ليست الحرارة المرتفعة فقط: هل يكون متحور FLiRT الجديد أخطر ما يهدد الناس في الصيف؟
يُشاعأن أول شخصٍ مصاب، أو المريض رقم صفر، والذي يُعتبر نقطة انطلاق جائحة-كوفيد 19 (انتشارٌ عالمي كبير)؛ تمَ التأكد من وجوده في مدينة ووهان الصينية بين يوم 17 من شهر نوفمبر ويوم 11 من شهر ديسمبر في العام 2019. وقبل ذلك التاريخ، وتحديدًا خلال شهر أكتوبر، كان هناك أيضًا مسحٌ أظهر ارتفاعًا حادًا في استخدام كلمات بحث مثل ”الحمى“ على الإنترنت في مدينة ووهان. وكما نعلم جميعًا، فقد انتشرت عدوى فيروس كورونا الجديدCovid-19، التي بدأت في مدينة ووهان، في جميع أنحاء الصين أواخر شهر يناير من العام 2020،أثناء الانتقال الجماعي الكبير في رأس السنة القمرية الصينية، ثم انتشرت في جميع أنحاء العالم بوتيرةٍ متسارعة.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى لحظات كتابة هذا الموضوع، ما زال مرض كوفيد-19 الذي يُسبَبه فيروس كورونا المستجد يُصيب الناس بالذعر، ويطرح الكثير من التساؤلات سواءٌ لجهة مصدر المرض، نسبة الإصابات والوفيات الناجمة عنه؛ والأهم، خطورة المتحورات التي شهدها منذ ظهورها، ونجاعة اللقاحات التي تمَ فرضها في بعض الدول على الشعوب حيال هذا المرض ومتحوراته التي لم تتوقف نهائيًا. إذ يبدو أنه وبعد أن كان متحور"أوميكرون" يُعد أخطر وأشرس متحورات كوفيد لفترةٍ طويلة، نتيجة سرعة وصعوبة الإصابات التي نجمت عنه وارتفاعها وكذلك ارتفاع عدد الوفيات النجمة عنه؛ ظهر للعلن متحورٌ جديد، تصفه منظمة الصحة العالمية ومعظم المراكز والمؤسسات الصحية حول العالم ب "الأكثر انتشارًا وخطورة"، وهناك حديثٌ مقلق حول قدرة اللقاحات على الوقوف بوجه هذا المتحور.
فما الذي نعرفه عن متحور FLiRT، ما مدى خطورته، من هم الأفراد الأكثر عرضةً للإصابة به، وهل تساعد اللقاحات التي حصل عليها الناس على مدار السنوات الماضية على توفير الحماية اللازمة منه؟ هذا ما سنعرفه سويًا، بناءً على معلوماتٍ جمعناها من العديد من المواقع الطبية والإخبارية..
ما هو متحور FLiRT؟
يمتاز بقدرةٍ فائقة على الإنتشار ومقاومة اللقاحات.. هذا هو التعريف الذي أورده موقع "العربية.نت" حول متحور FLiRT الذي شهد ارتفاعًا في أعداد المصابين به في كلً من الولايات المتحدة وألمانيا في الآونة الأخيرة. وأشار موقع العربية، إلى أن الخوف عاد ينتشر من جديد بين الناس حول إمكانية الإصابة بالمتحور الجديد، واحتمال حدوث موجةٍ جديدة من الإصابات الناجمة عنه حول العالم، خاصةً ضمن الفئات الضعيفة ككبار السن والأطفال والمصابين ببعض الأمراض.
وكان مركز السيطرة على الأمراض والوقاية CDCأعلن في بيان صادر في 9 مايو الجاري، إلى أنه تمَ اكتشاف مجموعةٍ جديدة من متغيرات فيروس كورونا، المُلقبة بـ "FLiRT"، في مياه الصرف الصحي. كاشفًا أنه خلال الفترة من 14 أبريل إلى 27 أبريل الماضي، شكَل المتحور المسمى «KP.2» أو FLiRT نحو 25% من حالات الإصابة في الولايات المتحدة؛ ما يجعله المتحور السائد الجديد في البلاد، متجاوزًا JN.1 الذي انتشر عالميًا خلال فصل الشتاء بنسبة 22% من حالات كوفيد-19 في الولايات المتحدة، في نفس فترة الأسبوعين.
وصرَحت ميغان إل راني، عميد كلية الصحة العامة بجامعة ييل، لموقعWebMD إن FLiRT لديه بعض الخصائص المثيرة للقلق، في متحور كورونا الجديد؛مثل إنه يتسبب بتغييراتٍ في البروتينات الشوكية، والتي تلعب دورًا في مساعدة SARS-CoV-2 على استعمار الجسم وإصابة الناس بالمرض،أي أنه يصيب الجسم بطريقةٍ أسرع من الفيروسات الأخرى.
انتقل هذا القلق بدوره إلى العلماء وخبراء الطب حول العالم، الذين وبحسب ما نقل موقع العربية عن موقع "مايو كلينك" المختص بالشؤون الطبية والصحية، يخشون من عودة جائحة كورونا للظهور من جديد بشكلٍ خطر خصوصًا خلال فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة. كما هناك خشيةٌ كبيرة من عدم قدرة اللقاحات على تأمين حماية شاملة ضد هذا المتحور، كما يُفترض بها أن تفعل. وتأتي هذه المخاوف في خضم الحديث عن تعرض الكثيرين من الحاصلين على لقاح "إسترازينيكا" على مضاعفاتٍ خطيرة أودت بحياة بعضهم فيما تسبب بإعاقة جزئية أو دائمة لبعضهم الآخر؛ واعتراف الشركة السويدية والبريطانية التي قامت بتصنيع هذا اللقاح بهذه الآثار الجانبية الخطيرة، واضطراها لسحبه من الأسواق أواخر الشهر الماضي بعد دعوى قضائية جماعية رفعتها عشرات العائلات تطالبها بتعويضاتٍ تصل إلى ملايين الجنيهات في بريطانيا، بزعم أنهم أو أقاربهم أصيبوا بتشوهات أو تعرضوا للقتل بسبب اللقاح "المعيب" الذي أنتجته الشركة.
ويشير الخبراء إلى أن متحور FLiRTهو أحد سلالات فيروس كورونا، وسيكون الأكثر انتشارًا مقارنةً بغيره من متحورات الفيروس الماضية. وأضاف خبراء الصحة إلى أن هذا المتحور يستهدف فئاتٍ معينة من الناس،في طليعتهم كبار السن والأطفال، فيما بدأت معدلات الإصابة به ترتفع في الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا، ما أثار تخوفات بشأن مدى خطورة وفعالية اللقاحات تجاهه.
من جهتها، أوضحت منظمة الصحة العالمية أن متحور كورونا الجديد هو الأكثر انتشارًا وخطورة، نتيجة شدة الحرارة التي سيشهدها العالم هذا العام 2024، والذي أطلق عليه بعض العلماء "العام الأشد حرارةً".
ما هي أعراض المتحور الجديد FLiRT؟
من الضروري على الجميع التنبه لأية أعراضٍ غريبة وغير مألوفة قد تصيبهم أو تظهر على أحبائهم وأقاربهم والمحيطين بهم في العمل والمنزل وغيره؛ والخضوع للفحص الخاص بالكشف عن الإصابة بفيروس كورونا لمعرفة كيفية التعامل معه، طبعًا تحت إشراف الطبيب المختص.
ويشير الخبراء إلى أن معظم أعراض متحور FLiRT تتشابه مع أعراض سلالات كورونا السابقة بشكلٍ كبير؛ إلا أنه قد تكون أكثر حدةً وتتضمن الآتي كما أوردها موقع "العربية.نت":
- الحمى: ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل ملحوظ.
- السعال: وهو عبارةٌ عن سعالٍ جاف أو سعال مصحوب بمخاط.
- ضيق التنفس: الشعور بصعوبةٍ في التنفس أو ضيقٍ في الصدر.
- الإرهاق: الشعور بالتعب الشديد وفقدان الطاقة.
- آلام العضلات: الشعور بألمٍ في العضلات والمفاصل.
- الصداع: الشعور بألمٍ في الرأس.
- فقدان حاسة التذوق أو الشم: عدم القدرة على تذوق أو شم الطعام أو الروائح.
- آلام الحلق: الشعور بألمٍ أو التهاب في الحلق.
- الإسهال: أو تغوط مائي متكرر.
- الغثيان أو القيء: الشعور بالغثيان أو القيء.
ما مدى خطورة متحورFLiRT؟
كما أشرنا سابقًا، فإن متحور FLiRT قد يكون الأكثر قابليةً للانتشار بين سلالات كورونا السابقة والمعروفة حتى اليوم، بما في ذلك متحور أوميكرون؛ كما قد يكون أكثر مقاومةً للقاحات، ما يعني تزايد خطر إصابة الأشخاص الذين تمَ تطعيمهم به. ولا ننسى أن فيروس كورونا، بمختلف متحوراته وسلالاته، يصيب بصورةٍ أكبر الأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة مثل الكبار بالسن والأطفال الصغار والمرضى المصابين ببعض الأمراض المزمنة والخطيرة.
وهو ما يتطلب وقايةً كبيرة من قبل هذه الفئات تحديدًا، فضلًا عن بقية فئات المجتمع، للحيلولة دون الإصابة بهذا المتحور ومضاعفاته.
ما هي طرق الوقاية من متحور FLiRT؟
لم تتغير قواعد الحماية، منذ بدء ظهور فيروس كورونا المستجد أواخر العام 2019 وحتى اليوم؛ وما زال ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة أو المزدحمة، يُعدَ الوسيلة الأكثر فعاليةً للوقاية من الإصابة بهذا المتحور وكذلك الحدَ من انتشار العدوى.
كما ينبغي الالتزام بطرق الوقاية التالية لحماية أنفسنا والمحيطين بنا من خطر متحور FLiRT:
- غسل اليدين بالصابون والماء؛ وفي حال عدم توافرهما، يُفضَل فرك اليدين بمطهر كحولي.
- تغطية الفم والأنف بقناع طبي أو منديل أو الأكمام أو ثني الكوع عند السعال أو العطس.
- تجنب ملامسة أي شخص مصاب بأعراض زكام أو تشبه الأنفلونزا بدون وقاية، والتماس الرعاية الطبية في حال الإصابة بحمى وسعال وصعوبة في التنفس.
- عند زيارة الأسواق المفتوحة، تجنب الملامسة المباشرة دون وقاية للحيوانات الحية والأسطح التي تلامسها الحيوانات.
- طهي الطعام جيدًا، وبالأخص اللحوم.
- تهوية الأماكن المغلقة لمنع تراكم الفيروس، وتنظيف الأسطح بشكلٍ دوري باستخدام المطهرات.
- تقوية مناعة الجسم من خلال تناول الطعام الصحي، والتركيز تحديدًا على الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات والمعادن.
- شرب الماء بكثرة.
- النوم الجيد والصحي.
في الختام؛ لا أحد منا يتمنى عودة هاجس جائحة كوفيد-19 بالخطر والضرر السابقين اللذين شهدهما العالم لسنواتٍ عديدة. لكن وبما أن متحور كورونا الجديد يأتي بتهديدٍ مباشر ومتزايد خلال شهر الصيف القادم، من الضروري الوعي والحذر من قبل الجميع، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية التي تحمينا من هذا الخطر.