لبشرةٍ شابة وجسمٍ ممشوق: تناولي عصير الشمندر.. وهذه أهم خصائصه
معظمنا تابع مجريات حفل زفاف عائلة أمباني الهندية، الذي استمرت احتفالاته على مدار عدة أشهر خلال العام الحالي، واختُتمت بحفل الزفاف الذي أُقيم في العاصمة الهندية مومباي خلال الأيام الأخيرة. وقد تمَ تصنيف هذا الزفاف على أنه ليس فقط زفاف العام، بل قد يكون أغلى حفل زفافٍ في التاريخ بزعم البعض.
لكن الكثيرين كانوا يترقبون وصول وحضور العروس الشابة، للتعرف على فساتين الزفاف والمجوهرات الفارهة التي ارتدتها. وفي حين كانت معظم الأعين موجهةً نحو العروسين، إلا أن والدة العريس، نيتا أمباني Nita Ambani، نجحت في لفت الأنظار إليها؛ ليس فقط لأناقتها وفخامة المجوهرات والحلي التي ارتدتها طيلة فترة الإحتفالات بزفاف إبنها الأصغر، وإنما أيضًا لرشاقتها وجمالها وهي في الستين من العمر.
ما جعل المهتمين بالصحة والرشاقة التساؤل عن أسرار هذه السيدة، المرتبطة بأغنى رجلٍ في آسيا؛ وقد تحدثت وسائل إعلامية عدة عن النظام الغذائي والحياتي الذي تتبعه السيدة أمباني، وتحديدًا عن العصير المميز الذي تتناوله كل يوم، ألا وهو عصير الشمندر.
رشاقة نيتا أمباني.. أساسها عصير الشمندر
تُعتبر ممارسات النظام الغذائي والتمارين الرياضية التي تتَبعها نيتا أمباني خالدة، ويمكنكِ دمجها بسهولة ضمن روتينكِ الصحي اليومي. هذا ما كتبته Ritika Sakhuja في مقالتها تحت عنوان The Secret Behind Nita Ambani’s Healthy, Radiant Beauty: Here Are The Fitness And Diet Tips She Follows
على موقع Onlymyhealth.com خلال شهر مارس الفائت. ويبدو أن الكاتبة كانت مهتمةً، مثل الكثيرين مؤخرًا، بمعرفة أسرار هذه السيدة الرائدة في مجال الأعمال الخيرية والأعمال التجارية؛ حيث تعمل كمؤسسة لمدرسة Dirubhai Ambani International Schoolومديرة في شركة ريلاينس إندستريز. وتنظر العديد من النساء إلى نيتا أمباني كنموذجٍ يُحتذى به،كونها توُازن بشكلٍ مثالي بين براعتها المهنية والنعمة والجمال المشرق. وعلى مر السنين، كشفت أمباني عن نظامها الغذائي وممارساتها اللياقة البدنية، ومن ضمنها تناول عصير الشمندر.
وقالت في إحدى المقابلات السابقة، إنها تشرب عصير الشمندر كل يوم، مرة أو مرتين. وشرب عصير الشمندر كل يوم يمكن أن يقدم مجموعةً من الفوائد الصحية بسبب تركيبته الغنية بالمغذيات.
في الفقرة التالية، نتعرف سويًا على مزايا عصير الشمندر الرئيسية التي تجعل منه قيمة غذائية عالية للحفاظ على الصحة والجمال ومحاربة الشيخوخة المبكرة.
فوائد عصير الشمندر الصحية والجمالية
في دراسة نُشرت في مجلة Food Science & Nutrition، توصل الباحثون إلى خصائص عصير الشمندر الأساسية لتعزيز الصحة والجمال. إذ يحتوي كل كوب واحد من عصير الشمندر النيء أو ما يعادل 136 غرام على 58.5 سعر حراري، إضافة إلى غناه بعناصر وفيتامينات مهمة، أبرزهافيتامين ج؛ الحديد؛ البوتاسيوم؛ حمض الفوليك؛ الألياف؛ الكربوهيدرات والماء.
وتتلخص هذه الخصائص في النقاط الآتية:
- يُساعد على توسيع الأوعية الدموية، وتحسين تدفق الدم، وخفض ضغط الدم.
- يُحسَن أداء التمارين الرياضية والقدرة على التحمل؛ وهذا مفيدٌ بشكلٍ خاص للأنشطة التي تتطلب جهدًا مستمرًا، مثل الجري لمسافاتٍ طويلة أو ركوب الدراجات أو التدريبات المُكثَفة.
- يؤدي إلى انخفاض متواضع، ولكن مهم، في ضغط الدم؛ بفضل محتواه من مركبات النيترات Nitrateوالتي تتحول عند هضمها واستهلاكها إلى أكسيد النترات الذي بدوره يعمل على توسع الشرايين وإرخائها، وبالتالي خفض ضغط الدم وتسهيل تدفق الدورة الدموية في الجسم.
- غني بمضادات الأكسدة التي تعمل على تحسين صحة الجلد وتعزيز شبابه ونضارته.
- يُحسَن الوظائف الإدراكية، ويُعزَز التركيز، كما يُحسَن الوضوح العقلي.
- يُعزَز التخلص من السموم، وتفعيل وظائف الكبد الصحية، كما يُساهم في تطهير الجسم بشكلٍ عام.
- يمنع الإمساك، ويساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، ويساهم في زيادة الشعور بالشبع.
بدوره، يشير موقع "ويب طب" وبناءً على نتائج دراساتٍ عدة، إلى أن تناول عصير الشمندر بانتظام يُسهم في تقديم الفوائد الصحية والجمالية التالية:
- إبطاء وتيرة مرض الخرف: النيترات الموجودة في عصير الشمندر، لها دورٌ كبير في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ لدى كبار السن خصوصًا، ما قد يبطئ من وتيرة تقدم مرض الخرف وأمراض الدماغ والأعصاب الأخرى، بحسب نتائج الدراسات.
- زيادة نضارة البشرة: بما أن عصير الشمندر يُساعد على تنقية الجسم والدم من السموم والفضلات، فإن ذلك يجعل البشرة تبدو في أفضل مظهر ويزيد من رونقها. كذلك فإن عصير الشمندر غني بفيتامين ج (Vitamin C) الذي يعمل على تنقية البشرة وحمايتها من التصبغات الجلدية.
- تحسين الهضم: عصير الشمندر غني بالألياف التي تُعزَز عملية الهضم وتنظيمها، وبالتالي يقي من مشكلة الإمساك. كما أنه غني بمادة البيتالين (Betalain) التي تعمل على تحسين عملية الهضم بصورةٍ عامة.
- منع الإصابةبفقر الدم: إذ يحتوي عصير الشمندر على كمياتٍ كبيرة من معدن الحديد، والاذي يُسهم الحصول عليه بنسبٍ جيدة، في الوقاية من الأنيميا ومنع الإصابة بفقر الدم وتعزيز عمليات تجدد خلايا الدم. ليس ذلك فحسب؛ بل إن فيتامين ج الموجود في عصير الشمندر، يعمل بشكلٍ طبيعي على تعزيز امتصاص الحديد من الطعام.
- تعزيز صحة القلب: مُركبات البيتالين الموجودة في الشمندر، هي أحد أهم المواد لخفض مستويات الهوموسيستين (Homocysteine) في الجسم بشكلٍ طبيعي. وأي ارتفاع في مستوياته يمكن أن يؤدي إلى مشكلاتٍ صحية عدة في جهاز الدوران بالجسم والتسبب بالأذى للقلب؛ كذلك فإن المستويات العالية من البوتاسيوم التي يحتوي عليها عصير الشمندر، تساعد على خفض فرص الإصابة بالجلطات وأمراض القلب بالعموم.
- المحافظة على وزنٍ صحي: إذ أن القليل من السعرات الحرارية نجدها في عصير الشمندر، كما أنه قد يكون شبه معدوم من الدهون. وهو ما يُعزَز خاصيته في الحفاظ على الوزن فضلًا عن تزويد الجسم بالطاقة والمغذيات التي يحتاجها، خاصةً في الصباح الباكر. وهو ما تدأب عليه نيتا أمباني كل يوم!
- الوقاية من السرطان: إن اللون الأحمر القاني الرائع للشمندر، مرده إلى غناه بالبيتالينات؛ وهي من مضادات الأكسدة القوية التي تحمي الجسم بصورةٍ خاصة من بعض أنواع الخلايا السرطانية. ووفقًا للباحثين، فإن البيتالينات قد تساعد في الكشف داخل الجسم، عن كافة الخلايا غير المستقرة أو السرطانية وتدمرها.
- مصدر جيد لحمض الفوليك: وهو من الأحماض الأساسية في مرحلة الحمل، لمنع إصابة الأجنة بأي عيوبٍ خلقية؛ كما يساعد حمض الفوليك على خفض فرص حصول ولادة مبكرة للطفل. لذلك تُنصح النساء الحوامل بشرب عصير الشمندر، إنما تحت توصيةٍ ومتابعة من قبل الطبيب المختص.
- خفض الكوليسترول: وجدت بعض الدراسات أن خلاصة الشمندر تساعد على خفض مستويات الكوليسترول السيء في الجسم، ورفع مستويات الكولسترول الجيد. وبالتالي قد يحتاج بعض مرضى ارتفاع الكوليسترول للتفكير في تضمين عصير الشمندر ضمن نظامهم الغذائي بعد مشاورة الطبيب.
- مصدر للفيتامينات والعناصر الأساسية: تطرقنا في بداية المقالة إلى خصائص عصير الشمندر التي تجعل منه قيمة غذائية عالية؛ وتحديدًا الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والأحماض والمركبات المختلفة، التي تقوي مناعة الجسم وتحميه من تأثير الشوارد الحرة الضارة.كما يساعد فيتامين ج في عصير الشمندر على تعزيز إنتاج الكولاجين في البشرة، وتسريع التئام الجروح؛ فيما يُعزز البوتاسيوم الموجود فيه على تفعيل عمل العضلات والأعصاب في الجسم.
نصائح استخدام عصير الشمندر بشكلٍ صحيح
للأسف، فإن الكثيرين من الناس، وبمجرد ما أن يسمعوا أو يقرأوا عن فوائد أي عنصرٍ غذائي معين؛ يهرعون لاستهلاكه بشكلٍ مفرط ودون تعلَمٍ للطرق الصحيحة لهذا الاستخدام. وهو ما قد يترتب عنه مخاطر صحية وعواقب عكسية.
لذا من الضروري دومًا عزيزتي، معرفة الطرق والكميات الصحيحة لتناول عصير الشمندر، وذلك باستشارة خبيرة التغذية أو طبيبكِ الخاص.
لكن وبالعموم، فإن خبراء الصحة ينصحون بتحضير هذا العصير من الشمندر النيء دون تعريضه للحرارة بالغلي أو الشواء؛ حيث تعمل الحرارة على تكسير بعض مكوناته، ما قد يُقلَل من فائدته الصحية.
كذلك فإن ثمة بعض المحاذير والأمور التي ينبغي عليكِ معرفتها، قبل البدء بتناول عصير الشمندر، وتتمثل في الآتي:
- لا تخافي في حال تحوَل لون البول أو البراز لديكِ للوردي أو البنفسجي فور تناول عصير الشمندر؛ فهذه حالةٌ خاصة معروفة بإسم بيلة الشمندر Beeturia، وليست خطيرة.
- في حال كنتِ تعانين من مشكلة انخفاض ضغط الدم، فإن شرب عصير الشمندر قد يتسبب في انخفاض ضغط الدم لديكِ بصورة أكبر؛ لذلك من الأفضل التشاور مع طبيبكِ قبل تناوله.
- إذا كنتِ عرضةً للإصابة بحصى الكلى، فمن الأفضل الامتناع عن تناول عصير الشمندر تمامًا؛ نظرًأ لاحتوائه على نسبة عالية من الأكسالات (Oxalates) المُسببة لتشكَل حصى الكلى.
في الختام؛ وسواء كنتِ من معجبات الشمندر أم لا، فإن لهذا العصير فوائد جمة على صحتكِ وجمالكِ بالعموم. لكن من الضروري التباحث مع الطبيب أولًا، لأن بعض الحالات الصحية قد تمنعكِ من تناول عصير الشمندر أو الإكثار منه.
