للتنعم بصيفٍ جميل وآمن: إليكِ كيفية التعامل مع حالات الطوارئ الصيفية الأكثر شيوعًا
الصيف هو فصل المرح والاستجمام، حيث يتوجه الكثيرون إلى الشواطئ، والحدائق، والمنتزهات للاستمتاع بأشعة الشمس والأجواء الدافئة. وهو كذلك فصل الإجازات والعطل من الدراسة والعمل، حيث يخطط الملايين حول العالم لإجازة الصيف من سفر وشراء حاجياتٍ وهدايا وغيرها، بغية الاستمتاع بهذه الإجازة التي غالبًا ما يقضيها المغتربون بالعودة إلى بلادهم، والسياح في اسكتشاف دولٍ جديدة بقصد المتعة والاستجمام.
هناك العديد من النشاطات التي تُعدَ "حصرًا" بفصل الصيف، ومنها موسم السباحة حيث تعجَ الشواطئ والمسابح الخاصة والعامة بمُحبي السباحة والتسمير. بالإضافة إلى نشاطات استكشاف الطبيعة والمواقع الأثرية من خلال Hiking، أو القيام ببعض الرياضات الصيفية مثل Paragliding وSky Dive وغيرها.
وعلى الرغم من جمالية هذه النشاطات وما تُخلَفه من أثرٍ إيجابي على النفس، إلا أنه لا يمكن إغفال حقيقة أن الصيف يحمل في طياته بعض حالات الطوارئ الشائعة التي قد تواجه الأفراد.، خصوصًا فئات الصغار وكبار السن. ما يُنغص عليكِ إجازة الصيف والاستمتاع به، ويضعكِ وعائلتكِ في دائرة الخطر.
لكن الوقاية ومعرفة كيفية التعامل مع هذه الحالات كلها، يُسهمان بشكلٍ كبير في الإبقاء على بهجة الصيف وجماله وحتى أمنه وصحته. فلا تترددي عزيزتي في متابعة قراءة هذه المقالة اليوم، حيث تطلعنا الدكتورة شفيقة لاسفر، اختصاصية طب الطوارئ في مستشفى فقيه الجامعي بدبي، على أبرز تلك الحالات الطبية الطارئة وكيفية التعامل معها.
الحالات الطبية الطارئة الصيفية في الصيف وكيفية التعامل معها
لا شك في أن العلم بالشيء، مهما كان ضئيلًا أو قليلًا، يُسهم في تغيير الصورة والحدث بشكلٍ أو بآخر. ومعرفتكِ المسبقة بالحالات الطبية والصحية الطارئة التي يمكن أن تتعرضي لها وعائلتكِ، يتيح لكِ سرعة التعامل معها وإنقاذ من تحبين.
ولمن ليس لديها المعرفة الكاملة بهذه الحالات وكيفية التعامل الصحيح معها، جمعت لنا الدكتور لاسفر برز الحالات الطبية الطارئة في الصيف على الشكل الآتي:
- ضربات الشمس والإجهاد الحراري: تُعتبر ضربات الشمس والإجهاد الحراري من أكثر الحالات الطبية الطارئة شيوعًا في الصيف، خاصةً في الأماكن ذات الطقس الحار والرطب. وتحدث ضربات الشمس عندما يتعرض الجسم لحرارةٍ عالية لفتراتٍ طويلة، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم بصورةٍ مفرطة.
للاستدلال على تبيان الإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري، فإنها قد تُصيبكِ بأعراضٍ معينة؛ مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى مستوياتٍ خطيرة، الصداع الحاد، الدوار والإعياء، الغثيان والقيء، وتسارع ضربات القلب.
يمكن لسرعة التدخل والمعالجة، إنقاذ حياة المصابين بضربات الشمس والإجهاد الحراري؛ وذلك من خلال بعض الإسعافات الأولية الأساسية. منها نقل الشخص المصاب إلى مكانٍ بارد ومُظلل؛ خفض درجة حرارة الجسم باستخدام الماء البارد أو الكمادات؛ إعطاء المصاب كمياتٍ صغيرة من الماء أو مشروباتٍ رياضية لتعويض السوائل المفقودة. وفي الحالات الشديدة، يجب طلب الإسعاف فورًا بحسب الدكتورة لاسفر.
- حروق الشمس: من منا لا يحب التعرض للشمس، للاستمتاع بدفئها واللون البرونزي الجميل الذي نحصل عليه خلال الصيف؟ الكثير من الناس يهوون الجلوس لساعاتٍ تحت الشمس، بغرض الحصول على سُمرةٍ رائعة على الجلد؛ لكن هذه المتعة يمكن أن تكون لها ضربةٌ صحية كبيرة، تتمثل في الإصابة بحالةٍ طبية طارئة وشائعة في الصيف: ألا وهي حروق الشمس.
وتؤكد اختصاصية طب الطوارئ في مستشفى فقيه الجامعي الدكتورة لاسفر، أنَ التعرض المباشر والطويل لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى حروقٍ جلدية مؤلمة؛ وقد تتفاقم هذه الحروق في حال لم يتم التعامل معها بشكلٍصحيح.
يعلم المرء منا أنه مُصابٌ بحروق الشمس في حال احمرار الجلد بصورةٍ غير طبيعية؛ الشعور بالألم والحساسية عند لمس الجلد؛ وتقشَر الجلد بعد بضعة أيام من التعرض للحرق.
ينبغي العلم أن التعرض المستمر والطويل لأشعة الشمس، قد يكون أحد الأسباب وراء الإصابة بسرطان الجلد في مرحلةٍ لاحقة، وليس فقط حروق الشمس. وتنصح الدكتورة لاسفر باتخاذ بعض الإجراءات الطبية والإسعافات الأولية عند التعرض لحروق الشمس؛ أولها وأهمها تجنَب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، استخدام كريمات مُهدئة ومرطبات على الجلد المحروق، شرب الكثير من الماء لترطيب الجسم. وفي حالات الحروق الشديدة، يجب استشارة الطبيب المختص.
- لسعات ولدغات الحشرات: يزداد نشاط الحشرات خلال فصل الصيف، ما يجعل التعرض للسعات ولدغات الحشرات أمرًا شائعً، في ظل الجلوس في الخارج سواء حدائق المنزل أو الحدائق العامة والمقاهي وغيرها.
وفضلًا عن الإزعاج وعدم الراحة، فإن لسعات ولدغات الحشرات يمكن أن تصيبكِ بأعراضٍ عدة منها الإحساس بألمٍ حاد في موقع اللدغة؛ احمرار وتورم مكان اللدغة؛ وحكة وتهيّج الجلد. وفي بعض الحالات، قد تحدث ردود فعلٍ تحسسية شديدة جراء هذه اللدغات واللسعات.
من الضروري القيام ببعض الإسعافات الأولية في حال تعرضكِ وعائلتكِ لهذه المشكلة، خاصة الأطفال الصغار والأشخاص الذين يعانون من الحساسية. وتتمثل هذه الإسعافات في تنظيف موقع اللدغة بالماء والصابون؛ استخدام مراهم مضادة للحساسية لتخفيف التورم والحكة؛ وتجنَب حك موقع اللدغة لمنع العدوى. وفي حال ظهور أعراضٍ تحسسية شديدة مثل صعوبة التنفس أو تورم الوجه، يجب طلب المساعدة الطبية فورًا.
- الغرق وحوادث المياه: السباحة والاستمتاع بالمياه من الأنشطة المُفضلة في الصيف، لكنها تحمل مخاطر الغرق والحوادث المتعلقة بالماء.لذا من الضروري دومًا اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية وتعلَم الإسعافات الأولية في حال التعرض للغرق وحوادث المياه؛ منها الإسعافات الأولية للإنعاش القلبي الرئوي (CPR)؛ عدم السباحة بمفردكم، ويُفضَل وجود منقذٍ محترف في المكان الذي تسبحون فيه أو تستمتعون بالنشاطات المائية؛ والأهم، الانتباه دومًا إلى الأطفال وعدم تركهم دون مراقبةٍ في الماء، مع وجوبالامتثال لتعليمات السلامة الخاصة بالسباحة في الأماكن العامة.
في الختام؛ فإن الصيف فرصةٌ ذهبية للراحة والاستجمام وتجديد النشاط البدني والعقلي بعد عامٍ طويل من الدراسة ولعمل. لكنه لا يخلو من بعض المُنغصات الصحية؛ لذا فإن معرفة كيفية التعامل مع حالات الطوارئ الصيفية الشائعة يمكن أن يحميكِ ويحمي عائلتكِ من تلك المخاطر المحتملة. ومن خلال اتخاذ الاحتياطات اللازمة والتصرف بسرعة عند الحاجة، يمكنكِ الاستمتاع بالصيف بأمانٍ وراحة.