العطف والحنان في المقدمة .. بروتوكول التعامل مع المرأة في سن الأمل
تعتبر فترة سن اليأس، أو فترة ما قبل انقطاع الطمث وخلالها مرحلة طبيعية تمر بها النساء عادة في سن الأربعين والخمسين، حيث يتوقف الطمث نهائيًا نتيجة لانخفاض مستويات الهرمونات الجنسية. وترافق هذه المرحلة تغييرات جسدية ونفسية شديدة ومزعجة، ولذلك تتطلب دعمًا نفسيًا وعاطفيًا كبيرًا للمرأة في هذه الفترة الأدق على الإطلاق. فما هي الأعراض التي تعاني منها المرأة في سن اليأس، وكيف يمكن دعم المرأة نفسيًا خلالها؟
ما هي أعراض سن اليأس؟
تقول الدكتورة أمينة العسلي اختصاصية النساء والتوليد أن المرأة خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث وخلالها، تحتاج إلى دعمًا كبيرًا لما تمر به من تغيرات قوية قد تفوق قوة احتمالها في كثير من الأحيان، ومن أبرز الأعراض التي تعاني منها في هذا السن ما يلي:
- الهبات الساخنة: هي الشعور بالدفء المفاجئ الذي يبدأ غالبًا في الوجه أو العنق ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. قد تترافق الهبات الساخنة مع التعرق وسرعة ضربات القلب.
- التعرق الليلي: هو التعرق الشديد الذي يحدث أثناء النوم، وقد يؤدي إلى الاستيقاظ عدة مرات خلال الليل.
- تقلبات المزاج: قد تتضمن أعراض الاكتئاب، والقلق، والانفعالات السريعة، والحزن.
- تغيرات في الرغبة الجنسية: قد تلاحظ النساء انخفاضًا في الرغبة الجنسية خلال هذه الفترة.
- زيادة الوزن: بعض النساء قد يلاحظن زيادة في الوزن، خاصة في منطقة البطن.
- تساقط الشعر: يمكن أن يحدث تساقط الشعر أو ترقق الشعر نتيجة التغيرات الهرمونية.
- انخفاض كثافة العظام: قد يزيد انخفاض مستويات الإستروجين من خطر الإصابة بهشاشة العظام، مما يؤدي إلى انخفاض في كثافة العظام.
- مشاكل النوم: من الممكن أن تعاني النساء من الأرق، أو صعوبة في النوم، أو الاستيقاظ بشكل متكرر خلال الليل.
- جفاف المهبل: انخفاض مستويات الإستروجين يمكن أن يؤدي إلى جفاف المهبل، مما قد يسبب عدم الراحة أثناء الجماع.
- مشاكل التركيز والذاكرة: قد تلاحظ بعض النساء صعوبة في التركيز أو تشتت الذهن أو نسيان الأمور بشكل أكبر.
- آلام المفاصل والعضلات: قد تزداد آلام المفاصل والعضلات خلال سن اليأس.
- تغيرات في الجلد: يمكن أن يصبح الجلد أكثر جفافًا وأقل مرونة.
هل تمر جميع النساء بأعراض سن اليأس؟
لا إذ تتفاوت هذه الأعراض في حدتها ومدتها من امرأة إلى أخرى. بعض النساء قد يمرون بسن اليأس بأعراض خفيفة، بينما يمكن أن يعاني البعض الآخر من أعراض أكثر حدة. ويعود ذلك إلى عوامل عديدة، أبرزها ما يلي:
- الوراثة: قد يكون هناك عنصر وراثي يؤثر على كيفية استجابة النساء لانخفاض مستويات الهرمونات خلال سن اليأس.
- العوامل البيئية وأسلوب الحياة: مثل النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، والتدخين، وتناول الكحول، ومستويات التوتر.
- الحالة الصحية العامة: النساء اللاتي يعانين من أمراض مزمنة قد يواجهن أعراضًا أكثر حدة.
- الهرمونات والأدوية: بعض النساء قد يتناولن أدوية أو علاجات تؤثر على توازن الهرمونات، مما قد يخفف أو يزيد من أعراض سن اليأس.
- العوامل النفسية والاجتماعية: الدعم الاجتماعي والعاطفي يمكن أن يؤثر على كيفية تعامل المرأة مع أعراض سن اليأس.
- توقيت انقطاع الطمث : يختلف أيضًا في بعض الحالات التي يكون فيها مبكرًا (قبل سن 45)، وقد يكون ذلك نتيجة عوامل جينية أو طبية أو جراحية، مثل استئصال المبايض.
ولذلك وإذا كانت الأعراض تسبب انزعاج شديد للمرأة أو تعيقها عن ممارسة حياتها اليومية، فمن المهم استشارة طبيب أو أخصائي صحة نسائية للحصول على التوجيه والعلاج المناسب
كيف يمكن دعم المرأة نفسيًا في سن اليأس؟
هنا بعض الأشياء التي تحتاجها المرأة نفسيًا خلال هذه الفترة والتي يجب على المحيطين بها الاهتمام بها لتخفيف حدة الأعباء النفسية الشديدة للمرحلة، وخصوصًا مع ظهور أعراض سن اليأس؟
فهم ما تمر به
لا يمكن أن نقدم مساعدة لأحد دون أن نعرف ما الذي يمر به، وما الذي يحتاج إليه. لذا وكخطوة أولى في وضع بروتوكول التعامل مع المرأة في سن اليأس، يجب جمع المعلومات والالمام بكل متطلبات هذه المرحلة حتى يمكن دعمها بطريقة فعالة تساهم في تخفيف عبء المرحلة عليها.
الدعم العاطفي
تحتاج المرأة إلى الدعم العاطفي من كل المحيطين بها، فمن المهم أن يكون لدى المرأة من يدعمها عاطفيًا. ستتحسن نفسية المرأة كثيرًا بدعم شريك حياتها لها أو بأحد المقربين إليها من الأهل أو الأصدقاء، ويجب على الشريك أن يعطف عليها، وأن يكون حنونًا لكي تشعر بالأمان والراحة.
الحرص على مشاركتها أنشطة معينة
ويمكن دعم المرأة عاطفيًا من خلال مشاركتها ممارسة أنشطة محببة إليها لأن ذلك يخفف عليها التركيز عن الأعراض المزعجة المصاحبة لفترة سن اليأس، كما أن ذلك يجعلها سعيدة بوجود من يشعر بها ويحاول التخفيف عنها.
تحفيزها على المشاركة الاجتماعية
قد تشعر المرأة بالعزلة أو الوحدة خلال هذه الفترة. يمكن أن يكون للمشاركة في مجموعات دعم أو التحدث مع نساء أخريات مررن أو يمررن بنفس المرحلة تأثير إيجابي.
دعمها نفسيًا من خلال مستشار نفسي
تواجه المرأة في فترة سن اليأس تحديات كبيرة تتعلق بصحتها النفسية والبدنية وعلاقتها بالآخرين، وخصوصًا مع حدة انفعالاتها وعصبيتها الشديد، لذا يجب وجود مرشد أو مستشار نفسي يساهم في دعمها دعمًا نفسيًا سليمًا.
تحفيز شعور بالاستقرار والأمان وخصوصًا في ظل عدم الاستقرار النفسي الذي تشعر به جراء ما تشعر به من أعراض مزعجة وسخيفة. لأن البيئة الآمنة والمستقرة تساهم في تحقيق شعور المرأة بالدفء والاحتواء والأمان.
مساعدتها في إدارة التوتر
يتحقق دعم المرأة في سن اليأس من خلال عمل برنامج يومي صحي يشمل ممارسة التمارين الرياضية أو التأمل أو العلاج النفسي في تقليل التوتر والقلق المرتبطين بهذه المرحلة.
إستشارة المختصين
على الرغم من أهمية حصول المرأة في فترة سن اليأس على الدعم العاطفي اللازم لها إلا أنه في بعض الحالات التي تكون فيها الأعراض شديدة من الممكن أن تصاب المرأة بالاكتئاب، ما يعني ضرورو استشارة المختصين النفسيين.
وختامًا، يجب أن لا تستسلم المرأة لأعراض سن اليأس الصحية والنفسية، ويجب عليها مجاهدتها باعتماد نمط حياة صحي، وبتفعيل نشاطاتها الاجتماعية المختلفة حتى لا تفتك بها أعراض هذه المرحلة، ولكي تكون أول داعم لنفسها في هذه الفترة الحرجة.
برأيكم .. ما هو البروتوكول المناسب للتعامل مع المرأة في سن اليأس؟
دمتم بخير،،،