شرب الماء في رمضان: ما هي الضوابط والمحاذير
الماء مكوّن أساسي ليتمتع الجسم بصحة جيدة، فهل تحصلين على ما يكفيكِ منه؟ نطرح هذا السؤال اليوم ونحن في فترة صيام رمضان، حيث ينقطع استهلاك المياه خلال النهار بسبب الصيام، ليستأنف الصائمون شرب الماء من جديد بعد الإفطار وقبل وجبة السحور.
لكن هل تحصلين على كميةٍ كافية من الماء خلال شهر رمضان؟ وهل تعرفين الأوقات الأنسب والطريقة الأمثل لتناول هذا المكون الحيوي في حياتنا جميعًأ؟على مدار السنوات، أخرجت الدراسات العلمية حول هذا الموضوع توصياتٍ متباينة؛ لكن احتياجاتكِ الفردية من المياه تعتمد على العديد من العوامل، منها صحتكِ ومدى نشاطكِ والمكان الذي تعيشين فيه. وخلال شهر رمضان، قد تزداد الحاجة لديكِ لتناول المزيد من المياه، لتعويض الجفاف الذي يُصيبكِ جراء الصيام.
يشير موقع "مايو كلينك" إلى أن الماء هو المُكوَن الكيميائي الرئيسي لجسمكِ، ويُشكَل ما بين 50 %إلى 70% في المائة من وزن الجسم. ويحتاج الجسم إلى الماء كي يبقى على قيد الحياة.فكل خليةٍ ونسيجٍ وعضوٍ في الجسم هو بحاجةٍ إلى الماء كي يؤدي وظائفه على نحو صحيح.
إذ يعمل الماء على أداء الوظائف الآتية:
- التخلص من النفايات عن طريق التبول والتعرق والتبرز.
- الحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية.
- تليين المفاصل وتوسيدها.
- حماية الأنسجة الحساسة.
في المقابل، يمكن أن يؤدي نقص الماء إلى الجفاف؛ وهي حالةٌ تحدث عندما لا يحتوي جسمكِ على ما يكفي من الماء للقيام بوظائفه الطبيعية. حتى الجفاف الخفيف يمكن أن يستنزف طاقتكِ ويجعلكِ تشعرين بالتعب، لذا لا تستهيني بهذا الأمر واسعي لمعالجته بكافة الطرق الممكنة.
شرب الماء خلال شهر رمضان
يصبح الماء أكثر ضرورةً وحاجةً في رمضان، جراء الصيام لوقتٍ طويل خلال النهار عن الأكل والشرب؛ ما يُسبَب نقصًا متفاوتًا في كمية المياه بالجسم. لذا يُشدد الخبراء على وجوب تعويض هذا النقص، بتناول كمياتٍ كافية من الماء بين وجبتي الإفطار والسحور، وعدم اللجوء للمشروبات الغازية أو المحلاة أو المنبهات لحلَ مشكلة الجفاف في الجسم، لأن هذه المشروبات يمكن أن تزيد من إدرار البول وبالتالي زيادة الجفاف.
لكن لا يكفي أن نشرب كميةً كبيرة من الماء في رمضان؛ من الضروري أيضًا معرفة الطرق الصحيحة لتناوله، الكمية المطلوبة، نوعية المياه والتوقيت الأنسب لذلك حتى تتحقق الفائدة من شرب الماء.
شرب الماء بكمياتٍ كافية في رمضان
في حديث لها مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أكدت الدكتورة سوزان البدري، أخصائية الطب الباطني أهمية الماء لصحة الجهاز الهضمي؛ وذلك للحد من مشكلات الإمساك وعسر الهضم والإنتفاخ وغيرها. ويمكن للصيام أن يُفاقم من هذه المشاكل الصحية في رمضان، لذا من الأفضل شرب الماء بكميات كافية خلال الشهر الفضيل لدرء هذه المشكلات.
وبحسب الخبيرة، فإن كمية المياه التي يحتاجها الصائم في رمضان قد تختلف من شخصٍ لآخر؛ لكن في العموم يمكن القول أن كمية الماء التي يجب تناولها يوميًا في رمضان تتمثل في التالي:
- النساء: 9 أكواب يوميًا أي ما يعادل لترين أو لترين ونصف؛ وتزداد هذه الكمية إلى 11 و 12 كوبًا في حالتي الحمل والرضاعة.
- الرجال: 13 كوبًا يوميًا، أو ما يعادل 3 لتر.
- المراهقون: من 6 إلى 8 أكواب يوميًا.
فوائد شرب الماء للصائمين
إذا كنتِ مهتمةً بمعرفة الفائدة التي تجنيها من تناول الماء بكمياتٍ كافية خلال شهر رمضان، إليكِ تلك الفوائد حسبما عدَدتها الدكتورة البدري:
- الحفاظ على رطوبة الجسم وحمايته من الجفاف.
- ضمان توازن الأملاح المعدنية في الجسم أثناء الصيام.
- المساعدة على خسارة الوزن وخفض كمية السعرات الحرارية.
- التخفيف من القلق والتوتر اللذين يصاحبان الصائمين عادةً في رمضان.
- خفض الإصابةببعض المشاكل الصحية مثل الانتفاخات، وعسر الهضم، والإمساك.
- المساهمة في الحفاظ على صحة الكلى، من خلال تنظيفها من السموم التي يعمل الماء على طردها عن طريق البول.
- التخلص من السموم والنفايات في القولون وما يصاحبها من زيادة في نمو باكتيرريا الأمعاء الدقيقة.
- الوقاية من الإسهال وما يرافقه من بعض الأمراض المزمنة كالقولون التقرحي.
- الحماية من السعال وما يصاحبه من جفاف.
- المساهمة في إمداد الجسم بالطاقة من خلال زيادة معدل الخلايا الحمراء وما تحمله من أوكسجين لمصادر الطاقة.
الماء البارد أم العادي: أيهما أفضل في رمضان؟
سؤال يطرح نفسه بقوةٍ، في خضم تهافت الكثير من الصائمين على شرب الماء البارد والمثلج أحيانًا، لإرواء عطشهم الشديد بعد صيام يومٍ كامل. والحقيقة أن شرب كوب من الماء المثلج في هذه الحال قد يكون مغريًا للبعض، لكن عواقبه كثيرة لذا ينصح خبراء الصحة بعدم القيام بذلك مباشرةً بعد كسر الصيام.
ففي تغريدة على الحساب الرسمي لوزارة الصحة العمانية عبر موقع "تويتر"، تمت الإشارة إلى أن شرب الماء المثلج مباشرةً عند الإفطار يُقلَل من حركة الدم إلى المعدة والأمعاء؛ ما يتسبب في الإصابة ببعض مشاكل الجهاز الهضمي كالمغص والتقلصات وصعوبة الهضم والحموضة، إضافةً إلى الإصابة بزيادة الوزن والسُمنة في مرحلةٍ لاحقة.
لذا يُفضَل شرب الماء الفاتر أو بدرجة حرارة الغرفة في بداية الإفطار، وتناوله بتأن كي لا تنزعج المعدة من كمية الماء الكبيرة دفعةً واحدة. وإن أحببتِ عزيزتي شرب الماء البارد لاحقًا، يمكنكِ ذلك؛ لكن من الأفضل أن يكون معتدل البرودة وليس مثلجًا لدرجةٍ كبيرة.
يعمد البعض للإكثار من شرب الماء بعد الإفطار، فهل لهذا الفعل تداعياتٌ سلبية على الصحة؟
ينطبق المثل الشائع هنا أيضًا والذي يقول: كل شيء زاد عن حده نقص؛ فالإكثار من شرب الماء بعد الإفطار له مساوئه خاصةً إذا ما زادت الكمية عن الحاجة الطبيعية لكل فرد.
ومن الأضرار التي يمكن أن تلحق بكِ جراء الإكثار من شرب الماء بعد الإفطار:
- حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي،كون شرب كمياتٍ كبيرة من الماء مباشرة عند الإفطار يُشكَل صدمةً فجائية للمعدة الفارغة.
- زيادة خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني.
- عسرٌ وسوءٌ في الهضم والانتفاخ، بالإضافة إلى توسيع حجم المعدة.
- الصداع وتشنج العضلات وارتفاع ضغط الدم وفقدان التركيز وضيق التنفس.
- تجمُّع السوائل في خلايا الدماغ، ما يؤدي لزيادة الشعور بالصداع والغثيان.
خلاصة القول، أن الحاجة لشرب الماء مهمةٌ وأساسية في حياتنا بشكلٍ عام، وخلال شهر رمضان بشكلٍ خاص. لكن من الضروري معرفة الكمية التي نحتاجها من الماء خلال شهر الصيام، والأوقات الأنسب لتناولها وكذلك نوعية الماء الصحية حتى لا يتحول هذا العنصر الحيوي في حياتنا إلى شيءٍ ضار يؤذينا ويتسبب لنا بمضاعفاتٍ ومشاكل صحية. لذا احرصي عزيزتي على تبيان كمية الماء التي تحتاجينها خلال الصيام، وقومي بتوزيعها بين وجبتي الإفطار والسحور كي تنعمي بها لترطيب جسمكِ وحمايتكِ من مضاعفات الصيام.