تزدادين جمالًا وقوة: إليكِ الآثار الإيجابية للإقلاع عن التدخين
للأسف، بات التدخين واحدًا من مظاهر الحياة اليومية الاعتيادية، بعد أن كان ظاهرةً مستجدة على مجتمعاتنا في العقود الماضية. وبتنا لا ندخل مكانًا عامًا أو مطعمًا أو مقهى، إلا ونرى العديد من الناس الذين يدخنون إما السيجارة العادية، أو الالكترونية، والتي يبدو أنها شبه اختفت مع ظهور الفايب Vape الذي يكتسح مشهد المدخنين في الآونة الأخيرة، بجانب الشيشة بالطبع التي باتت مقصد النساء والرجال على حد سواء.
وبعدما كان المدخنون نسبتهم قليلة مقارنةً ببقية الناس، بات غير المدخنين (وأنا منهم) قلةٌ قليلة، تجد نفسها في مكانٍ لا يناسبها وسط مجموعة الأهل والأصدقاء الذين يستخدمون معظم وسائل التدخين. ما يضعني ويضع أمثالي، في دائرة خطر التدخين السلبي، الذي لا يقل خطورةً عن التدخين المباشر حيث يدخل النيكوتين والدخان إلى الرئتين والقلب وغيرها من أعضاء الجسم، ويعمل على إتلافها بشكلٍ تدريجي.
وللأسف الشديد أيضًا، فإن كثيرًا من المدخنين يُدركون مخاطر التدخين على صحتهم وصحة أحبتهم؛ لكنهم غير قادرين على التخلص من هذه الآفة مهما حاولنا إقناعهم، ويبدو أنهم بحاجةٍ لعلاجٍ عميق للوصول إلى غاية الجميع: الإقلاع عن التدخين.
بموازاة العديد من شركات تصنيع التبغ ووسائل التدخين ممن يُسخَرون الملايين لإنتاج وتسويق هذه المنتجات في الأسواق؛ نجد الكثير من الحكومات والمؤسسات الصحية وغيرها، تسعى بجهدٍ كبير لتشجيع فكرة الإقلاع عن التدخين وذلك من خلال تعريف المدخنين على مخاطر التدخين الحالية والمستقبلية. لكن وبما أن هذه التحذيرات لم تكن نافعة كفاية على مدار العقود الفائئة، فإن التوجه ينصبَ حاليًا، بجانب التحذيرات بالطبع، نحو توضيح فوائد الإقلاع عن التدخين على الصحة والجمال، خاصةً للنساء.
تحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في كل مكان في 31 أيار/ مايو من كل عام، باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، مع إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه. ويُعدَ تعاطي التبغ أهم سببٍ منفرد للوفيات التي يمكن تفاديها على الصعيد العالمي، علماً بأنه يؤدي حاليًا للتسبب بوفاة واحدٍ من كل 10 بالغين في شتى أنحاء العالم.
الشباب ينهضون ويرفعون صوتهم
سيتيح اليوم العالمي للامتناع عن التدخين 2024، منبرًا للشباب حول العالم، يحثَون منه الحكومات على حمايتهم من أساليب التسويق المخادعة الشرسة التي تمارسها صناعة التبغ؛ والتي تستهدف الشباب لتحقيق أرباحٍ مدى الحياة من خلال إنشاء موجة جديدة من الإدمان تتمثل في السجائر الالكترونية والفايب. وقد أصبح الأطفال يتعاطون السجائر الإلكترونية بمعدلات تفوق مثيلاتها بين البالغين في جميع الأقاليم، حيث يُقدّر عدد صغار السن من الفئة العمرية 13-15 عاماً ممن يتعاطون التبغ ما يصل إلى 37 مليون طفل حول العالم.
ويكمن الهدف النهائي لليوم العالمي للامتناع عن التدخين هذا العام، بالإضافة إلى هاشتاغ #TobaccoExposedفي المساهمة بحماية الأجيال الحالية والمقبلة من هذه العواقب الصحية المُدمرة، بل وأيضًا من المصائب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ والتعرض لدخانه.
بالعودة إلى فوائد الإقلاع عن التدخين، خصوصًا للإناث اللاتي للأسف بتنَ يدمرنَ صحتهنَ وجمالهنَ بالتدخين؛ تحدثنا إلى الدكتورة إيناس عثمان، طبيبة الرعاية الأولية واستشارية طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي بدبي التي أطلعتنا على العديد من هذه الفوائد على النحو التالي ..
فوائد الإقلاع عن التدخين
يُعدَ الإقلاع عن التدخين أحد أكثر القرارات الصحية التي يمكن للفرد اتخاذها؛ إذ يؤثر التدخين سلبًا على الصحة العامة للجسم ويزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المُزمنة. وبالنسبة للنساء، فإن الإقلاع عن التدخين له فوائد خاصة تتعلق بتعزيز الشباب والجمال والوقاية من الشيخوخة المبكرة للخلايا وحمايتهنَ من الأمراض التي قد تتفاقم بعد انقطاع الطمث.
في هذا المقال، سنستعرض الآثار الإيجابية للإقلاع عن التدخين على الصحة العامة وصحة المرأة خصوصًا.
الآثار الإيجابية للإقلاع عن التدخين على الصحة العامة
-
تحسين وظيفة الجهاز التنفسي
يضر التدخين بالجهاز التنفسي بشكلٍ كبير، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراضٍ مثل التهاب الشُعب الهوائية المُزمن والربو وسرطان الرئة. ومن خلال الإقلاع عن التدخين، تبدأ الرئتان في إصلاح نفسيهما تدريجيًا، ما يُحسَن وظيفة الجهاز التنفسي ويُقلَل من السعال وضيق التنفس. ومع مرور الوقت، يمكن أن يعود التنفس إلى طبيعته ويصبح أسهل.
-
تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية
يساهم التدخين في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ حيث يُسبَب التدخين تصلَب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، ما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. في المقابل وعند الإقلاع عن التدخين، يبدأ الجسم في التعافي؛ حيث يعود ضغط الدم ومستويات الكوليسترول إلى طبيعتها، مما يُقلَل بشكلٍ كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب.
-
تقوية جهاز المناعة
يُضعف التدخين الجهاز المناعي، جاعلًا الجسم أكثر عرضةً للعدوى والأمراض. وبعد الإقلاع عن التدخين، يبدأ الجهاز المناعي في التعافي، ما يُحسَن من قدرة الجسم على مكافحة العدوى والأمراض؛ وهذا يعني فتراتٍ أقصر من المرض وشفاءٍ أسرع.
-
تحسين جودة النوم
يؤثر التدخين على جودة النوم بسبب التأثير المُحفز للنيكوتين؛ إذ يؤدي التدخين إلى صعوبة النوم والاستيقاظ المتكرر أثناء الليل. وبمجرد اتخاذ القرار بالإقلاع عن التدخين، تتحسن جودة النوم، حيث يصبح النوم أعمق وأكثر راحةً. وهذا له تأثيرٌ إيجابي على الصحة العامة والحيوية والنشاط اليومي.
الآثار الإيجابية للإقلاع عن التدخين على صحة المرأة
بما أن النساء يُوليَن عنايةً فائقة للاهتمام بمظهرهنَ الخارجي وجمالهنَ، مع الاهتمام بصحتهنِ ورشاقتهنَ وقدراتهنَ المعرفية والفكرية؛ فإن التدخين يأتي بمثابة صفعةٍ لكل هذه الجهود، ضاربًا بالحائط جميع تدابير المرأة في الحفاظ على الصحة والشباب والجمال.
لذا اختياركِ اليوم عزيزتي، الإقلاع عن التدخين؛ يُفسح أمامك المجال واسعًا حول جني العديد من الفوائد الصحية والجمالية التي تُعدَدها الدكتورة عثمان كما يلي:
-
تعزيز الشباب والجمال
يؤثر التدخين سلبًا على مظهر البشرة ويُسرّع من عملية الشيخوخة؛كما يؤدي التدخين إلى فقدان مرونة البشرة والتجاعيد والبقع الداكنة. وبعد الإقلاع عن التدخين، تتحسن الدورة الدموية وتزداد كمية الأكسجين والمواد المُغذية التي تصل إلى البشرة، ويساهم ذلك في تحسين لون البشرة وملمسها وتقليل ظهور التجاعيد والبقع الداكنة، ما يُعزَز جمال المرأة ونضارتها.
-
منع شيخوخة الخلايا المُبكرة
يُسبَب التدخين تلف الخلايا ويُسرَع عملية الشيخوخة، بسبب المواد المؤكسدة الموجودة في الدخان. ومن خلال الإقلاع عن التدخين، ينخفض معدل تلف الخلايا، ما يُساعد في الحفاظ على شباب الجسم والخلايا لفترة أطول. وهذا يعني أنه يمكن للنساء الاستمتاع ببشرةٍ أكثر نضارة وشبابًا لفترةٍ أطول.
-
حماية العظام والوقاية من هشاشة العظام
يساهم التدخين في تقليل كثافة العظام وزيادة ضعف العظام، ما يزيد من خطر الإصابة بالكسور وهشاشة العظام، خاصةً بعد انقطاع الطمث. النساء المُدخَنات أكثر عرضةً لهذه المخاطر، في حين يمكن للنساء ومن خلال الإقلاع عن التدخين، الحفاظ على صحة عظامهن وتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام. وهذا يُعزَز قوة العظام ويحميها من الكسور.
-
تقليل خطر الإصابة بالأمراض بعد انقطاع الطمث
بعد توقف نزول الدورة الشهرية في مرحلة انقطاع الطمث ، يزداد خطر الإصابة بأمراضٍ عدة مثل أمراض القلب وهشاشة العظام؛ ويزيد التدخين من هذه المخاطر بشكلٍ كبير. ومن خلال الإقلاع عن التدخين، يمكن للنساء تقليل هذه المخاطر بصورةٍ ملحوظة، مما يساعدهنَفي الحفاظ على صحةٍ جيدة في سن الشيخوخة. وهذا بدوره يُعزَز جودة الحياة ويمنح المرأة القدرة على العيش بنشاطٍ وحيوية لفترةٍ أطول.
-
تحسين الصحة الإنجابية
يؤثر التدخين سلبًا على الصحة الإنجابية ويُقلَل من الخصوبة، كما يزيد من خطر الحمل خارج الرحم والإجهاض. لكن وبمجرد الإقلاع عن التدخين، تتحسن الصحة الإنجابية للمرأة، ما يزيد من فرص الحمل الصحي وتحسين نتائج الحمل. كما يساهم ذلك في رغبة المرأة في الإنجاب وفي تعزيز صحة الأم والجنين على حد سواء.
-
انخفاض خطر الإصابة بالسرطان
يزيد التدخين من خطر الإصابة بأنواعٍ متعددة من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي وعنق الرحم. ومن خلال الإقلاع عن التدخين، ينخفض هذا الخطر بشكلٍ كبير، ما يساعد على حماية المرأة من هذه الأمراض القاتلة. ما يعني أن المرأة التي تُقلع عن التدخين، تُقلَل من خطر الإصابة بهذه الأمراض وتحافظ على صحتها على المدى الطويل.
في الختام، يُعد الإقلاع عن التدخين خطوةً حاسمة نحو تحسين الصحة العامة والحفاظ على الشباب والجمال، خاصةً بالنسبة للنساء. حيث يُحسَن الإقلاع عن التدخين من وظائف الجسم المختلفة، ويُقلَل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، كما يُعزَز الصحة العامة والرفاهية. ومن خلال الإقلاع عن التدخين، يمكن للمرأة تحسين مظهرها الخارجي والداخلي والحفاظ على صحتها ونشاطها والوقاية من العديد من الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تؤثر على جودة حياتها.
ويُعد اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين استثمارًا قيَمًا في الصحة على المدى الطويل، ما يتيح للمرأة التمتع بحياةٍ أكثر صحة وجمالًا ونشاطًا. لذا فإننا نشجع النساء على اتخاذ هذه الخطوة المهمة والاستفادة من الدعم الطبي والنفسي المًتاح لتحقيق هذا الهدف. فمن خلال الإقلاع عن التدخين، يمكن للمرأة أن تُحقق تحسيناتٍ كبيرة في صحتها العامة ونوعية حياتها بشكل عام، ممهدةً الطريق لمستقبل أكثر إشراقًا وصحة.