ترندات الأسنان على تيك توك خطرة.. وطبيبة تحذّر منها
بات لوسائل ومنصات التواصل الإجتماعي، تأثيرٌ كبير ومخيف في بعض الأحيان، على حياة وأفكار ومعتقدات الملايين من الناس حول العالم؛ نساءً ورجالًا، كبارًا وصغارًا. وقد تكون فئة الأطفال والمراهقين هي الأكثر تضررًا من هذا التأثير القوي، الذي يأتي بشكلٍ سلبي في العديد من الأوقات.
وتمتاز منصات التواصل الإجتماعي، خاصةً منصة تيك توك، بفرادتها وجمال محتواها الذي يشدَ انتباه الكثيرين. لكن أكثر ما يُميَز هذه المنصة، هي التحديات التي يقوم المؤثرون وحتى الفنانون، بقصد جذب الاهتمام والمتابعة. ومؤخرًا، باتت المنصة محطةً كبيرة للترندات الجديدة (أو التقليعات كما يُطلق عليها بالعامية) لتجربة شيء جديد وتكراره مع عددٍ هائل من الناس الموجودين على المنصة.
قد يبدو ترند تحضير زبدة في المنزل أو شوكولاته دبي التي ضجت بها منصة تيك توك، عاديًا ومقبولًا في معظم الأحيان؛ لكن ماذا عن الترندات المتعلقة بصحة الإنسان؟ هنا يبدأ الخوف والشك بالتسلل إلى العقل، فكيف يمكن لمن ليس لديهم معرفة ولا تثقيفٌ علمي وطبي، أن يقدم نصائح معينة حول العناية بجزءٍ من الجسم، كالأسنان مثلًا؟
هذابالتحديدما يحصل حاليًا على هذه المنصة التي يتابعها مئات ملايين الأفراد حول العالم؛ حيث باتت ترندات الأسنان تستقطب الكثير من المهتمين، الذين لا يتوانون عن تجربتها دون العودة لأطباء الأسنان أو حتى استشارتهم..
ترندات الأسنان عبر تيك توك: خطرٌ كبير يُحدق بنا
منذ فترة، شاهدتُ أحدهم يقوم ب"برد" أسنانه غير المتساوية بمبرد الأظافر الذي يُستخدم عادةً في تقليم وتجميل اليدين في الصالونات. هل لكم ن تتصوروا هذا الترند الغريب، الذي يعدَ بأسنان متساوية وجميلة باستخدام هذا المبرد الحاد، عوضًا عن الذهاب إلى طبيب الأسنان الذي لديه المعرفة الكاملة والأدوات المناسبة لمثل هذا الأمر؟
بالتأكيد، فإن أطباء الأسنان والمختصون سيحذرون بشدة من القيام بهذا الأمر في المنزل؛ ومنهم الدكتورة سميتا ميهرا، طبيبة الأسنان الرئيسية في عيادة Neem Tree Dental Practice في حديثٍ لها مع مجلة Newsweek الأمريكية. محذرةً من يتَبع هذه "الترندات" من مخاطرها على المديين القريب والبعيد.
وأكدت ميهرا على وجوب عدم الوثوق بأي ترندات أو نصائح متداولة عبر مواقع التواصل الإجتماعي للعناية بالأسنان في المنزل؛ والعودة دومًا للمختصين في مجال طب الأسنان في هذا الخصوص.
ما يُثير فعلًا هو ليس نوعية الترندات الخاصة بالأسنان على تيك توك فقط، بل تزايد أعداد من يقوم بها. فوفقًا لتصريح ميهرا لمجلة نيوزويك، فإن 1 من كل 5 بالغين في الولايات المتحدة، يلجأ إلى نصائح وترندات تيك توك عوضًا عن استشارة الطبيب.
مخاطر ترندات الأسنان على تيك توك
ليس لدينا بالتأكيد أرقامٌ مشابهة لأعداد المتابعين على تيك توك في الدول العربية، ممن يتَبعون ترندات الأسنان التي تحدثت عنها ميهرا؛ لكن من المؤكد أن شريحةً كبيرة من متابعي المنصة في المنطقة العربية، قد يعمدون لتجربتها بشكلٍ أو بآخر.
لذا من الضروري التنبيه إلى مخاطر هذه الترندات على تيك توك، لأنها وبحسب ميهرا، تُعدَ من أخطر الاتجاهات في مجال طب الأسنان. وهي على النحو الآتي:
-
برد الأسنان
أشارت ميهرا إلى خطورة استخدام مبرد الأظافر لبرد الأسنان، بهدف جعلها متساوية الطول والشكل. مؤكدةً أن الأسنان لا تتجدد كما الأظافر، وبردها في المنزل باستخدام هذا المبرد يمكن أن يؤدي إلى إضعافها وتخلخلها مع الوقت، بضررٍ كبير قد يصعب إصلاحه فيما بعد. وهو ما قد يؤثر على عملية مضغ الطعام بصورةٍ صحيحة، وانعكاس ذلك على صحة الجهاز الهضمي والجسم ككل.
كذلك حذرت ميهرا من بعض الفيديوهات التي تُروَج لعمليات خلع الأسنان في المنزل بهدف تقويمها وتوسيع المجال للأسنان الأخرى غير المتناسقة؛ وما يمكن أن يترتب من مخاطر ناجمة عن هذه العمليات، مثل العدوى وعدم القدرة على وقف النزيف في بعض الحالات.
-
تبييض الأسنان منزليًا
من منا لا يحلم بأسنانٍ بيضاء، بل وناصعة البياض كما الثلج؟ تلك غاية كل فرد، لكنها ليست بالعملية السهلة بل تحتاج لخبرةٍ ووقتٍ واستخدام أفضل وأحدث الأدوات والتقنيات لتحقيقها.
إلا أن متابعي تيك توك تحديدًا، يُظهرون هوسًا غير مسبوق في ابتكار حيل تنظيف الأسنان في المنزل؛ وذلك من خلال إطلاق هاشتاغ #teethwhitening وكلها غير فعالة كما تؤكد ميهرا، بل وخطيرة في بعض الأحيان.
بعض هذه الطرق تتضمن استخدام صودا الخبز الذي وبحسب ميهرا، قد يؤدي إلى تآكل الطبقات الكلسية للأسنان وزيادة حساسية الأسنان؛ وهو ما يزيد أيضًامن ارتفاع خطر التسوس المصحوب بحروقٍ كيميائية.
-
ثقب الشفاه في المنزل
من أخطر ترندات الأسنان التي تحذر منها طبيبة الأسنان ميهرا؛ مؤكدةً ضرورة اللجوء إلى مختصين في الثقوب والوشوم. فالفم بحسب ميهرا، بيئةٌ خصبة للبكتيريا، وإحداث ثقبٍ في هذه البئية دون تعقيمٍ جيد يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالعدوى بكافة أنواعها.
ليست العدوى هي مصدر القلق الوحيد في هذا الترند، بل ثمة مخاطر أخرى ينبغي الحذر منها وفقًا لميهرا؛ فالنزيف وتلف الأعصاب أو العضلات هي عواقب محتملة لهذا الترند، فضلاً عن إحداث ندوبٍ دائمة أو حتى وصول الأذى والتورم إلى مجرى الهواء والتنفس، وهذه مشكلةٌ خطيرة خاصةً على المرضى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي.
-
حشو الأسنان منزليًا
لا تتوقف ترندات تيك توك عند إدهاشنا، على الرغم من عدم نجاعتها بل وخطورتها في بعض الحالات. وهو ما ينطبق على ترند حشوات الأسنان في المنزل، التي باتت تلقى رواجًا كبيرًا بين متابعي المنصة. إذ تنتشر مقاطع فيديو تتطرق لأدوات الحشو في المنزل، أو تستخدم مستلزمات غير طبية لعمل حشواتٍ في الأسنان، وهو ما يُشكلً خطورةً كبيرة على صحة الفم والأسنان بحسب ميهرا؛ لعدة أسباب، منها إدخال البكتيريا إلى التجويف، فضلًا عن إزالة التسوس من السن دون خبرة في هذا المجال.
ووفقًا للمركز الوطني للإحصاءات الصحية، فإن ما يقرب من 91% بالمائة من البالغين لديهم حشوة أسنان واحدة على الأقل؛ لكن الخطورة تكمن في أن يحلأي شخص، ليس لديه علمٌ أو معرفة بهذا الاختصاص، مكان الطبيب ويزرع الحشوة بنفسه أو يقوم بهذا العمل لغيره.
5. إغلاق الفجوات بالأربطة المطاطية
تشير طبيبة الأسنان إلى هذا الترند بالخطير والمؤلم؛ إذ يؤدي إغلاق الفجوات بين الأسنان بالأربطة المطاطية إلى مشاكل كبيرة في الأسنان وألمٍ شديد. فهذه الأربطة بحسب ميهرا، غير مُجهّزة للاستعمال الطبي وهي أصلًا غير مُصممة لأغراض تقويم الأسنان.
وحتى لو قامت الأربطة المطاطية بإغلاق الفجوات في البداية، فإنها لا تُعالج مشكلات المحاذاة الأساسية، ما قد يؤدي إلى انتكاسة تقويم الأسنان والتسبب لاحقًا بخلخلة الأسنان.
-
المضمضة بالزيت
ترندٌ غريب الهدف منه، بحسب مزاعم من يتَبعه، التخلص من رائحة الفم الكريهة والبكتيريا الموجودة في الفم. وهو من ممارسات طب الأسنان البدائي التي ما عادت رائجةً في وقتنا الحالي، وتشتمل على المضمضة بالزيت لمدة خمس دقائق لإزالة البكتيريا وإنتاج لعاب خالٍ من الروائح الكريهة.
وعلى الرغم من أن هذا الترند ليس خطيرًا على الصحة، لكنها حيلةٌ تفتقر إلى الدلائل العلمية التي تؤكد فعاليتها وفوائدها. بالمقابل، يمكن استبدال الزيت بملعقة صغيرة من خل التفاح، ممزوجةً بكوب من الماء، للتحكم في رائحة الفم الكريهة بحسب ميهرا.
خلاصة القول؛ أن ترندات تيك توك وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي، لا يجب أبدًا أن تحلَ محل خبرات المختصين الذين يدرسون لسنواتٍ طويلة، بل ويتابعون الدراسة والعلم حتى بعد التخرج والعمل، بغية تقديم خدماتٍ طبية مضمونة تحفظ حياة الإنسان ولا تُعرَضه لأي خطر.
لذا ننصحكِ عزيزتي، ومن خلال منصة "هي"، بعدم الإنجرار وراء ترندات الأسنان وغيرها من "ترندات الصحة" المزعومة التي لا دليل علمي عليها. ومن الأفضل المتابعة دومًا مع أخصائي تقويم الأسنان، لعلاج مشكلات الأسنان من تبييض أو حشوات وغيرها.