قلبكِ في رمضان .. ضوابط ومحاذير حول مرضى القلب والصيام
يمثل صيام شهر رمضان تحدياً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية، بما في ذلك مرضى القلب، ولكن يمكن للعديد منهم وبحسب حالتهم الصحية، الصيام بأمان باتباع بعض الإرشادات الطبية. وقد يحذر على البعض الآخر أن يصوم، ولذلك يجب على مرضى القلب استشارة الطبيب عن كل صغيرة وكبيرة تتعلق بصيامهم في رمضان إذا ما كانت حالتهم الصحية تستدعي ذلك.
صيام مرضى القلب في رمضان
وما يجعل صيام المرضى أمرًا دقيقًا للغاية، إختلاف تشخيص أمراض القلب بين مريض وآخر، حيث يجب على المرضى الذين يعانون من أمراض محددة بعدم الصيام أو الصيام وفق قواعد محددة. ويجب على المريض استشارة الطبيب إذا كانت لديهم شكوك بخصوص تأثير الصيام على حالتهم. فحتى المرضى ذوي الحالات المستقرة قد يواجهون خطر حدوث أعراض لديهم عند تغيير عادات تناول الطعام والشراب بشكل جذري. ولذلك من المهم أن يواصل مرضى القلب تناول أدويتهم وفق التوصيات المحددة إلا في حال أعطاهم طبيب القلب توجيهات مختلفة.
من أجل ذلك ولأهمية هذا الموضوع، نقدم لكم اليوم أسئلة مهمة حول صحة مرضى القلب في رمضان، تجيب على هذه الأسئلة الدكتورة شارون هايز، طبيبة أمراض القلب والطب الباطني في "مايو كلينيك" بمدينة روتشستر في ولاية مينيسوتا الأميركية، لتكون مرجعًا لمرضى القلب.
متى يجب على مريض القلب أن يفطر؟ ومتى يشكل الصيام خطراً على صحتهم؟
بداية يجب على مرضى القلب استشارة الطبيب قبل بدء رمضان؛ كما يجب عليهم حال سماح الطبيب لهم بالصيام، سرعة كسر الصيام عند الشعور بالتوعك وعدم المخاطرة بصحتهم. وإذا شعروا بألم متكرر أو جديد في منطقة الصدر أو ضيق في التنفس أو دوار أو تسارع في نبضات القلب أو تورم أو أي أعراض جديدة أخرى، يجب كسر الصيام والتواصل مع فريق الرعاية الصحية.
كيف يمكن لمرضى القلب ضبط توقيت وجرعات أدويتهم خلال شهر رمضان؟
أنصح المرضى باستشارة الطبيب لوضع خطة محددة تلائمهم وتحقق وقايتهم، فبعض الأدوية لا تتطلب إجراء أي تعديلات، خاصة التي يتم أخذها مرة واحدة في اليوم، ولكن قد يكون من الضروري إجراء تعديل مؤقت على الجرعة خلال الصيام. ومن المهم تناول الأدوية الأخرى التي يجب أخذها مرتين أو أكثر في اليوم في وقتها المحدد لتجنب حدوث أي مشاكل. ويمكن لأطباء القلب تقديم الإرشادات حول التعديلات التي يجب إجراؤها على الأدوية، كما يجب التواصل معهم في حال ملاحظة أي أعراض جديدة خلال الصيام.
ما هي الإرشادات الغذائية التي يجب على مرضى القلب اتباعها، وما هي الأطعمة التي يجب عليهم تجنبها خلال شهر رمضان؟
يجب على مرضى القلب مواصلة اتباع النظام الغذائي الموصي به من قبل الطبيب أو خبير التغذية خلال شهر رمضان المبارك مع إمكانية الاستمتاع بأطعمة أخرى على وجبتي السحور والإفطار. كما يجب الابتعاد عن الأطعمة صعبة الهضم والغنية بالدهون. ويجب العلم بأن بعض المرضى قد يعانون من حساسية للوجبات الكبيرة، وهؤلاء يجب عليهم أخذ قسط من الراحة بعد تناول الطعام إذا كان ذلك ممكناً.
كيف يجب على مرضى القلب توزيع طعامهم بين السحور والإفطار؟
من الأفضل على كل مريض قلب سؤال طبيبه الخاص أو خبير التغذية بعمل خطة لتوزيع الغذاء ما بين السحور والإفطار لأن مرضى القلب ليسوا على نفس الدرجة أي أن أمراض القلب تختلف من شخص لآخر، ولكن بشكل عام يجب عليهم جميعا كما سبق وأن ذكرنا، الأطعمة صعبة الهضم، الغنية بالدهون. كما يجب عليهم تناول جزء بسيط من الطعام في البداية ثم الراحة.
لماذا يعد الترطيب المناسب مهمًا لمرضى القلب، وهل يمكن أن يشكل الجفاف مخاطر صحية؟
من المهم الحصول على كمية كافية من الماء (عدم الإفراط أو التقليل من تناول الماء) للعديد من مرضى القلب، لا سيما المرضى الذين يتناولون حبوب الماء (مدرات الماء) أو الأدوية التي تؤثر على ضغط الدم أو الذين يعانون من أمراض الكلى. وقد يؤدي نقص الماء إلى تدهور وظائف الكلى وانخفاض ضغط الدم. ويجب أن يستشير المريض الطبيب حول ضرورة تعديل الأدوية أو كميات السوائل التي يتناولونها خلال الصيام.
هل من الآمن لمرضى القلب ممارسة النشاط البدني خلال شهر رمضان؟ ما هي أنواع التمارين الموصى بها، والتي ينبغي تجنبها لتقليل المخاطر الصحية؟
بشكلٍ عام، يمكن لمرضى القلب متابعة أي نشاط كانوا يقومون به بسهولة قبل الصيام، ولكن ننصح بالابتعاد عن التمارين التي تسبب إجهاد أو تعب شديد أو أعراض مرضية.
مع تمنياتي لكم بصوم صحي ورمضان مبارك،،،