الغذاء الصحي وممارسة الرياضة.. أساسيات تدعم الصحة الإنجابية وتساهم في علاج العقم
تردد في الآونة الأخيرة مصطلح الصحة الإنجابية الذي يقصد به النظام الإنجابي للإنسان، والذي يشمل القدرة على الإنجاب من جميع النواحي صحيًا أو جسديًا أو نفسيًا، وكذلك سلامة الصحة التناسلية لكل من المرأة والرجل، وقدرتهما على التفاعل في العلاقة الخاصة دون أي مشاكل تعوق القدرة على الانجاب.
وتتدخل في الصحة الإنجابية بعض التفاصيل الدقيقة الأخرى كاختيار الوقت المناسب لإنجاب الأطفال والحمل وتحمل كافة المسؤوليات المترتبة على ذلك.
كيف يمكن دعم الصحة الإنجابية؟
تقول الدكتورة أمينة العسلي اختصاصية النساء والتوليد بدبي أن الحديث عن الصحة الإنجابية يتضمن كل من صحة الرجل والمرأة الإنجابية، لأن الحمل يحدث بسلامة كل منهما، ولذلك يجب الحديث عن دعم صحة المرأة الإنجابية وكذلك صحة الرجل الإنجابية بضرورة، ولذلك يجب على كل رجل استشارة طبيبه الخاص للاستفسار عن أي أسئلة تتعلق بقدرته الإنجابية بشكل تفصيلي.
دعم الصحة الإنجابية للمرأة
تعتبر الصحة الإنجابية للنساء محددًا أساسيًا لقياس الصحة العامة لهن وللأجيال القادمة، لأن صحة الأمهات تؤثر على صحة الأبناء في المستقبل، ولذلك من الأهمية الاهتمام بصحة المرأة الإنجابية وتثقيفها بمعرفة كل المعلومات المهمة الموثوق فيها التي تتعلق بآلية الإنجاب والعوامل التي تؤثر فيها، وكذلك طرق تعزيز ودعم الصحة الانجابية من خلال تعريفهن بالجهاز التناسلي الأنثوي والتوعية بالطريقة الفضلى للتعامل معه.
وأكدت العسلي على ضرورة تثقيف المرأة بشأن صحتها الإنجابية وتسليط الضوء عليها لتعزيز القدرة على الإنجاب ومن أهم المعلومات التي يجب أن تكون المرأة على علم بها ما يلي:
- شرح دقيق ومبسط لآلية الجهاز التناسلي الأنثوي بحيث يشمل التكوين ومراحل تطوره والتغيرات الهرمونية التي تصاحب كل مرحلة يتطور فيها، والتي تأتي مرحلة الدورة الشهرية على رأسها، والتركيز على خصوبة المرأة.
- شرح الطرق الصحيحة الآمنة لممارسة الجنس بطريقة تحمي الجهاز التناسلي من الإصابة بالعدوى.
- التركيز على أهمية مراجعة الطبيب بشكل دوري للتأكد من عدم وجود احتمالات للإصابة بأمراض محتملة مثل متلازمة تكيس المبايض، وتليف الرحم، وإلتهاب بطانة الرحم، والسرطان وغيرها من الأمراض أو العيوب الخلقية التي يجب الانتباه إليه مبكرًا.
- كما تشمل الصحة الإنجابية للمرأة التعريف بطرق تنظيم الأسرة والحديث عن وسائل منع الحمل المناسبة لكل امرأة والآمنة، وتوفير الرعاية الصحية لها أثناء الحمل، وتوفير الرعاية الطبية للمولود بعد الولادة.
نصائح لدعم الصحة الإنجابية للمرأة والقضاء على العقم
ذكرت العسلي نصائح هامة تفيد في دعم الصحة الإنجابية للمرأة والقضاء على العقم ومن أبرز هذه النصائح ما يلي:
- التوقف عن التدخين قبل التخطيط للحمل وتجنب شرب الكحول.
- تخفيف الوزن والوصول إلى وزن مثالي قدر الإمكان قبل التخطيط للحمل لأنه توجد علاقة عكسية مقلقة بين وزن المرأة والخصوبة فكلما زاد الوزن انخفضت نسبة الخصوبة عندها.
- تخفيف تناول الكافيين خلال اليوم.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم ومعتدل أيضًا مع تجنب التمارية الصعبة المرهقة.
- تناول الغذاء الصحي وخصوصًا تناول الأسماك وتقليل تناول اللحوم الحمراء والبيضاء، و استخدام زيت السمك، إذ يمكن أن تساعد في تحسين عملية الإباضة.
- ضرورة تناول المرأة لحمض الفوليك قبل التخطيط للحمل لأنه يساعد في التحفيز على الحمل.
- تجنب السهر والحصول على قدر كافي من النوم.
- إدارة التوتر بشكل صحي وسليم لأن التوتر الزائد قد يؤثر سلبًا على الإنجاب، وتقنيات إدارة التوتر مثل التأمل واليوغا يمكن أن تكون مفيدة.
- علاج العقم والبحث في أسبابه باستشارة الأطباء والالتزام بعمل كل الفحوصات المطلوبة للتأكد من درجة المشكلة وبروتوكول العلاج الخاص بها.
متى يجب استشارة الطبيب بعد تأخر الحمل؟
بحسب العسلي يجب على الأزواج الذين يواجهون صعوبات في الإنجاب استشارة الطبيب لتحديد أسباب العقم وتأخر الحمل ووصف العلاج المناسب لكل من الرجل والمرأة إن وجد ما يدعو إلى ذلك. كما يجب الاهتمام باستشارة مختص نفسي في حالة المعاناة من توترات وضغوط نفسية تعصف بالطرفين، لما للدعم النفسي من دور كبير في التغلب على الأسباب النفسية التي تؤدي إلى العقم والتأثير سلبًا على الصحة الإنجابية للمرأة.
ما هي أسباب العقم عند النساء؟
ذكرت العسلي عدة أسباب هامة للعقم عند النساء، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
- الإصابة باضطرابات التبويض.
- تباع سلوكيات خاطئة ونمط حياة خاطئ.
- الإصابة باضطرابات في الدورة الشهرية.
- تلف أو إنسداد قناة فالوب.
- وجود مشكلات في عنق الرحم سواء صحية أو خلقية.
- الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة أو ما يعرف بالانتباذ البطاني الرحمي.
- وجود تشوهات بالرحم مثل: الزوائد اللحمية، والأورام الليفية.
عوامل الخطر للعقم عند النساء؟
توجد العديد من عوامل الخطر للعقم عند النساء والتي تؤثر سلبًا على الصحة الإنجابية للمرأة وتزيد من احتمالات إصابتها بالعقم وهذه العوامل بحسب دكتورة أمينة العسلي هي:
- التقدم بالعمر.
- التدخين.
- تناول الكحول.
- تغيرات الوزن.
- الإصابة بالعدوى والأمراض المنقولة جنسيًا.
طرق الوقاية من العقم عند النساء
ذكرت العسلي النصائح الآتية التي تساهم في تحسين خصوبة النساء ومن ثم تعزيز الصحة الإنجابية لديها، وهذه النصائح هي:
- الحرص على الحفاظ على وزن طبيعي.
- تناول الغذائي الصحي الغني بالعناصر الغذائية الضرورية.
- الإقلاع عن التدخين وتجنب تناول الكحول.
- الحصول على قدر كافي من النوم وتجنب السهر.
- الابتعاد عن مصادر التوتر وعدم الاستسلام لأي مشاعر تحفز على القلق وتزيد من احتمالات التعرض لضغوط عصبية قوية.
- تخفيف تناول الكافيين، بحيث يجب تناول ما لا يزيد عن 200 ملليغرام من الكافيين يوميًا، أي ما يعادل فنجان أو اثنين بحجم 200 ملليلتر يوميًا.
- ضرورة استشارة الطبيب عند ظهور أي عرض غريب على المرأة سواء أثناء الدورة أو خلال أي وقت قبلها أو بعدها لمعرفة الأسباب ووصف البروتوكول المناسب للعلاج، وذلك تعزيزًا للصحة الإنجابية للمرأة.
وختامًا وبحسب دكتورة أمينة العسلي، يجب على كل امرأة الاهتمام بصحة الجهاز التناسلي واتباع إجراءات النظافة الشخصية، والحرص على القيام بإجراءات الوقاية تجنبًا لتعرضها لأي عدوى أو أمراض من الممكن أن تتسبب في حدوث العقم، كما يجب عمل الفحوصات الأولية للتأكد من سلامة الصحة الإنجابية لها، كما يجب عليها تحفيز الزوج على الاهتمام بصحته الإنجابية والتأكد من سلامته ليكون من السهل مواجهة عوامل العقم والحفاظ على الخصوبة، وزيادة احتمالات حدوث الحمل.
والآن يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. ما هي أهم أسباب العقم عند الرجل، وماذا عن الصحة الإنجابية للرجل؟
مع تمنياتي للجميع بصحة إنجابية جيدة،،،
دمتم بخير،،،