بمناسبة اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم .. التوقف عن تناول دواء الضغط قد يكون ممكنًا في هذه الحالة
باتت الإصابة بارتفاع ضغط الدم أمرًا شائعًا بين صفوف الشباب والمراهقين ولم تعد الإصابة به حكرًا على الأعمار الكبيرة. ويوم عن يوم تزيد نسبة الإصابة، وأسباب ذلك عديدة منها عامل الوراثة، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، والإصابة بالسكري، والإصابة بالسمنة بوجه عام. ومن هنا تُطرح أسئلة مهمة للغاية يسألها كل من يعاني من هذا المرض الذي يقتل في صمت، منها هل يمكن تنزيل الضغط فورًا؟، وهل يمكن التوقف عن دواء الضغط بعد تخفيف الوزن؟، إلى غير ذلك من الأسئلة المهمة التي سنجد لها إجابة اليوم من خلال هذا الموضوع الهام وبالتزامن مع اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم الموافق 17 مايو من كل عام.
هل انقاص الوزن يعالج ارتفاع ضغط الدم؟
لا شك أن السمنة تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة في جميع الأعمار، وخصوصًا مع تغير أنماط التغذية، وانعدام ثقافة التغذية الصحية المتوازنة، وفي ظل عدم الاهتمام بممارسة نشاط بدني بشكل منتظم سواء للكبار أو الصغار، بحسب معتز الشريف خبير تغذية في مركز هانوفارد الطبي.
ومع تزايد الإصابة بالسمنة بين صفوف الشباب والأطفال خصوصًا، تزيد احتمالات ارتفاع ضغط الدم، لذلك كان من الضروري وبالتزامن مع اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم التأكيد على أهمية اتباع حمية غذائية لتخفيف الوزن بدرجة تسمح بالاستغناء عن دواء الضغط أوتقليل جرعته بحسب ما يرى الطبيب، ووفقًا لمؤشرات ضغط الدم عند القياس. ولذلك يجب على كل من يزيد وزنه ويعاني من ارتفاع ضغط الدم الذهاب إلى خبير تغذية علاجية لاعتماد حمية غذائية متوازنة تكون فعالة في تخفيف الوزن.
هل الدايت يخفض ضغط الدم؟
نعم، يؤكد معتز الشريف خبير تغذية على أن اتباع حمية غذائية تقوم على خفض نسبة الملح في الطعام وتناول الغذاء الصحي يساهم في خفض ضغط الدم المرتفع ومن ثم تحقيق الوقاية من مخاطر ارتفاعه التي يأتي على رأسها الإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية. ولحمية داش صيتًا كبيرًا في مسألة خفض الدم المرتفع.
ما هي حمية DASH؟
DASH هي اختصار لـ "Dietary Approaches to Stop Hypertension" أو "النهج الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم"، وهي حمية غذائية عالية التأثير في خفض ضغط الدم وتحقيق الوقاية من مخاطر ارتفاعه، والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية
وبحسب الشريف، تتميز حمية DASH بالتركيز على تناول الأطعمة الطبيعية والصحية التي تعزز صحة القلب، وتقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والكوليسترول والملح.
وتقوم حمية داش بشكل أساسي على ما أساسيات غذائية هامة ألا وهي:
- تناول الفواكه والخضروات: يجب تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات يوميًا لأنها تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن الأساسية وتساهم في خفض ضغط الدم.
- زيادة استهلاك الألياف: الحمية تشجع على تناول الحبوب الكاملة والمكونات الغنية بالألياف مثل الشوفان والأرز البني، والخبز الكامل، والبقوليات.
- البروتينات الصحية: تشجيع على تناول مصادر البروتين الصحية مثل اللحوم الخالية من الدهون، والأسماك، والدواجن منزوعة الجلد، والمكسرات والبذور.
- المنتجات الألبانية قليلة الدسم: تشجيع على تناول الألبان قليلة الدسم مثل الحليب والزبادي، لتوفير الكالسيوم والبروتين دون زيادة الدهون المشبعة.
- الحد من الدهون والكوليسترول: تقليل تناول الدهون المشبعة والكوليسترول، وتجنب الزيوت المهدرجة والدهون الصناعية.
- الحد من الأطعمة المالحة: تقليل استهلاك الملح والصوديوم، مما يساعد في التحكم في ضغط الدم.
تنزيل الضغط المرتفع فورًا
إن تنزيل الضغط المرتفع فورًا أمنية كبيرة ومهمة عند جميع المصابين بارتفاع ضغط الدم. والحقيقة أنه يجب اتباع إرشادات الأطباء وخبراء التغذية لخفض معدلات ضغط الدم المرتفع، والتي يأتي على رأسها تغيير أنماط الحياة بشكل عاجل، والاستمرار عليها بشكل عاجل لخفض ضغط الدم المرتفع، بل أنه وفي بعض الحالات قد يكون هناك صدى كبير لذلك، وقد يصبح بالإمكان التوقف عن دواء الضغط أو تقليل الجرعة.
وفي هذا الصدد سلط أخصائي طب القلب الوقائي من مستشفى كليفلاند كلينك، نظام الرعاية الصحية العالمي، الضوء على الأثر الكمي للتمارين الرياضية وتقليل استهلاك الملح والمحافظة على وزن صحي وغير ذلك من تعديلات نمط الحياة على ضغط الدم المرتفع.
وقال الدكتور لوك لافين، المدير المشارك - مركز أمراض ارتفاع ضغط الدم: "تنقسم إدارة ضغط الدم إلى توجهين رئيسيين هما تغييرات نمط الحياة بنسبة 70% وتناول الأدوية بنسبة 30%. وعلى الرغم من قدرة البعض على خفض ضغط الدم عبر إجراء تغييرات في نمط الحياة فقط، لكن هذين التوجهين يعتبران مكملين لبعضهما البعض، إذ أن تناول أدوية خفض ضغط الدم وحده دون إجراء تغييرات في نمط الحياة لن يمكّن الأدوية من العمل بفعالية وإعطاء النتائج المرجوة".
وسلط الدكتور لافين الضوء على خمسة تعديلات فعالة على نمط الحياة وعلى الأثر الكمّي التقديري لها على خفض ضغط الدم الانقباضي، وهو الرقم العُلوي في قراءات مستوى ضغط الدم والذي يجب أن يكون عند مستوى 120 ميليمتر زئبق فما دون.
تناول كميات أقل من الملح
يجب تناول كميات أقل من الملح من أهم طرق خفض ضغط الدم، بل إن اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم يعادل في الواقع استخدام دواء ونصف أو دوائين لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
وتوصي جمعية القلب الأمريكية بألا تتجاوز كمية الملح اليومية التي يتناولها الفرد نحو 1,500 ميليجرام (أي ما يعادل ملعقة شاي واحدة)، ولكن نظراً لأن هذا المقدار محدود للغاية، يوصي مقدمو الرعاية الصحية في كليفلاند كلينك بتحديد الكمية اليومية بـ2,300 ميليجرام يومياً.
وأشار الدكتور لافين إلى أن الاعتياد على نظام غذائي منخفض الصوديوم يحتاج فترة تمتد ما بين 10-14 يوماً حيث ستبدو بعض الأطعمة بعد مرور هذه الفترة مالحة جداً، مبيّناً أن استخدام البدائل الذكية للملح مثل كلوريد البوتاسيوم يمكنه المساعدة في هذا السياق. وأكد على أهمية قراءة الحقائق الغذائية الخاصة بالأطعمة المختلفة نظراً لوجود الصوديوم في العديد منها.
تناول المزيد من البوتاسيوم
يمكن للبوتاسيوم المساهمة في خفض ضغط الدم لأنه يساعد الكلى على طرح الصوديوم الزائد من الجسم، وأوضح الدكتور لافين: "إن البوتاسيوم هو معاكس الصوديوم، وكما أن وجود الكثير من الصوديوم في الجسم يؤدي إلى رفع ضغط الدم، فإن وجود القليل جداً من البوتاسيوم يؤدي أيضاً إلى رفع ضغط الدم".
لذلك ولتنزيل الضغط المرتفع فورًا، يمكنكم تجربة الحصول على ما بين 3,000-3,500 ميليجرام من البوتاسيوم يومياً من خلال تناول الموز والطماطم والأفوكادو والشمام والجزر والكريفون والكيوي والفاصولياء البيضاء والخوخ (النكتارين) والسبانخ.
لكنه نوّه إلى أن هذه النصيحة ليست موجهة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى الذين يجب عليهم تجنب تناول الكثير من البوتاسيوم نظراً لاحتمالية عدم قدرة الكلى على طرحه خارج الجسم.
التأثير: بالنسبة للأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ولكنهم يتمتعون بصحة كلى جيدة، فإن زيادة البوتاسيوم إلى المستويات المُوصى بها يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم بنحو 4-5 ميليمتر زئبق.
ممارسة الأنشطة البدنية
إن أسلوب الحياة الخامل قد يؤدي إلى زيادة ضغط الدم، وإن ممارسة التمارين الرياضية وخاصة التمارين الهوائية (آيروبيك) يعتبر فعالاً جداً في خفض ضغط الدم، إذ تُجبر هذه التمارين الشرايين على التوسع والانقباض وبالتالي تحافظ على مرونتها، كما تزيد من تدفق الدم وتساعد في تكوين أوعية دموية جديدة، إلى جانب مجموعة من الفوائد الأخرى.
وتشمل التوصيات الأخرى المقدمة من الدكتور لافين تمارين المقاومة الديناميكية (مثل: تمارين ثني عضلة الذراع "البايسبس" باستخدام الأوزان)، وتمارين المقاومة المتناظرة (مثل: تمارين الضغط على الحائط).
يمكن لممارسة 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين الهوائية (آيروبيك) خفض ضغط الدم بنحو 5-8 ميليمتر زئبق، إذ تتمتع تمارين المقاومة الديناميكية بالقدرة على خفض ضغط الدم بنحو 4-5 ميليمتر زئبق وذلك بناءً على عوامل مثل التواتر وعدد التكرارات وثقل الأوزان المستخدمة.
المحافظة على وزن صحي
أشار الدكتور لافين أن ضغط الدم يرتفع مع زيادة وزن الشخص، ولذلك فإن خفض الوزن بمقدار كيلوجرامات قليلة له أثر ملموس على خفض ضغط الدم الانقباضي، وقال: "إن الخلايا الدهنية التي تتراكم عند الجزء الأوسط من الجسم هي خلاياً نشطة استقلابياً، وتفرز جميع أنواع الهرمونات التي تسهم بدورها في رفع ضغط الدم". كل تخفيض بمقدار كيلوجرام واحد (2.2 رطلاً) من وزن الجسم يساعد في خفض ضغط الدم بمقدار 1 ميليمتر زئبق.
واختتم الدكتور لافين بالإشارة إلى أن التدخين والضغط النفسي وقلة النوم وتناول الكحول تساهم جميعها في رفع ضغط الدم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ولذلك يجب تجنبها