أخصائية التغذية جنى ضو تقدم لـ " هي" أحدث الاتجاهات الغذائية وتأثيراتها على صحة المرأة
إيمانًا منّا بأهمية دورالمرأة في الوعي الصحي، والعادات الغذائية السليمة لدى أفراد عائلتها؛ كونها حلقة الوصّل بين الأجيال، فهي الأم، الأخت، الزوجة والصديقة. وبما أن جسمها يمّر بتغييرات عديدة تُميّزها عن الرجل؛ منها الحمل، والولادة، وفترة الرضاعة، والتغييرات بمستوى الهرمونات التي تؤثر وتتأثر من تغذية المرأة. لذا، فإن التغذية غير المتوازنة حتمًا ستُضر بصحتها، وصحة أطفالها مدى الحياة.
من هذا المُنطلق، تكشف لنا جنى ضو وهي أخصائية تغذية داخلية في فيستا جيت بشركة طيران الأعمال العالمية الأولى والوحيدة في العالم، عن أحدث الاتجاهات الغذائية وارتباطها بالصحة العامة وتأثيراتها على صحة المرأة.... رافقينا للتعرف عليها.
صحة الأمعاء
بحسب أخصائية التغذية جنى ، لقد كان هناك اهتمام متزايد بصحة الأمعاء، وهو موضوع شائع استحوذ على اهتمام مجتمع العافية، وله أهمية خاصة بالنسبة للنساء. تلعب الأمعاء، والتي يشار إليها غالبًا باسم "الدماغ الثاني"، دورًا حاسمًا في الصحة العامة، حيث لا تؤثر فقط على عملية الهضم ولكن أيضًا على وظيفة المناعة والتوازن الهرموني. وهذا الاتجاه ذو أهمية خاصة للنساء، حيث يدركن العلاقة العميقة بين صحة الأمعاء والجوانب المختلفة لحياتهن، بما في ذلك الحالة المزاجية ومستويات الطاقة وحتى بشرتهن.
وقد أدى هذا الوعي المتزايد إلى زيادة التركيز على دمج البروبيوتيك، والأطعمة المخمرة والخيارات الغنية بالألياف في الوجبات الغذائية لدعم ميكروبيوم الأمعاء. بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الأمعاء الصحية قد تؤثر بشكل إيجابي على التنظيم الهرموني، مما قد يخفف الأعراض المرتبطة بالحيض وانقطاع الطمث.
الأكل الدوري
وأضافت أخصائية التغذية جنى، لقد ظهر الأكل الدوري كنهج غذائي جذاب للنساء اللاتي يسعين إلى تعزيز صحتهن هذا العام. تتضمن هذه الإستراتيجية الغذائية مواءمة أنماط الأكل مع الإيقاعات البيولوجية الطبيعية للجسم والتقلبات الهرمونية.
يُعتقد أن تصميم العادات الغذائية، مثل التركيز على الأطعمة الغنية بالمغذيات خلال المرحلة الأصفرية، ودمج المزيد من الخيارات الغنية بالطاقة خلال المرحلة الجرابية، يدعم بشكل أفضل التوازن الهرموني ومستويات الطاقة. لا يعترف هذا النهج بالطبيعة الديناميكية لفسيولوجيا المرأة فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تلبية الاحتياجات الغذائية المحددة طوال الدورة الشهرية.
تنظيم نسبة السكر في الدم ومقاومة الأنسولين
من ناحية أخرى أكدت أخصائية التغذية جنى، أن الموضوع السائد في التغذية هذا العام يتمحور حول نسبة السكر في الدم وتأثيرها على صحتنا العامة. وعلى الرغم من ظهور عدد كبير من مقاطع الفيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي تظهر أفرادًا يقومون بتجربة أجهزة المراقبة المستمرة للجلوكوز لتقييم تأثير الأطعمة المختلفة على مستويات السكر في الدم، فقد وجد الباحثون أن ارتفاع نسبة السكر في الدم ومقاومة الأنسولين لا يعرضان الشخص لخطر مرض السكري من النوع 2 فقط.
ولكن له أيضًا آثار على الصحة الإنجابية للمرأة، والتوازن الهرموني، وإدارة حالات مثل متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS). ويمتد التركيز على إدارة نسبة السكر في الدم إلى ما هو أبعد من الوقاية من مرض السكري، حيث يستكشف الباحثون وعشاق الصحة ارتباطه بمستويات الطاقة، واستقرار الحالة المزاجية، والوظيفة الإدراكية.
الأغذية المضادة للالتهابات
وفي هذا الصددّ، أكدت أخصائية التغذية جنى، أن الدراسات الحديثة تُشير إلى دور الالتهابات في العديد من الحالات الصحية، بما في ذلك الأمراض المزمنة، والتقدم في العمر. وتظهر العديد من الأبحاث أن الأغذية المضادة للالتهابات يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في الحد من التهابات الجسم ودعم الصحة العامة.
وبالنسبة للنساء، يُمكن أن يكون التركيز على الأطعمة المضادة للالتهابات ذات أهمية خاصة، خاصة مع العديد من الحالات المرتبطة بالالتهابات التي تؤثر على المرأة بشكل أكبر، مثل التهابات الجهاز التناسلي، وأمراض مثل: "الالتهاب الرئوي والتهاب المفاصل".
التوازن الغذائي لدعم الصحة الإنجابية
أشارت أخصائية التغذية جنى، إلى أن صحة المرأة الإنجابية تتطلب اهتمامًا خاصًا بالتغذية؛ إذ يلعب التوازن الغذائي دورًا كبيرًا في دعم الإنجاب والحمل الصحي. يتضمن ذلك التركيز على المغذيات الرئيسية مثل: "الفيتامينات والمعادن"، بالإضافة إلى الحفاظ على وزن صحي، وتجنب العوامل الغذائية التي قد تؤثر سلبًا على الإنجاب، مثل النقص في الفيتامينات أو الدهون الغير صحية.
الاستدامة في التغذية
وهنا أوضحت أخصائية التغذية جنى، أن الاهتمام المتزايد بالاستدامة يُشكّل تحولًا هامًا في عادات التغذية الحديثة، ويتزايد وعي الأشخاص والمرأة من دون استثناء بتأثير اختياراتهم الغذائية على البيئة؛ إذ يبحث الكثيرون عن الطرق التي يُمكن من خلالها دعم البيئة من خلال اختيار الأطعمة المستدامة والتقليل من الهدر الغذائي.
النظام النباتي وتأثيره على صحة المرأة
وفي هذا الشأن، أشارت أخصائية التغذية جنى، أن النظام النباتي الغذائي يشهد اهتمامًا متزايدًا في أوساط الصحة والتغذية. وقد كشفت العديد من الأبحاث الحديثة عن أهمية التغذية النباتية لصحة المرأة، حيث يُمكن أن تقلل من مخاطر الأمراض المزمنة مثل: "أمراض القلب، وبعض أنواع السرطان" كما يعتبر النظام النباتي خيارًا صحيًا لدعم التوازن الهرموني وتقليل الالتهابات في الجسم.
أهمية الرياضة والنشاط البدني
لفتتّ أخصائية التغذية جنا النظر، إلى أهمية دور الرياضة والنشاط البدني على صحة المرأة؛ إذ أثبتت الأبحاث الحديثة أن ممارسة الرياضة بانتظام تساهم في تقوية العظام، وتحسين الصحة القلبية، وتعزيز اللياقة البدنية. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يكون للنشاط البدني تأثير إيجابي على التوازن الهرموني والحالة المزاجية للمرأة والرجل من دون استثناء.
وبناءً على ما سبق ذكره؛ أكدت أخصائية التغذية جنى، أن العلاقة بين تركيز المتزايد على التغذية السليمة وصحة المرأة علاقة طردية، ولابد أن تواكب أهمية تكامل العناصر الغذائية الصحية في نمط حياة المرأة الحديثة والتحديات التي تتعرض لها، وذلك من أجل تحسين صحتها، وتعزيز رفاهيتها الشاملة.
وأخيرًا، قدمت أخصائية التغذية جنى، للمرأة، بعض التوصيات الغذائية الحديثة، وذلك على النحو التالي:
- أكثرّي من شرب الماء بمعدل 12 كوب يوميًا.
- اختاري نظاماً غذائيًا صحيًا ومتوازنًا لكِ ولأفراد عائلتك من حيث نظام الوجبات، واحتوائها على جميع المركبات، والعناصر الغذائية؛ مع مراعاة التركيز على الأغذية الغنيه بالبروتين.
- اعتمدّي إدخال الحبوب الكاملة، والخضروات، والبقوليات، والفواكه لبرنامجك و برنامج عائلتك اليومي.
- قللّي من كمية الدهون في الاغذية المستهلكة، استفيدي من منتجات الحليب قليلة الدسمن واللحوم الخالية من الدهون و الدهون النباتيه مثل: "الطحينة، زيت الزيتون، الأفوكادو".
- قللّي من كمية الملح، واستبدليها بالتوابل والأعشاب العطرية؛ لأن الإفراط باستهلاك الملح يؤدي الى خسارة الكالسيوم من الجسم، وبالتالي إلي نقص بالكالسيوم.
- حافظّي على نظام غذائي قليل السكريات البسيطة، وتجنبي إضافات السكر التي قد تؤدي الى ارتفاع نسبة السكر والدهنيات بالدم.
- استمتعّي بالأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل: "منتجات الحليب، السردين وغيرها من الأسماك، و الخضار الزهرية"؛ وذلك لمنع إصابتك بهشاشة العظام.
- امتنعّي عن المشروبات المُحلاة بالسكر؛ كونها غنية بالسكر والسعرات الحرارية "الفارغة"، والتي قد تؤدي إلى زيادة الوزن بشكل مفاجئ.
- حافظّي على ممارسة النشاط الجسماني بشكل ثابت في كل مراحل عمرك؛ للحصول على وزن صحي ومثالي مدى الحياة.
- لاتنسي أن أي برنامج صحي، لابد أن يشمل الأغذية الغنية بالفيتامينات " A، C، B12، E، K"، والمعادن "حمض الفوليك، والحديد، واليود". لذا اتبعّي التخطيط المُسبق عند شرائك مستلزمات البيت من الطعام، وإلتزمي بقائمة المشتريات التي أعددّتيها مسبقًا، واختاري المنتج الأفضل من حيث السعرات الحرارية، ونسبة السكر، والدهنيات.
- ولا مانع من استشارة طبيب التغذية لبناء برنامج غذائي صحي يتناسب مع طبيعة جسمك وحالتك الصحية ومرحتك العمرية. وتذكري دائمًا أن " غذائكِ اليوم يُحدد صحتك و صحة عائلتك على المدى البعيد".