التثقيف الصحي والوعي البيئي والممارسات الصحيحة.. مبادئ تُحقق نمط الحياة الصحي وجودته
لا شك في أن مستقبل الغذاء هو واحدٌ من الأمور الحياتية المُلحة التي تُشغل بال عامة الناس والمسؤولين في معظم دول العالم؛ خاصةً مع تزايد حالات المجاعة ونقص التغذية في بعض الدول، مقارنةً مع تخمة شديدة في الأكل وارتباطها بمشاكل صحية وأمراضٍ لا تخلو من الخطورة والمضاعفات المميتة، في بعض الأحيان.
لهذا يسعى الخبراء والمختصون وأصحاب القرار حول العالم، وخصوصًا في منطقة الخليج، لتوفير مستقبلٍ آمنٍ وشفاف وأكثر صحة واستدامة للغذاء في المنطقة؛ من خلال تبنَي العديد من الخيارات والوسائل الناجعة، التي تضمن حماية الغذاء وتوفيره وتقديمه بصورة صحية ومستدامة.
ومن هنا يأتي دور بعض الشركات مثل "نيوتريكال" Nutrical التي تستخدم تكنولوجيا حديثة وحصرية وقاعدة بيانات عالية، لتزويد السلطات وأصحاب الأعمال في مجال الغذاء بمعلوماتٍ قيمة حول التغذية والفوائد الصحية والحساسيات وأثر الكربون، لمجموعةٍ واسعة من المواد الغذائية، بحيث يمكن للمستهلك في النهاية الاستفادة. وكمنصة ذكاء الغذاء الأولى في مجلس التعاون الخليجي، تقدم "نيوتريكال" رؤى شاملة حول الوصفات وخطط الوجبات وقوائم الطعام في المطاعم والأطعمة المعبأة. وتسعى الشركة، من خلال تمكين المستهلكين بالمعرفة حول المحتوى الغذائي والتأثير البيئي لخياراتهم الغذائية، لتعزيز عادات تناول الطعام الأكثر صحة وصديقة للبيئة في المنطقة. على سبيل المثال، إذا كنتٍ ترغبين في تتبَع الماكروز للشاورما التي تناولتها من مطعمٍ معين، أو تحديد ما إذا كان العنصر الغذائي المعبأ يتماشى مع نمط حياتكِالخالي من الجلوتين، فإن تكنولوجيا نيوتريكال التي تدعم أعمال الغذاء والتطبيقات، تمكنكِ من ذلك. وفي النهاية، يُعزَز الوصول إلى المعلومات الوعي، مما يؤدي إلى اتخاذ القرارات المستنيرة فيما يتعلق بغذائنا ونوعيته الجيدة.
للوقوف على بعض أسس نمط الحياة الصحي، ومساعدة الناس على تثقيف أنفسهم جيدًا حول جودة الغذاء واختيار ما يناسب احتياجاتهم؛ كان لنا هذا اللقاء مع Soniya Ashar، مؤسسة نيوتريكال.
هل لكِ أن تطلعينا، ما هي أساسيات نمط الحياة الصحي؟
النهج الشامل لنمط حياة صحي، يتطلب التركيز على الصحة البدنية والعقلية والتغذوية. في حين أن ممارسة الرياضة والعناية بالصحة العقلية قد تكون أحيانًا مُهملة، فإن جانبًا آخر يظل مهمًا باستمرار، ألاوهو التغذية. الطعام ليس له تأثيرٌ فقط على صحتنا البدنية، حيث يؤثر على عوامل مثل إدارة الوزن، ولكنه يلعب أيضًا دورًا كبيرًا في مزاجنا.
من المثير للاهتمام أنه يمكن لبعض الأطعمة الغنية بالدهون الجيدة، مثل الأفوكادو والمكسرات والشوكولاتة الداكنة، أن تُثير إفراز الهرمونات التي تُعزَز السعادة وتُحسَن المزاج؛ وهذا يؤكد على الصلة العميقة بين النظام الغذائي والرفاه العاطفي.
الاعتراف بهذه الصلة أمرٌ بالغ الأهمية لتنمية نمط حياة متوازن. وإعطاء الأولوية للتغذية، جنبًا إلى جنب مع ممارسة النشاط البدني والعناية بالصحة العقلية، يُشكَل أساس الرفاه العام. من خلال اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الأطعمة التي نتناولها واعتماد عادات تناول الطعام بوعي، يمكننا تعزيز صحتنا البدنية والعاطفية على حد سواء.
كيف يمكن للأشخاص المنشغلين هذه الأيام، أن ينتصروا في المعركة ضد السُمنة والوجبات السريعة، وأن يسلكوا طريق الحياة الصحية؟
- قراءة التسميات باستخدام نظام إشارات المرور: ابدأي بقراءة تسميات الطعام واستخدم نظام إشارات المرور؛ حيث يشير اللون الأخضر للخيارات الأكثر صحة، والأصفر يدل على الخيارات المُعتدلة، فيما يُشير الأحمر للخيارات غير الصحية. يساعد ذلك في اتخاذ قرارات مستنيرة أثناء التسوق للبقالة.
- المشاركة في البرامج المجتمعية: انخرطي في برامج مثل التحديات الرياضية أو حملات التوعية الصحية. هذه المبادرات لا تُوفر فقط الدافع والدعم، بل تُعزَز أيضًا الشعور بالمسؤولية والمشاركة المجتمعية في الحفاظ على نمط حياة صحي.
- البحث عن الخيارات الصحية: ابذلي جهدًا مستمرًا للبحث عن خياراتٍ غذائية صحية، سواء في المنزل أو عند تناول الطعام خارجه. اختاري الأطعمة الكاملة والغنية بالعناصر الغذائية على الوجبات المُصنعة والعالية بالسعرات الحرارية. استكشفي الأسواق المحلية أو المتاجر المتخصصة، التي تقدم مواد غذائية طازجة وعضوية.
- الاشتراك في خطط الوجبات الصحية: بالنسبة للأفراد المنشغلين، يمكن أن يكون الاشتراك في خدمة خطط الوجبات الصحية خيارًا ملائمًا. تقدم هذه الخدمات وجبات مُحضرة مُسبقًا ومُصممة خصيصًا للاحتياجات الغذائية الخاصة، ما يجعل من السهل الالتزام بعادات تناول الطعام الصحية وسط جدولٍ زمني مزدحم.
- التشاور مع المختصين: إذا كنتِ تعانين من صعوباتٍ في إدارة الوزن أو المشاكل الغذائية، فابحثي عن الإرشاد من أخصائيي التغذية أو مراكز الحمية. يمكنهم تقديم نصائح شخصية وخطط وجبات ودعم للمساعدة في تحقيق الأهداف الصحية بفعالية.
- طلب معلومات السعرات الحرارية والبروتين في المطاعم: عند تناول الطعام خارج المنزل، اطلبي معلومات السعرات الحرارية والبروتين في القائمة، لاتخاذ خياراتٍ صحية. اختاري الأطباق المشوية أو المخبوزة على الأطباق المقلية، واطلبي إجراءبعض التعديلات مثل وضع الصلصة جانبًا أو استبدال الأطباق الجانبية بالخضروات المبخرة.
- التحكم في حجم الوجبات وتقليل الدهون المشبعة والسكريات: كوني حذرةً في حجم الأجزاء وحِدي من استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات. اختاري البروتينات النباتية النقية والحبوب الكاملة والكثير من الفواكه والخضروات،وقلَلي تدريجيًا من تناول المشروبات الغازية والوجبات السريعة.
لماذا من المهم تثقيف الناس حول المعلومات الغذائية ونمط الحياة الصحي؟
للأسف، فإن أكثر من 60% من سكان المملكة العربية السعودية، يعانون من الوزن الزائد أو السُمنة.ويعود ذلك في الغالب إلى نمط حياةٍ غير نشط ونقص التمارين الرياضية وتناول الأطعمة العالية بالسعرات الحرارية، والتي تُعد عوامل مُساهمة شائعة في زيادة انتشار السُمنة.
لمن تُعتبر التغذية مهمة؟ بشكلٍ أكبر لفئات مثل الأطفال والأشخاص الذين يعانون من السُمنة أو الوزن الزائد، والأشخاص الذين يعانون من الأمراض.التغذية مرةً أخرى، تُمثَل 80% من صحتكِ.
تدرك نيوتريكال أن التغذية ليست فقط عن الصحة الفردية - بل تتقاطع أيضًا مع قضايا أوسع في المجتمع والبيئة. فالممارسات الغذائية المُستدامة، بما في ذلك تقليل استهلاك اللحوم واختيار الأطعمة محلية المصدر، تلعب دورًا حاسمًا في الاستدامة البيئية. ومن خلال تعزيز الوعي بالتأثير البيئي لخيارات النظام الغذائي، نهدف إلى تحفيز الأفراد على اعتماد عاداتٍ غذائية صديقة للبيئة، تستفيد منها صحتهم وكوكب الأرض.علاوةً على ذلك، يمكن أن يُحقق التعليم في التغذية فوائد اقتصادية كبيرة من خلال تقليل تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بعلاج الأمراض الوقائية.
وأخيرًا، التعليم في التغذية له تأثيراتٌ اجتماعية وثقافية عميقة. فمن خلال تعزيز ثقافة الصحة والعافية، نسعى إلى محاربة الوصم المحيط بالسُمنة، وتعزيز التضمين، وخلق بيئاتٍ داعمة للحياة الصحية.
هل سيكون الشباب مهتمون بهذه المنصة، وكيف؟
في عالم اليوم، لا يقتصر اهتمام الشباب بالصحة فقط؛ بل هم مسؤولون أيضًا بيئيًا، ومتصلون رقميًا، ويسعون إلى تجارب شخصية في كل ما يقومون به. يتوقع هذا الجيل الكثير من الشركات التي يتفاعلون معها، خاصةً في مجال الغذاء والتغذية. إنهم يرغبون في الحصول على معلوماتٍ حول الطعام الذي يستهلكونه، لكن أكثر من ذلك؛ يبحثون عن الشركات التي تُسهم بنشاط في إيجاد خياراتٍ صحية وأكثر استدامة.
بالنسبة للشباب، الوصول إلى المعلومات أمرٌ أساسي، ويتوقعونه على الفور. يريدون معرفة ليس فقط ما هو موجود في طعامهم، ولكن أيضًا كيفية مصدره وإنتاجه، وتأثيره على البيئة. هذا الجيل نشطٌ في اتخاذ خيارات أكثر صحية، وهم بحاجة لأدواتٍ تُمكَنهم من ذلك. تعتبر متتبعات التغذية والتطبيقات التي تتيح لهم مراقبة وتحليل عاداتهم الغذائية، موارد لا تُقدر بثمنٍ، تتماشى مع رغبتهم في تجارب شخصية ورقمية. وهو ما تحتاج الشركات للتركيز عليه، من خلال معرفة تفضيلات الشباب والتكيف وفقًا لذلك.
في الجوهر، يقوم شباب اليوم بدفع تغيير باراديغمي في صناعة الغذاء، من خلال المطالبة بالحصول على المعلومات، والخيارات الصحية، والأدوات الرقمية التي تُمكَنهم من اتخاذ قراراتٍ مستنيرة حول نظامهم الغذائي وأسلوب حياتهم.
أخبرينا المزيد عن أهمية سلامة الغذاء وتأثيرها على صحة الناس.
السلامة الغذائية أمرٌ بالغ الأهمية لحماية الصحة العامة ومنع الأمراض المنقولة عن طريق الطعام. وإليكِ الأسباب:
- الوقاية من الأمراض: يساعد ضمان سلامة الغذاء على منع الأمراض المنقولة عن طريق الطعام التي يُسبَبها تناول الطعام الملوث أو المُعالج بشكلٍ غير صحيح. ويمكن أن تتراوح هذه الأمراض من الاضطراب الهضمي الخفيف إلى حالاتٍ شديدة تتطلب الإقامة في المستشفى؛ وفي بعض الحالات يمكن أن تكون قاتلة.
- تأثير الصحة العامة: تفرض الأمراض المنقولة عن طريق الطعام، عبئًا كبيرًا على نُظم الصحة العامة، مما يؤدي للحاجة إلى الإقامة في المستشفيات وتزايد النفقات الطبية وفقدان الإنتاجية؛ وفي بعض الأحيان مضاعفاتٍ صحية طويلة الأمد. من خلال الحفاظ على معايير سلامة الغذاء، يمكن تقليل حدوث الأمراض المنقولة عن طريق الطعام، مما يخفف من هذا العبء على أنظمة الرعاية الصحية.
- ثقة المستهلك: عندما يثق المستهلكون بأن الطعام الذي يشترونه ويتناولونه آمن، فإنهم أكثر عرضةً لاتخاذ خياراتٍ غذائية صحية. إن تشجيع الثقة في سلامة الغذاء يُشجع الناس على تناول مجموعةٍ متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك الفواكه والخضروات ومصادر البروتين، والتي هي أساسيةٌ لنظامٍ غذائي متوازن.
- التأثير الاقتصادي: لا تؤثر الأمراض المنقولة عن طريق الطعام فقط على صحة الأفراد، وإنما لها أيضًا تأثيراتٌ اقتصادية على مُنتجي الطعام والمُوزعين والبائعين.
- التجارة العالمية: يُعتبر الالتزام بمعايير سلامة الغذاء أمرًا أساسيًا لتسهيل التجارة الدولية في منتجات الغذاء. ويضمن الامتثال للوائح سلامة الغذاء المُعترف بها دوليًا، أن الأطعمة المُصدرة والمُستوردة تُلبَي المعايير الأمنية المحددة، ما يُعزَز التجارة مع الحفاظ على الصحة العامة.
- الوقاية من التلوث: تساعد المُمارسات الصحيحة لمعالجة الغذاء وتخزينه وتجهيزه ونقله، في منع التلوث بواسطة المُسببات المرضية والسموم والمواد الكيميائية والجُسيمات الدخيلة. ويُقلَل تنفيذ تدابير سلامة الغذاء على مدار سلسلة التوريد، من خطر التلوث في أي مرحلة، من المزرعة إلى الشوكة.
- الأفراد الضعفاء: هناك مجموعاتٌ معينة، مثل الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل والأفراد ذوي الجهاز المناعي الضعيف، تكون أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الطعام ومضاعفاتها. لذا يُعد الحفاظ على سلامة الغذاء مهمًا بشكلٍ خاص لحماية هذه الفئات الأضعف من آثار المُسببات المرضية المنقولة عن طريق الطعام.
ما هي نصائحكِ لقارئات"هي" من أجل صحةٍ وحياةٍ أفضل؟
التغذية - الأهمية الكبرى:
يجب أن تُعطى الأولوية لاتباع نظامٍ غذائي متوازن ومُغذي كأساسٍ لصحة جيدة. تناولي مجموعةً متنوعة من الأطعمة الطبيعية، بما في ذلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات النباتية والدهون الصحية. كوني حذرةً بشأن حجم الأطباق، وحاولي تقليل تناول الأطعمة المُصنعة والمُحلاة؛وتذكري أن ما تتناولينه يلعب دورًا حاسمًا في تغذية جسمكِ ودعم صحتكِ العامة.
النشاط البدني:
قومي بدمج النشاط البدني الدوري في روتينكِ اليومي،وابحثي عن الأنشطة التي تستمتعين بها، سواء كانت المشي أو الجري أو الرقص أو ممارسة الرياضة. اهدفي إلى ممارسة النشاط البدني بشدةٍ مُعتدلة لمدة لا تقل عن 150 دقيقة في الأسبوع. النشاط البدني لا يُحسَن فقط صحة القلب والأوعية الدموية والقوة، وإنما يُعزَز أيضًا المزاج ويُقلَل من التوتر. اجعلي الحركة جزءًا ممتعًا وأساسيًا من نمط حياتكِ.
الصحة النفسية:
الارتباط بالمجتمع: قومي بتنمية علاقاتٍ ذات معنى مع الآخرين،وشاركي في الأنشطة الاجتماعية، وبناء علاقاتٍ داعمة، وابقِ على اتصال بالأصدقاء والعائلة. الشبكة الاجتماعية القوية تساهم في الرفاه العاطفي وتُوفر شعورًا بالانتماء.
تقليل وقت الشاشة:
كوني حذرةً بشأن وقتكِ أمام الشاشة، خاصة على الأجهزة الإلكترونية. خذي استراحات، واجعلي المناطق حولكِ خالية من التكنولوجيا، وضعي حدودًا لتقليل التعب الرقمي. تحقيق التوازن بين وقت الشاشة والتفاعلات في العالم الحقيقي، يُعزَز الصحة النفسية والعلاقة الصحية مع التكنولوجيا.
قضاء الوقت في الطبيعة:
للطبيعة تأثيرٌ عميق على الصحة النفسية؛اقضِ وقتًا كافيًا في الهواء الطلق، سواء كانت نزهةً في الحديقة أو مغامرةً في الغابات أو ببساطة الاستمتاع بالمساحات الخضراء. تُعزَز الطبيعة الاسترخاء وتُقلَل من التوتر وتُوفر وجهة نظرٍ منعشة، مما يساهم في الرفاه النفسي العام.
الترطيب والنوم:
احرصي على شرب كمياتٍ كافية من الماء والسوائل الصحي يوميًا، لضمان ترطيب الجسم ومنع الجفاف. كما من الضروري الحصول على ساعات نومٍ كافية كل ليلة (بين 7-9 ساعات) لضمان جودة الحياة.
خلاصة القول، يجب أن تُعطى الأولوية لتغذيةٍ مُغذية للرفاه البدني، والمشاركة في الحركة الدورية للياقة البدنية، وتعزيز الترابط مع المجتمع، وتقليل وقت الشاشة للصحة النفسية، والانغماس في الطبيعة لنهجٍ شامل للرفاه. إن الجهود الصغيرة والمتواصلة في هذه المجالات يمكن أن تؤدي إلى تحسيناتٍ كبيرة في صحتك العامة وجودة حياتكِ.