من تجعد الأصابع لسماع نبضٍ في الأذن: تفسيرٌ علمي لردود الفعل الغريبة للجسم
يتكون جسم الإنسان من أجهزةٍ وأعضاء كثيرة؛ كلُ جزءٍ منها يقوم بوظيفةٍ أو عدة وظائف خاصة به، وكل جزء منها يُسمى عضوًا. والعضو هو جزءٌ من جسم الكائن الحي، يقوم بوظيفةٍ واحدة أو عدة وظائف.
ويتواجد في جسم الإنسان أعضاءٌ كثيرة مثل العين، الأذن، اللسان، القلب وغيرها؛ وكل مجموعةٌ من الأعضاء تتعاون فيما بينها وتُكمل القيام بمظهرٍ من مظاهر الحياة. تُسمى هذه العملية"الجهاز"، وهي مجموعةٌ من أعضاء تعمل مع بعضها في تعاونٍ وانتظام للقيام بمظهر من مظاهر الحياة. وإذا ما تفحصت جسمكِ من الداخل، وجدتِ فيه أجهزةً تقوم بمظاهر الحياة المختلفة: الجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، والجهاز الدوري، والجهاز العصبي، والجهاز العضلي وغيره؛ هذه الأجهزة تتعاون مع بعضها البعض وتعمل بانتظام يومًا بعد يوم، ليبقى جسم الإنسان حيًا.
وبالتالي فإن أيَ خللٍ في أحد هذه الأجهزة والأعضاء ، سيؤثّر بشكلٍ سلبي على صحة الإنسان؛ أي أنّ لكلّ جزءٍ من أجزاء الجسم أهميته الخاصّة والمميّزة والضرورية لتكامل وظائف الجسم.
ردود فعل الجسم
بالمقابل، نجد أن للجسم ردود فعلٍ عادية وأخرى مستغربة؛ بعضها يحدث نتيجة المرور بشيءٍ غير مألوف أو طارئ على الجسم، والبعض الآخر يأتي كنوعٍ من التنبيه لشيء ما سيحصل معنا، أما الجزء الثالث فهو نتيجةٌ حتمية لبعض الأشياء التي نمرَ بها، جسديًا ونفسيًا.
وفيما يخص ردود الفعل الغريبة، فإن أجسامنا تقوم كل يوم بجملة من الأمور الغريبة وغير المعتادة، التي قد لا نجد إجابةً عليها أو تفسيرًا لها. وهنا يأتي دور العلم في توضيح وتبسيط تلك الأمور لنا، كي تصبح مألوفةً لدينا ونتوقع حدوثها كرد فعلٍ طبيعي من الجسم.
تقدم إيمي رانتالا، دكتوراه في الطب في "مايو كلينك" – والتي تستقبل المرضى في قسم جراحة العظام تقديم تفسيرات علمية لمجموعةٍ من ردور الفعل الغريبة التي تُصدرها أجسامنا بين الحين والآخر.
التفسير العلمي لردود الفعل الغريبة للجسم
هل نظرتٍ يومًا إلى يديكِ تحت الماء، بعد وقتٍ طويل من السباحة أو الاستحمام؟ ستلاحظين تجعد أصابعكِ بصورةٍ غير مألوفة.
لا تقلقي عزيزتي، فهذا رد فعلٍ طبيعي من الجسم للتعرض للماء؛ وكان يُعتقد في البداية أن الأصابع تتجعد في الماء نتيجة التحولات في السوائل التي تحدث بين الأنسجة والمياه المحيطة؛ بينما وجد خبراء التطور أدلةً تفيد بأن تجعد الأصابع ربما ساعد البشر في إحكام قبضتهم على الأشياء في الماء. على الجانب الآخر، لا تتجعد أصابع الأشخاص المصابون بتضرر أعصاب أصابع اليدين أو القدمين بنفس الطريقة.
أمرٌ مثير، أليس كذلك؟ هناك المزيد...
لماذا أسمعُ أحيانًا نبضًا في أذني؟
تقول رانتالا: "تشعرين بنبضٍ في أذنيكٍ لأسبابٍ مختلفة. وعادةً ما يوصف طنين الأذن بأنه رنينٌ في الأذنين؛ ولكن هناك نوعًا مختلفًا، حيث يمكنكِ الشعور بالنبض وسماعه في أذنيكِ، يُسمى بطنين الأذن النابض. وهو ناتجٌ عن ارتفاع ضغط الدم أو انسدادٍ في قناة الأذن، والذي قد يجعلكِ تسمعين النبض أو تشعرين به. كما يمكن أن يُسبَب وجود خللٍ في الشرايين القريبة من الأذن هذا الشعور. وتستدعي هذه الحالة استشارة فريق الرعاية الصحية بحسب رانتالا.
لماذا أرتجفُ في الجو البارد؟
"ترتجفين عند شعوركِ بالبرد، لأنها طريقةٌ لتحريك العضلات لتوليد الحرارة. ويحاول جسمكِ دائمًا إبقاء حرارته قريبة من 98.6 فهرنهايت (37 درجة مئوية) قدر الإمكان" تجيب رانتالا كتفسيرٍ علمي لرد الفعل هذا.
لماذا يعطس بعض الأشخاص عندما ينظرون إلى الشمس؟
هل حدث لكِ رد الفعل هذا يومًا ما؟ غالبًا ما يحصل معي، وتُسمى هذه الحالة العطاس الضوئي المنعكس، كما تُعرف بإسم "العطاس الشمسي". وهناك نظريةٌعلمية وراء رد الفعل هذا كالتالي: العصب البصري، والذي يشعر بتغيرٍ في الضوء، يقع بالقرب من العصب ثلاثي التوائم، والذي يتحكم في العطاس. ويحدث العطاس المعتاد بسبب تهيجٍ في الأنف، ما يُحفَز العصب ثلاثي التوائم لإخراج العطاس. عندما تخرجين من غرفةٍ مظلمة إلى ضوءٍ ساطع، تضيق حدقة العين؛ويبدأ رد الفعل العكسي هذا بواسطة العصب البصري ويمكن أن يعطي إحساسًا بتهيَج الأنف مما يُسبَب العطاس.
من الضروري معرفة أن ليس كل شخص لديه رد الفعل المنعكس هذا، وليس من الواضح لماذا يحدث لبعض الأشخاص ولا يحصل للبعض الآخر.
لماذا أشعرُ بوخزٍ في جانبي عند الجري؟
يحدث الوخز الجانبي بسبب تهيَج الحجاب الحاجز، وهي العضلة التي تفصل بين تجويفي الرئة والبطن. العَدَّاؤون المبتدئون أو الأشخاص الذين يزيدون من سرعتهم أو مسافتهم، هم أكثر عرضةً للإصابة بالوخز الجانبي من غيرهم؛ويحدث ذلك في بعض الأحيان بسبب التنفس بشكلٍ سريع للغاية أو تناول وجبةٍ غير مناسبة قبل الجري. إذا أٌصبتِ بوخزٍ جانبي، تنصحكِ رانتالا بالتالي: قلَلي سرعتكِ، مارسي تمارين إطالة عضلات وسط الجسم، وركَزي على التنفس البطيء المنتظم.
لماذا يرفُ جفني بشكلٍ عشوائي؟
رفة العين تدعى تشنج الجفن، ومن غير المعلوم على وجه التحديد سبب حدوث ذلك؛ ولكن الإرهاق، وتناول الكافيين، والتوتر من الأسباب الشائعة لرفة العين عشوائيًا. وفي هذه الحالة، تنصح رانتالا بإطالة العضلة التي ترف عن طريق شدَ المنطقة بلطفٍ وبأطراف الأصابع والحصول على قسطٍ إضافي من الراحة. عادةً ما تزول الرفة من تلقاء نفسها؛ ولكن إذا استمرت أكثر من بضعة أيام ووجدتِ صعوبةً في فتح جفنكِ https://www.hiamag.com/%D8%B5%D8%AD%D8%A9/%D8%B5%D8%AD%D8%A9/314976-%D8%B1%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D9%81%D8%A3%D9%84-%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%A4%D9%85-%D8%A8%D9%84-%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9%D9%8C-%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%A9، فذلك هو الوقت المناسب لطلب تقييم من اختصاصي الرعاية الصحية.
في الختام، لا يسعنا سوى شكر الله وحمده على نعمة الحياة التي أنعمها علينا بأجسامنا التي تعمل ضمن ديناميكية محددة وبشكل تلقائي ومتوازي. وما ردود الفعل التي تُصدرها أجسامنا من الحين للآخر، إلا تنبيهاتٌ لنا بضرورة التروي قليلًأ والراحة، أو القيام بأشياء بصورةٍ صحيحة.
مع الإشارة إلى وجود العديد من ردود الفعل غير المألوفة للجسم، هل لكِ أن تشاركي بعضًا من تجاربكِ الشخصية معنا؟