في واحدةٍ من أقسى تجارب الحياة: إليسا تغلبت على مرض سرطان الثدي.. وهكذا كانت نصائحها لعموم النساء
ليس من السهل أن تصحو الواحدة منا ذات يوم، مفعمةً بالنشاط والرغبة في القيام بالعديد من الأشياء الجميلة والناجحة في الحياة؛ لتفاجئ بخبرٍ ينزل عليها كالصاعقة: أنتِ مريضةٌ بسرطان الثدي.
هذا بالضبط ما يحصل مع ملايين النساء حول العالم كل يوم، وهو ما اختبرتهُ الفنانة اللبنانية أليسا منذ نحو 6 سنوت، وتحديدًا في بداية شهر يناير بعدما خضعت لتصويرٍ شعاعي اعتيادي، لتطلب منها طبيبة الأشعة إجراء خزعة على ورم "غير اعتيادي" وجدتهُ في الثدي. يومها اتصل الطبيب بأليسا ليخبرها أنها مصابةٌ بسرطان الثدي، كانت في الفراش ولم تقوَ على الحركة لمدة 6 ساعات كما صرَحت في إحدى مقابلاتها التلفزيونية. لم تبكَ ملكة الإحساس كما يُطلق عليها، بل اعتراها خوفٌ شديد لأن موضوع السرطان يُعدَ من Taboos التي لا يتحدث عنها الناس عادةً.
إلا أن "ملكة الإحساس" وهو لقب أليسا، لا تمتلك حسًا عاليًا يجعلها كملكة؛ وإنما إرادةً حديدية صلبة ساعدتها في مواجهة المرض ومتابعة حياتها وعملها دون توقف. هذه الإرادة القوية ساعدت أليسا، بجانب دعم عائلتها وأصدقائها ومقرَبيها، على تجاوز محنة المرض والمضي قُدمًا في العلاج. لكن الكثير من الناس لم يرحمها، وتعامل مع إغمائها المفاجئ على المسرح، وعصبيتها التي ظهرت في بعض المقابلات التلفزيونية، على أنها تكبَرٌ واستعراضٌ بهدف استقطاب تعاطف الجمهور. وقتها، كانت أليسا تتابع علاجها وهي تغني على المسارح أو تشارك في برنامج The Voice، على الرغم من تعب رحلة العلاج والتي كان ممكنًا لها أن تأخذ إجازةً من العمل لترتاح خلاله.
لكن الفنانة اللبنانية، التي ارتبطت بالعديد من المواقف الجدلية في مجالاتٍ عدة؛ حتى أن أغانيها وكليباتها المصورة، لطالما كانت تُخلَف الكثير من ردود الأفعال، لم تشأ أن تترك للمرض أن ينتصر عليها وعلى رغبتها في العيش والاستمتاع بما تفعله. لهذا اختارت بذكاءٍ وجرأة معهودة لديها، إخبار الناس عن مرضها من خلال فيديو الكليب الخاص بها "إلى كل اللي بيحبوني" والذي وثقَت فيه اللحظات الأولى لتلقيها خبر الإصابة بالمرض، ثم رحلة العلاج التي ساندها خلالها الأصدقاء والمقرَبون. أظهر الفيديو أهمية الدعم النفسي والمعنوي الذي تحتاجه مريضة سرطان الثدي لتخطَي مراحل العلاج التي ليست باليسيرة، هذا الدعم الذي أعطاه أملًا متجددًا بالحياة وعدم الاستسلام.
نصائح أليسا للنساء بخصوص سرطان الثدي
حثتَ إليسا كل النساء على الكشف المبكر عن سرطان الثدي بشكلٍ سنوي، لإنقاذ حياتهنَ "كرمال كل اللي بحبوكم" حسب قولها؛ وأضافت "انا تعافيت، قاومتُ المرض وغلبتهُ"؛ ملمحة بأن خضوعها للكشف المبكر أنقذ حياتها، وبالتالي فإن إجراء الفحوصات الدورية السنوية قد ينقذ حياة الكثيرات.
ودعت النجمة اللبنانية المصابات بالمرض خلال مشاركتها في حملة "مشوار ما بينتسى"،أن يتشجعنَ ولا يشعرنَ بالخوف لمواجهة أزمتهنَ الصحية "لان الخوف سيُغرق المصابة بالمرض، فيما الشجاعة ستؤدي بها الى الشفاء" وفق تعبيرها.شجعت وتشجع أليسا حتى اليوم، جميع النساء على عدم الخوف من الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وعدم إهمال العلاج مهما كان صعبَا أو قد يُخلَف ندبات على جسمها وروحها، في حال الحاجة لاستئصال الثدي جزئيًا أو كليًا.
تقول أليسا أنها لم تسمح للمرض بأن يصيبها نفسيًا ومعنويًأ، وإن أصابها جسديًا. كان المرض في بداياته معها، ولهذا تعافت وتتمتع الآن بصحةٍ جيدة. وتؤكد اكتشافها لمسألةٍ مهمة بخصوص سرطان الثدي، ألا وهي أن 99% من المصابات بهذا النوع من السرطان، ينجحن في الشفاء التام منه بنسبة 99%؛ ولهذا تنصح النجمة اللبنانية جميع السيدات، من أعمارٍ مختلفة، بوجوب العناية بصحتهنَ والمتابعة الدورية مع الأطباء المختصين لفحص الثدي وإجراء الفحص الإشعاعي حسب الضرورة. فسرطان الثدي يمكن النجاة منه، في حال توافرت للمريضة كافة الإجراءات العلاجية المناسبة، وفي حال عقدت السيدة العزم على مجابهته بقوةٍ وإصرار.
فيلم وثائقي للحديث عن تجربة المرض
من منا لم يشاهد الفيلم الوثائقي الخاص بأليسا على منصة "نتلفكس"It’s Ok؟ هذا الفيلم الذي جعلنا نتعرف عن كثب على هذه الفنانة الجدلية بامتياز، وبالطبع تطرقت خلاله للحديث عن تجربتها مع مرض سرطان الثدي.
وكشفت الفنانة اللبنانية أن تجربتها في محاربة مرض السرطان، باتت محل اهتمامكبير من العديد من الناسخلال السنوات الأخيرة ،بعدما نجحت في الانتصار على المرض ولم تستسلم له نهائيًا. وخلال سردها لتفاصيل حياتها العاطفية، ربطت أليسا بين حالتها النفسية السيئة التي مرتَ بها جراء تجربة حبٍ فاشلة وبين إصابتها بالمرض. وتحدثت إليسا من خلال دموعها، عن علاقة حبٍ"سامة" تسبَبت في إصابتها بمرض السرطان من شدة القهر الذي تسبب فيه ذلك الشخص، فضلًا عن التنمر والخيبات اللذين لاحقاها لسنواتٍ طويلة من الجمهور.
ومع أنه لم يُثبت حتى اليوم بالدراسات والأبحاث، علاقة الضغط النفسي والتوتر بالإصابة بمرض سرطان الثدي؛ إلا أنه لا يمكن إنكار تأثير الضغوطات النفسية المتكررة على صحة الجسم ككل؛ ويشير موقع Cancer.ca إلى أن ثمة علاقةٍ معقدة بين الصحة العقلية والنفسية والصحة البدنية، وأن الضغط النفسي يمكن أن يؤثر على صحة الجسم بالعموم.
بالنسبة للإصابة بمرض السرطان، يمكن القول أن هناك 3 عوامل رئيسية تزيد من خطر الإصابة بأمراض السرطان جراء التوتر والضغط العصبي. وهي على النحو الآتي كما أوردها موقع "الإمارات اليوم":
- سوء الحالة النفسية للسيدة، يمكن أن تُضعف جهازها المناعي الذي يقوم بدور المحارب في وجه العدوى المسبَبة للأمراض. إذ أن ضعف الجهاز المناعي يمكن أن يكون له دورٌ بارز في تطور بعض أنواع السرطان، ومنها سرطان الثدي.
- يمكن للضغط العصبي الشديد والحزن أن يُغيَرا مستويات بعض الهرمونات في الجسم، وهو ما قد يزيد من خطرتعرض الشخص المصاب بهذا المصاب،للسرطان بصورةٍ أكبر. كما أن التوتر قد يؤدي إلى سلوكياتٍ غير صحية.
- هذه السلوكيات السيئة، مثل التدخين وشرب الكحول والإفراط في تناول الطعام والأرق وعدم القدرة على الحصول على ساعات نومٍ كافية كل ليلة، تتسبب في تغييرٍ كبير في نمط الحيااة؛ وهذا التغيير قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض السرطان.
لذلك ينصح خبراء الصحة، بوجوب التقليل من التوتر والقلق والضغط النفسي قدر الإمكان لمنع حدوث هذه التغييرات الخطيرة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال المشاركة في بعض الأنشطة الرياضية أو الحياتية، كالتأمل واليوغا وتمارين التنفس والتأمل وغيرها؛ كما أنه لا ضير من طلب المساعدة من المحيطين بنا، كما فعلت النجمة اللبنانية أليسا أثناء محنتها مع سرطان الثدي، إذ يساعد الدعم المعنوي في تخفيف الضغط العصبي بدرجةٍ كبيرة.
وفي الختام، فلتكن أليسا وغيرها من النساء المتعافيات من سرطان الثدي، وآخرهنَ الفنانة السورية كندة علوش، قدوةً لنا في محاربة المرض مهما كان نوعه وشدته. ولنحرص جميعًا على اتباع نمط حياةٍ صحي، غني بالأكل الصحي وممارسة الرياضة وتقليل التوتر والنوم الجيد، كي ننعم بصحةٍ جيدة على الدوام.
*الصور مأخوذة من حساب الفنانة أليسا على إنستغرام.