أبرزها الوقاية.. نصائح طبية وحياتية لتخفيف وجع الركبة عند النساء
بعض الأمراض أو المشاكل الصحية، هي سمات عامة وشائعة بين جميع الناس؛ لكنها قد تتفاوت بين شخص وآخر، أو بين جنس وآخر كما هو الحال مع وجع الركبة أو آلام الركبة.
فعلى الرغم من شيوعها المشكلة بين مختلف الأجناس والأعمار، إلا أن وجع الركبة يصيب النساء أكثر من الرجال وبنسبة أعلى. وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء هذا الأمر، كما أوضح لنا الدكتور محمد فراس أرناؤوط، استشاري جراحة العظام في "برايم ميديكال سنتر"؛ مشيرًا إلى أن بعضها فيزيولوجي بحت، والبعض الآخر له علاقةٌ وطيدة بأسلوب الحياة والتغيرات التي تطرأ على النساء في مراحل مختلفة من حياتهنَ.
لكن هذا لا يعني أن وجع الركبة يجب أن يصيب جميع النساء وبنفس القوة؛ بل يمكن للحماية واتخاذ الإجراءات الوقائية المهمة أن تساعد في تجنيبكِ عزيزتي، الإصابة بآلام الركبة أو المساعدة في تخفيفها والتقليل من مضاعفاتها في المستقبل.
كيف؟ هذا ما نتعرف عليه مع الدكتور أرناؤوط، الذي يقدم لنا في مقالة اليوم، لمحةً وافية عن أسباب آلام الركبة وطرق الوقاية الفعالة. فلا تفوتي هذه المعلومات القيَمة، وتابعي معنا القراءة.
أسباب وجع الركبة عند النساء
إذن وكما أسلفنا؛ فإن وجع الرحبة هو حالةٌ عامة تصيب الناس من مختلف الأعمار والجنسين، ولكنها شائعةٌ بشكل خاص بين النساء. إذ تكون النساء أكثر عرضةً لآلام الركبة نتيجة لعوامل متعددة ، تتراوح بين الفروق التشريحية إلى اختيارات نمط الحياة.
أمورٌ تتعلق بالتشريح
من الأسباب التشريحية لوجع الركبة كما أطلعنا عليها الدكتور أرناؤوط:
- الفروق التشريحية: بحسب استشاري جراحة العظام من "برايم ميديكال سنتر"، فإن الفروقات التشريحية تُعدَ من الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة. ذلك بأن النساء أكثر عرضةً لآلام الركبة، جراء الاختلافات في هيكلهنَ التشريحي. وفي المتوسط، تكون لدى النساء أوراك أكثر عرضَا، ما يؤدي إلى زاوية أكبر بين الفخذ والساق، المعروفة بزاوية الـ Q. هذه الزاوية يمكن أن تزيد من الضغط على مفصل الركبة، ما يجعلها أكثر عرضةً للألم وحتى سرعة وسهولة الإصابة.
- التأثيرات الهرمونية: يمكن أن تلعب التغيرات الهرمونية، دورًا كبيرًا في زيادة آلام الركبة عند الإناث. مثالٌ على ذلك، وخلال الدورة الشهرية؛ تتغير مستويات الإستروجين والبروجستيرون لدى المرأة، ما يؤثر على انفتاح الأربطة وقوة العضلات. وهذا ما قد يجعل النساء أكثر عرضة لإصابات الأربطة وعدم الاستقرار، مثل تمزق الرباط الصليبي الأمامي.
أسلوب الحياة والأنشطة
يلعب النشاط البدني وكيفية اختيار الأحذية، دورًا مساهمًا في زيادة وجع الركبة عند النساء. وبالتفصيل يوردها الدكتور أرناؤوط كالتالي:
- اختيارات الأحذية: الكعب العالي والأحذية غير المناسبة، يمكن أن تُسهم في آلام الركبة من خلال تغيير توجيه الأطراف السفلية. والضغط الزائد على مفصل الركبة يمكن أن يؤدي إلى الإزعاج المزمن، وحتى الضرر على المدى الطويل.
- النشاط البدني: مشاركة النساء في الرياضات والأنشطة ذات التأثير العالي ، مثل الجري والقفز؛ يمكن أن يضع ضغطًا كبيرًا على الركبة. ونجد أن النساء اللاتي يشاركنَ في مثل هذه الأنشطة دون تمرين وتأهيل صحيحين، يكنَ أكثر عرضةً لإصابات الركبة.
البدانة وآلام الركبة
يتحدث جميع المختصون، ومنهم الدكتور أرناؤوط، على الأثر السلبي الذي تخلَفه البدانة والوزن الزائد على صحتنا بالعموم، وعلى الإصابة بوجع الركبة بشكل خاص.
ويشير استشاري جراحة العظام في هذا الصدد، إلى أن البدانة هي عاملٌ خطير في آلام الركبة؛ وتؤثر بشكل ملحوظ على النساء. إذ يضع الوزن الزائد ضغطًا إضافيًا على مفصل الركبة، ما يؤدي إلى حالات مثل التهاب المفاصل التنكسي. بالمقابل؛ فإن إدارة الوزن والحفاظ على BMI(مؤشر كتلة الجسم) صحي، يمكن أن يُقلَل بشكل كبير من خطر تطور آلام الركبة.
وإن كنتِ لا تعلمين بعد كيفية حساب مؤشر كتلة الجسم، فهو يتم بحساب الطول بالمتر X الطول بالمتر / وزن الجسم بالكيلوغرام.
العمر وصحة الركبة
لكل شيء عمر محدد، يمر فيه بحالات من العجز والوهن كما الشباب؛ والأمر ذاته ينطبق على صحة الركبة، التي قد تعاني من الشيخوخة أيضًأ والتهاب المفاصل.
نعم الشيخوخة! لا تستغربي؛ يؤكد الدكتور أرناؤوط أنه ومع تقدم النساء بالعمر، يزيد خطر التطور التدريجي لالتهاب المفاصل في مفصل الركبة. ويمكن أن يُسبَب هذا المرض التنكسي ألمًا وانتفاخًا وانخفاضًا في القدرة على الحركة. وعلى الرغم من أن العمر نفسه هو عامل فردي، إلا أن الطريقة التي تتعامل فيها النساء مع الشيخوخة، يمكن أن تؤثر في صحة الركبة. فالبقاء نشيطةً على النحو بدني، الحفاظ على وزن صحي، واتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية، كلها عوامل يمكن أن تساعدكِ في إبطاء تقدم التهاب المفاصل.
طرق الوقاية وإدارة وجع الركبة
بعد كل ما تقدم، قد تتساءل بعض القارئات: كيف أحمي نفسي من وجع الركبة والتداعيات الصحية على صحتها؟
وهنا أيضًا، يقدم الدكتور أرناؤوط خبرته الواسعة في مجال جراحة العظام؛ ويطلعنا جميعًا على أفضل طرق الوقاية من وجع الركبة. حتى في حال أصبتِ عزيزتي بآلام الركبة، فلا تجزعي؛ هناك العديد من الطرق التي تساعد على إدارة هذه المشكلة بحكمة وفاعلية.
إليكِ تلك الطرق جميعها والتي يلخصها الدكتور أرناؤوط بالنقاط الآتية:
- اختيار الأحذية المناسبة: إن اختيار أحذية مريحة وداعمة وتجنب الكعب العالي، يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في منع آلام الركبة. لذا من الضروري عزيزتي، اختيار أحذية توفر دعمًا جيدًا للقوس وتوفر نوعًا من "الوسائد".
- ممارسة الرياضة والتأهيل: ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يساعد في تقوية العضلات المحيطة بمفصل الركبة وتحسين الاستقرار العام. وتُعدَ الأنشطة ذات التأثير المنخفض، مثل السباحة وركوب الدراجات واليوغا، خيارات ممتازة للنساء اللاتي يسعين للحفاظ على صحة الركبة.
- العلاج الطبيعي: هذا النوع من العلاج يمكن أن يكون مفيدًا للنساء اللاتي يعانينَ تحديدًأ من آلام الركبة. ويمكن لأخصائي العلاج الطبيعي المدرب، وضع برنامج تمريني شخصي لمعالجة الضعف وعدم التوازن المحدد.
- إدارة الوزن: بالنسبة للنساء اللاتي يعانينَ من البدانة؛ فإن فقدان الوزن من خلال مزيج من نظام غذائي متوازن وممارسة رياضة منتظمة، يمكن أن يُخفَف بشكل كبير من آلام الركبة ويُقلَل من خطر التهاب المفاصل.
- التدخل الطبي: وهو الإجراء الأخير الذي يتم اللجوء إليه في حالات الألم الشديد أو الإصابات بالركبة. وقد تتضمن العلاجات الأدوية والحقن أو في حالات متقدمة، الجراحة.
في الختام، فإن آلام الركبة هي مشكلةٌ شائعة بين النساء، وفهم أسبابها أمرٌ ضروري لمنعها وإدارتها بفعالية. الوعي بالعوامل التشريحية والهرمونية وأسلوب الحياة، يمكن أن يُمكَن النساء من اتخاذ خطوات نشطة لحماية صحة ركبهنَ. ومن خلال اختيار الأحذية المناسبة، وممارسة الرياضة بانتظام، وإدارة الوزن، وإذا لزم الأمر، المساعدة الطبية؛ يمكن للنساء تقليل خطر آلام الركبة والحفاظ على أسلوب حياة نشيط وصحي.