الإصابة بالاكتئاب على رأسها .. مخاطر التفكير المفرط على الصحة النفسية
التفكير هو أحد العمليات الذهنية التي يقوم بها عقل الإنسان، وبما أن العقل هو ما مُيزنا به عن غيرنا من المخلوقات الأخرى، فمن الطبيعي أن نفكر جميعاً، ولكن ثمة أمور غير طبيعية تتسبب في إحداث ضرر بالغ بنا، أولها التفكير بصورة مبالغ فيها، وهو ما يعرف باسم "التفكير المفرط".
وللإفراط في التفكير العديد من المخاطر الجسدية والنفسية التي تنذر بالعديد من المشاكل الصحية الخطيرة، من أجل ذلك سنقوم اليوم بذكر ماهية التفكير المفرط، وأضراره النفسية، وكيفية التحكم في التفكير بما يعزز من صحة الإنسان في محاولة لتخفيف حدة الآثار السلبية لفرط التفكير.
ما هو التفكير المفرط؟
التفكير المفرط هو حالة ينشغل فيها العقل بطريقة مبالغ فيها ولفترة طويلة بالتفكير في بعض الأمور، وتختلف حدته بحسب نوعه، إذ يوجد نوعان منه ألا وهما: التفكير المفرط الطبيعي وهو الذي يكون بشكل مؤقت بسبب المرور بمشكلة ما تحتاج إلى حلول سريعة كوقاية من العديد من الأزمات والآثار السلبية.
ومنه التفكير المفرط غير الطبيعي مثل التفكير في أحداث ماضية واستغراق وقتاً طويلاً فيه، وجلد الذات وتوبيخها، والقلق بشأن ما سيحدث في المستقبل، وهذا هو النوع الأخطر من التفكير لأنه ينذر بحدوث أضرار بالغة في الجسم والنفس معاً.
ما هي أعراض التفكير المفرط؟
حدد الأطباء المختصين أعراض معينة تدل على التفكير المفرط، ولعل من أبرز هذه الأعراض ما يلي:
- المعاناة بشكل قوي من نقص التركيز.
- اضطرابات النوم بسبب عدم هدوء العقل والتفكير المفرط في العديد من الأمور.
- الندم وجلد الذات باستمرار على مواقف انتهت في الماضي ولكنها عالقة في الذهن.
- انشغال العقل بشكل دائم دون توقف عن التفكير والغياب عن المحيطين رغم الوجود معهم في نفس المكان ومشاركتهم العديد من الأنشطة.
- الشعور بالقلق والتوتر باستمرار.
- العزلة والشعور بالإحباط.
ما هي أسباب التفكير المفرط؟
بحسب الخبراء والمختصين تتعدد أسباب التفكير المفرط وفقاً للعديد من الأمور من بينها ما يلي:
نوعية الشخصية التي تمارس التفكير المفرط
أكد الخبراء على أن لنوع الشخصية دور كبير في المعاناة من التفكير المفرط، إذ أن الشخصية التحليلية الحساسة هي الأكثر عرضة لهذا النوع من التفكير.
البيئة المحيطة
للبيئة دخل كبير في المعاناة من التفكير المفرط، إذ يزيد كلما كان هناك قيوداً عديدة على سلوك الشخص، ويقل كلما كان هناك حرية وحسن استماع، لأن الجهد كله يكون في الفعل، ولذلك يقل الجخد على العقل، ويصبح التفكير في مستوياته الطبيعية.ط
الخبرات السلبية
للأسف الشديد يعاني بعض الأشخاص من تذكر مستمر غير منقطع للخبرات الحياتية السلبية، ما يزيد من حدة التفكير لديهك حد المعاناة من التفكير المفرط، إذ يعزم هؤلاء الأشخاص على التفكير بشكل زائد من أجل الوصول إلى إجراءات وقائية تحفظهم في المستقبل من هذه المواقف أو الخبرات السلبية.
المثالية المفرطة
وهي تمثل الصراع الأقوى عند الشخص الذي يعاني من التفكير المفرط، لأنه يحب أن يكون مثالياً بشكل دائم، لذلك يفكر بشكل مفرط في كل الأمور التي تحقق مثاليته، وتلك التي تحول دون وقوعه في مواقف محرجة تقلل من مثاليته.
الإصابة بمشاكل نفسية
في بعض الأحيان يكون سبب التفكير المفرط معاناة الشخص من اضطرابات نفسية عديدة مثل: القلق والخوف والوسواس القهري، لأنها أمراض تجعله يفكر بشكل مفرط في كل تفصيلة.
ما هي المخاطر النفسية التي تهدد أصحاب التفكير المفرط؟
توجد مخاطر نفسية عديدة تؤثر بشكل كبير على الجانب النفسي للشخص الذي يعاني من التفكير المفرط، وقد ربطت دراسة أجريت عام 2013 في مجلة علم النفس الأمريكية بينه وبين العديد من المخاطر النفسة التي من أبرزها ما يلي:
- الإصابة بالاكتئاب على رأسهم لأن التفكير المفرط يجعل الشخص حبيساً لكل الذكريات السلبية التي مر بها لذلك تتأثر نفسيته من تراكم تأثيراتها السلبية بداخله.
- الشعور الدائم بالخوف والأرق.
- الوقوع فريسة للقلق والتوتر.
- العزلة وفقد الحافز على الرغبة في الاستمتاع بالحياة.
هل توجد مخاطر جسدية للتفكير المفرط؟
ترتبط الحالة النفسية للفرد بالحالة الجسدية، إذ أن معاناة الفرد من القلق والتوتر والاكتئاب، وغير ذلك من الضغوط النفسية المستمرة، يؤدي إلى زيادة احتمالات الخطر حوله والتي تصل حد الموت، إذ أطلق البعض على التفكير المفرط اسم "القاتل الصامت" لأنه يقتل ضحاياه في صمت.
ولعل من أبرز المخاطر الجسدية التي يعاني منها ضحايا التفكير المفرط ما يلي:
- أمراض المناعة والتي تزيد احتمالات الإصابة بها بسب إفراز الكورتيزول المعروف بهرمون القلق.
- المعاناة من اضطرابات الهضم مثل: القولون العصبي ونقص الشهية.
- الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والتعرض لمخاطر عديدة.
- الإصابة بأمراض جلدية مثل: حب الشباب والحكة الجلدية واحمرار الجلد والصدفية.
- المعاناة من شدة اضطرابات النوم كالأرق أو كثرة النوم، فقد يصاب البعض بالأرق في حين يصاب غيرهم بكثرة النوم.
- تلف خلايا المخ ومن ثم التأثير على الذاكرة بشكل قوي ومضر.
- ومن مخاطر التفكير المفرط زيادة إحتمالات الإصابة بالسرطان، لأن إلإجهاد والتنشيط المستمر للغدة النخامية والغدة الكظرية يضعف من مناعة الجسم ومن ثم الإصابة بالسرطان.
هل يمكن الوقاية من مخاطر التفكير المفرط؟
يمكن أن تتحقق الوقاية من مخاطر التفكير المفرط عند تدريب العقل على عدم الاستغراق في التفكير، والتوقف عنه عند الشعور بزيادته عن الحد الطبيعي، ولعل من أهم النصائح التي ذكرت في الوقاية من مخاطره النفسية والجسدية ما يلي:
- ضرورة الانتباه إلى طريقة التفكير وتدريب العقل على التغلب عليها كوقاية من التفكير المفرط.
- الحفاظ على التركيز وخصوصاً عند حل المشكلات في محاولة لعدم التعمق في التفكير والتوقف عنه بمجرد وجود حلول لها.
- محاربة الأفكار السلبية بتعزيز التفكير الإيجابي والتعمق فيه.
- ضع جدول زمني للتفكير.
- لا يجب التفكير في المشاكل مدة تزيد عن 20 دقيقة بحسب آراء الخبراء والمختصين وذلك للحد من الآثار السلبية المترتبة على ذلك.
وختاماً، وللوقاية من مخاطر التفكير المفرط، وإذ لم تنجح المحاولات الفردية السابق ذكرها أعلاه لتحقيق الوقاية، يجب اللجوء إلى المختصين واستشارتهم للوصول إلى نتائج إيجابية عميقة التأثير وبما يحقق سلامة النفس والجسد معاً.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. ما أكثر الطرق فعالية في السيطرة على التفكير المفرط وتجنب تأثيراته الخطيرة؟
مع تمنياتي لكم جميعاً بتفكير هادي وصحي،،،
دمتم بخير،،،