5 إيجابيات تخبركِ لماذا الحب مفيدٌ لصحتكِ

5 إيجابيات تخبركِ لماذا الحب مفيدٌ لصحتكِ

جمانة الصباغ
14 فبراير 2024

في التفسير العلمي، الحب هو مجموعةٌ من المشاعر المُعقَدة التي ينتج عنها العديد من التصرفات والأفكار المنسوجة بعواطف قوية، تحكم المرء وتُسيطر على كيانه وإحساسه؛ فتجعله يرغب بحماية الشخص أو الشيء الذي يُحبه، ويشعر بمودّةٍ وألفةٍ وعطفٍ كبير اتجاهه، فيحترمه ويُحافظ عليه ويُراعي مشاعره ويرغب بإسعاده وحمايته من أي تهديدٍ أو خطر قد يُلحق الضرر به بأيّ شكلٍ. وهو لا يقتصر على حبّ البشر لبعضهم فقط، فقد يُحب المرء حيوانًاأليفًا ويُقدّم له العناية والرعاية والعطف ويسعى لحمايته والحفاظ عليه، أو أن يرتبط بحب شعور داخليّ خاص كالحريّة والاستقلاليّة والكيان والشخصيّة، أو حب الذات على سبيل المثال.

إذن، فالحب يعني الارتباط والتعلق بشخص أو شيءٍ ما، يعطينا الدافع للعمل والحماية والتعبير عن المشاعر بشكلٍ أكبر وملموس. وهو أيضًا الدافع لنا لتحسين أنفسنا وحياتنا، بغية المحافظة على الشخص أو الشيء الذي نحب؛ ما يعني أن للحب فوائد كبيرة على الصحة الجسدية والنفسية والعقلية.

يأتي عيد الحب كل عام وسيلةً فعالة لإعادة بثَ مشاعر الحب بين المحبين، مع أن الكثير منهم لا يحتاجون يومًا واحدًا في السنة لتأكيد هذا الأمر. وهو وعلى الرغم من اتسامه بمظاهر الاحتفال من خلال تبادل الهدايا وتناول الطعام في أماكن رومانسية أو طلب زواج بصورةٍ ساحرة وغيرها من مظاهر التعبير عن الحب، قد يكون واحدًا من أكثر أيام السنة صحةً، حتى وإن كان العشاق يُفرطون في الأكل والشرب والسهر خلاله.

للحب إيجابياتٌ كثيرة، نعم؛ وهو يأتي مع فوائد صحية قوية وفقًا للعديد من نتائج الأبحاث العلمية. وتؤكد الدكتورة هيلين ريس، مؤلفة كتاب "تأثير التعاطف" The Empathy Effect أن "السقوط في الحب" يمكن أن يساعد على تحسين صحتكِ، جسديًا وفكريًأ.

إليكِ 5 إيجابيات تخبركِ لماذا الحب مفيدٌ لصحتكِ، بحسب ما صرَحت ريس لموقع مجلة Time.

5 إيجابيات تخبركِ لماذا الحب مفيدٌ لصحتكِ-رئيسية واولى
5 إيجابيات تخبركِ لماذا الحب مفيدٌ لصحتكِ
  1. الحب يجعلك سعيدةً

لا يخفى على أحد أن الحب مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بمشاعر السعادة والحبور؛ فمجرد رؤية الحبيب أو سماع صوته أو التفكير فيه، يدفع بابتسامةٍ كبيرة ترتسم على الوجه وتُدفأ القلب.

وفي تفسيرٍ علمي آخر للسعادة الناجمة عن الحب؛ فإنه عندما نقع في الحب لأول مرة، يكون الدوبامين وهو المادة الكيميائية الدماغية المرتبطة بالشعور بالسعادة والمكافأة، نشطًا خلال هذه التجربة بشكلٍ خاص. وتقول ريس في هذا الصدد: "هذا يزيد من حدة الحالة المزاجية، لذلك يشعر الناس بإيجابيةٍ للغاية وتقدير كبير؛ ومن هنا يأتي الشعور كأنكِ"في السحابة التاسعة" الذي تشعرين به عند خوض علاقةٍ جديدة."

لكن هذ الشعور المفعم بالسعادة، يصاحبه للأسف شعورٌ متزايد بالتوتر الناجم عن ارتفاع هرمون الكورتيزول وانخفاضٍ متزامن في الناقل العصبي السيروتونين الذي يُنظَم الحالة المزاجية، وفقًا لرسالة من معهد هارفارد ماهوني لعلم الأعصاب. وقد يكون هذا الاضطراب هو السبب وراء بعض السلوكيات الشاذة –مثل العاطفة الممزوجة بالقلق والهوس والعصبية - التي غالبًا ما تُصاحب ازدهار الحب بين الفردين.

وتشير الدراسات إلى أن مستويات الدوبامين قد تبقى مرتفعةً حتى مع نضوج الحب؛ ولكن من المحتمل أن تري مستويات الكورتيزول والسيروتونين تعود إلى وضعها الطبيعي، مما يساعدكِ على الهدوء والاستقرار في العلاقة دون فقدان الامتيازات التي تُحسَن الحالة المزاجية.

  1. الحب يحارب التوتر

بعد هدوء مرحلة "شهر العسل" كما تُطلق عليها ريس، في إشارةٍ لبداية علاقة الحب؛ يبدأ الدوبامين في مشاركة المساحة مع مادةٍ كيميائية أخرى في الدماغ: الأوكسيتوسين، أو هرمون الترابط. وتشرح ريس إن هذا الأمر لا يمنحكِ مشاعر "دافئة وغامضة" تجاه شريككِ فحسب، بل يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا لصحتكِ.

وتقول: "عندما يشعر الناس بالارتباط الآمن، تنخفض لديهم مستويات التوتر. إن مجرد التواجد بجانب شخصٍيحبنا ويرحب بنا باحترامٍ ورعايةٍإضافية، يمكن أن يُخفَض في الواقع مستويات الكورتيزول والأدرينالين ويخلق قدرًا أكبر من التوازن، ما يعني أن المواد الكيميائية العصبية لديكِ قد عادت إلى الإتزان من جديد."

إذا كنتِ بعيدةً عن شريك حياتكِ، فإن التفكير فيه أو مجرد التحدث معه عبر الهاتف أو حتى تبادل الرسائل النصية معه، يمكن أن يساعد في استحضار هذه المشاعر كما تؤكد ريس.

  1. الحب يُخفَف القلق

أشارت نتائج عددٍ لا بأس به من الدراسات، إلى الطرق التي يمكن أن تضر بها الوحدة بصحتكِ، بدءًا من زيادة الالتهاب وحتى تنشيط مراكز الألم. وتقول ريس: "إن الشعور بالوحدة يُحفَز القلق، الذي تتوسطه ناقلات عصبية مختلفة، مثل النورإبينفرين. كما ترتفع مستويات الكورتيزول والأدرينالين عندما يشعر الناس بعدم الأمان والتهديد، مما يؤدي إلى استجابة الجسم للتوتر. الوقوع في الحب والتواجد بالقرب من شخصٍ آخر، يمكن أن يُخفَف من كافة هذه المشاعر السلبية."

الحب يخفف القلق ويحارب التوتر
الحب يخفف القلق ويحارب التوتر
  1. الحب يجعلكِ تعتنين بنفسكِ بشكل أفضل

صحيحٌ أن الإنسان واعٍ تمامًا لاحتياجاته الخاصة، لكنه كثيرًا ما يغفل عن أهمية العناية بصحته بشكل أكبر. وهنا يأتي دور الحبيب أو شريك الحياة، الذي قد يشجع كثيرًا على الذهاب للطبيب عند الشعور بالتعب، أو القيام بالفحوصات الدورية للاطمئنان على الصحة.

"يشجع الأزواج بعضهم البعض على الذهاب إلى الطبيب عندما لا يرغبون في ذلك" تقول ريس؛ مشيرةً إلى أن "هناك الكثير من الإنكار حول المرض الطبي، ومن المرجح أن يتجاهل الأفراد شيئًا ما ويقولون لا يمكن أن يكون هذا الأمر خطيرًا."

البيانات تثبت ذلك؛ إذ قد يتمكن الأشخاص الذين يتمكنشركائهم مثلًا من اكتشاف سرطان الجلد في وقت أبكر من الأشخاص العزَاب من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، وذلك بعد اكتشاف الشامات المشبوهة على الفور. وينطبق الشيء نفسه على الكدمات غير الطبيعية، والتي يمكن أن تكون علامةً على حالاتٍ خطيرة مثل سرطان الدم وأمراض الكلى ومرض كوشينغ، كما تقول ريس. وفي بعض الأحيان، قد يلاحظ الشركاء علامات الحساسية أو غيرها من المشاكل الصحية المستمرة قبل أن يلاحظها الشخص المصاب.

شيءٌ جميل أن يكون لدينا من يطمئن على صحتنا ويراقب كل تغيَرٍ يحدث عليها، أليس كذلك؟ وهذ ما ينقلنا للإيجابية التالية..

  1. الحب يساعدكِ على العيش لفترة أطول

اكتشاف المرض في مرحلةٍ مبكرة والمساعدة على خوض نمطٍ صحي بدنيًا وفكريًا ونفسيًا، له أبلغ الأثر على تحسين جودة الحياة وإطالة العمر.

وقد أظهرت الأبحاث أن المتزوجين يتمتعون بعمرٍ أطول أكثر من العزَاب، ما يجعل عبارة "حتى يفرقنا الموت" أكثر التزامًا. وتشير الدراسات إلى أن هذه الفوائد على المدى الطويل، يتم تفسيرها إلى حدٍ كبير من خلال الدعم الاجتماعي والعاطفي المستمر، والالتزام بشكلٍأفضل بالرعاية الطبية، ووجود شريكٍ يمكنه مساءلتكِ عن سلوكيات نمط الحياة الصحي وتوجيهكِ بعيدًا عن السلوكيات السيئة. وقد وُجد أن المتزوجين لديهم معدلات أقل لتعاطي المخدرات، وانخفاض في ضغط الدم، واكتئاب أقل من أقرانهم غير المتزوجين.

ولكن هناك أيضًا بعض الأخبار الجيدة لغير المرتبطين؛ ففي عام 2010، وجدت مراجعةٌ لـ 148 دراسة أن فوائد طول العمر كانت مرتبطةً بجميع العلاقات الاجتماعية الوثيقة، وليس فقط العلاقات الرومانسية، مما يعني أن أصدقائكِ وعائلتكِ مفيدون لصحتكِ أيضًا.

الحب يساعد في إطالة العمر من خلال تحسين الصحة
الحب يساعد في إطالة العمر من خلال تحسين الصحة

في الختام، لا يسعنا في هذا اليوم الجميل والاحتفال بعيد الحب؛ سوى التمنَي بطول العمر والصحة السليمة للجميع، سواء كانوا مرتبطين بعلاقة حبٍ أو زواج يملؤه الود والهيام أم عزَابًا يحتفلون مع أهلهم وأقاربهم وأصدقائهم بهذه المناسبة الجميلة. فالحب له انعكاساتٌ إيجابية على الجميع، سواء لجهة تحسين الصحة أو تعزيز رفاهية العيش.. فلنعش بحب ولنتعامل بحب مع الجميع، كي يكون الجميع على ما يرام.