حافظي على صحة جسمكِ ولياقته أثناء الصيام.. باتباع نصائح الخبراء
يتحضَر المسلمون حول العالم، خلال الأيام الحالية والتالية، لاستقبال شهر رمضان المبارك؛ وغالبًا ما تتركز التحضيرات على أمرين أساسيين، أولهما تزيين المنزل لاستقبال الشهر الفضيل، وثانيهما التحضيرات في المطبخ من خلال إعداد أصناف الطعام غير المطبوخة ووضعها في الثلاجة لاستخدامها في الطهو أثناء أيام رمضان، توفيرًا للوقت والجهد وإفساحًا في المجال أمام سيدات المنازل لممارسة طقوسهنَ الدينية خلال شهر رمضان، أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتقٌ من النار.
لكن ماذا عن الاستعداد البدني والصحي لرمضان؟ ما هي الخطط التي نقوم بوضعها لتعزيز صحتنا ورفع مستوى لياقتنا أثناء الصيام؟ وكلنا يعلم أن الصيام يتسبب في الشعور بالوهن والإرهاق خلال النهار، وكثيرٌ منا يخلد للجلوس وعدم الحركة بعد تناول ما لذَ وطاب على موائد الإفطار. لا بد من وسائل مضمونة ومُساعدة، تُسهم في منع الخمول وزيادة الوزن وضعف اللياقة في رمضان، خاصةً للأفراد المعتادين على مزاولة الرياضة خلال باقي أيام السنة.
ومع قرب حلول شهر رمضان المبارك؛ تلتزم علامة "فيتنس فيرست"، العلامة الرائدة في عالم اللياقة، بدعم الصائمين من خلال تقديم نصائح الخبراء حول الصحة والعافية خلال الشهر الكريم. ومن هذا المنطلق، يقدم لنا أحمد مدكور، خبير لياقة وتدريب من "فيتنس فيرست"، بعض النصائح القيَمة التي من شأنها مساعدة كافةالصائمينعلى تعزيز تغذيتهم وصحتهم أثناء شهر رمضان.
فإن كنتِ عزيزتي تطمحين خلال شهر الصيام هذا العام، لتدعيم جسمكِ وعقلكِ بالغذاء الصحيح، ورفع مستوى لياقتكِ لتجنب الخمول والسُمنة وغيرها من التداعيات السلبية؛ ما عليكِ سوى متابعة القراءة...
طرق لتغذية الجسم والحفاظ على اللياقة أثناء الصوم
بدايةً، لا بدَ من تذكير أنفسنا وتذكير جميع القارئات؛ بوجوب استشارة المدرب الخاص حول كيفية تحسين صحتنا ولياقتنا خلال شهر رمضان، حسب الحالة الصحية والاحتياجات الخاصة لكلَ منا.
وفيما يخص النصائح أو الطرق الأمثل لتغذية الجسم والحفاظ على اللياقة أثناء الصيام، يُحددها مدكور بالنقاط الآتية:
-
أهمية الترطيب
خلال شهر رمضان، يُعتبر الحفاظ على ترطيب الجسم أمرًا بالغ الأهمية، للحفاظ على الصحة والحيوية. لذا من الضروري شرب الماء والسوائل باستمرارٍ بين الإفطار والسحور لمنع الجفاف، وحاوليتجنَب المشروبات السكرية قدر الإمكان،لتثبيت مستويات السكر في الدم. وينصحكِ مدكور مضيفًا: تناولي الماء لتعويض السوائل المفقودة بشكلٍ فعال.
-
تغذية الجسم
احرصي على دمج مجموعةٍ متنوعة من العناصر الغذائية في وجبة الإفطار،لتغذية جسمكِ بصورةٍ كافية بعد الصيام. ابدأي بتناول التمر والحليب أو الماء لتعزيز مستويات الطاقة وترطيب جسمك؛ ثمتناولي بعدها الحبوب الكاملة، مثل الأرز البسمتي أو الأرز البني أو الكسكسي أو الشعير أو العدس لتوفير الطاقة الأساسية. كما إن البروتينات الخالية من الدهون، والتي تتنوع مصادرها بين اللحوم الخالية من الدهون أو الأسماك أو الفول أو البقول أو العدس أو الحمص أو التوفو، تُسهم في تغذية العضلاتوتحسين الصحة العامة.
ولا تنسي تناول حصتين أو ثلاث حصص من الخضار لتوفير الفيتامينات والمعادن والألياف الأساسية، إلى جانب الدهون الصحية من الأفوكادو والمكسرات وزيت الزيتون، يؤكد مدكور.
-
الأكل الواعي
أو ما يُعرف بالأكل اليقظ، الذي يساعد في التنبه لكميات الطعام التي يتناولها الإنسان الصائم عند الإفطار أو السحور. ويقول مدكور في هذه النقطة: "تجنَبي الإفراط في تناول الطعام أثناء وبعد الإفطار من خلال الوعي وتناول الطعام ببطء. امنحي عقلك 20 دقيقة ليبدأ تسجيلالشعور بالشبع، ما يُقلَل من خطر إصابتكِ بعسر الهضم والانتفاخ. اختاري طبقًا متوازنًا يحتوي على البروتين والكربوهيدرات والدهون الصحية والخضروات، لتعزيز الشبع واستقرار مستويات الجلوكوز في الدم.
-
الحفاظ على النشاط
من المهم خلال شهر الصيام، المحافظة على النشاط البدني والرياضي، بهدف خلال تدعيم الصحة العامة وتعزيز عمليات التمثيل الغذائي. مارسيالتمارين الخفيفة إلى متوسطة الشدة، مثل القفز أو الركض، لمدة 30 إلى 50 دقيقة قبل الإفطار؛ للحفاظ على ارتفاع مستويات الطاقة، كما يمكن أن يساعد المشي أو ممارسة تمارين التمدد لمدة 15 دقيقة قبل الإفطار في الحفاظ على مستويات الطاقة في الجسم. ويُشدَد مدكور على ضرورة تجنب التمارين عالية الشدة أثناء الصيام لمنع الشعور بالتعب وانخفاض مستويات السكر في الدم، وتحديد موعدٍ للتمرين بعد الإفطار بساعتين إلى ثلاث ساعات، أو قبل السحور مباشرةًبعد أن تتم تغذية الجسم وترطيبه بالشكل المطلوب.
ويختم أحمد مدكور نصائحه بالتالي: "ينطوي الصيام خلال شهر رمضان على تحدياتٍ فريدة، ولكن الاهتمام بالترطيب والتغذية المتوازنة والنشاط البدني المستمر، يتيح للأفراد إعطاء الأولوية لصحتهم وعافيتهم طوال الشهر الكريم. من الضروري الانتباه إلى ما يخبركِ به جسمكِ، وتغذيته بالأطعمة الصحية، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة للحفاظ على الصحة المثالية خلال هذه الفترة الروحانية الهامة."
في الختام، فإن الصيام هو عبادةٌ روحانية للتقرب من الله طلبًا للمغفرة والتيسير. وهو في ذات الوقت، فرصةٌ سانحة لتصحيح أسلوب حياتنا الغذائي والبدني، أو الاستمرار في النمط الصحي الذي نتبَعه طيلة السنة، بهدف تحقيق الهدف الثاني من الصيام: ألا وهو تحسين الصحة العامة ورفع مستوى اللياقة البدنية للجسم، لزيادة الرفاهية وجودة الحياة.