منها قدرة المسالك الهوائية على تحمل التمارين... إليكِ فوائد ممارسة الرياضة لمريضات الربو
تحدّث أعراض الربو عندما تتضخم بطانة المسالك الهوائية وتضيق العضلات المحيطة بها، ثم يملأ المخاط مجرى الهواء، ما يُقلل ذلك كمية الهواء التي يُمكن أن تمر من خلالها، والإصابة المفاجئة بنوبة الربو، المتمثلة في "السعال وضيق الصدر" الذي يُعدّ عرضًا نموذجيًا له.
عًرّف الربو على أنه حالة طبية مزمنة تؤثر على الشعب الهوائية في الرئتين وتسبب التهابها وتورمها، الأمر الذي يجعل من التنفس تحديًا صعبًا أمام المرضى بصفة عامة، ويتسبب بظهور العديد من الأعراض المزمنة، مثل: "السعال والصفير أثناء التنفس".
أما عن العلاقة بين الربو والرياضة، فتتمثل بأن بعض التمارين الرياضية تسبب إثارة وتفاقم أعراض الربو، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث أزمة تنفسية وضيق في التنفس، والذي يعرف بالأزمة الناتجة عن ممارسة الرياضة أو الربو الرياضي، والذي يتطلب علاجه استخدام الأدوية لفتح القصبات الهوائية وتسهيل التنفس.
وعليه، يعتقد الكثير بأن الرياضة وحساسية الصدر هم أمران لا يجتمعان في شخص واحد، وأن مرضى الربو والحساسية لا يمكنهم ممارسة الرياضة على الإطلاق، وذلك خوفًا من تفاقم الربو والإصابة بالنوبات التحسسية وضيق التنفس.
إلا أنه أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن ممارسة الرياضات المناسبة بأسلوب يتوافق مع القدرات الجسدية ونوع الحساسية تنعكس بشكل إيجابي على صحة مريض الربو أو الحساسية الصدرية؛ بل وأكدت أن مرضى الحساسية أو الربو ممن يمارسون الرياضة باستمرار يتمتعون بصحة أفضل من غيرهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة الرئتين.
بناءً على ذلك، سنطلعكِ عبر موقع " هي" على فوائد ممارسة الرياضة لمريضات الربو، من خلال استشاري الأمراض الصدرية والباطنية الدكتور محمد محمدي شعبان من القاهرة
تأثيرات إيجابية لممارسة الرياضة على مريضات الربو
بحسب دكتور محمد، من الإيجابيات التي تعود على مريضات الربو أثناء ممارستهن الرياضة مقارنةً بالآخريات اللاتي يمتنعن عن ممارستها ما يلي:
- يقلّ استخدامهن وخفض حاجتهن لأدوية الحساسية.
- يقلّ خطر إصابتهن بالأزمات الصدرية ونوبات التحسس,
- يقلّ حدة وخطورة نوباتهن التحسسية في حال حدوثها.
- يقلّ خطر إصابتهن بالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب الأخرى.
فوائد ممارسة الرياضة لمريضات الربو
وأضاف دكتور محمد، أهم فوائد الجمع بين الربو والرياضة تحسين صحة الرئتين وتقويتهما، وذلك من خلال التالي:
زيادة سعّة الرئة
التمارين الرياضية ستزيد من معدل استهلاك الأكسجين؛ فكلما زاد استهلاك الأكسجين من قبل الرئتين، كلما تحسنت قدرتها على التنفس.
تقليل الالتهاب المتكررة
وجدت الأبحاث أن الربط بين الإصابة بالربو وممارسة الرياضة يًقلل من نسبة البروتينات الالتهابية، ويُحسن من قدرة المجاري التنفسية على تحمل الرياضة، الأمر الذي يقلل بدوره من حدة الالتهاب.
زيادة قدرة الرئة على التحملّ
إن الجمع بين الإصابة بالربو والرياضة يزيد من قدرة المسالك الهوائية على تحمل التمارين ويزيد من سعة الرئتين، الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على النشاطات اليومية الصعبة، مثل" صعود الدرج".
تقوية العضلات والمسالك الهوائية
ممارسة الرياضة باستمرار ستزيد من الكتلة العضلية وتُحسن من قدرة الجسم على أداء أنشطته اليومية.
تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية
حيث أن ممارسة الرياضة بشكل عام يحسن من تدفق الدم وإيصال الأكسجين لجميع أنسجة الجسم، وتقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
ممارسة الرياضة أفضل لمريضات الربو مع هذه التمارين
أوضح دكتور محمد، أن مرض الربو والرياضة المناسبة له يعتمد على قرار مشترك بين المريض والطبيب، وعلى المكان المتاح لممارسة الرياضة والوقت الأمثل له، لذلك يجب استشارة الطبيب المختص واستشارته بشأن نوع التحسس أو الربو والرياضة المناسبة لهذا النوع، كما يمكن الاستعانة بمتخصص رياضي لتعليم المريض الطريقة الأمثل لممارسة الرياضة المتفق عليها.
إن التمارين الرياضية المناسبة لمرضى الربو هي التمارين التي لا ترهق الرئتين ولا تزيد من خطر تفاقم أعراض التحسس والربو، أي الرياضات يتم ممارستها على شكل دفعات متقطعة. كما تعتبر التمارين منخفضة الكثافة خيارًا مناسبًا بشكل عام.أما عن التمارين الرياضية المناسبة لمريضات الربو بصفة عامة، فهي:
- المشي.
- السباحة.
- البيسبول.
- الجولف.
- كرة القدم.
- الكرة الطائرة.
- الجري لمسافات قصيرة.
- ركوب الدراجة بوتيرة منخفضة.
أنواع اليوغا البسيطة لتقوية الجهاز التنفسي.
الجدير بالذكر، أنه يفضل ممارسة التمارين الرياضية السالفة الذكر 3 - 5 مرات في الأسبوع، وفي كل مرة تتراوح المدة الزمنية من 20 - 30 دقيقة.
نصائح لممارسة الرياضة بطريقة سليمة لمريضات الربو
من ناحية أخرى، أكد دكتور محمد، على ممارسة التمارين الرياضية بما يتناسب مع الوضع الصحي للمريضة؛ لتجنب الإصابة بالنوبات الصدرية والتحسسية المفاجئة، وكذك إتباع النصائح التالية:
- استخدمي جهاز الاستنشاق قبل بدء التمرين، وذلك لفتح المجاري التنفسية وتهيئتها لممارسة الرياضة.
- ابدأي بتمارين التحمية والتهيئة لتنشيط الجهاز الدوري بجسمكِ، كذلك إيقاف التدريب تدريجيًا.
- تجنبي ممارسة الرياضات الجليدية مثل"التزلج والهوكي".
- تجنبي ممارسة التمارين الرياضية في الهواء والجو البارد.
- تجنب ممارسة التمارين الرياضية في الحدائق والمتنزهات، لتفادي التحسس من حبوب اللقاح.
- تفادي السباحة في المسابح التي تستخدم مادة الكلورين لتفادي تفاقم الأزمة الصدرية.
- أخذي فترات راحة بين الحين والآخر أثناء التمرين، وتدرّجي في حمل الأوزان الثقيلة بصفة عامة.
- اعتمدي على التنفس من خلال قناع أو وشاح خاص من أجل تدفئة الهواء الداخل إلى الأنف.
- تجنبي ممارسة الرياضة في الأيام التي نُعانين فيها من السعال أو الأزيز في الصدر.
- إلتزمي بالمتابعة المستمرة مع طبيبك المختص، لتقييم حالتك باستمرار و منع حدوث نوبة الربو التي قد تستدعي دخولكِ المستشفى.
- انتظمي بأدوية علاج الربو، ولا تتعرضي للمواد المسببة للربو أو تزيد من حدته.
- تجنبي التعرض للدخان، والحجرات المغلقة، والخروج للمتنزهات أثناء فصل التزهير بالربيع، ولا تنسي أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية لتخفيف من حدة الإصابة بالإنفلونزا، وخصوصَا إذا كنتِ من محبين ممارسة الرياضة في المجمل العام.