مع تزايد الإقبال على التقويمات الشفافة: ما هي التحديات والفرص التي يواجهها أطباء الأسنان
لأن العديد من الناس يرغبون حاليًا في حلولٍ سريعة وناجعة لتحسين حياتهم ورفاهيتها، فإنهم يلجأون لخيارات العلاجات السريعة مثل التقويمات الشفافةالتي يبدو أن هناك إقبالًا كبيرًا عليها من قبل المراهقين أيضًا في دول عدة، منها المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وتقويم الأسنان الشفاف هو تقنيةٌ حديثة ومُبتكرة تُستخدم لتصحيح ترتيب الأسنان وتحسين الابتسامة. وهي تعتمد على استخدام مجموعةٍ من القوالب الشفافة المُصمَمة خصيصًا لتتناسب بشكلٍ مثالي مع أسنان المريض. هذه التقنية تسمح بتصحيح الأسنان دون الحاجة إلى استخدام الأسلاك والتقاويم التقليدية.
توفر تقنية تقويم الأسنان الشفاف العديد من الفوائد للأشخاص الذين يختارونها لتحقيق الابتسامة المثالية، منها الفوائد الرئيسية التالية:
- الشفافية والخفة: تتميز الأقواس الشفافة بأنها شفافة تمامًا، ما يجعلها غير مرئية تقريبًا عند ارتدائها. وهو ما يجعلها خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يرغبون في تصحيح أسنانهم بشكل لامرئي.
- راحة الارتداء: تمتاز أقواس التقويم الشفافة بأنها مرنةٌ ومريحة للارتداء، وهي لا تُسبَب الألم أو الحساسية، كما يمكن إزالتها بسهولة للأكل والتنظيف.
- الحصول على نتائج سريعة: يمكن أن يقدم تقويم الأسنان الشفاف نتائج مذهلة في وقت قصير؛ إذ يعمل على تصحيح ترتيب الأسنان بفعالية وبسرعة.
- تحسين الثقة بالنفس: بمجرد تحقيق الابتسامة المثالية، ستزيد ثقة المرء بنفسه وسيشعر بالسعادة الكبيرة.
إلا أن هذه الفوائد قد تُطبَق فقط على البالغين، فيما يحتاج الأشخاص الأصغر سنًا (اليافعين والمراهقين) لتقويمات طبية من نوعٍ آخر. وهو ما يُمثَل تحديًا لأطباء الأسنان الذين يواجهون طلبًا متزايدًا من هذه الفئة العمرية، بالحصول على التقويمات الشفافة؛ بحسب ما أظهرته نتائج ورقةٍ بحثية حديثة. فما تفاصيل هذه الورقة؟
تزايد الإقبال على التقويمات الشفافة بين المراهقين
إذن؛كشفت شركةآلاينتكنولوجي، المدرجة في بورصة ناسداك، وهي شركةٌ عالمية رائدة في مجال الأجهزة الطبية والمتخصصة في تصميم وتصنيع وتسويق نظام التقويم الشفاف للأسنان Invisalign® ، والماسحات الضوئية الرقمية الفموية iTero™ ، وبرمجيات شركة "إكسوكاد" للتصميم والتصنيع بمساعدة الحاسوب -exocad™ CAD / CAM ، للتقويم الرقمي للأسنان وطب الأسنان الترميمي- عن رؤى رائدة حول المشهد المتغير لقطاع العناية بالأسنان في الشرق الأوسط، من خلال ورقة عملٍ بحثية تُركَز على علاج المراهقين باستخدام التقويم الشفاف.
وتُسلَط ورقة العمل البحثية التي جاءت بعنوان "رؤى ومعتقدات حول رحلة علاج الأسنان للمرضى اليافعين وسوق طب الأسنان المتنامي للمرضى من هذه الفئة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة"، الضوء على الاتجاهات الرئيسية التي تؤثر على تفضيلات المرضى، لدور أخصائي تقويم الأسنان الحاسم،وسوق تقويم الأسنان الشفاف الواعد لليافعين.
وتماشيًا مع توقعات النمو العالمي،يشهد السوق في أعقاب تطوَر صناعة طب الأسنان الرقمية، زيادةً ملحوظة في طلب واستخدام تقويم الأسنان الشفاف؛ حيث يُتوقع أن ترتفع قيمة سوق التقويم الشفاف لتصل إلى 57.05 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2031 ، فيما قُدَرت في العام 2022 بحوالي 3.96 مليار دولار أمريكي على مستوى العالم. وينعكس هذا الاتجاه على سوق الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن يصل حجم سوق العناية بالأسنان في المنطقة إلى حوالي 2.54 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030 مقارنةً بـ 1.44 مليار دولار أمريكي في العام2022.
ذكرت الورقة البحثية أنه وعلى الرغم من زيادة الإقبال على استخدام التقويم الشفاف؛ يظل اختيار العلاج الأنسب لتصحيح الأسنان للمرضى اليافعين والمراهقين قرارًا مُعقَدًا يشمل آراء أخصائيي الأسنان وعائلة المريض، إلى جانب الشخص المريض نفسه.وبالإضافة إلى توصيات أخصائي طب الأسنان حول العلاج الملائم، أظهرت الدراسات أن أهم العوامل التي يُنظر إليها عند اتخاذ القرار حول جهاز تقويم الأسنان للمراهقين (التقويم الشفاف مقابل التقويم التقليدي) هما: التوصيات بين الرفاق والدائرة الاجتماعية، والقدرة على تحمَل التكاليف.
ويشير أنجيلو مورا، المدير العام لشركة آلاين تكنولوجي في الشرق الأوسط إلى التحول الكبير الحاصل في مجال رعاية تقويم الأسنان، قائلًا: " يتجه العالم نحو استخدام التقويم الشفاف كنموذجٍ رئيسي للعلاج، لأنه يُركَز على راحة المريض. ويؤكد بحثنا على الدور المحوري الذي يلعبه أخصائيو طب الأسنان في توجيه الأهل خلال عملية اتخاذ القرارات برعاية أسنان أطفالهم اليافعين؛ووفقاً لهذا، فإن هدف الورقة البحثية هو طرح التجارب والرؤى المختلفة حول الموضوع في سبيل خلق فرصةٍ للنقاش تساعد أخصائيي تقويم الأسنان على فهم عوامل التأثير على سوق المرضى اليافعين وتجعلهم على استعدادٍ تام لمواجهة أي تساؤلات أونقاشات مع المرضى المحتملين وأهاليهم."
تفاصيل الورقة البحثية
تستند نتائج ورقة العمل البحثيةالتي أُعدت بطلبٍ من شركة " آلاين تكنولوجي"، إلى الأبحاث الكمية والنوعية التي أجرتها شركة "يوجوف "الرائدة في مجال استطلاع آراء المستهلكين وفريق الأبحاث الإقليمي لمركز المؤسسات المهنية المتقدمة (كاب)؛ إذ ينقسم البحث إلى قسمين رئيسيين: يتعلق القسم الأول بأولياء أمور المرضى، والقسم الثاني بأخصائيي طب الأسنان (أخصائيي تقويم الأسنان وأطباء الأسنان الآخرين)، وقد صاغت الأفكار المستمدة من هاتين المجموعتين في وقتٍ لاحق، النتائج الرئيسية لورقة العمل البحثية.
وفيها كشف أخصائيو تقويم الأسنان وأطباء الأسنان في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية عن رؤى مهمة تتعلق بحجم السوق الذي يعملون فيه والفرص المتاحة في عالم العلاجات.ومع تواجدهم المتمركز عمومًا في عيادات القطاع الخاص (90.5٪)، يُركَز هؤلاء المحترفون بشكلٍ كبير على الفئة العمرية للمراهقين، كونهم يشكلون جزءًا كبيرًا من قاعدة مرضاهم؛ وتتراوح نسبتهم بين 63.3٪ للفئة العمرية ما بين 13 إلى 19 عامًافي المملكة العربية السعودية، بينما تصل إلى 58.3٪ في الإمارات العربية المتحدة؛ هذه النسب المرتفعة للشباب دون سن الـ 19 (حيث يُمثَلون 39٪ في المملكة العربية السعودية و30٪ في الإمارات العربية المتحدة) تؤكد تلك الاهتمامات والتركيز المستمر على هذه الفئة العمرية.
وعلى الرغم من أن سوق المرضى اليافعين واسع النطاق؛إلا أن اختيار العلاج لا يعتمد فقط على مشكلات الأسنان،بل يرتكز أيضًا على عمر الطفل ومدى استعداده وثقافته، إضافةً إلى تفضيلاته الشخصية. لذا يتوجب على أخصائيي تقويم الأسنان تقديم استشارةٍ شاملة تمكِّن الأهل من فهمٍ واضح لخيارات العلاج المتاحة والتكاليف والفوائد المرتبطة بها والعيوب المحتملة.
خطط علاجٍ شخصية لكل مريض
من جانبه؛قال الدكتور عبدالكريم أخصائي جراحة الفم والأسنان باعتماد البورد الأمريكي، من فئة مزودي إنفيزالاين الألماسية، واستشاري جراحة فم وأسنان بعيادة سايم داي: "إن كل مريضٍ فريدٌ من نوعه، ويجب أن تنعكس شخصيته في رحلته في تقويم الأسنان.وبصفتي أخصائي تقويم أسنان، أُعطي الأولوية لخطط العلاج الشخصية التي تُناسب الاحتياجات المحددة لكل مريضٍ يافع؛ وبرأيي فإن التقويم الشفاف يُمثَل قفزةً تحولية في رعاية تقويم الأسنان، لأنه يقدم حلولًا مُخصَصة لا تعالج سوء الإطباق بشكل فعالٍ فحسب، بل تتوافق أيضًا مع نمط حياة المراهقين وتفضيلاتهم.وفي الأساس، يُمثَل التقويم الشفاف مستقبل علاج تقويم الأسنان، كونه يُوفَر مزيجًا من الدقة والراحة والجماليات التي تكافح الأقواس التقليدية من أجل الوصول إلى مستواها."
التقويم المعدني أكثر من التقويم الشفاف.. والسبب
كما أشارت الدراسة أنه وعلى الرغم من ارتفاع شعبية التقويم الشفاف مثل Invisalign®،إلا أن نسبةً كبيرة من الأهالي يُفضَلون التقويم المعدني علىالتقويم الشفاف بنسبٍ تتراوح بين 45٪ في المملكة العربية السعودية و47٪ في الإمارات العربية المتحدة)؛ ويرجع سبب ذلك بصورةٍ رئيسي إلى الاعتبارات المالية.
وعلَق أنجيلو مورا على هذا الأمر بقوله: "يظل عامل القدرة على تحمَل التكاليف عاملًا حاسمًا في الاختيار بين الأقواس التقليدية والتقويم الشفاف، ما يؤثر على قرارات العلاج بالنسبة للعائلات. وفهم هذه المخاوف المالية يسمح لأخصائيي طب الأسنان بتقديم إرشاداتٍ مُخصَصة تتوافق مع واقع العائلات."
علاوةً على ذلك؛ تؤكد الدراسة على أهمية الالتزام في نجاح علاج تقويم الأسنان، لا سيما مع التقويم الشفاف، والتركيز على ضرورة ارتدائه بشكلٍ ثابت لمدةٍ تتراوح ما بين 20-22 ساعة في اليوم. وهنا تظهر مخاوف الوالدين بشأن مسؤولية أطفالهم والتزامهم بخطط العلاج كاعتباراتٍ مهمة.
يشير بحث "آلاين تكنولوجي" أيضًا إلى حدوث تحولٍ في ديناميكيات صنع القرار، مما يشير إلى أن توصيات الوالدين تؤثر أيضًا بشكلٍ كبير على اختيار أخصائيي تقويم الأسنان وخيارات العلاج؛ ومع اعتماد 72٪ من المشاركين في الإمارات و62٪ في المملكة العربية السعودية على الإحالات والتوصيات من رفاقهم؛ فإن هذا يؤكد على أهمية استشارة والاستماع لخبرات المحيط الاجتماعي في عملية اتخاذالقرار.
خلاصة القول، أن تقويم الأسنان ضروريٌ من عمر مبكر، لتفادي الحرج الاجتماعي وتحسين شكل الأسنان وصحتها. لكن ينبغي دومًا التعرف على الخيارات الصحيحة والمناسبة لكل حالةٍ، وهنا تأتي استشارة الطبيب المختص حول إمكانية اللجوء للتقويم الشفاف أو المعدني؛ حتى لا يكون هذا الأمر من اختيار المريض نفسه، والذي قد تتبعه عواقب سيئة على المدى الطويل.