موجودٌ بشكل خاص في الأطعمة المُعالجة: مصادر مفاجئة للسكر المضاف
يتفق الجميع على أن الأطعمة لا يحلو تناولها في حال خلت من الملح أو السكر؛ كون الإثنين يضيفان الكثير من النكهة والطعم المميز لكافة الأصناف، سواء الأطباق الجانبية أو الرئيسية وصولًا إلى المشروبات والحلويات.
لكن يتفق جميعنا على أن الملح والسكر، اللذين يُشير إليهما خبراء الصحة والتغذية بتسمية "السَمين الأبيضين" قد يؤثران سلبًا على صحة الإنسان؛ خصوصًا ما إذا تمَ تناولهما بإفراط. وتشير الأبحاث إلى أن الإكثار من السكر مثلًا، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بزيادة الوزن والسًمنة، مرض العصر الذي يقف وراء الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة والمَزمنة مثل السكري وأمراض القلب والسرطان وغيرها.
يجادل البعض أن السكريات الطبيعية ليست مضرةً بالصحة كما هي السكريات المضافة أو المحلَيات الصناعية؛ ونتفق مع هذا الرأي. لكن ما نختلف فيه مع هؤلاء الأشخاص، هو أن السكر المضاف الذي يختبئ في بعض الأطعمة المُصنَفة "صحية" هو ما يُشكَل خطرًا على صحتنا وصحة الأفراد من حولنا.
السكر المُضاف أكثر من مجرد سعراتٍ حرارية
إن السكر المُضاف للأطعمة ليس مجرد سعراتٍ حرارية مضافة، بل يمكن أن يكون له تأثيراتٌ سامة مباشرة أيضًا، مثل تسوس الأسنان، وحتى خطر التعرض لأمراض القلب. لذا ينصح الخبراء بوجوب تقليل كمية السكر المُضاف في نظامنا الغذائي. لكنهم يضيفون أن البعض منا قد لا يدرك كمية السكر المُضاف التي يستهلكه؛ وهذا لأن بعض الأطعمة التي لا تثير الريبة ويُعتقد أنها صحية، قد تحتوي على سكرٍ مُضاف.
في دقيقة مع "مايو كلينك"، يشرح لنا الدكتور دونالد هنسرود، طبيب في مايو كلينك متخصص في التغذية ومحرر مجلة"The Mayo Clinic Diet" (نظام مايو كلينيك الغذائي) ما يجب البحث عنه عند محاولة تجنَب السكر المُضاف.
الأطعمة المُعالجة غنية بالسكر المُضاف
يقول الدكتور هنسرود: " في كل مرةٍ يكون فيها الطعام مُعالجًا، يكون مُضافًا إليه أشياء معينة؛ وعادةً ما تكون السكر أو الملح".
عند محاولة تحديد كمية السكر المُضاف إلى الأطعمة المعبأة على سبيل المثال؛ اقرأي الملصق الغذائي لتلك الأطعمة، وقد تتفاجئينمما ستجدين.
يشرح الدكتور هنسرود في هذا الصدد: "العديد من الأشياء التي لا يتطرق إليها الشك — مثل بعض الصلصات، وصلصات التغميس، والطعام القابل للدهن — تحتوي على سكريات مُضافة في كل فئةٍ من فئات المنتجات الغذائية تقريبًا."
تتضمن الأطعمة التي يمكن أن تكون مصادر مُفاجئة للسكر المُضاف:
- تتبيلة السلطة.
- التوابل.
- الشوربة المُعلبة.
- أصابع الجرانولا (الحبوب والمكسرات).
- أصابع البروتين.
ويقول الدكتور هنسرود: "لقد تبيَن أن كمية السعرات الحرارية التي يحصل عليها العديد من الأشخاص من السكريات المُضافة هي كميةٌ كبيرة للغاية". ويقترح اختصاصي التغذية من مايو كلينك، الانتباه جيدًا إلى ملصقات الطعام ومحاولة تناول الطعام الذي يحتوي على سكريات طبيعية، مثل الفواكه؛ فهي منخفضةٌ في السعرات الحرارية وتحتوي على الفيتامينات والمعادن.
في ذات السياق، وجدت أبحاثٌ ودراساتٌ عدة في العقود الماضية، أن الإكثار من تناول الملح والسكر، خصوصًا السكر المُضاف، يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية. بل أنه قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب التي ما زالت تُعدَ السبب الأول للوفاة حول العالم. فما هي تفاصيل هذه الأبحاث؟
السكر المُضاف يُضر بصحة القلب
لا بد من تجديد التذكير بأن السكريات الطبيعية، الموجودة بصورة أساسية في الفواكه وبعض الخضروات، لا تُعد خطيرةً على الصحة ما دام المرء يتناولها بشكلها التام ودون أي إسراف.
المشكلة تكمن في السكريات المُضافة، التي نجدها بصورةٍ خاصة في الأطعمة المُعالجة مثل الأطعمة السريعة والعصائر الجاهزة والبسكويت والحلى والكعك الجاهز؛ والتي يمكن أن تُفضي للعديد من المشاكل الصحية. وكانالدكتور موهيت تاندون، استشاري أمراض القلب في مستشفى "Fortis Escorts"، في نيودلهي أفاد نقلًا عن دراسةُ نُشرت في العام 2014 في مجلة JAMA International Medicineأن الأفراد الذين يستهلكون 17-21% من السعرات الحرارية من السكريات المُضافة، يصبحون أكثر عرضةً لخطر الوفاة جراء الإصابة بأمراض القلب مقارنةً بآخرين لم يفعلوا ذلك.
ويتحدث الدكتور تاندون عن هذه النقطة قائلًا: "كلما زادَ استهلاكنا للسكريات المضافة، كلما زاد خطر إصابتنا بأمراض القلب". وأضاف أن السكر لا يؤثر بصورةٍ مباشرة على القلب، إلا أنه يزيد من مخاطر عوامل الخطر المؤدية لهذه الأمراض. وتابع موضحًا: "يتم استقلاب السكريات الزائدة في نظامكِ الغذائي عن طريق الكبد وتحويلها إلى دهون، والتي يمكن أن تؤدي بمرور الوقت للإصابة بأمراض الكبد الدهني والسُمنة، والتي بدورها يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب".
السكر المُضاف وزيادة الوزن والالتهاب المزمن
ليس ذلك فحسب، بل وكما أسلفنا في بداية الموضوع؛ فإن السكر المُضاف يقف كأحد الأسباب الرئيسية وراء السُمنة وزيادة الوزن المفرط، والتي تُعدَ من أبرز أسباب الإصابة بأنواعٍ مختلفة من الأمراض مثل السكري والسرطان وغيرها.
وكلما زادت نسبة السكريات المُضافة في النظام الغذائي، حتى الصحي منه؛ تزيد مخاطر الإصابة بزيادة الوزن. وليكن معلومًا أن السكريات المُضافة هي كربوهيدرات بسيطة يسهل هضمها، يشير موقع "سبق" السعودي، أما المشروبات المُحلاة بالسكر المضاف مثل الصودا والمشروبات الغازية فهي لا تُعزَز الشعور بالشبع مقارنةً بالبروتين الحيواني أو النباتي، وكذلك الطعام الغني بالدهون الصحية أو الألياف.
وعليه ينبغي التركيز في النظام الغذائي الصحي، الهادف إما لخسارة الوزن أو منع زيادته، على البروتين والألياف والدهون الصحية عوضًا عن الأطعمة الدايت الجاهزة والمنتشرة بشكلٍ واسع في المحال التجارية والسوبرماركت، والتي يمكن أن تحوي كمياتٍ كبيرة من السكر المُضاف المضر بالصحة.
على المقلب الآخر، وجد الباحثون علاقةً وثيقة بين السكر المُضاف وزيادة الالتهاب المزمن في الجسم. ومعلوم أن الالتهاب المزمن، المُشار إليه بالالتهاب المنتشر أو التهاب الجسم الكامل، يمكن أن يضع مع مرور الوقت الأساس لكثيرٍ من الأمراض الخطيرة المرتبطة بتقدم العمر، بما في ذلك أمراض القلب والشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وألزهايمر والباركنسون.كما تشير الأدلة إلى أنّ التهاب الجسم كله قد يزيد أيضًا من خطر الاضطرابات النفسية، وخاصةً الاكتئاب، والبدانة المفرطة، والربو.
خلاصة القول، أن السكر وإن كان يُضفي حلاوةً ومذاقًا رائعًا على الطعام؛ إلا أن كثرته يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالمشاكل الصحية والأمراض الخطيرة والمزمنة. ويأتي السكر المُضاف في طليعة مُسبَبات هذه الأمراض، والذي ينصح المختصون بوجوب التنبه له كونه يختبئ ضمن بعض الأطعمة الصحية.
وعليه ينصحكِ خبراء الصحة والتغذية بالتقليل من استهلاك السكر المُضاف، وقراءة التفاصيل الغذائية لكل منتج قبل شرائه، كي تضمني صحتكِ وصحة من تحبين.