قولي وداعًا للدهون الثلاثية... بعد التعرف على أسباب تراكمها وكيفية تنظيم مستوياتها
ثُعد الدهون الثلاثية، والتي تسمى أيضًا ثلاثي الغليسيريد أكثر أنواع الدهون شيوعًا في الدم، ويحصل الجسم عليها من مصادر الغذاء المختلفة، حيث تعد المكون الرئيسي للزيوت النباتية.
بالإضافة إلى ذلك، تُصنع الدهون الثلاثية داخل الجسم بواسطة الكبد، ويتم تخزينها في الخلايا الدهنية وخلايا الكبد، وعند استهلاك سعرات حرارية زائدة عن الحاجة، يقوم الجسم كذلك بتحويلها إلى دهون ثلاثية لتخزينها واستعمالها عند الحاجة.
أما داخل الدم، فتنتقل الدهون الثلاثية إلى الخلايا مصحوبة بنوعين من البروتينات الدهنية؛ وهما البروتين الدهني منخفض الكثافة جدًا، والذي يحمل جزيئات الدهون الثلاثية التي يصنعها الكبد.
والنوع الثاني، هو الكيلو ميكرون، والذي ينقل الدهون الثلاثية إلى الأنسجة من أجل تخزينها أو استعمالها كمصدر للطاقة.
وبما أن ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار يُعد من عوامل الخطورة على صحة المرأة، وخصوصًا تعرضها للإصابة بأمراض القلب، والسكتات الدماغية، وتصلب الشرايين، وذلك لكونهما مؤشرًا على تراكم الدهون في الشرايين.
لذا دعينا نُطلعك عبر موقع " هي " على أسباب تراكم الدهون الثلاثية، وكيفية تنظيم مستوياتها، وذلك من خلال استشارية الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي الدكتورة راوية خاطر من القاهرة.
لماذا يُشكل تراكم الدهون الثلاثية خطورة على صحة المرأة؟
في البداية، أوضحت دكتورة راوية، أن تراكم الدهون الثلاثية، من المصطلحات الطبية التي ارتبط ارتفاع مستوياتها بالأمراض القلبية، والتي يحتاج علاجها إلى تغيير المرأة لأنماطها الغذائية، وسلوكياتها الحياتية، من أجل تفادي أضرارها الجسيمة على صحتها العامة على المدى الطويل.
ما هي أسباب تراكم الدهون الثلاثية الأكثر شيوعًا لدى المرأة؟
أوضحت دكتورة رواية، أن الدهون الثلاثية تقوم بتخزين السعرات الحراية غير المستخدمة، كي تزود الجسم بالطاقة وذلك بخلاف الكوليسترول الذي يقوم ببناء الخلايا وهرمونات أخرى في الجسم. أما عن تراكم الدهون الثلاثية والخلل الذي يُصيب جسم المرأة، فقد يكون ناتج عن أسباب وراثية أو أخرى يتم الكشف عنها من خلال إجراء بعض التحاليل الطبية، و أيضًا فحص الملف الدهني أو اللوحة الدهنية للجسم، عن طريق الصيام لمدة 12 ساعة قبل أن يتم سحب الدم، لتكون النتائج دقيقة وواضحة؛ وذلك من أجل الوقوف على السبب الجوهري وراء تراكم الدهون الثلاثية، والذي قد يرجع إلى أحد الأسباب التالية:
- خلل الغدة الدرقية.
- رتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بمرض السكري.
- الدهون المتراكمة حول الخصر والبطن.
- أدوية الحمل التي تحوي الإستروجين قد تتّسبب في تراكم الدهون الثلاثية.
- زيادة الوزن أو السمنة المفرطة أحد الأسباب الجوهرية لتراكم الدهون الثلاثية في الدم.
- مدرات البول والخمول بصفة مستمرة قد ينتج عنهما تراكم الدهون الثلاثية في الجسم.
كيف تعرف المرأة أن نسبة الدهون الثلاثية بجسمها طبيعية؟
وأضافت دكتورة راوية، يُمكن للمرأة معرفة نسبة الدهون الثلاثية الطبيعية بجسمها، عن طريق إجراء تحليل دم لتشخيص ارتفاع الدهون، ولتقييم خطر إصابتها بأمراض القلب والشرايين.
إذ يتم قياس نسبة الدهون الثلاثية في الدم، وكذلك فحص الكوليسترول الضار والنافع. وقد يطلب الطبيب من المرأة الصيام لمدة 12 ساعات قبل إجراء الفحص، أو قد يتم إجراؤه من دون الحاجة لصيامها.
الجدير بالذكر، أن مستوى الدهون الثلاثية الطبيعي عند الصيام يبلغ حوالي 1.7 ملي مول/لتر (150 ملغ/ ديسيلتر) أو أقل، أما إذا أجري فحص الدهون الثلاثية من دون صيام فيكون 2.3 مللي مول/لتر. وتكون نسبة الدهون الثلاثية في الدم مرتفعة إذا كانت أكثر من 2.3 مللي مول/لتر (200 ملغ/ ديسيلتر) عند إجراء فحص الصيام.
ماذا عن أعراض تراكم الدهون الثلاثية لدى المرأة؟
وفي هذا الشأن، أكدت دكتورة رواية، أن أعراض ارتفاع الدهون الثلاثية قد تختلف من امرأة لأخرى؛ ولكن بصفة عامة إذا ارتفعت مستويات الدهون الثلاثية في الدم عن 1000-2000 ملغ/ لتر، تظهر الأعراض التالية:
- صعوبة التنفس.
- فقدان الذاكرة.
- وجود بقع دهنية صفراء تحت الجلد تسمى بالورم الأصفر.
- ألم في الجهاز الهضمي.
- أعراض ناتجة عن التهاب البنكرياس، مثل القيء والغثيان، وفقدان الشهية.
ما هي المصادر الغذائية الغنية بالدهون الثلاثية كي تتجنبها المرأة؟
من ناحية أخرى، أكدت دكتورة راوية، على ضرورة إلتزام المرأة بنظام غذائي صحي، وخصوصًا عند ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية؛ وذلك لإعادة مستوى الدهون إلى الحد الطبيعي، أما بالنسبة عن المصادر الغذائية التي ننصحها بتجنبه، فهي:
السكريات
تُعتبر السكريات البسيطة مثل: "سكر الفركتوز" أحد أهم المسببات لارتفاع الدهون الثلاثية. حيث إن الجسم يستغرق وقتًا طويلًا لإعطاء إشارة الشعور بالشبع عند تناول الفركتوز، وتناول السكريات بشكل عام يرفع نسبة سكر الدم بشكل سريع، ما يرفع من إنتاج الإنسولين من البنكرياس بشكل مفاجئ، وكل من ارتفاع نسبة سكر الدم وارتفاع الأنسولين في الدم يسهمان في ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم.
وهنا يجدر التنويه، إلى أن الفركتوز يوجد بشكل طبيعي في الفواكه، ويُمكن تناول المرأة الفواكه يوميًا، كونها مصدر غني بالفيتامينات والألياف؛ ولكن يجب انتباهها إلى الكمية المتناولة، خصوصًا إذا كانت تُعاني من ارتفاع الدهون الثلاثية؛ وكذلك يجب أن تمتنع عن تناول مصادر الفركتوز التالية:
- المربى.
- العسل.
- الحلويات والبوظة.
- الفواكه المعلبة.
- العصائر الجاهزة.
- اللبن المحلى بنكهات مثل الفراولة والموز.
الدهون المتحولة وغير المشبعة
تحتوي العديد من الأطعمة المُصنعة على الدهون المتحولة وغير المشبعة، مثل: "الأطعمة المقلية، وجلد الدجاج، وصفار البيض، والزبدة"، بالإضافة إلى الدهون الموجودة في كعك الكوكيز، والشيبس، والدونات، والكيك.
الحبوب المكررة والأطعمة النشوية
مثل: "الخبز الأبيض، والمخبوزات المصنوعة من الطحين المكرر".
للتذكير... ما هو الفرق بين الدهون الثلاثية والكوليسترول؟
وبحسب دكتورة راوية، تعد الدهون الثلاثية والكوليسترول بنوعيه النافع والضار من الدهون أو الشحميات في الجسم، ويتم الكشف عن مستوياتهما في الدم عند إجراء فحص الدهنيات، ويمكن تلخيص الفرق بين الدهون الثلاثية والكوليسترول بالنقاط التالية:
- يتم تصنيع كلًا من الدهون الثلاثية والكوليسترول داخل الجسم بواسطة الكبد.
- يحصل الجسم على الكوليسترول بشكل رئيسي من الحمية الغذائية عند تناول الأطعمة الدهنية، وخصوصًا التي تحتوي على الدهون المشبعة، مثل الزبدة واللحوم. أما الدهون الثلاثية تأتي غالبها من السعرات الحرارية الزائدة عن حاجة الجسم، حيث يحولها الجسم لدهون مشبعة تخزن إلى حين الحاجة إليها.
- تعمل الدهون الثلاثية في الدم والأنسجة على توفير الطاقة للخلايا لأداء العمليات الحيوية، أما الكوليسترول فيعد ضروريًا لتصنيع الخلايا والهرمونات، مثل الهرمونات التناسلية، ويساهم في تصنيع عصارة الكبد الصفراوية.
وأخيرًا، ما هي أهم النصائح لتنظيم المرأة مستويات الدهون الثلاثية في الدم؟
أكدت دكتورة راوية، أن تنظيم أو علاج مستويات الدهون الثلاثية لتفادي الإصابة بأمراض القلب المزمنة، قد يحتاج إلى اتباع المرأة دومًا النصائح الصحية التالية:
- إجراء فحوصات دورية بعد عمر21 عام، للكشف المبكر عن تراكم الدهون الثلاثية وعلاجها بالشكل الصحي السليم سواء بتغيير الأنظمة الغذائية المتبعة أو بإدخال العلاجات الطبية.
- الإلتزام بالعلاجات الطبية حسب الخطة العلاجية المتبعة من الطبيب المختص، لخفض نسبة الدهون الثلاثية في الجسم، لعدم الإصابة بالنوبات القلبية، تصلب الشرايين، السكتة الدماغية، أمراض القلب، التهاب البنكرياس الحاد على المدى الطويل أو بدون سابق إنذار.
- الحفاظ على الوزن المناسب للجسم بصفة مستمرة، كون فقدان الوزن يساعد على خفض مستوى الدهون الثلاثية.
- تقليل السعرات الحرارية بصفة مستمرة، من شأنه أن يقلل من الدهون الثلاثية في الدم على الدوام.
- اختيار الدهون الصحية خصوصا الغنية بأوميجا 3 والتركيز على الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية المنخفضة.
- ممارسة التمارين الرياضية بالشكل المنتظم، لمنع تراكم الدهون الثلاثية وتعزيز الكوليسترول الجيد في الجسم.