القضاء على التوتر وتحسين المزاج وأكثر .. إليكِ أبرز التأثيرات النفسية الإيجابية للصيام
تلعب روحانيات رمضان دورًا كبيرًا في تحقيق الشعور بحفنة من المشاعر الإيجابية؛ ويعد الشعور بالراحة والطمأنينة من أبرز هذه المشاعر وأعمقها تأثيرًا على الصائم. كما أن لتغيير الروتين المتبع في الأيام العادية وكسره في رمضان كبير الأثر في تعزيز الصحة النفسية وتحقيق رفاهيتها. والسبب يعود إلى تغيير العادات الغذائية، وتلك التي تتعلق بروتين الحياة اليومية ككل.
والسؤال الآن هل كل صائم يجني فوائد صحية ونفسية من الصيام؟
لا، لأن الأمر يتوقف على السلوكيات المتبعة في رمضان، وعلى فهم الحكمة من الصيام، وتغيير العادات الغذائية للأفضل بتناول الغذاء الصحي المفيد، وتجنب الأطعمة الدسمة، والحرص على ممارسة الرياضة في الأوقات المناسبة في رمضان.
من أجل ذلك ولأهمية هذا الموضوع ولإزالة الخلط بين كثير من المفاهيم التي تتعلق بفوائد الصيام وكيفية الحصول على فوائده، نقدم لكِ نصائح بخصوص كيفية تحقيق الاستفادة الصحية الشاملة من الصيام، وذلك بحسب "aspris"، لتكوني متأكدة بأنكِ على الطريق السليم، أو ليمكنك سرعة التحويل إلى المسار الصحيح إذا كنتِ على خطأ في فهم الصيام، خصوصًا وأننا مازلنا في بدايته.
هل يجب استشارة الطبيب قبل الصيام؟
قبل الصيام، يجب استشارة الطبيب للتأكد من سلامة حالتك الصحية الحالية. إذا كنتِ تعانين من أي حالة طبية مستمرة، لذا يجب عليكِ غاليتي استشارة الطبيب الآن إذا لم يحدث ذلك قبل بداية رمضان، وخصوصًا إذا تحقق الشعور ببعض الأعراض غير المرغوب فيها أثناء الصيام للتأكد من مدى لياقتك للصيام، ولمعرفة كيفية الاستفادة من الصيام بشكل عميق.
كيف يمكنكِ الاعتناء بصحتك ورفاهيتك النفسية في رمضان؟
يمكنك الاعتناء بصحتك ورفاهيتك النفسية في رمضان من خلال تطبيق النصائح التالية:
-
تناول الطعام باعتدال
خلال شهر رمضان، عليكِ بتناول الطعام باعتدال في وجبتي الإفطار والسحور، وذلك ضمانًا لتجديد خلايا جسمك. ومن المهم أن تتناولي الأطعمة التي يتم هضمها ببطء مثل الكربوهيدرات والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات والشوفان.
كما يجب تجنب الأطعمة الحارة والحلويات الدسمة والاعتدال. من الممكن تناول القليل من الحلويات بحسب قطعة صغيرة بعد الوجبة مباشرة.
-
الحرص على تناول الماء
يجب عليكِ الحرص على ترطيب جسمك عن طريق شرب الكثير من الماء منذ بدء الإفطار وحتى السحور.
-
تقليل تناول الكافيين
الكثير من الكافيين سيضرك ولن ينفعك، لذا حاولي تناول كميات صغيرة منه ما بين الإفطار والسحور لكي لا يؤثر على نومك، ولأن تناول الكثير من الكافيين يؤدي إلى إدرار البول والتسبب في الجفاف.
-
الراحة والحرص على قسط وفير من النوم
من المهم إنشاء روتين نوم جديد يتلائم مع الشهر الفضيل، لضمان حصولك على الراحة التي تسهل عليكِ العبادات، وواجباتك نحو العمل. وهنا يجب العلم بأن الحصول على أربع ساعات من النوم على الأقل في الليلة بعد الإفطار، سيساعد جسمك على إعادة شحن طاقتكِ.
-
ممارسة التمارين الرياضية
التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية في شهر رمضان خطأ فادح، احذري أن تقعي فيه، لأنها مفيدة جدًا وتمدك بكثير من الطاقة. كما أن ممارستها خلال الشهر الفضيل سيمكنك من الحفاظ على صحتك النفسية والعقلية والجسدية، وستزول كل آثار التعب لديكِ، وستتحسن حالتك المزاجية، لأن ممارسة الرياضة تنتج الاندورفين، وهي مواد كيميائية في الدماغ تساعد في الحفاظ على مستويات المزاج والطاقة الإيجابية. لذا احرصي على ممارسة رياضة معتدلة في رمضان.
-
ركزي على الأفكار الإيجابية
الانسحاب من الطعام والشراب يمكن أن يسببوا تغييرًا كبيرًا في حالتك النفسية، لذلك من المهم بشكل خاص أن تحاولي تركيز عقلك على الأفكار الإيجابية لتحسين مزاجك وحثك على الشعور بالتفاؤل والسعادة. ومن الأفكار الإيجابية الجميلة تفكيرك في كل النعم التي حباكِ بها الله عز وجل. لأن التأمل في النعم وثناء الله سبحانه وتعالى يحقق شعورك بالراحة والطمأنينة ومن ثم تحقيق رفاهيتك النفسية.
هل هناك أي حالات تتعلق بالصحة النفسية قد لا يكون الصيام مفيدًا لها؟
بالطبع يوجد بعض الحالات قد يتعارض الصيام معها؛ ولذلك يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة، والتأكد من إمكانية الصيام من عدمه. ومن أبرز الحالات التي قد لا يكون الصيام مفيدًا لها ما يلي:
الاكتئاب واضطرابات المزاج
تساهم التعديلات على أنماط النوم والامتناع عن الطعام في حدوث بعض التوترات لمن يعاني من اضطرابات نفسية عديدة وغيرها، إذ يمكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى تفاقم أعراض هذه الحالات مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب أو اضطراب المزاج.
اضطرابات الاكل
يتعارض الصيام مع الحالات التي تتعلق باضطرابات الأكل، لأن تغير الشهية هو السمة الرئيسية لاضطرابات الأكل المختلفة، بالإضافة إلى الاكتئاب. لذا يجب طلب العون من الطبيب المختص واستشارته بشأن الصيام لتفادي تفاقم الأعراض.
ما هي التأثيرات النفسية الإيجابية للصيام؟
للصيام تأثيرات نفسية إيجابية عديدة أبرزها ما يلي:
- تعزيز الانضباط الذاتي لأن الصيام يتطلب القدرة على السيطرة على الرغبات والمشاعر، مما يعزز الانضباط الذاتي والقوة الإرادية.
- يُعتبر الصيام في العديد من الثقافات والديانات فرصة للتأمل والتفكر، مما يزيد من الوعي الروحي والتواصل مع الذات.
- يؤدي الصيام إلى تحسين التوازن العاطفي، إذ يمكن من خلاله التحكم في ردود الفعل العاطفية وتقبل الصبر والاعتدال.
- يمكن للصيام أن يعزز الشكر والامتنان للنعم التي يتمتع بها الفرد، حيث يصبح الشخص أكثر قدرة على التقدير للطعام والشراب والحياة بشكل عام بعد فترة من الامتناع عنها.
- يؤدي الصيام إلى تواصل أفضل مع المجتمع والمحيطين بالشخص، حيث يتشارك الناس خلال فترات الإفطار والسحور، مما يعزز الروابط الاجتماعية والتواصل.
- أثبتت الدراسات العملية التي طرحت حول تأثيرات الصيام أنه قد يقلل من مستويات التوتر والقلق والاكتئاب، ويساهم في تحسين الصحة النفسية بشكل عام.
- تعزيز الشعور بالتواصل مع الله واستفادة النفس بروحانياته العميقة، وذلك من خلال تعميق الاتصال الروحي أو الديني.
وختامًا، توجد العديد من الاختلافات بين استجابة الأشخاص لتأثيرات الصيام وشهر رمضان، ويعود ذلك إلى بعض الاختلافات الخلقية والثقافية والدينية والصحية أيضًا.
مع تمنياتي للجميع برمضان مبارك،،،