لتعزيز صحة قلبكِ وتجنب الأمراض: تعرفي على أهمية معدل الضغط الطبيعي عند النساء
هناك دومًا صلةٌ قوية بين بعض الأمراض والمشاكل الصحية وبين بعض الأسباب: زيادة الوزن واستهلاك السكر بكثرة يؤديان إلى داء السكري، الإكثار من الأطعمة المعالجة يزيد من خطر الإصابة بأمراض السرطان، وارتفاع ضغط الدم عن المستوى الطبيعي أحد أبرز العوامل وراء أمراض القلب.
وضغط الدم هو قوة دفع الدم على جدران الأوعية الدموية، التي ينتقل خلالها لإمداد كافة أنسجة الجسم وأعضائه بالغذاء والأكسجين والماء والإنزيمات، فيما يُعرف بالدورة الدموية. وتبدأ الدورة الدموية مع انقباض عضلة القلب ليدفع بقوةٍ كل محتوياته من الدم، فتنتقل بدورها من القلب إلى الشريان الأبهر - أضخم شرايين جسم الإنسان - ومنه إلى بقية الشرايين، ثم ينبسط القلب ليسمح بامتلائه بكميةٍ جديدة من الدم المعبأ بالأكسجين، لينقبض من جديد دافعًا بشحنةٍ جديدة إلى الشريان الأبهر مرة أخرى، وهكذا دواليك.
تبيَن الإحصاءات الطبية أهمية الحفاظ على ضغط الدم بحيث يكون في المتوسط 115/75 مليمتر زئبق، وأي زيادة عن هذا الحد (تُعرف بارتفاع ضغط الدم) قد تؤدي إلى إجهاد القلب والكلى.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 1.28 مليار شخص بالغ من الفئة العمرية (30-79 سنة) في العالم، مصابون بارتفاع ضغط الدم؛ ويعيش معظم هؤلاء (الثُلثان) في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. كما يُقدّر أن نحو 46% من البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم، لا يعلمون بإصابتهم بهذه المشكلة الخطيرة التي تنعكس على صحة قلوبهم، خاصةً أن ارتفاع ضغط الدم يُعدَ أحد الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة في العالم.
عادةً ما تكون أسباب ارتفاع ضغط الدم عند النساء مرتبطةً بالهرمونات، بالإضافة إلى بعض المشكلات الصحية التي يمكن أن تُسبَب ارتفاع الضغط. لذا من الضروري عزيزتي، معرفة معدل الضغط الطبيعي عند النساء وأثره على الجسم، كي تتجنبي أية مضاعفاتٍ صحية خطيرة على صحتكِ تزيد من إصابتكِ بأمراض القلب. وهو ما سوف نتعرف عليه في موضوعنا اليوم، فضلًا عن استعراض أبرز أسباب ارتفاع ضغط الدم عند النساء وأعراضه وطرق علاجه، والأهم كما نطمح دومًا، الوقاية منه.
أهمية معرفة معدل الضغط الطبيعي عند النساء وأثره على الجسم
بحسب ما جاء على لسان الصيدلاني عبدالرحيم محمد الباشا في حديثة إلى موقع "الطبي" المختص، فإن معدل ضغط الدم الطبيعي عند النساء هو نفسه تقريبًا بالنسبة للرجال.
ويُعدَ معدل ضغط الدم طبيعيًا بالعموم في حال وجود القراءات التالية:
- الضغط الانقباضي (الرقم العلوي): بين 90-120 ملم زئبقي.
- الضغط الانبساطي (الرقم السفلي): بين 60-80 ملم زئبقي.
ما يعني أن القراءة الطبيعية لضغط الدم يجب أن تكونعند حدود 120/80 ملم زئبقي. مع الإشارة إلى عدموجود فروقاتٍ كبيرة بالعموم بين ضغط الدم الطبيعي عند النساء والرجال البالغين؛ ولكن مع التقدم بالسن، قد تتأثر معدلات ضغط الدم عند النساء ببعض العوامل، مثل التقلبات الهرمونية المصاحبة لانقطاع الطمث.
ارتفاع معدل الضغط عند النساء وأثره على الجسم
يعد ارتفاع ضغط الدم من المشاكل الصحية الشائعة لدى الرجال والنساء، وهو من الأمراض المزمنة التي تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية والعديد من الأعضاء الأخرى في الجسم.
يمكن أن يؤثر ارتفاع ضغط الدم على صحة المرأة بشكل كبير، لذلك يجب الاهتمام بمراقبة ضغط الدم في المراحل المختلفة من العمر، حيث أن هناك أسباب عديدة ترتبط بالتغيرات الهرمونية التي تسبب ارتفاع ضغط الدم عند النساء.
أسباب ارتفاع ضغط الدم عند النساء
إذن، اتفقنا على أن معدل الضغط الطبيعي عند النساء يحميهنَ من أمراض خطرة عدة. لكن ما هي الأسباب التي تقف وراء هذا الإرتفاع، كي يُتاح لكل سيدة تقرأ هذه المقالة تجنب تلك الأسباب والتنعم بصحةٍ جيدة؟
يتطرق موقع "ويب طب" المعني بالشؤون الطبية والصحية إلى هذه المسألة، مشيرًا إلى أن ارتفاع ضغط الدم يُعدَ من المشاكل الصحية الشائعة عند النساء والرجال؛ وهو من الأمراض المزمنة التي تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية وغيرها من أعضاء الجسم الأخرى.
ويمكن لارتفاع ضغط الدم التثير سلبًا على صحة المرأة، لذا من الضروري على النساء إيلاء مراقبة ضغط الدم في مراحل عمرية مختلفة الاهتمام الزائد. كون ارتفاع ضغط الدم يرتبط بتغيراتٍ هرمونية جذرية تمرَ بها المرأة طول سنوات حياتها، وتتسبب هذه التغيرات بارتفاع ضغط الدم.
وللوقوف على أبرز أسباب ارتفاع ضغط الدم عند النساء، نوردها كالآتي كما جاءت على موقع "ويب طب":
- مرحلة انقطاع الطمث: من أكثر المراحل التي قد تشهد فيها النساء ارتفاعًا في معدل الضغط لديهنَ، نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين. وعند حدوث اضطراباتٍ في هرمون الأنوثة، يمكن أن تتعرض المرأة للعديد من المشكلات الصحية، منها ارتفاع ضغط الدم.
- داء السكري: النساء المصابات بالسكري هنَ أكثر عرضةً لارتفاع ضغط الدم والعديد من الأمراض الأخرى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية. لذا من الضروري على كل امرأةٍ مصابة بداء السكري، فحص معدل الضغط لديها بانتظام.
- تناول حبوب منع الحمل: قد تحلَ هذه الحبوب مشكلة عدم الرغبة في إنجاب المزيد من الأطفال أو علاج مشكلاتٍ أخرى مثل بطانة الرحم المهاجرة؛ لكن حبوب منع الحمل تزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم، خاصةً إذا ما ترافقت مع زيادة الوزن عند المرأة، أو معاناتها سابقًا من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، أو عند وجود تاريخٍ عائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم. والسبب في ذلك مرد إلى أن حبوب منع الحمل تؤثر على مستويات الهرمونات في الجسم.
- الحمل: تُصاب بعض النساء بارتفاع الضغط الحملي أثناء فترة الحمل، وهي شكلٌ من أشكال ارتفاع ضغط الدم الثانوي الناتج عن الحمل. عادةً ما تختفي هذه المشكلة بعد الولادة، لكن يجب أن تحصل الأمعلى العلاج اللازم لهذه المشكلة كي لا تُشكَل خطرًا على صحتها وصحة الجنين؛ كما ينبغي مراقبة ضغط الدم خلال الولادة لتفادي مضاعفات هذه المشكلة.
- التدخين: عدا عن كونه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري، فإن التدخين واحدٌ من أبرز أسباب الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وهذا سببٌ آخر وراء تشجيعكِ على التخلص من عادة التدخين المزعجة بكافة أنواعه!
- السُمنة: حذاري من السُمنة وزيادة الوزن عزيزتي؛ فهي لا تُشوه جمال جسمكِ فقط، بل تزيد من خطر تعرَضكِ لأمراض عدة مثل ارتفاع ضغط الدم.
- استهلاك الكافيين بكثرة: جميعنا نحب تناول القهوة والشاي وغيرها من مشروبات الكافيين، لكن ما لا نعلمه هو أن الإكثار من هذه المادة يمكن أن يزيد من إفراز الأدرينالين، الذي بدوره يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
عوامل تزيد من خطر ارتفاع معدل الضغط الطبيعي عند النساء
ليست الأسباب المذكورة أعلاه، هي الوحيدة التي قد تؤدي إلى ارتفاع معدل الضغط الطبيعي عند النساء؛ فهناك بعض عوامل الخطورة أيضًا، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في إصابتكِ بهذه المشكلة.
لذا من الأفضل مراجعة الطبيب المختص، في حال توافرت لديكِ واحدةٌ أو أكثر من هذه العوامل:
- العامل الوراثي لارتفاع ضغط الدم.
- التقدم في السن.
- اتباع نمط غذائي غير صحي، خصوصًا الإكثار من تناول الملح وإضافته إلى الطعام.
- نمط الحياة الخامل وعدم ممارسة النشاط البدني.
علاماتٌ تدل على ارتفاع معدل الضغط الطبيعي عند النساء
ينبغي التنويه هنا عزيزتي، إلى أن معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم، لا تظهر عليه أية أعراض أو علامات تؤشر إلى الإصابة بهذا الإرتفاع.
لكن الأفراد الذين لديهم مستوياتٌ عالية الخطورة لقراءات ضغط الدم، قد يعاني بعضهم من
الأعراض التالية:
- الصداع المستمر.
- نزيف الأنف.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- تشوش الرؤية.
- طنين الأذنين.
- التعب والغثيان والتقيؤ.
- الإرتباك والقلق.
- ألم الصدر، ورجفان العضلات.
من الضروري التنبيه أيضًا، إلى مضاعفات بقاء معدل الضغط مرتفعًا وعدم علاجه بسرعة؛ والذي قد يتسبب بأضرارٍ جسيمة في صحة القلب بسبب التصلب المفرِط للشرايين، وقلة تدفق الدم والأكسجين إلى القلب. وهو ما قد ينتج عنهحدوثألمٍ في الصدر؛الذبحة الصدرية وفشل القلب.
كما قد يؤدي نقص تدفق الأكسجين للدم إلى المخ والكلى للإصابة بالسكتة الدماغية، الفشل الكلوي، والعمى.
كيفية الوقاية من ارتفاع معدل الضغط الطبيعي عند النساء
يمكن للكثير من النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم، خفض ضغط الدم لديهنَ إلى المعدل الطبيعي، أو الحفاظ على قراءات الضغط ضمن النطاق الطبيعي، عن طريق إجراء بعضالتغييرات في نمط الحياة.
وتتمثل أبرز أبرز طرق الوقاية من ارتفاع ضغط الدم بالآتي:
- استشارة الطبيب حول وسيلة منع الحمل المناسبة، وإطلاعهعلى كافةالمشاكل الصحية سابقة أو التاريخ العائلي لبعض الأمراض؛ حتى يتمكن من تحديد وسيلة منع الحمل التي لا تضر بصحتكِ.
- الإقلاع عن التدخين وتجنبه قدر الإمكان.
- المحافظة على وزنٍ صحي، واستشارة خبيرة التغذية وضع خطةٍ غذائية لإنقاص الوزن الزائد في حال كنتِ تعانين من السُمنة.
- تجنب الأطعمة التي تزيد من الوزن، خصوصًا الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون والسكريات.
- الانتظام في ممارسة الرياضة اليومية، وممارسة 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني كل أسبوع (30 دقيقة يوميًّا، 5 أيام في الأسبوع).
- اتباع نمطٍ غذائي صحي بتقليل الملح في الوجبات إلى أقل من 5 جرامات (مثل حمية داش).
- التقليل من تناول المشروبات الغنية بالكافيين.
- التحكم في التوتر والقلق.
في الخلاصة؛ فإن درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج، ليس فقط مقولةً نتغنى بها عند الحديث عن أهمية الوقاية في حياتنا، بل يجب أن تكون نظامًا حياتيًا نعمل ونلتزم به على الدوام كي نحمي أنفسنا من أية أمراض أو متاعب صحية يمكن أن تعصف بنا، كما هو الحال مع ارتفاع ضغط الدم وتداعياته الخطيرة على صحتنا.
لذا لا تتواني عزيزتي عن اتباع نمط حياةٍ صحي، غذائي وبدني، يُعزَز من معدل الضغط الطبيعي لديكِ ويُحسَن من فرص تمتعكِ بصحةٍ جيدة ورفاه في الحياة، كما يُجنبَك خطر الوفاة المبكرة وإن كانت الأعمار بيد الله تعالى.