تعانين من الكتف المتجمدة؟ إليكِ نصائح خبيرٍ لتحسين حالتكِ الصحية
يحدث في ما يصل إلى 5٪ من الناس ، مع احتمال إصابة النساء 4 مرات أكثر من الرجال.
نتكلم اليوم عن الكتف المتجمدة، مشكلةتحدث عادةً عند الأشخاص في الستينيات من العمر. ولكن، يمكن أن تحدث أيضًا للمرضى الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا؛ ومع ذلك، فإنه أمرٌ غير شائع جدًا. وتشير الأبحاث إلى أن ذروة العمر هي 56 سنة. ولدى 6٪ إلى 17٪ من المرضى، يمكن أن يؤثر الألم على كتفهم الأخرى أيضًا.
تُعرف حالة الكتف المتجمدة أيضًا بالتهاب المحفظة اللاصق، بحسب ما أفاد موقع "مايو كلينك"؛ وهي تشمل الشعور بالتيبّس والألم في مفصل الكتف. وغالبًا ما تبدأ مؤشرات المرض والأعراض بالظهور ببطءٍلتتفاقم مع الوقت. ويمكن لهذه الأعراض أن تتحسن تدريجيًا مع الوقت عند الخضوع للعلاج، وخلال فترةٍ تتراوح بين سنةٍ واحدة وثلاث سنوات.
ويشير الموقع الطبي المختص إلى أن تثبيت الكتف لفترة طويلة، يمكن أن يزيد من احتمال الإصابة بحالة الكتف المتجمدة؛ كما أن هذه الحالة قد تحصل بعد القيام بعمليةٍ جراحية أو الإصابة بكسرٍ في الذراع.
الكتف المتجمدة ليست بالأمر السهل، وهي تُسبَب أوجاعًا شديدة وفقدان القدرة على القيام بالكثير من الأمور حتى البسيطة منها. تعاني إحدى صديقاتي من كتفٍ متجمدة منذ عدة سنوات، وتبدو اليوم بحاجةٍ ماسة للقيام بعملية جراحية لعلاج هذه المشكلة. لكن بالتأكيد هناك نصائح قيَمة يمكن لخبراء الصحة تقديمها للمرضى الذين يعانون من حالة الكتف المتجمدة، وهو ما سوف نطلعكم عليه في مقالة اليوم.
إنما البداية مع أسباب وأعراض الحالة...
أسباب وأعراض الكتف المتجمدة
بحسب موقع "مايو كلينك"، فإن مفصل الكتف يُحاط بكبسولةٍ من النسيج الضام. وتحدث الإصابة بالكتف المتجمدة عندما تزداد سماكة هذه الكبسولة وتضيَقها حول مفصل الكتف، ما يُقيَد حركته ويجعلكِ تشعرين بأن كتفكِ "متجمدة".
ليس هناك سببٌ واضح لحدوث هذه المشكلة لدى العديد من الأفراد؛ لكن الخبراء يرجحون أن يحصل ذلك بعد تثبيت الكتف لمدةٍ طويلة، كما هو الحال بعد إجراء جراحةٍ معينة في الكتف أو كسر الذراع.
كما يمكن لبعض العوامل أن تزيد من خطر الإصابة بالكتف المتجمدة، منها:
- العمر والجنس: إذ يزداد حدوث هذه الحالة لدى الأشخاص بعمر الأربعين فما فوق، خصوصًا لدى النساء كما ذكرنا في بداية المقالة.
- انعدام الحركة أو قِلَّتها: فالأشخاص الذين اضطروا لإبقاء الكتف ثابتةً بعض الشيء أهم كثر عرضةً للإصابة بالكتف المتجمدة. وقد تنتج محدودية الحركة عن عدة عوامل، منهاإصابة الكُفة المدوّرة؛ كسر الذراع؛ التعافي من السكتة الدماغية أو الجراحة، والأمراض الجهازية.
- قد يزيد احتمال الإصابة بالكتف المتجمدة لدى بعض الأشخاص المصابين بأمراض معينة، والتي تشتمل على داء السكري؛ فرط نشاط الغدة الدرقية؛ قصور الغدة الدرقية؛ المرض القلبي الوعائي، ومرض باركنسون.
نصائح لمساعدة المصابين بكتفٍ متجمدة
الشعور بالألم والتيبس في كتفكِ قد يجعل كل نشاطٍ، بما في ذلك النوم، أمرٌ صعب؛ هذا ما يقولهالدكتور كريستوفر كامب، جرَاح العظام لدى مايو كلينك، مشيرًا إلى إن زيادة شدة ألم الكتف خاصةً أثناء الليل، قد تعني أنك مُصاب بكتف متجمدة.
ويتابع قائلًا: "الاسم العلمي الذي نُطلقه على هذه الحالة هو التهاب المحفظة اللاصق، وتحدث هذه الحالة أساسًا عندما يكون الكتف ملتصقًا ولا يمكنكِ تحريكه جيدًا". شارحًا إن الكتف المتجمدة تحدث عندما تلتهب البطانة المحيطة بمفصل الكتف، وربما يكون ذلك نتيجة إصابةٍ بسيطة. ثم تزداد سُمكًا مع الوقت لتُكوّن ندبةً في النسيج.
ويقول الدكتور كامب: "توجد ثلاث مراحل من الكتف المتجمدة، وتعتمد الأعراض وخيارات العلاج على المرحلة التي تمرّين بها. فالمرحلة الأولى هي مرحلة الالتهاب؛ إنها المرحلة المؤلمة. وقد تساعد الراحة وحُقن الستيرويد في هذه المرحلة. المرحلة الثانية عندما تكون الكتف أقل إيلامًا ولكن تبدأ في التيبس؛ وفي هذه المرحلة يكون العلاج الطبيعي مفيدًا."
عن المرحلة الثالثة، يقول الدكتور كامب: "المرحلة الثالثة هي ما نسميها مرحلة الانحلال، وتعني أن الكتف تعود إلى الارتخاء وينفك التجمّد وتعود الحركة مرةً أخرى." وفي حال لم تُشفى الكتف المتجمدة خلال فترة ستة أشهر و12 شهرًا، قد تكون الجراحة خيارًا مناسبًا.
تشخيص وعلاج الكتف المتجمدة
خلال الفحص البدني، قد يطلب منكِ الطبيب تحريك الذراع بطرقٍ معينة؛ وذلك للتحقق من الألم وتقييم نطاق حركة الذراع (وهو ما يُعرف بنطاق الحركة النشط). كما قد يطلب منكِ الطبيب بعدها إرخاء عضلاتكِ، فيمايقوم هو بتحريك ذراعكِ (ويُطلق عليه نطاق الحركة السلبي). مع الإشارة إلى أن الكتف المتجمدة قد تؤثر في نطاق الحركة النشط والسلبي على حد سواء.
يمكن للطبيب عادةً تشخيص الكتف المتجمدة من خلال المؤشرات والأعراض فقط؛ لكن بإمكان بعض الفحوصات التصويرية، مثل الأشعة السينية أو التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أن تستبعد أي مشكلاتٍ أخرى في الكتف.
فيما يخص العلاج، يمكن أن تساعد مُسكَنات الألم، مثل الأسبرين والأيبوبروفين وغيرهما على تخفيف الآلام والالتهابات المرتبطة بالكتف المتجمدة. وقد يصف الطبيب في بعض الحالات، مُسكَنات ألمٍ ومضادات التهابٍ أقوى. كذلك يمكن لاختصاصي العلاج الطبيعي أن يعلمكِ تمارين المدى الحركي التي تساعد الكتف على استعادة حركتها؛ إنما من الضروري الالتزام بممارسة هذه التمارين، لاستعادة أكبر قدرٍ ممكن من الحركة.
الخبر الجيد أن مرض الكتف المتجمدة قد يتحسن في معظم الحالات ومن دون علاج، في فترةٍ تتراوح بين 12 و18 شهرًا. أما بخصوص الأعراض الحادة أو المستمرة، فقد تتطلب علاجاتٍ أخرى تشمل ما يلي:
- حُقَن الستيرويد: قد يساعد حقن الكورتيكوستيرويدات في مفصل الكتف في تخفيف الألم وتحسين حركة الكتف، خاصةً إذا ما تناولها المريض بعد وقتقصير من بدء ظهور أعراض الكتف المتجمدة.
- حقن المفصل بماءٍ مُعقم: يمكن أن يساعد حقن الماء المعقم داخل غشاء المفاصل في تمدَد الأنسجة وتسهيل تحريك المفصل. وفي بعض الأحيان، يُحقَن المفصل بماءٍ مُعقم مع حقن الستيرويد.
- المعالجة اليدوية للكتف: يُجرى هذا الإجراء العلاجي تحت تأثير مخدرٍ عام، لذا لن تشعري بالألم أثناء قيام الجرَاح بها. وبعدها، يُحرك الطبيب مفصل الكتف في اتجاهاتٍ مختلفة لمساعدتكِ على التخلص من شدَ الأنسجة.
- الجراحة: نادرًا ما تحتاج حالات الكتف المتجمدة إلى جراحة؛ ولكن في حال لم ينجح أي إجراءٍ آخر في العلاج، فإن التدخل الجراحي لإزالة النسيج الندبي داخل مفصل الكتف يصبح ضروريًا. وتتضمن هذه الجراحة عادةً، إجراء شقوقٍ صغيرة لإدخال أدواتٍ جراحية صغيرة مع توجيهها بكاميرا دقيقة داخل المفصل (تنظير المفصل).
كيفية الوقاية من الكتف المتجمدة
بما أن أكثر أسباب الإصابة بالكتف المتجمدة شيوعًا، هو عدم تحريك الكتف خلال فترة التعافي من إصابة الكتف أو كسر الذراع أو السكتة الدماغية؛وفي حال كنتِ قد تعرضتِ لإصابةٍ تجعل من الصعب تحريك كتفكِ بيُسر، من الضروري التحدث مع طبيبكِلإطلاعكِ على التمارين التي يمكن أن تساعدكِ في الاحتفاظ بقدرتكِ على تحريك مفصل الكتف بسهولة وضمان عدم تجمدَ الكتف في مرحلةٍ لاحقة.