اكتشاف بروتين يتحكم في الدهون والبدانة

يساعد على إنقاص الوزن: اكتشاف بروتين يزيد إنتاج الدهون الجيدة في الجسم

جمانة الصباغ

كثيرًا ما نسمع من خبراء التغذية والأطباء المختصون بالبدانة، أن البروتين  هو من أفضل مصادر الطعام التي ينبغي التركيز عليها في النظام الغذائي المتَبع يوميًا؛ سواء للمساعدة على إنقاص الوزن أو الحفاظ على وزنٍ صحي.

ويعود السبب في ذلك إلى احتوائه على تأثيرٍ حراري عالي بعد الوجبات وأثناء الراحة، مقارنةً بالدهون أو الكربوهيدرات؛ ما يزيدمن كمية الطاقة (بالسعرات الحرارية) ويُعزَز فقدان الوزن. ويُعرف التأثير الحراري بأنه مقدار الطاقة التي يحتاجها الجسم لهضم الطعام.

اكتشاف البروتين سيساعد الكثيرين على إنقاص الوزن بشكل سريع وفعال
اكتشاف البروتين سيساعد الكثيرين على إنقاص الوزن بشكل سريع وفعال

أهمية البروتين في عملية الحرق وإنقاص الدهون بالجسم

باعتقاد خبراء التغذية، فإن البروتين مهمٌ بشكلٍ خاص لحرق دهون البطن، العنيدة التي يعاني منها الكثيرون خصوصًا النساء. كما أن البروتين يزيد تحفيز إفراز هرمونات مقاومة الجوع، ما يُقلَل من الشهية ويزيد الشعور بالشبع، إلى جانب دوره في دعم الطاقة، عبر إنتاج الحرارة داخل الجسم. وفي حديثه إلى موقع "كليفلاند كلينك"، أكدَ الدكتور ديفيد كريل، اختصاصي التغذية الأمريكي، على وجوب تناول البروتين طيلة اليوم. مشدَدًا على ضرورة إضافة البروتين المتمثل في اللحوم والأسماك والبيض والبقوليات ومنتجات الألبان، خاصةً الزبادي اليوناني أو الجبن، إلى الوجبات الثلاث اليومية.

في السياق ذاته، تحدثت أناليس برات؛ اختصاصية التغذية المعتمدة لموقع "كليفلاند كلينك" عن أهمية البروتين في النظام الغذائي، مشيرةً إلى أن "البروتين جزءٌ مهم في أي نظامٍ غذائي يُراد منه تحقيق وزنٍ صحي، أو الحفاظ عليه"، وأنه "لا يُقدّر بثمن في تحقيق الشبع والرضا بعد تناول الوجبات" وفقًا للدراسات. بدوره، أكدَ أنتوني ديمارينو، اختصاصي التغذية المعتمد، أن البروتين يمكن أن يُساعد في تقليل تراكم الدهون الضارة في الجسم خاصةً في منطقة البطن؛ كما يُخفَض خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض الكلى والكبد.

بروتين يتحكم في الدهون والبدانة

ونظرًا لهذه الأهمية الكبيرة التي يُوليها خبراء الصحة والتغذية للبروتين، فإنهم يعكفون على إجراء العديد من الدراسات والأبحاث حوله؛ آخرها بحثٌ مستفيض أفضى إلى اكتشاف بروتين يتحكم في الدهون والبدانة، ويُسهم بصورة خاصة في إنتاج الدهون الجيدة المعروفة ب"الدهون البنية".

إليكِ تفاصيل الدراسة كما جاءت على موقع "العربية.نت"..

بروتين يزيد إنتاج الدهون الجيدة في الجسم

هو بروتين EPAC1 الذي يُعدَ هدفًا جذابًا لزيادة كتلة الدهون البنية وبالتالي استهلاك الطاقة أيضًا؛ ما يزيد من فرص القضاء على السُمنة. وقد نجح فريقٌ من العلماء في تحديد بروتين بعيد المنال إلى حدٍ ما، يُساعد في إنتاج الدهون الجيدة، المعروفة ب"الدهون البنية"؛ كما اكتشفوا أنه يُعزَز تكوين هذه الخلايا في الدهون البيضاء.

وبحسب ما نقل موقع New Atlas عن دورية Nature Cell Biology، فإن هذا الاكتشاف يساعد في اعتماد علاجاتٍ جديدة لإنقاص الوزن كانت مستعصيةً على الباحثين سابقًا، بعدما تمكن العلماء من فهم آلية عمل هذا النوع من الخلايا التي تحرق الطاقة.

لفهم ماهية هذه الدهون جيدًا، لا بدَ من التعرف أكثر على طبيعتها وخصائصها.. إليكِ ما تحتاجين معرفته عن الدهون البنية.

تسهم البروتينات في تسريع عملية خسارة الوزن
تسهم البروتينات في تسريع عملية خسارة الوزن

يحتوي جسم الإنسان منذ ولادته على أماكن تُخزن فيها الدهون البنية،والتي تمثل دورًا حيويًا لمساعدتنا في الحفاظ على أجسامنا دافئة عندما نكون أطفالا رُضع. وتحرق الخلايا الدهنية البنية الطاقة لإنتاج الحرارة في الجسم عند الشعور بالبرد، على عكس الدهون البيضاء التي تُخزن الطاقة. مع الإشارة إلى أن الدهون البنية يمكن أن تُنتج حرارةً أكثر بـ 300 مرة من أي نسيجٍ آخر في الجسم؛ وكلما زادت الحرارة المُنتجة، ازداد حرق السعرات الحرارية.

ساد الاعتقاد في السبق لدى العلماء، من أن الدهون البنية لا تلبث أن تختفي أو تتوقف عن العمل عند بلوغ سن الرُشد؛ كون الجسم يُطوَر طرقًا أخرى لتنظيم درجة الحرارة مثل الإرتعاش. لكن الاكتشاف الجديد طمأن إلى أن البالغين لا يزالون يمتلكون كمياتٍ صغيرة من الأنسجة الدهنية البنية الفاعلة، خاصةً حول منطقتي الرقبة والكتف.

فكَ شيفرة فقدان الوزن من خلال الدهون البنية

تُعدَ الدهون البيضاء أقل قدرةً على الحرق مقارنةً بالدهون البنية؛ ويمكن أن يكون لدى الرياضيين النُخبة ما يصل إلى 3% من الأنسجة الدهنية البيضاء WAT في جميع أنحاء الجسم، في حين أن البالغين الذين يعانون من السُمنة يصل معدل هذه الدهون لديهم لحوالي 70%. وهذا ما يجعل من الصعب على هؤلاء الأفراد، خسارة الوزن بالشكل المطلوب.

إلا أن باحثين في مستشفى جامعة بون الألمانية، يجزمون نجاحهم في فكِ الشيفرة التي يمكن أن تساعد البالغين على إعادة عمل الجسم إلى طبيعته الأصلية وتعبئة المزيد من الدهون الجيدة، وتحويل المادة البيضاء إلى اللون البني أو بعبارةٍ أخرى، تكوين "الدهون الجيدة". وبحسب الباحث ألكسندر فايفر، أستاذ ومدير معهد علم الأدوية والسموم في مستشفى جامعة بون: "فإن ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي ليسا كافيين للتخلص من الوزن الزائد بشكلٍ فعال ودائم"؛مشيرًا إلى أن "الأطعمة الغنية بالطاقة تؤدي لتخزين الطاقة في الدهون البيضاء، لكن لا يكون فقدان الوزن بهذه السهولة؛ حيث يُوفَر الجسم الطاقة استجابةً لنظامٍ غذائي منخفض السعرات الحرارية. لذا فإن الهدف الصحيح هو تحقيق إطلاق طاقةٍ إضافية".

ولهذا الغرض، عمل الباحثون من جامعة بون في ألمانيا مع باحثين من المركز الطبي الجامعي هامبورغ-إيبندورف وهيلمهولتز ميونيخ وجامعة تولوز-بول ساباتير، في بحثمسار إشارات CAMP في استقلاب الدهون (مشتق من الأدينوسين ثلاثي الفسفات (ATP)، ويُستخدم في توصيل الإشارة داخل الخلايا في العديد من الكائنات الحية، بما يشمل المسار المعتمد على أحادي فوسفات الأدينوسين الحلقي).

وفي تعليقها على نتائج البحث؛ قالت لايا ريفيرتي ساليزا، باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة بون إن فريق الباحثين طرح تساؤلًا "حول كيفية زيادة كتلة الدهون البنية مع تقليل الدهون البيضاء السيئة في نفس الوقت". موضحةً أن نتائج التجارب على فئران المختبر، أفضت لوجود بروتين لم يكن معروفًا كثيرًا يُسمى EPAC1 - أو بروتينات التبادل التي يتم تنشيطها مباشرة بواسطة cAMP - كان مفتاحًا لنمو الخلايا الدهنية البنية. وقدعثر الباحثون على هذا المسار والبروتين أيضًا في الخلايا الدهنية البشرية، وباستخدام نموذجٍ عضوي لتمثيل الدهون البنية البشرية، أكد الباحثون أن وظيفة EPAC1 هي نفسها.

اكتشاف بروتين يتحكم في الدهون والبدانة-رئيسية واولى
اكتشاف بروتين يتحكم في الدهون والبدانة

من جهته، قال فايفر من فريق الباحثين في جامعة بون الألمانية، أن نتائج الدراسة تشير إلى "أن بروتين EPAC1 يُعدَ هدفًا جذابًا لزيادة كتلة الدهون البنية، وبالتالي استهلاك الطاقة أيضًا". كما اكتشف الباحثون أيضًا أن مُتغير الجين EPAC1 يُعطَل وظيفة البروتين ويرتبط بزيادة مؤشر كتلة الجسم.

وعليه، يؤمن العلماء أنه ومن خلال توظيف قوة EPAC1 التي تعمل على تحفيزالخلايا الدهنية البنية؛ بات بالإمكان الآن تطوير المزيد من العلاجات الجديدة التي يمكن أن تجعل إنقاص الوزن والحفاظ عليه، أسهل بكثير عما كان عليه في السابق. ما يمنحنا الأمل جميعًا بإمكانية التخلص من الوزن الزائد عما قريب وأسهل مما كنا نعاني منه.