خبيرٌ يؤكد: إدارة أمراض الضغط والسكري تحميكِ من الفشل الكلوي
كل مرضٍ مهما كانت شدته وحدة مضاعفاته، فإن إدارته بشكلٍ جيد يمكن أن تُسهم كثيرًا في تقليل هذه الحدة والتداعيات الناجمة عنه. وتُعرف إدارة المرض على أنها "نظامٌ لتنسيق تدخلات الرعاية الصحية والاتصالات للسكان مع الظروف التي تكون فيها جهود الرعاية الذاتية للمريض كبيرة"؛ فهي عمليةٌ للحد من تكاليف الرعاية الصحية و/أو تحسين نوعية الحياة للأفراد عن طريق منع أو التقليل من آثار المرض، وعادةً ما يكون حالةً مزمنة، من خلال الرعاية التكاملية.
وتتكامل إدارة المرض بين المرافق الطبية المختلفة وبين المرضى أنفسهم، ممن يتم تثقيفهم وتدريبهم حول سُبل التعامل الجيد والصحيح مع أعراضهم وكيفية التقليل من مضاعفاتها أو تدهورها مع الوقت. ويمكن لإدارة مرضٍ واحد مثلًا، أن ينعكس إيجابًا على حالاتٍ صحية أخرى مثل الفشل الكلوي.
ويُصادف اليوم 14 مارس من كل عام، اليوم العالمي للكلى والذي يهدف إلى التوعية بصحة الكلى وأهمية الوقاية من الأمراض التي قد تصيبها، والتوعية بأهمية الكشف المبكر للأشخاص الأكثر عرضةًيضًا للإصابة بأمراض الكلى.
وبحسب موقع وزارة الصحة السعودية، فإن أبرز أهداف هذا اليوم تتمثل في الآتي:
- رفع مستوى الوعي حول أهمية الكلى، والتوعية بارتباط مرض السكري وارتفاع ضغط الدم بأمراض الكلى المزمنة.
- تشجيع الفحص الدوري للكلى لجميع مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم.
- التشجيع على السلوكيات الوقائية.
- تثقيف جميع المهنيين الطبيين حول دورهم الرئيسي في اكتشاف وتقليل مخاطر الإصابة بمرض الكلى المزمن، لا سيما لدى الفئات المُعرضة للخطر.
- تسليط الضوء على أن الزراعة هي أفضل علاجٍ للفشل الكلوي، والتبرع بالأعضاء هي من أفضل المبادرات لإنقاذ الحياة.
وبما أن الكلى هي أعضاءٌ معقدة ومذهلة، تقوم بالعديد من المهام الأساسية للحفاظ على صحتنا؛ يتوجب علينا العناية بها وعدم إهمال أية أعراض أو مشاكل صحية يمكن أن تُلم بها، خصوصًا في حالة وجود مرضى مصابين بداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم. وأشار خبير من "كليفلاند كلينك" إلى أن إدارة أمراض السكري والضغط تحمي من احتمال الإصابة بالفشل الكلوي في مرحلةٍ لاحقة.
كيف ذلك؟ إليكِ المزيد من التفاصيل..
إدارة أمراض الضغط والسكري تقي من الفشل الكلوي
تشير إحصائيات الجمعية الدولية لأمراض الكلى (ISN) والاتحاد الدولي لمؤسسات الكلى (IFKF) الذين ينظمان فعاليات اليوم العالمي للكلى، إلى أن واحدًا من كل 10 أشخاص عالميًا مصابٌ بأحد أشكال مرض الكلى المزمن.
وقال الدكتور هاني الصواف، أخصائي أمراض الكلى في مستشفى كليفلاند كلينك؛أنه وعلى الرغم من إمكانية إصابة أي فردٍ بمرض الكلى المزمن (CKD)، إلا أن المصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وغيرها من الأمراض المزمنة غالباً ما يكونون أكثر عرضة للإصابة به، ولذلك يتوجب عليهم إجراء الفحوصات الدورية وإدارة حالتهم الصحية بصورةٍ جيدة.
وأضاف: "لا يشعر المريض في حالة مرض الكلى المزمن غالبًا بأية أعراض،إلا حين تقدم مراحل المرض؛ ولذلك فإن إجراء الفحوصات أمرٌ مهم للكشف المبكر عنه والتأكد من أن الكلى تعمل بشكلٍ طبيعي. وعادةً ما يكون الضرر الناتج عن مرض الكلى المزمن الممتد لفترةٍ طويلة غير قابلٍ للإصلاح، ولكن في حال اكتشاف الضرر في الكلى في مرحلةٍ مبكرة فإنه يمكن اتخاذ خطواتٍ تساعد في إصلاح ذلك الضرر، والوقاية من أية أضرار إضافية أو تأخير حدوثها. ولذلك تشمل الفحوصات الصحية السنوية للبالغيناختباراتٍ بسيطة وغير جراحية للكلى والتي تُعتبر على درجةٍ كبيرة من الأهمية، خاصةً بالنسبة للأشخاص الذين لديهم تاريخٌ عائلي من أمراض الكلى أو يعانون من أمراضٍ مزمنة."
تداعيات أمراض السكري والضغط على مرضى الكلى
وأشار الدكتور هاني إلى أنه في حال عدم معالجة ارتفاع ضغط الدم والسكر، فإنهما يصبحان من الأسباب الأكثر شيوعًا لأمراض الكلى والمراحل الأخيرة منها.بالإضافة إلى ذلك، تزيد السُمنة من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري، وهيمعروفةٌ كذلك بكونها عامل خطورةٍ مستقل بذاته للإصابة بمرض الكلى المزمن. وعلى الرغم من اتساع نطاق الإصابة بالسكري وضغط الدم والسُمنة عالميًا، إلا أن الأخبار السارة هي وجود العديد من أساليب العلاج الجديدة والفعالة التي جرى تطويرها لإدارة هذه الحالات.
وأضاف الدكتور هاني: "هناكبعض الأدوية الجديدة مثل مثبطات النّاقل المشارك صوديوم/جلوكوز 2 (SGLT2) ومنبهات مستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1 receptor agonists) والمستخدمة في علاج المصابين بالسكري والسُمنة، أظهرت في تجارب سريرية فوائد خاصة بالكلى وتتجاوز مجرد فقدان الوزن أو التحكم بسكر الدم. وفي حقيقة الأمر فإن تجربة FLOW الأخيرة الرامية إلى تحديد ما إذا كان للسيماجلوتيد (semaglutide) تأثيرٌ إيجابي على وظائف الكلى، قد اختُتمت قبل أوانها لأنها حققت أهدافها مبكرًا."
إذن، السبيل الأفضل للوقاية من الفشل الكلوي هو في إدارة الأمراض الأخرى المرتبطة بالكلى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، إضافةً بالطبع إلى تحسين صحة الكلى. وهنا يُطرح السؤال البديهي: ما هي أفضل النصائح لتعزيز وتحسين الكلى؟
نصائح لتعزيز صحة الكلى
أوضح الدكتور هاني أنه بالإضافة إلى إدارة الأمراض المزمنة وإجراء الفحوصات الدورية، فإن هناك بعض التغييرات في أسلوب الحياة التي يمكن للأفراد القيام بها لتحسين صحة الكلى؛ مشيرًا إلى أن الإرشادات العامة للمحافظة على صحة القلب تنطبق على صحة الكلى، ويمكنها المساهمة كذلك في تحسين حالة أمراض السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم".
وتابع الدكتور هانيقائلًا: "تشمل توصيات المحافظة على صحة الكلى، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قدرٍ كافٍ من النوميتراوح ما بين 7-8 ساعات كل ليلة، والامتناع عن التدخين، شرب الماء بكمياتٍ كافية، الحد من تناول الكحول، والإبقاء على وزن صحي."
بالإضافة إلى ذلك، يجب اتباع حميةٍ غذائية صحية للقلب مثل حمية الشرق الأوسط التي تُركَز على الفواكه والخضار والحبوب الكاملة والأسماك واللحوم الخالية من الدهون وزيت الزيتون؛ أو حمية المقاربات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم (DASH) منخفضة الصوديوم.ويُعدَ الحد من تناول الصوديوم شيئًا مهمًا وساسيًا خاصةً بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أو المصابين بأمراض الكلى،ويُنصح هؤلاء المرضى بتناول غرامين من الصوديوم يومياً كحد أقصى، بحسب الدكتور الصواف.
خلاصة القول، أن تداعي صحة الكلى قد يكون ناجمًا عن مرض يتعلق بالكلى مباشرةً، أو نتيجة الإصابة بأمراض أخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. لذا فإن تعزيز صحة الكلى وتعلَم إدارة تلك الأمراض، له أبلغ الأثر والفاعلية في الحفاظ على الكلى سليمة ومعافاة. ويبقى لاتباع نظامٍ غذائي وحياتي صحي، تأثيرٌ إيجابي أيضًا نحو المحافظة على صحة الكلى وتجنب الإصابة بالأمراض المتعلقة بهذا العضو المهم في أجسامنا.