لإراحة القولون العصبي وتخفيف أعراضه: إليكِ أفضل المشروبات والأطعمة
قديمًا قال الطبيب العربي الحارث بن كلدة: “المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء، وأعْطِي كلَّ بدنٍ ما عودتَهُ”.وأيدَّه الشاعر العربي حين قال:
فإنَّ الدَّاءَ أكثر ما تراه،يكونُ من الطَّعامِ أو الشَّرابِ.
ما يدلَ على أن داء البطن هو أصل كل داء؛ وهذا ما يؤكده العديد من الأطباء وخبراء الجهاز الهضمي، الذي ينصحون كافة الناس خاصةً المصابين بهم بمشاكل الجهاز الهضمي، بوجوب الاعتناء بصحة أمعائهم بشكلٍ خاص لضمان تخفيف أعراض هذه المشاكل أو عدم التعرض لها مستقبلًا.
وهذا ما دفع العديد من الحكومات والشركات الصحية، ومنهم دولة الإمارات العربية المتحدة، لاتخاذ كافة التدابير الممكنة لإحدات نقلةٍ في "نوعية الأمعاء" لدى المواطنين وسكان الدولة؛ من خلال إطلاق إطلاق برنامج صحة الميكربيوم المتطور. يضم البرنامج الذي تبنَته M42، وهي شركة رائدة والأولى من نوعها في مجال الصحة التي تسعى لإعادة صياغة مستقبل الصحة باستخدام أحدث التقنيات، عنصرين أساسيين: اختبار الميكروبيوم الشامل والاستشارات الشخصية مع طبيب وأخصائي تغذية. ويحظى البرنامج بدعم أحدث تقنيات تسلسل الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين غير المتاحة في أي منشأة أخرى بدولة الإمارات؛ وهو منهجيةٌ ذات طابع شخصي دقيق تُراعي التركيب الميكروبيومي الفريد لكل شخص وأهدافه الصحية.
هذه التقنية وغيرها، تهدف بشكلٍ أساسي للحد من مشكلاتٍ شائعة في الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي؛ والذي يُعتبر حالةً مرضية شائعة جدًا، تؤثر على حوالي 15٪ من سكان العالم، كما أنه سببٌ رئيسي لزيارة طبيب أمراض الجهاز الهضمي بانتظام. وبحسب موقع مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، فإنه وعلى الرغم من أن السبب الحقيقي للقولون العصبي لا يزال غير معروف بشكل واضح، إلا أن الأطباء يعتقدون أن حساسية (عدم تحمَل) بعض الأطعمة، الالتهابات البكتيرية والتوتر، هي من أهم مُحفَزات أعراض القولون العصبي.
فإن كنتِ عزيزتي ممن يعانون من مشكلة القولون العصبي، وتتجنَبين كافة الأطعمة والمشروبات كما هي حال معظم المرضى الذين يشكون من هذا المرض؛ ما عليكِ سوى اختيار الأطعمة والمشروبات المناسبة التي ينصحكِ بها خبراء الصحة.
القولون العصبي.. هل هو ذاته القولون المتهيج
بدايةً لا بدَ من التذكير بوجوب التفريق بين القولون العصبي وداء الأمعاء الالتهابي (القولون المتهيج)، والذي كثيرًا ما يخلط الناس بينهما نظرًا لتشابه أسمائهما ومشاركة بعضٍ من أعراضهما.
فداء الأمعاء الالتهابي (القولون المتهيج) هو مصطلحٌ عام يشير إلى مجموعةٍ واسعة من الاضطرابات الالتهابيةتصيب الجهاز الهضمي والأمعاء؛ لكن النوعان الأكثر شيوعًا فيها هما داء كرون والتهاب القولون التقرحي. ويعاني الأشخاص المصابون بداء الأمعاء الالتهابي من التهاباتٍ مزمنة في البطانة المخاطية للأمعاء، وعادةً ما يؤثر التهاب القولون التقرحي على المستقيم أو القولون، بينما يِمكن أن يؤثر داء كرون على أي جزءٍ من الجهاز الهضمي، بدءًا من الفم وصولًا إلى فتحة الشرج. وتشمل أعراض داء الأمعاء الالتهابي الرغبة الملَحة في الذهاب إلى الحمام بشكلٍ متكرر، تقلصاتٍ في المعدة، وجود دم في البراز وفقدان الوزن؛ وهي أعراض غالباً يُمكن إدارتها وعلاجها من خلال الأدوية أو الحلول الجراحية.
في المقابل، تؤثر متلازمة القولون العصبي على الجهاز الهضمي؛ ولكن على خلاف داء الأمعاء الالتهابي (القولون المتهيج)، فإنه لا يُسبَب أي التهابات. وتشمل أعراض هذا المرض، حدوث تغييرٍ في عادات التبرَز وآلامٍ في المعدة.
أطعمة تريح القولون العصبي
بعد شرح الفرق بين مشكلتي القولون العصبي والقولون المتهيج، وبالعودة إلى الأكل والشراب المناسب لحالة مرضى القولون العصبي؛ ينبغي التنويه من جديد بضرورة استشارة الطبيب المختص حول الغذاء المناسب لكِ في حال كنتِ تعانين من القولون العصبي، وسؤاله عن هذه الأطعمة والمشروبات التي تحدث عنها موقع "العربية.نت" نقلًا عن موقع Daily Medical Info.
وبحسب الموقع المختص، فإن الأشخاص الذين يعانون من إحدى نوبات القولون العصبي المُسبَبة للألم، يمكن لهم تناول أطعمة تمتاز بانخفاض نظام الفودماب والتي تساعد على تهدئة القولون. وبعض هذه الأطعمة هي:
- المأكولات المصنوعة من الكينوا.
- الأرز، خاصةً الأرز البني والبسمتي.
- الموز.
- الأسماك واللحوم البيضاء.
- بعض أنواع التوت والعنب.
- الجزر.
- الحليب المصنوع من اللوز أو حليب الأرز.
- الطماطم والباذنجان والبطاطس.
وفي الحالات العامة، يمكن لمرضى القولون العصبي التركيز على بعض الأطعمة والمشروبات التي تناسب القولون ولا تُسبَب تهيجه؛ ومنها:
- اللحوم الخالية من الدهون: هذه الأطعمة تحديدًا منسبة لمرضى القولون العصبي، كونها غنية بالبروتينات التي يسهل للجسم هضمها بسبب قلة الدهون فيها. ومن الأمثلة على هذه اللحوم، الدجاج واللحوم الحمراء الخالية تمامًا من الدهون، بالإضافة إلى الديك الرومي.
- الأسماك: عدا عن أنها من أفضل الأطعمة لتحسين الصحة بالعموم، فإن الأسماك تُعدَ خيارًا غذائيًا مناسبًا لمرضى القولون العصبي؛ كونها تُقلَل من الالتهابات التي تُسبَب تهيج القولون. وينصح الخبراء بوجوب تناول أسماك الرنجة والماكريل وكذلك السلمون والأنشوجة والسردين والأسماك ذات اللحوم البيضاء، مرتين على الأقل أسبوعيًا.
- الخضراوات: يجب الإشارة هنا إلى أن بعض أنواع الخضروات قد تُسبَب وألم القولون العصبي، وبالتالي ينبغي تجنبها مثل الملفوف. لكن هذا لا ينفي وجود أنواعٍ أخرى من الخضروات، مفيدة ومناسبة لحالات القولون العصبي لا تتسبب بالانتفاخ والغازات. منها الفلفل الأخضر والبطاطس والبطاطا والكوسة، بالإضافة إلى اللفت والريحان.
لا تنسي أيضًا الخضراوات الورقية الخضراء مثل السبانخ والكيل والخس والجرجير، التي يمكن استخدامها في تحضير أنواعٍ مختلفة من السلطة أو في عملالسموثي اللذيذ.
- الفواكه: بعض الفواكه لها تأثيرٌ سلبي على القولون، لكن هناك فواكه أخرى قد تكون مناسبةً لمرضى القولون العصبينظرًالانخفاض مستوى السكر فيها؛ مثل التوت الأزرق والأفوكادو والكانتلوب والفراولة والبابايا والكيوي.
- المكسرات والبذور: لغناها بالألياف، الضرورية لعمل القولون بصورةٍ جيدة وتجنَب الألم؛ وتمتاز المكسرات مثل البندق واللوز والمكاديميا والجوز والبيكان وغيرها بمحتواها العالي من الألياف الغذائية المهمة. فيما يخص الصنوبر، فإنه بالإمكان تناوله إنما بكمياتٍ معتدلة. أما البذور مثل بذور الشيا واليقطين والكمون والحلبة ودوار الشمس، فإن تناولها قد يكون مفيدًا لمرضى القولون العصبي.
- الأطعمة المخمرة: كثيرًا ما ينصح الأطباء وخبراء التغذية بتناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك المفيد لصحة الأمعاء والجسم؛ والأطعمة المخمرة مثل الزبادي والمخللات والكيمتشي والكفير (الفطر الهندي) أمثلة جيدة على هذا النوع من الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك والتي تصلح لحالات القولون العصبي.
- شوربة العظام: قد تتساءلين عن سبب إدراج هذه الشوربة ضمن الأطعمة المناسبة لحالات القولون العصبي، كونها تفيد تحديدًا في تحسين صحة العظام والمفاصل وتجديد البشرة ومحاربة الشيخوخة. لكن ما لا تعلمينه عزيزتي، أن شوربة العظامغ غنية بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة للأمعاء، ولديها قدرةٌ كبيرة على تقليل ألم القولون العصبي. لذا فهي مكسبٌ مضاعف لصحتكِ وجمالكِ في ذات الوقت.
مشروبات تريح القولون العصبي
فيما يخص المشروبات المفيدة والمريحة للقولون العصبي، لا بدَ من التنويه إلى مسألةٍ مهمة أولًا: ألم القولون العصبي لا يهدئ بسرعة، بل يتطلب بعض الوقت؛ لذا حاولي الاسترخاء قدر الإمكان وتناولي بعض المشروبات المهدئة التي تساعدكِ في تحمل وتخفيف وطأة هذه المشكلة، مثل مشروب النعناع المغلي؛ الشاي الأخضر؛والشاي الأبيض.كما يمكنكِ تناول بعض أنواع شاي الأعشاب مثل البابونج، مع الحرص على عدم نقعه لمدةٍ طويلة.
في المقابل، تجنَبي المشروبات التي تعمل على تهيج القولون العصبي وزيادة الألم فيه، مثل مشروبات الكافيين بنسبٍ عالية.
في الخلاصة، فإنه وعلى الرغم من أن المعدة بيت الداء، إلا أن العناية بها وتزويدها بالأطعمة والمشروبات الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة، يُساعد بشكلٍ كبيرٍ وفعال في تخفيف هذا المرض وتقليل أعراضه. ولا تنسي أن المتابعة مع الطبيب المختص وأخذ الأدوية الموصوفة، من الوسائل الضرورية أيضًا للعيش بسلام وأمان مع مشكلة القولون العصبي.