لحجٍ آمن وصحي: تعرفوا على أعراض ضربة الشمس في الحج وعلاجها
الحج هو توجّه المسلمين كل عام ولمدة 6 أيام، لزيارة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، ويؤديه أكثر من مليوني مسلم سنويًا. ويفرض الإسلام على كل مسلم قادر ماديًا وجسديًا، أداء فريضة الحج مرةً واحدة في العمر. المقصد من الحج في الإسلام هو أن يوحّد المسلمون صفوفهم وعقيدتهم ويتوجّهوا إلى الله بالتذلل والخضوع. ويُمثَل الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، إلى جانب الشهادة، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان.
يختلف ميقات الحج كل عام وفقًا للتقويم الهجري، ولكنه دائمًا ما يكون بعد شهرين و10 أيام من شهر رمضان، في الشهر الثاني عشر من التقويم الهجري الإسلامي، شهر ذي الحجة.
ويصادف حلول موسم الحج هذه السنة مع بدايات فصل الصيف، وهي الفترة التي تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة والرطوبة؛ ما قد يزيد من مشقة الحجاج هذه السنة وتعرَضهم لنكساتٍ صحية مختلفة خاصةً لأصحاب الأمراض المزمنة. وتأتي ضربات الشمس على رأس قائمة المشاكل الصحية التي يواجهها الحجاج عادةً خلال أداء مناسك الحج، بجانب نزلات البرد وعدوى الجهاز التنفسي العلوي، النزلات المعوية، وألم الظهر.
مع اقتراب موسم الحج هذه السنة، يتوافد ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. وبينما يتواجد الحجاج في الأماكن المقدسة تحت أشعة الشمس الحارقة، يصبحون عرضة للإصابة بضربة الشمس، وهي حالةٌ طبية خطيرة يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة إذا لم تُعالج بسرعة.
في مقالة اليوم، نستعرض مع الدكتورة إيناس عثمان؛ طبيبة الرعاية الأولية واستشارية طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي بدبي، لأعراض ضربة الشمس وكيفية علاجها وسُبل الوقاية منها خلال موسم الحج.
أعراض ضربة الشمس في الحج
وفقًا للدكتورة عثمان، فإن ضربة الشمس هي حالةٌ طبية طارئة تحدث عندما يصبح الجسم غير قادرٍ على تنظيم درجة حرارته الداخلية، نتيجة التعرض المُطول لأشعة الشمس المباشرة.
تختلف إصابات الحجاج بأعراض ضربة الشمس، لكن بالعموم فإن الأعراض الرئيسية لهذه المشكلة الصحية التي تواجه حجاج بيت الله الحرام تشمل ما يلي:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم: وتُعدَ من أبرز علامات ضربة الشمس،إذ يمكن أن تصل درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية أو أكثر.
- الصداع الشديد: يشعر المصاب بضربة الشمس بصداعٍ حاد ومُستمر، يصعب تجاهله.
- الدوار والغثيان: قد يعاني المصاب بضربة الشمس من دوارٍ وشعورٍ بالغثيان، وربما تقيؤ.
- احمرار وجفاف الجلد: عند الإصابة بضربة الشمس، يصبح الجلد أحمر وجافًا، ويمكن أن يشعر المصاب بحرارةٍ شديدة عند لمس جلده.
- سرعة ضربات القلب: تزداد ضربات القلب بشكلٍ ملحوظ، ويشعر المصاب بخفقان شديد جراء التعرض لضربة الشمس أثناء الحج.
- صعوبة في التنفس: قد يشعر الحج المصاب بضربة شمس، بضيقٍ في التنفس وصعوبةٍ في استنشاق الهواء بشكلٍ طبيعي.
- الإغماء: في الحالات الشديدة، قد يفقد المُصاب بضربة الشمس وعيه.
- تشنجاتٌ عضلية: يمكن أن تحدث تشنجاتٌ مؤلمة في العضلات جراء الإصابة بضربة شمس.
- تغيرات في الحالة العقلية: مثل الارتباك أو الهذيان، ما يجعل المصاب بضربة الشمس غير قادرٍ على التفكير بوضوح أو التصرف بصورةٍ طبيعية.
من هذا المنطلق، وحرصًا على صحة الحجاج كي يتمكنوا من أداء مناسك الحج بسلامة وأمان؛ ينبغي عدم إهمال أي عرضٍ من أعراض ضربة الشمس، والمسارعة في طلب المساعدة الطبية والتي تقدم لنا الدكتور عثمان في الفقرة التالية، أبرز نقاطها.
علاج ضربة الشمس في الحج
بحال تمَ الاشتباه في إصابة أي حجٍ بضربة الشمس، ينبغي التصرف بسرعة لتجنب المضاعفات الخطيرة عن هذه المشكلة الصحية الشائعة أثناء الحج.
وفيما يلي خطوات العلاج الأساسية كما أفادتنا بها واستشارية طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي:
1. نقل المصاب إلى مكانٍ بارد: يجب فورًا نقل المصاب إلى مكانٍ مُظلل أو مُكيف، بعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة.
2. تبريد الجسم: استخدام الماء البارد أو كماداتٍ باردة لتبريد الجسم، خاصةً على الرأس والرقبة. كما يمكن أيضًا غمر المصاب في ماءٍ بارد إذا كان ذلك ممكنًا.
3. شرب السوائل: تقديم الماء أو المشروبات الرياضية للمصاب إذا كان واعيًا، لتعويض السوائل والأملاح المفقودة بسبب التعرق الزائد الناتج عن ارتفاع حرارة الجسم.
4. تخفيف الملابس: إزالة الملابس الزائدة لتسهيل عملية تبريد الجسم.
5. الاتصال بالطوارئ: يجب الاتصال بخدمات الطوارئ الطبية للحصول على مساعدةٍ فورية، خاصةً إذا كان المُصاب بضربة الشمس فاقدًا للوعي أو لا يستجيب للعلاج الأولي.
كيفية الوقاية من ضربة الشمس في الحج
العلم بالشيء يحدَ من مفاجآته، وبالتالي فإن إعلام الحجاج بكيفية الوقاية من ضربات الشمس المحتملة أثناء أداء مناسك الحج، يقيهم بشكلٍ كبير منها ويحميهم من مضاعفاتها.
وللوقاية من ضربة الشمس خلال موسم الحج، تنصح الدكتورة عثمان الحجاج باتباع التدابير الوقائية التالية:
1. شرب كمياتٍ كافية من الماء: يجب على الحجاج تناول كمياتٍ كبيرة من الماء وبصورةٍ منتظمة، للحفاظ على ترطيب الجسم.
2. تجنب التعرض المباشر للشمس: يُفضل البقاء في الظل أو في أماكن مُكيفة قدر الإمكان، خاصةً خلال ساعات الذروة.
3. ارتداء ملابس خفيفة: يُنصح بارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة تساعد على التهوية، بالإضافة إلى قبعاتٍ لحماية الرأس من الشمس.
4. استخدام الكريمات الواقية من الشمس: تطبيق كريم واقي من الشمس على الجلد المكشوف لتجنب الحروق الشمسية.
في الختام، فإنه ومن خلال الوعي بالأعراض والإجراءات الوقائية والعلاجية، يمكن للحجاج تقليل مخاطر الإصابة بضربة الشمس والاستمتاع برحلة حجٍ آمنة وصحية. لذا احرصي عزيزتي على تثقيف نفسكِ بهذه الإجراءات، في حال كنتِ تؤدين فريضة الحج هذا العام؛ كما لا تنسي مشاركتها مع حجاج بيت الله الحرام من عائلتكِ وأحبتكِ، كي يستفيدوا منها وينعموا بحجٍ مبرور وسعيٍ مشكور إن شاء الله.
