لمدة شهر: استبدلي القهوة بالشاي الأخضر واحصلي على فوائد مذهلة
اكتشفه الصينيون قبل نحو خمسة آلاف سنة، وأوراقه من نفس أوراق نبات الشاي الأسود (الأحمر) Camellia sinensis؛ وهي شُجيرةٌ أصلها من آسيا. والاختلاف الوحيد بين نوعي هذا الشاي هي في طريقة التحضير فقط؛ حيث أن الشاي الأخضر يُجفف سريعًا بالبخار، بينما الشاي الأسود (الأحمر) تُفرم أوراقه وتُعجن وتتخمر، ثم تُجفف. ولهذا تحتوي على نسبة عالية من مادة التنين.
يمتاز الشاي الأخضر بخصائص مهدئة ومريحة، وما لا يعرفه الكثيرون هو أنه يمنح الجسم دفعةً جيدة من الكافيين لتعزيز الطاقة والنشاط في الجسم. وخلافًا لما هو سائد من تناول القهوة أول شيءٍ في الصباح، أو الشاي الأحمر عند البعض؛ فإن الحرص على شرب الشاي الأخضر ولمدة شهرٍ كامل، قد تمنحكِ العديد من الفوائد الصحية التي نتعرف عليها في موضوعنا اليوم.
الشاي الأخضر بدلًا من القهوة في الصباح
وفق ما نقل موقع "العربية.نت" عن موقع AoI، فإن شرب الشاي الأخضر مرتين في اليوم، واحدةٌ منهما في الصباح الباكر، ولمدة شهر؛ يمكن أن تعود علينا بفوائد مذهلة منها إنقاص الوزن وتحسين عمل الدماغ.
ويشير الموقع أعلاه إلى 4 فوائد نجنيها من هذا الأمر، هي كالتالي:
-
خفض التوتر والقلق
القهوة فعالةٌ في تعزيز النشاط واليقظة في الصباح، لكنها في الوقت ذاته قد تزيد من مستويات التوتر والقلق. في المقابل، فإن تناول الشاي الأخضر صباحًا قد يجعل فترة الصباح أقل إرهاقًا وأكثر هدوءًا؛وقد يكون مزيج الرائحة والنكهة وكمية الكافيين الموجودة في كوبٍ من الشاي الأخضر، هو الذي يمنحكِ هذا التغيير المنعش.
وبحسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، فإن كوبًأ واحدًا من الشاي الأخضر يحتوي علىما يقرب من 30 - 50 ملليغرام من الكافيين، مقارنة بـ 80 - 100 ملليغرام في فنجان قهوة بذات الحجم.
ضمان النشاط واليقظة في الصباح، لا يعتمد فقط على شرب الشاي الأخضر فحسب؛ بل له علاقةٌ يضًا بعدد الأكواب التي يمكن تناولها خلال النهار والتي تُعزَز هذه المشاعر طيلة اليوم. هذا ما أكدَته إيمي غودسون، اختصاصية تغذية رياضية؛ مشيرةً إلى أن "الشاي الأخضر يحتوي على مادة الكافيين، وهو مُنبَهٌ طبيعي يمكن أن يُعزَز معدل الأيض بشكلٍ مؤقت". وأوضحت أن "الكافيين يُعزَز نشاط الجهاز العصبي المركزي ويزيد من إطلاق الناقلات العصبية مثل الدوبامين والنورإبينفرين، ما يمكن أن يؤدي إلى زيادة اليقظة وارتفاع معدل الأيض؛ وهذا يعني أن الجسم يحرق المزيد من السعرات الحرارية."
-
تحسين التفكير
للأشخاص الذين يحتاجون لشحذ تفكيرهم وأفكارهم كل يوم، مثلي أنا؛ فإن الكافيين ضروريٌ في بعض الحالات. فكيف إذا كان الكافيين من الشاي الأخضر، الذي يبدو أن تناوله في الصباح يزيد من قدرتنا على التركيز وإتمام المهام الموكلة إلينا. فيما يرتبط استهلاك القهوة صباحًا عند البعض بالإصابة بما يُعرف ب"ضبابية الدماغ" وهذه ناحية سلبية من نواحي تناول القهوة في الصباح.
وتقول غودسون في هذا الصدد: "إن مزيج الكافيين وإل-ثيانين، وهو حمضٌ أميني موجود في الشاي الأخضر، يمكن أن تكون له آثارٌ إيجابية على الوظيفة الإدراكية"؛ مشيرة إلى أن الشاي الأخضر "يمكن أن يُعزز اليقظة ويُحسن المزاج دون الشعور بالتوتر المرتبط عادةً بتناول كمياتٍ كبيرة من الكافيين. كما تشير بعض الأبحاث لوجود تأثيرٍ وقائي محتمل ضد الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر عند شرب الشاي الأخضر صباحًأ."
-
تقليل مشاكل المعدة
بعكس العديد من المشروبات والأطعمة التي يتناولها الإنسان صباحًا والتي يمكن أن تُعطل صحة الأمعاء، فقد أثبت الشاي الأخضر أنه يُهدئ المعدة ومشاكل الأمعاء بصورةٍ عامة.
وتشير غودسون إلىأن الشاي الأخضر غني بالبوليفينول، خاصةً الكاتيكين، وهي مضادات أكسدة قوية تساعد في تحييد الجذور الحرة في الجسم، ما يُقلل من الإجهاد التأكسدي والالتهابات. مضيفةً أن تناول الشاي الأخضر في الصباح، يُقلل التهابات الأمعاء ويحول دون العديد من المشكلات الصحية مثل الغثيان والإمساك.
-
إنقاص الوزن
طبعًا هذه المسألة محسومة منذ وقتٍ طويل، لكنها تتكرس أكثر من خلال تناول الشاي الأخضر في الصباح الباكر. فهذا النوع من الشاي كفيلٌ بحرق الدهون والسعرات الحرارية في الجسم، ما يؤدي إلى إنقاص الوزن الزائد والحفاظ على وزنٍ صحي.
وقد تبين من خلال الدراسات، أن محتوى الشاي الأخضر من الكافيين ومضادات الأكسدة هو ما يساهم بفاعلية في تعزيز عملية التمثيل الغذائي وزيادة حرق الدهون في الجسم. وتقول غودسون أن نتائج الدراسات "تشير إلى أن الشاي الأخضر يمكن أن يساعد في تقليل دهون البطن. وقد ثبُت أن مضادات الاكسدة في الشاي الأخضر، وخاصة EGCG، تُعزز أكسدة الدهون؛ ما يعني أن الجسم قد يستخدم الدهون كمصدر للطاقة بكفاءة أكبر. وهو ما يساهم في في فقدان الوزن أو التحكم فيه بمرور الوقت."
فوائد مذهلة للشاي الأخضر
بعدما تعرفنا سويًا على أبرز فوائد شرب الشاي الأخضر في الصباح، لا بد من الحديث عن مجمل فوائد هذه الشاي المذهلة؛ خاصةً إذا ما كنتِ تداومين على شربه طيلة اليوم.
ويفيد موقع "ويب طب" المختص بالأخبار الصحية إلى تلك الفوائد بالآتي:
- الحماية من التصبغات والتجاعيد: بفضل محتواه العالي من مضادات الأكسدة القوية، فإن الشاي الأخضر يُعد لاعبًا فعالًا في حماية الجلد من تأثيرات أشعة الشمس، من خلال تحييد الجذور الحرة التي تنتجها الشمس والتي قد تُسبب شيخوخة الجلد.
- منع ارتفاع ضغط الدم: وجد الباحثون أن الشاي الأخضر قد يؤمن الحماية ضد ارتفاع ضغط الدم وتطوره؛ وذلك بفضل مكوناته مثل البوتاسيوم الذي يُحسن مرونة الأوعية الدموية، ويجعلها أكثر قدرةً على ضخ الدم. كذلك يعمل هذا الشاي على خفض الكوليسترول الضار في الجسم، ما يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- تحسين صحة الأسنان: بحسب الدراسات، فإن تناول كوبٍ واحد على الأقل يوميًا من الشاي الأخضر، يمكن أن يُعزز صحة الأسنان ويحافظ عليها. كما قد يحول دون زيادة أمراض اللثة التي تُسبب فقدان الأسنان في سن الشيخوخة. وينخفض لدى الأشخاص الذين شربوا ما لا يقل عن كوب واحد من الشاي الأخضر يوميًا، خطر فقدان 19% من أسنانهم مقارنةً بالذين لم يشربوه كل يوم.
- تقليل احتمالية الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا: لا شك في أن تعزيز مناعة الجسم يُسهم بشكلٍ كبير في الوقاية من أمراض البرد والانفلونزا؛ ويأتي الشاي الأخضر ضمن قائمة المشروبات الفعالة في هذا الشأن، نظرًا لمحتواه الكبير من مضادات الأكسدة التي تُقوي المناعة. ما يُقلل من خطر نزلات البرد أو الإنفلونزا بنسبة 23% ويقلل من مدة المرض بنسبة 36%.كما أن البوليفينول الموجودة في الشاي الأخضر قد يساهم في الحد من تكاثر فيروس الإنفلونزا.
- تقليل خطر الإصابة بأمراض السرطان: من جديد تبرز أهمية مضادات الأكسدة في الشاي الأخضر، والتي تُعرف بفائدتها الكبيرة والقوية في الوقاية من الأورام السرطانية ومنع انتشارها. وبالتالي فإن تناولكِ للشاي الأخضر يوميًا يحد من احتمالية إصابتكِ بأنواعٍ مختلفة من السرطان؛ لكن هذه الفائدة ما زالت قيد الدراسة حتى الآن، في ظل العديد من الأبحاث المتناقضة النتائج حول هذه العلاقة. وعليه استشيري طبيبكِ في هذا الخصوص.
- الحد من الإصابة بالسكري: وجد باحثون من جامعة ووهان الصينية مؤخرًا، أن استهلاك الشاي الأسود أو الأخضر أو الأولونغ بشكلٍ معتدل، مرتبطٌ بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.وأشارت النتائج إلى أن شرب 4 أكواب على الأقل من الشاي يوميًا، يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بنسبة 17% لمرض السكري من النوع الثاني، على مدى 10 سنوات في المتوسط.
في هذه الحالات كلها، يبدو أن تناول الشاي الأخضر يحمل الكثير من الفوائد القيَمة؛ ما يطرح السؤال حول إمكانية تناوله كل يوم. وفي هذا الشأن، يشير المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية (NCCIH) إنه "من الآمن" شرب الشاي الأخضر كل يوم إنما باعتدال. فالشاي الأخضر غنيٌ بالكافيين، وهي مادةٌ معروفةٌ بدورها في تنشيط الجهاز العصبي المركزي؛ ما يعني أن شرب الكثير من هذه المادة يمكن أن يُسبب الأرق والصداع والجفاف.
أضرار الشاي الأخضر
ليس الصداع والجفاف والأرق هي الأضرار التي تترتب عن الإكثار من شرب الشاي الأخضر؛ فهناك سلبياتٌ أخرى وينبغي التنبه لها.
وبالعموم، فإن تناول كمياتٍ كبيرة من الشاي الأخضر قد يؤدي إلى أضرارٍ محتملة منها زيادة مشاكل الجهاز الهضمي مثل التقيؤ والمغص وحرقة المعدة. كما قد يتسبب الإفراط في شرب الشاي الأخضر بحدوث تفاعلاتٍ مع بعض الأدوية خاصةً تلك التي تعالج الحالات العصبية، لذا وجب التحذير من هذا الأمر.
في الخلاصة، فإن الشاي الأخضر مشروبٌ منعش ومفيد ويمكن استبدال القهوة به في الصباح الباكر والاستفادة من مزاياه العديدة والقيَمة. لكن حذاري من الإفراط في شربه، كونه قد يُسبب الصداع والجفاف. وإن كنتِ تتناولين بعض الأدوية، من الأفضل استشارة الطبيب قبل الإقدام على تناوله بأي كميةٍ تحبين.