كيم كارداشيان من ضحاياه.. ما يلزم معرفته عن مرض الصدفية وطرق علاجه
كثيرًا ما يخفي المشاهير وراء جلساتهم التصويرية والصور ومقاطع الفيديو التي تظهر لهم على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي، العديد من المشاكل الصحية والنفسية التي يعانون منها، حيث يُفضَل البعض منهم المعاناة منها بسريةِ شديدة؛ فيما يُطلع آخرون معجبيهم ومحبيهم حول العالم، على متاعبهم الخاصة، ليحصلوا على الدعم والتعاطف ونوعًا ما "الترند"، وليشجعوا الناس على الانفتاح على تلك المشاكل والسعي لحلها.
آخر هؤلاء المشاهير ممن تحدثت علانيةً عن معاناتها مع مرض الصدفية، هي نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان؛ التي لم تخفِ يومًا إصابتها بهذا المرض. ومؤخرًا، تطرقت النجمة الأمريكية لتفاقم هذه المعاناة من الصدفية الذي يُثير الحكة الشديدة والإزعاج، آملةً في توصل المختصين قريبًا لعلاج له كي ترتاح من معاناتها.
ومن خلال 3 مقاطع فيديو نشرتها نجمة تلفزيون الواقع ضمن خاصية "الستوري" على منصة إنستغرام؛ تحدثت كيم كارداشيان (43) عامًا عن معاناتها الشديدة مع مرض الصدفية، مشيرةً إلى أنها تعاني في الوقت الحالي من نوبةٍ "مؤلمة" من المرض الجلدي، الذي يتسبب بطفحٍ جلدي مع بقعٍ متقشّرة وحكّة. وعمدت كارداشيان لتقريب الصورة على بقعة حمراء ظهرت على ساقها، معربةً عن صدمتها مما يحدث لها؛ فهي لم تُغيَر من نظامها الغذائي، والذي كان قد تسبب لها في العام 2022 بالإصابة بالعديد من البثور الكبيرة.
ليست كيم وحدها من يعاني من مرض الصدفية، وإن كانت الأشهر؛ إذ يشير موقع وزارة الصحة السعودية إلى أن أكثر من 8 ملايين شخص في الولايات المتحدة و125 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مصابون بالصدفية، وفقًا لمؤسسة الصدفية الوطنية. ولا يوجد علاج لها حتى الآن. كما أن ما يُقدَّر بنحو 30% من المصابين بالصدفية، يصابون أيضًا بالتهاب المفاصل الصدفي، إضافةً للمعاناة من معدلات أعلى من العديد من الأمراض المصاحبة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، النوبات القلبية، السكتة الدماغية، متلازمة التمثيل الغذائي والاكتئاب.
تجدر الإشارة إلى أن الصدفية يمكن أن تظهر في أي عمر، لكنها غالبًا ما تظهر بين 20 – 30 سنة أو بين 50 – 60 سنة. وهي ذات تأثير شديد على نوعية وجودة الحياة لدى النساء والمرضى الأصغر سنًا.الصدفية ليست معدية، لكن حوالي 1 من كل 3 أشخاص لديه قريبٌ مصابٌ بالصدفية سيصابون أيضًا بهذه الحالة. وفي حال كان أحد الوالدين مصابًا بالصدفية، فهناك احتمال بنسبة 10% أن يُصاب الطفل بالمرض؛وتزيد هذه النسبة إلى فرصة 50% للإصابة به، إذا كان كلا الوالدين مصابين بالصدفية.
للوقوف أكثر على أسباب هذا المرض الذي تحدثت عنه كيم كارداشيان مؤخرًا، إضافةً لأعراضه وطرق علاجه؛ تابعي القراءة معنا اليوم..
أسباب وأعراض مرض الصدفية
بحسب الدكتورة دانياراجكومار، اختصاصية أمراض جلدية، فالصدفية هي أحد الامراض المزمنة الشائعة، والذي يُسبَب التهاب الجلد، كما يؤثر على العديد من أعضاء الجسم الأخرى. ويُعدَ الصدفية مرضًا غير معدٍ، لكنه يعمد على تشويه شكل الجسم ومنع المرضى من التمتع بحياتهم كما يحبون؛ وبالتالي فإنه ذو تأثيرٍ سلبي كبير على جودة المرضى المصابين به.
من جهتها، أشارت الدكتورة شيرين حسن أبو المعاطي، أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل في مركز ميدكير الطبي، إلى أن أسباب الصدفية غير واضحة حاليًا، على الرغم من أن الأطباء يعتقدون أنها أحد أمراض المناعة الذاتية، وهي تؤثر على جهاز المناعة الذي يقي من العدوى. وفي حالات الصدفية، تتسبب بعض المُحفزات في إساءة جيناتنا لبناء جهاز المناعة لاستهداف الخلايا، كما لو كان هناك عدوى أو جرح، مما يؤدي إلى حدوث التهاب.
وتشمل مُحفَزات الصدفية ما يلي:
- التوتر والقلق.
- إصابات الجلد.
- الالتهابات.
- التغييرات في الهرمونات.
- التدخين وشرب الكحول.
- استخدام بعض الأدوية، بما في ذلك الليثيوم ومضادات الملاريا والكينيدين والإندوميتاسين.
وتنصح الدكتورة أبو المعاطي كل شخصٍ يعاني من بقعٍ متقشرة ومُثيرة للحكة على فروة الرأس أو الركبتين أو المرفقين أو أسفل الظهر، استشارة الطبيب المختص؛ فقد يكون هذا مرض الصدفية. مضيفةً أن هناك العديد من العلاجات التي تساعد في التعامل مع الحالة ببساطةٍ وفعالية.
أما أكثر الأعراض المنتشرة لمرض الصدفية، فتلخَصها الدكتورة أبو المعاطي بما يلي:
- ظهور بقعٍ حمراء، قشرية، تغطيها قشورٌ فضية.
- حكةٌ شديدة أو حرقان.
- ظهور بقعٍ صغيرة الحجم عند الأطفال.
- الجلد المتشقق والجاف والمثير للحكة و/أو النازف.
- إحساس بالحرقة.
- وجع وحكة.
- الأظافر التي تبدو أكثر سمكًا أو نتوءًا أو تثقبًا.
- تصلب المفاصل وقد تبدو متورمة.
وتضيف أن مستوى الصدفية يمكن يمكن أن يختلف من شخص لآخر؛ إذ تغطي إصابة الصدفية الخفيفة أقل من 3% من الجسم، فيما تظهر إصابة الصدفية المعتدلة في 3 – 10% من الجسم، أما إصابة الصدفية الشديدة فتغطي أكثر من 10% من الجسم.
قد تظهر مناطق الصدفية - المعروفة باسم "الطبقية" في أي مكان؛ ولكنها كثيرًأما تظهر على شكل بقعٍ صغيرة على فروة الرأس والمرفقين والركبتين وأسفل الظهر.
كيفية الوقاية من مرض الصدفية
لا ينبغي أبدًا إغفال أهمية الوقاية من أي مرضٍ، حتى وإن كان وراثيًا أو مناعيًا؛ فالوقاية بأبسط طرقها، يمكن أن تُخفَف كثيرًا من حدة المرض وتداعياته على الصحة.
وهو ما تتفق فيه معنا الدكتورة راجكومار، التي تؤكد وجوب إعطاء اعتبارٍ خاص لعامل نمط الحياة والسلوكيات التي تساهم في الصحة العامة والاستجابة للعلاج. ويشمل ذلك التحكم في الوزن والإقلاع عن التدخين. كما تنصح أخصائية الأمراض الجلدية باستخدام مُرطبات كثيفة وغير مُعطرة بصفة يومية، بالإضافة إلى زيادة عدد مرات الإستحمام على أن تكون مُشبعة بطحين الشوفان الغروي، أو أملاح إبسوم أو قار الفحم، لتساعد على تخفيف الالتهاب والتهيج والجفاف والاحمرار.
وعلى الرغم من عدم وجود سببٍ معروف للصدفية، إلا أن تجنب بعض العوامل الحياتية يمكن أن يُقلَل من ظهورها وانتشارها. وتشير الدكتورة راجكومار إلى أن الإستهلاك المفرط بتناول الكحوليات مرتبطٌ بالصدفية المتوسطة إلى الشديدة وبالتالي يجب تجنبه؛ كما يسبَب التدخين أيضًا خطرًا متزايدًا لتطور الصدفية.وتضيف: "أي مرض يصيب الجهاز المناعي يمكن أن يبدأ ببعض أنواع الصدفية؛ لهذا السبب قد تظهر بعض أنواع الصدفية بعد التهاب الأذن، أو الإلتهاب الشعبي، أو التهاب اللوزتين، أو حتى عدوى الجهاز التنفسي". وهذه الأنواع من الإصابات يجب علاجها فورًا.
كما تشرح الدكتورة راجكومار أن المستويات المرتفعة من الاكتئاب، والاضطراب والقلق؛ قد تتسبب في أغلب الأحيان في تحفيز المرض، ما يؤدي إلى الإصابةبالصدفية المتوسطة أو الحادة أحيانًا. وبالرغم من أن أشعة الشمس مفيدةٌ للأشخاص المصابين بالصدفية، إلا أنه في بعض الحالات قد تُحفز هذهالأشعة الصدفية، لذا في اختبر الشخص حالة إثارةٍ للصدفية بعد التعرض للشمس، فمن المقترح التعرض لفترات أقل في المستقبل.
وفيما يخص استخدام الأشعة فوق البنفسجية للصدفية، فتشير الدكتورة راجكومار إلى أن استخدام هذا النوع من الأشعة، ولأسبابٍغير معروفة تحديدًا؛ يُسهم في تهدئة الجروح الصدفية. في حين يتجنب معظم الأشخاص حمامات الشمس في محاولة لتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد، فإن من يعانون من مرض الصدفية قد يستفيدون منها. ومع ذلك، تنصح الدكتورة راجكومار بتعريض المناطق المصابة فقط بالصدفية؛ ولتجنب حروق الشمس، يمكن تغطية المناطق غير المصابة بالملابس أو استخدام كريم شمسي واقي بمعامل 30 وتحديد وقت التعرض للشمس بحيث لا يزيد عن 15 دقيقة.
كذلك توصي دكتورة راجكومار بطلب المساعدة من الأهل والأصدقاء للدعم الجسدي والنفسي، وطلب المشورة الطبية في بدايات المرض؛ لأن الصدفية ليست ببساطةٍ حالةً صحية مؤلمة فحسب، بل هي أيضًا استنزافٌ عاطفي يترافق مع الاكتئاب، والشعور بعدم الرضا والوحدة يختبرها المصابون بالمرض. والعلاج الأمثل لهذه المشاكل النفسية هو استشارة طبيب الأمراض الجلدية، الذي سيكون قادرًا على شرح المرض بطريقةٍ أفضل وتقديم المشورة بشأن أفضل علاج ممكن، والذي بدوره قد يُقلَل من التأثير النفسي الذي يُخلَفه مرض الصدفية.
طرق علاج مرض الصدفية
هناك العديد من أشكال العلاج المتوفرة حسب نوع وشدة المرض. فالصدفية اللوحية الخفيفة التي لا تُسبَب التهاب المفاصل، يمكن علاجها بأدويةٍ موضعية متنوعة مثل قار الفحم، الكورتيكوستيرويدات الموضعية القوية، ونظائر فيتامين د؛ يليها العلاج بالضوء كخطٍ ثان للعلاج، بحسب الدكتورة راجكومار.وتضيف أنه بالنسبة لعلاج الصدفية المتوسطة إلى الشديدة، فإن العلاج بالضوء هو الخيار الأول، متبوعًا بأدويةٍ عن طريق الفم مثل مُثبَطات المناعة والأبريميلاست.
وفي حال عدم استجابة المرضى للعلاج السابق، تكون الخطوة التالية من العلاج هي الأدوية البيولوجية، والتي يُشاع أنها تعطي أملًا كبيرًا للمصابين بالصدفية المتوسطة إلى الشديدة؛ كما تُمثَل خطوةً مهمة للأمام في تطوَر أدوية الصدفية التي ستُحسَن من جودة حياة المرضى.