الدكتور هاشم جمال لـ "هي": الربو أحد عوامل الخطر المرتبطة بالتهاب الجيوب الأنفية وهذه هي أهم الأعراض
يعاني نسبة ليست قليلة من الأشخاص بالتهاب الجيوب الأنفية، ويحدث ذلك نتيجة لانسدادها وامتلائها بالسائل، مما يتيح الفرصة لنمو الجراثيم، ومن ثم ظهور أعراض الالتهاب المزعجة التي قد تكون سبباً في بعض الحالات في إعاقة المصابين عن ممارسة الحياة بشكل طبيعي، وخصوصاً من يعانون من التهاب مزمن في الجيوب الأنفية.
ويعد التهاب الجيوب الأنفية حالة شائعة جداً، الأمر الذي يتطلب إفادة المصابين بها بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بالجيوب الأنفية وبالتهابها، ومن أجل ذلك التقت "هي" بالدكتور هاشم جمال، استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة، رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى هيلث بوينت، ليجيب عن أهم الأسئلة المتعلقة بالجيوب الأنفية.
ما هي الجيوب الأنفية وما وظيفتها؟
الجيوب الأنفية هي تجاويف مملوءة بالهواء خلف عظام الوجنتين والجبهة وبجانب العينين. وتفرز مادة مخاطية لترطيب الأنف والأغشية المخاطية التي تحتوي أيضاً على شعيرات دقيقة لدفع المواد المخاطية في الاتجاه الخلفي. أما قرنيات الأنف الموجودة جانب الحاجز الأنفي فتعمل على ترطيب الهواء وتدفئته قبل وصوله للرئتين. وللجيوب الأنفية وظيفة كبيرة إذ تساعد على التخلص من البكتيريا والكائنات الدقيقة والملوثات عبر التقاطها داخل المواد المخاطية التي يتخلص منها الإنسان من وقت لآخر.
ما أبرز الأسباب التي تقف وراء التهاب الجيوب الأنفية وتهيجها؟
توجد أسباب عديدة تؤدي إلى التهاب الجيوب الأنفية وتهيجها، منها نزلات البرد والإنفلونزا وأنواع مختلفة من البكتريا والحساسية الأنفية الموسمية والالتهابات الفطرية. وأيضًا يعتبر الربو من عوامل الخطر المرتبطة بالتهاب الجيوب الأنفية، إلى جانب الزوائد الأنفية وانحراف الحاجز الأنفي وضعف الجهاز المناعي والتدخين، ووجود لحميات أنفية زائدة تغلق فتحات الجيوب الأنفية وتكون مرتبطة بحالات اضطراب مناعي معين.
ما هي أعراض التهاب الجيوب الأنفية؟
عند التهاب الجيوب الأنفية، تظهر عدة أعراض يجب الانتباه إليها جيداً لسرعة استشارة الطبيب للفحص ومعرفة أسباب الالتهاب ووصف العلاج المناسب، وتتمثل هذه الأعراض في ما يلي:
- سيلان المخاط باتجاه الحلق.
- سيلان الأنف بلون أصفر أو أخضر سميك.
- انسداد الأنف.
- الشعور بضغط على الوجه لاسيما حول الأنف والعينين والجبهة. وقد يزداد الشعور سوءاً عند تحريك الرأس أو الانحناء.
- الشعور بضغط وألم في الأذن.
- قد يتطور الأمر في بعض الحالات لارتفاع درجة الحرارة.
- وجود رائحة فم كريهة.
- السعال.
- الصداع.
- الشعور بالإرهاق.
ما هي علاجات التهاب الجيوب الأنفية، وما هو دور الجراحة في علاج الجيوب الأنفية، وهل يعود المرض بعد علاجه جراحياً؟
يعتمد علاج الجيوب الأنفية على شدة الحالة ومدى تطورها، فقد يكون العلاج بسيطاً عن طريق مضادات الاحتقان أو أدوية البرد والحساسية التي لا تستلزم وصفة طبية، ولربما نلجأ لتنظيف الأنف بمحلول ملحي وننصح المريض بشرب الكثير من السوائل. وإذا لم تتحسن الأعراض في غضون فترة وجيزة، قد نصف المضادات الحيوية أو مزيلات الاحتقان الفموية أو الموضعية، أو بخاخات الستيرويد الأنفية التي تُصرف بوصفة طبية، ولا نوصي باستخدام البخاخات أو القطرات التي تصرف بدون وصفة طبية لمدة تزيد عن ثلاثة إلى خمسة أيام، فقد تؤدي في الواقع إلى زيادة الاحتقان.
وفي الحالات المتقدمة، نلجأ للخيار الجراحي الذي قد يتضمن إزالة أنسجة الجيوب الأنفية أو العظام أو الزوائد الأخرى وتوسيع فتحات الجيوب الأنفية، وهنالك العديد من الخيارات الجراحية المصممة لتكون بأدنى حدود التدخل الجراحي لتمكين المريض من التعافي بسرعة. وفي الحقيقة، لا تعود مشاكل الجيوب الأنفية في معظم الحالات إلا أن الإصابة مجدداً أمر وارد الحدوث، لذلك نطلب من المريض مراجعة دورية كل فترة للتأكد من عدم إصابته مجدداً بالالتهاب.
ما هي مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية؟
توجد مضاعفات عديدة تترتب على اهمال علاج التهاب الجيوب الأنفية في بعض الحالات، وهي نادرة من أهمها:
- حدوث مشاكل في الإبصار حال وصل التهاب الجيوب الأنفية إلى مقلة العين، إذ يتسبب ذلك في انخفاض الرؤية، وقد يزيد ذلك من احتمالات الإصابة بالعمى الذي قد يكون بصفة دائمة.
- الإصابة بالعدوى، فمن الممكن أن تزيد احتمالات تعرض الأشخاص الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية المزمن إلى التعرض للاصابة بالتهاب السحايا وهو عبارة عن التهاب الأغشية والسائل المحيطين بالمخ والحبل النخاعي، وكذلك الإصابة بالتهابات في العظام مع زيادة احتمالات التعرض لعدوى جلدية خطيرة، ولذلك يجب استشارة الطبيب على الفور بمجرد المعاناة من أعراض التهاب الجيوب الأنفية لاتخاذ اللازم ووصف العلاج المناسب لكي لا تتفاقم المشكلة، ولكي لا تحدث تأثيرات سلبية على الصحة بوجه عام.
ما هي نصائحك للحفاظ على صحة الجيوب الأنفية وما هي سبل الوقاية من التهابها؟
"الوقاية خير من العلاج" إذ تساهم إجراءات الوقاية من مختلف أنواع العدوى التنفسية في تجنب الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، ويعتبر الابتعاد عن التدخين بكافة أشكاله وأنواعه من الخطوات الهامة لتجنب التهاب الجيوب الأنفية. وننصح الجميع بممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي للحفاظ على جهاز مناعي صحي، الأمر الذي يقلِّل من فرص الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية. وعند الشعور بأي من الأعراض المذكورة والمرتبطة بالجيوب الأنفية، ينبغي مراجعة الطبيب لأن العلاج الدوائي يكون أكثر فاعلية في بداية المرض، وقد يجنب المريض الحاجة إلى الخضوع للخيار الجراحي.
وأخيراً، وإذا كنتِ تعانين غاليتي من واحد أو أكثر من أعراض التهاب الجيوب الأنفية عليك بأخذ الأمر على محمل الجد وعدم التهاون في ما تشعرين به جراء ذلك لكي لا تزيد احتمالات التعرض لمضاعفات خطيرة.
وختاماً نتمنى لكِ ولجميع قراء "هي" السلامة والعافية.