كي لا تتحول إلى خطر: نصائح لعلاج التهابات المسالك البولية وتجنبها
التهاباتٌ شائعة قد تصبح خطيرة.. هذا ما يُحذر منه خبراء الصحة فيما يتعلق بالتهابات المسالك البولية. ومنهم الدكتور ميتشل همفريز، اختصاصي الجهاز البولي في مايو كلينك في ولاية أريزونا الذي يُعلَق على هذا الموضوع قائلًا: "يمكن لمُزود الرعاية الأولية علاج التهابات المسالك البولية البسيطة؛ ولكن عندما تصبح مُعقدةً بحيث يمكن أن تُفضي إلى مشكلاتٍ أخرى، يجب حينها استشارة اختصاصي."
إذن، مشكلة التهاب المسالك البولية، والتي تُعدَ شائعةً بين النساء والرجال على حد سواء، وإن كان للإناث حصةٌ أكبر في هذه الالتهابات؛ من الأمور الصحية التي لا ينبغي إغفالها وعدم الاهتمام بها، لأنها قد تُسبَب مشكلاتٍ أكبر وتصبح أكثر خطورةٍ على الصحة.
قبل الخوض في مخاطر عدم علاج التهاب المسالك البولية، فلنتعرف سويًا على أسبابها وأعراضها عند النساء؛ وفقًا لمعلومات جمعناها من الدكتور همفريز من "مايو كلينك" وكذلك من موقع هذا المستشفى الأمريكي المرموق.
ما هو التهاب المسالك البولية؟
بحسب الدكتور همفريز، يساعد الجهاز البولي الجسم على التخلص من الفضلات والمياه والأملاح الزائدة؛ ويتألف هذا الجهاز من الكلى والحالبين والمثانة والإحليل. ولكن البكتيريا قد تخترق أي جزءٍ من هذا الجهاز مُسبَبةً العَدوى.
ما أسباب التهاب المسالك البولية؟
يقول الدكتور همفريز: "أجهزتنا المناعية رائعةٌ بطبيعتها في مكافحة عدوى المسالك البولية والوقاية منها، ولكن هناك العديد من المواقف يكون فيها أفرادٌ معينين أكثر عرضةً للإصابة بالتهابات المسالك البولية." ويقصد النساء بشكلٍ خاص.
يتفق موقع "مايو كلينك" مع الدكتور همفريز في هذا الرأي، مشيرًا إلى أن التهاب المسالك البولية هو مرضٌ تشيع الإصابة به بين الإناث أكثر من الذكور؛ حيث يتعرض الكثير منهنَ لهذا الالتهاب أكثر من مرة خلال حياتهن.
وتشمل عوامل خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية لدى النساء ما يلي وفق ما أفادنا الدكتور همفريز:
- الطبيعة التشريحية للمرأة: النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية، كونالبكتيريا يمكن أن تخترق الجهاز البولي لديها بسهولةٍ أكبر، بسبب أن إحليل المرأة أقصر من إحليل الرجل. كما يزيد انقطاع الطمث من خطر التعرض لالتهابات المسالك البولية لدى النساء.
- استخدام بعض وسائل منع الحمل: إذ يزيد العازل الأنثوي ومبيد النطاف، على سبيل المثال، من خطر التعرض لالتهابات المسالك البولية.
- استخدام أنبوب قسطرة: قد تستخدم النساء المقيمات في المستشفى أو المصابات بالشلل أو مشكلاتٍ عصبية أخرى، أنابيب القسطرة ما يجعل التبول أمرًا صعبًا. ويقول الدكتور همفريز: "أنبوب القسطرة هو جسمٌ غريب يمكن أن يكون بمثابة طريقٍ سريع يتيح للبكتيريا الوصول إلى المثانة."
- إجراءٌ بولي حديث: يمكن أن يزيد إجراء جراحةٍ أو اختبار باستخدام أدواتٍ طبية، من خطر التعرض لالتهاب المسالك البولية.
- مشكلاتٍ صحية أخرى: الأشخاص الذين يولدون بمشكلاتٍ في المسالك البولية أو لديهم حصوات في الكلى أو مشكلاتٍ في البروستاتا، أو لديهم ضعف في الجهاز المناعي، عرضة بشكلٍ أكبر لخطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
ما هي أعراض التهاب المسالك البولية؟
الحرقان والحكة هما أكثر الأعراض التي تُنذرنا باحتمال وجود التهابٍ في منطقة المسالك البولية. ولكن اختصاصي الجهاز البولي في مايو كلينك يؤكد أن هذه الالتهابات قد لا تُسبَب أعراضًا في مطلق الأحوال وعند الجميع.
وعند السؤال عن أعراض المسالك البولية الأكثر شيوعًا، أفادنا الدكتور همفريز بالتالي:
- رغبةٌ ملحة في التبول: حتى بعد الانتهاء من التبول، فإن الرغبة في التبول قد لا تزول.
- شعورٌ بالحرقان والانزعاج أثناء التبول.
- التبول بكمياتٍ صغيرة على نحوٍ متكرر.
- وجود دم في البول: قد يكون الدم في البول أحمر اللون، لكنه قد يبدو أيضًا ورديًا أو بنيًا.
- بول ذو لون متعكر أو رائحة نفاذة.
- ألم في الحوض.: قد تشعر النساء، على وجه الخصوص، بألمٍ وضغط حول عظمة العانة.
قد تعتمد الأعراض أيضًا على الجزء المُصاب من المسالك البولية؛ فإذا كنتِ تشعرين بألمٍ في الظهر أو أحد الجانبين، فقد يكون هذا الألم ناتجًا عن التهاب الكلى. أما إذا كان الألم في أسفل البطن، فقد يكون السبب هو التهاب المثانة. ويمكن أن يكون أحد آثار التهاب المسالك البولية، هو الهذيان أو الشعور المتزايد بالتشوش خاصةً عند البالغين الأكبر سنًا.
لكن ومع العلاج الفوري، نادرًا ما تُسبَب التهابات المسالك البولية مضاعفات. إنما بدون العلاج المناسب قد تصبح هذه الالتهابات خطيرة،وقد تشمل مضاعفاتها الخطيرة تضرَر الكلى الدائم أو الإنتان، والذي قد يكون مُهددًا للحياة.
لذا ينصح الدكتور همفريز بوجوب اتباع بروتوكول علاجي محدد لالتهاب المسالك البولية، يضعه الطبيب المختص والذي غالبًا ما يتضمن المضادات الحيوية. مُشدَدًا على وجوب الالتزام بإرشادات الطبيب للتخلص من هذه المشكلة.
هل بالإمكان الوقاية من التهابات المسالك البولية؟
كل مشكلةٍ صحية، ما دامت غير وراثية أو جينية، يمكن الوقاية منها بشكلٍ خاص، ضمن نمط حياة صحي معين. ويشرح الدكتور همفريز وسائل الوقاية من التهابات المسالك البولية كالآتي:
- شرب الكثير من السوائل: إذيُخفَف تناول المياه البول، ما يؤدي إلى التبول بشكلٍ متكرر وطرد البكتيريا.
- المسح من الأمام إلى الخلف: ينبغي المسح من الأمام إلى الخلف، بعد التبول أو التبَرز، للحيلولةدون انتشار البكتيريا في الجهاز البولي.
- إفراغ المثانة من البول بعد الجماع مباشرةً: يمكنكِ أيضًا شُرب كوبٍ من الماء للمساعدة على طرد البكتيريا.
- تجنُب المنتجات التي يُحتمل أن تُسبَب تهيجًا: قد يُؤدي استخدام بخاخاتٍ أو مساحيق مزيلات العرق على المنطقة التناسلية، إلى تهيَج الإحليل والإصابة بالالتهابات.
- تغيير وسائل منع الحمل: في حال كنتِ عزيزتي تستخدمين هذه الوسائل لتجنب الحمل، فكري في استخدام وسائل أخرى غير العازل الأنثوي أو مبيد النطاف، على سبيل المثال، لأنها يمكن أن تُساهم في نمو البكتيريا. ومن الأفضل استشارة طبيبتكِ الخاصة حول أفضل وسائل منع الحمل التي تحميكِ أو تُقلَل من إصابتكِ بهذه الالتهابات.
في الختام؛ فإن العناية بصحتكِ عزيزتي، على امتداد سنوات عمركِ، هي حاجةٌ ملحة وضرورية لتنعمي بالصحة وجودة الحياة التي تسعين إليها. وبما أنكِ أكثر عرضةٍ لالتهابات المسالك البولية من الرجل، فإن العناية بصحة جهازكِ البولي واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية يُسهمان بشكلٍ كبير في تقليص خطر الإصابة بهذه الالتهابات ومخاطرها في حال عدم اتباع العلاجات المناسبة.