الفحوصات المهمة لمرضى السكري

للتعايش الآمن والصحي مع السكري: فحوصاتٌ مهمة ينبغي القيام بها باستمرار

جمانة الصباغ
14 نوفمبر 2024

في اليوم العالمي للتوعية من داء السكري، الذي يصادف اليوم 14 نوفمبر؛ تتضافر جهود الجميع، من هيئات حكومية وطبية وأفراد، لتوعية الناس من جميع الأعمار حول المضاعفات الخطيرة التي قد تنجم عن الإصابة بهذا المرض، وتأثيرها السلبي على حياة ورفاه الأفراد.

وكلنا يعلم أن السكري بات من الأمراض المزمنة وحتى الوبائية كما يُطلق عليه، وهو ليس مرضًا بحد ذاته وإنما مجموعةً من الأعراض والمضاعفات التي تُصيب وتُضعف العديد من أجهزة الجسم مثل العيون والكلى والقلب وغيرها. وليس خفيًا على أحد أن السكري هو أحد أكثر الأمراض المُزمنة شيوعًا في العالم في وقتنا الحالي؛ ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتعايش قرابة 537 مليون بالغ تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عامًا مع مرض السكري على مستوى العالم.

وتشير عدة تقارير حديثة إلى أن مرض السكري لا يزال يُشكَل تحديًا صحيًا كبيرًا في كلٍ من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي. ففي عام 2023، سجلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واحدةً من أعلى معدلات انتشار مرض السكري على مستوى العالم، ومن المتوقع أن ترتفع من 9.3% حاليًاإلى 16.8% بحلول عام 2050.

التعايش مع داء السكري يتطلب بالتأكيد اتباع نمطٍ حياتي وغذائي صحي، بالإضافة إلى المواظبة على إجراء الفحوصات المهمة التي تضمن عدم تدهور حالة المرضى وإصابتهم بأيٍ من مضاعفات السكري المميتة في بعض الحالات، مثل العمى وفشل الكلى والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلية.

لمعرفة المزيد عن هذه الفحوصات وكيفية إجرائها، تحدثنا إلى الدكتورة سلوى ناصيف عازار؛ أخصائية أمراض الغدد الصماء والسكري من مستشفى فقيه الجامعي، والتي أفادتنا مشكورةً بالتالي..

الدكتورة سلوى ناصيف عازار أخصائية أمراض الغدد الصماء والسكري من مستشفى فقيه الجامعي
الدكتورة سلوى ناصيف عازار أخصائية أمراض الغدد الصماء والسكري من مستشفى فقيه الجامعي

مرض السكري وأنواعه

بحسب الدكتورة عازار، مرض السكري هو حالةٌ صحية مُزمنة تنشأ عندما لا يستطيع الجسم تنظيم مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم بشكلٍ صحيح. ويتم ذلك عادةً عن طريق هرمون يُسمى الإنسولين، يساعد في نقل السكر من الدم إلى الخلايا لتستخدمه كمصدرٍ للطاقة. فإذا كان الجسم لا ينتج كميةً كافية من الإنسولين أو لا يستجيب له بشكلٍ صحيح، فإن مستوى السكر في الدم يرتفع، مما يؤدي للإصابةبمرض السكري.

وتضيف أخصائية الغدد الصماء والسكري أن هناك عدة أنواع لمرض السكري، تتلخص فيما يلي:

  1. السكري من النوع الأول: يُعدَ مرضًا مناعيًا ذاتيًا، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس التي تُنتج الإنسولين. ويحتاج المرضى في هذه الحالة، إلى أخذ الإنسولين بشكلٍ دائم.
  2. السكري من النوع الثاني: هو الأكثر شيوعًا، ويرتبط عادةً بالعادات الغذائية والوراثة ونمط الحياة. ويحدث هذا النوع عندما يصبح الجسم مقاومًا للإنسولين أو لا يُنتج كميةً كافية منه.
  3. سكري الحمل: يظهر خلال فترة الحمل وقد يختفي بعد الولادة، ولكنه يزيد من مخاطر إصابة الأم والطفل بالسكري من النوع الثاني في المستقبل.

الفحوصات المهمة لمرضى السكري

بالعودة إلى موضوع مقالتنا اليوم، تشير الدكتورة عازار إلى أنه يُنصح مرضى السكري بإجراء بعض الفحوصات الدورية لمراقبة الحالة وتقليل مخاطر المضاعفات، وتشمل:

  • اختبار السكر التراكمي (HbA1c):الذي يُقيس متوسط مستوى السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
  • قياس ضغط الدم: للتأكد من عدم وجود ارتفاع، إذ أن مرضى السكري مُعرَضون أكثرللإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • فحص الكلى: مثل اختبار الألبومين البولي، لتقييم صحة الكلى.
  • فحص العين: لرصد أي تغيَراتٍ في شبكية العين التي قد تؤدي إلى مضاعفاتٍ بصرية.
  • فحص القدمين: للكشف عن أي إصاباتٍ أو قُرح، إذ أن مريض السكري قد يفقد الإحساس بقدميه ما يزيد من احتمالية الإصابات.
  • مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية: لمراقبة صحة القلب والأوعية الدموية.
حافظي على نمطٍ غذائي صحي للوقاية من مضاعفات السكري
حافظي على نمطٍ غذائي صحي للوقاية من مضاعفات السكري

نصائح لعائلة مريض السكري

هذا فيما يخص مرضى السكري بأنفسهم؛ أما فيما يتعلق بالدعم والمتابعة اللتين يحتاجهما من محيطه، خاصةً العائلة، فهناك مجموعةً من النصائح التي تُوجهَها الدكتورة عازار لمريض السكري.

وتتضمن هذه النصائح:

  1. التثقيف الصحي: إذ يجب أن تتعلم العائلة عن مرض السكري وأعراضه وكيفية التعامل معه، بما في ذلك أعراض ارتفاع أو انخفاض السكر.
  2. التشجيع على تناول الطعام الصحي: من خلال اتباع نظامٍ غذائي متوازن، يحتوي على كمياتٍ منخفضة من السكريات والدهون المشبعة.
  3. تشجيع النشاط البدني: ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تُساعد في تحسين استجابة الجسم للإنسولين.
  4. المراقبة والمتابعة: مساعدة المريض على الالتزام بمواعيد الفحوصات ومتابعة الحالة الصحية.
  5. الدعم النفسي: تقديم الدعم المعنوي والتفهم للتحديات النفسية التي قد يواجهها المريض.
  6. التدخل في الحالات الطارئة: معرفة كيفية التصرف في حالات الطوارئ، مثل التعرف على علامات هبوط أو ارتفاع السكر وكيفية التصرف حيالها.

فضلًا عن مسألةٍ غاية في الأهمية، تقف كأحد أسباب الإصابة بالسكري أو الوقاية منه: التحكم بالوزن؛ إذ يمكن أن يؤثر فقدان الوزن المعتدل بشكلٍ إيجابي على حساسية الأنسولين، ما يُقلَل من احتمالية الإصابة بمرض السكري، أو خفض مضاعفاته في حال الإصابة به.

طرق علاج مرض السكري

بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مرض السكري، هناك بعض الخطوات الأساسية لإدارة المرض والتعايش معه بشكلٍ فعال، ومنها التالي وفقًا لكلية الطب بجامعة سانت جورج:

  • العلاج بالأدوية والأنسولين: الأدوية ضرورية للعديد من مرضى السكري من النوع 2، في حين يعتمد مرضى السكري من النوع 1 على العلاج بالأنسولين. والتقدم في المراقبة، مثل أجهزة المراقبة المستمرة لمستويات الجلوكوز، يُعدَ بالغ الأهمية للحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم.
  • الاستشارة الغذائية: يُساهم الدعم الغذائي المُخصص بدورٍ محوري، إذ يقدم متخصصو التغذية خطط وجباتٍ مُخصصة، لمساعدة المرضى على إدارة نسبة السكر في الدم مع الحفاظ على نظامٍ غذائي متوازن.
  • برامج التمارين البدنية: يمكن للنشاط البدني أن يُعزَز فعالية الأنسولين، وتساعد برامج التمارين الموصى بها المرضى على بناء روتينٍ يناسب احتياجاتهم الصحية الفردية.
الرياضة والتحكم بالوزن يساعدان في الوقاية من السكري ومضاعفاته
الرياضة والتحكم بالوزن يساعدان في الوقاية من السكري ومضاعفاته

خلاصة القول؛ أن داء السكري من الأمراض المزمنة والشائعة بين نسبة كبيرة من الناس حول العالم. ويحتاج مرضى السكري لإدارة هذا المرض من خلال الانتظام في إجراء الفحوصات المهمة فضلًا عن اتباع بعض النصائح الحياتية والبدنية. مثل اتباع نظامٍ غذائي صحي يشمل الأطعمة الكاملة، مثل الخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والكربوهيدرات المعقدة؛ الرياضة والنشاط البدني؛ والتحكم بالوزن. وعلى أفراد عائلة المريض، تقديم الدعم النفسي والمتابعة والمراقبة لتأمين حياته وضمان تأخير مضاعفات السكري قدر الإمكان.