيانًا يصل إلى الجزء العلوي من البطن.
- التعرق البارد.
- الإرهاق.
- حرقة المعدة أو عسر الهضم.
- شعور مفاجئ بالدوار أو الدوخة.
- الغثيان.
- ضيق النفَس.
مع الإشارة إلى أن نحو 14% من النوبات القلبية تُعد قاتلة، ويتم تصنيفها بالنوبات القلبية الشديدة؛ التي يكون فيها الشريان مسدودًا بشكل تام وتتطلب علاجًا فوريًا. وهذا النوع من النوبات الشديدة، حتى في حال معالجتها؛ يمكن أن تؤدي للإصابة بالسكتة القلبية أو فشل القلب في حالات نادرة. وفشل القلبهي حالةٌ صحية حرجة، يفشل فيها القلب في توفير الدم الكافي للجسم بمرور الوقت (على الرغم من أنه لا يتوقف عن النبض تماما، مثل السكتة القلبية).
النوبات القلبية القاتلة أكثر حدوثأ في هذا اليوم
نعم، ما قرأتهِ صحيح.. إذ تكثر الإصابة بالنوبة القلبية القاتلة في أول أيام الأسبوع؛ وتحديدًا يوم الإثنين، بحسب ما أفاد موقع "سكاي نيوز عربية" عن دراسة علمية نشرت تفاصيلها صحيفة "صن" البريطانية.
ووفق الدراسة، فإن يوم الإثنين هو اليوم الأكثر شيوعًا للإصابة بالنوبة القلبية القاتلة. والسبب في ذلك، بحسب الخبراء؛ مرده إلى التغييرات التي يشهدها الإنسان في دورة النوم اليومية للجسم بعد انقضاء عطلة نهاية الأسبوع، والتي كثيرًا ما يسهر خلالها الناس لساعات متأخرة من الليل. وبعد العودة للدوام، يضطرون للاستيقاظ من جديد باكرًا، ما يُسبَب اضطرابات حادة في دورة النوم.
خلال الدراسة، قام الباحثون بدراسة بيانات أكثر من 10 آلاف مريض في المستشفيات في جميع أنحاء أيرلندا، وعلى مدار خمس سنوات؛ مع حساب احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية لكل يوم من أيام الأسبوع. وخلصوا إلى وجود "علاقة قوية" بين بداية أسبوع العمل وأخطر أنواع النوبات القلبية.
ويقول المسعفون إن إجراء المزيد من البحث في هذا الموضوع، قد يساعد في إنقاذ الكثير من الأرواح في المستقبل. ومثلهم دعا البروفيسور نيليش سماني، من مؤسسة القلب البريطانية، إلى مزيد من البحث؛ كون "القيام بذلك يمكن أن يساعد الأطباء على فهم هذه الحالة المميتة بشكل أفضل وإنقاذ المزيد من الأرواح".
اختلاف في علامة الخطر للسكتة القلبية بين النساء والرجال
هو ما توصلت إليه دراسةٌ جديدة، قام موقع "سكاي نيوز عربية" بالتحدث عنها. وتشير نتائج الدراسة، إلى وجود علامة منذرة بالفعل بخطر الإصابة بالسكتة القلبية تحدث قبل 24 ساعة من موعد السكتة (لدى ما يقرب من نصف الأشخاص)؛ لكنها تختلف بين النساء والرجال.
فالنساء، بحسب الدراسة، يعانون عادةً من ضيق التنفس في اليوم السابق للسكتة القلبية؛ في حين أن الرجال يشعرون بألم حاد بعض الشيء في الصدر. وتحدث سوميت تشوغ، كبير مؤلفي الدراسة عن هذا الإختلاف قائلًا: "النتائج التي توصلنا إليها يمكن أن تؤدي إلى نموذج جديد للوقاية من الموت القلبي المفاجئ".
ما العمل للوقاية من كلا السكتة والنوبة القلبية؟
الحل بسيط وطرحناه في بداية الموضوع، يتلخص في 3 كلمات: العناية بصحة القلب.. والتي تنسحب على كافة أعضاء وأجهزة الجسم كذلك الأمر.
هذه العناية لا تتوقف فقط عند إجراء الفحوصات الطبية الدورية، وإنما تشمل بالتأكيد اتباع نمط حياة يحمينا من الأمراض التي يمكن أن تزيد خطر الإصابة سواء بالسكتة القلبية أو النوبة القلبية.
ويتمثل هذا النمط الصحي بالخطوات التالية:
- علاج أو السيطرة قدر الإمكان، على الأمراض المرتبطة بأمراض القلب مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
- الحفاظ على وزن صحي قدر المستطاع.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، غني بالحبوب الكاملة والدهون الصحية والألياف والبروتينات.
- الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول بتاتًا.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
- النوم الجيد.
- تخفيف التوتر والقلق والسيطرة عليهما قدر الإمكان.