منها فيتامين د: عوامل تساعد في زيادة طولكِ.. حتى بعد العشرين
الطول هيبة والقِصر خيبة.. مقولةٌ شعبية سمعناها ورددناها لسنواتٍ طويلة، وكانت وسيلة البعض للتندر والتهكم على قِصار القامة خاصةً من النساء. وقد يتبين أن الأنسان سيكون طويلًا أو قصيرًا منذ اللحظات الأولى لولادته، في حال وُلد بطولٍ جيد يتعدى 50 سم؛ وإن كانت هذه النظرية غير مدعومة بأسسٍ علمية بحتة.
يُعرف طول الإنسان على أنه المسافة من أسفل القدمين إلى قمة الرأس في جسمه؛ وعادةً ما يُقاس بوحدة السنتيمتر أو القدم أو البوصة. ويتفاوت طول الإنسان بين 60 سم (2 قدم) و 260 سم (8 أقدام)، مع الإشارة إلى أن الذكور في المتوسط يكونون أطول من الإناث. وتلعب بعض العوامل دورًا في تأخر النمو وتباين الأطوال، كما هو الحال في المناطق الفقيرة أو بسبب الحروب، والعوامل البيئية، وسوء التغذية المزمن أثناء مرحلة الطفولة أو المراهقة.
يحب الكثيرون التمتع بطولٍ فارع وجميل، ويترقبون بفارغ الصبر أثناء مراحل الطفولة والمراهقة، وهي المرحلة التي تلعب دورًا في تحسين النمو وتبيان الطول، للوصول إلى الطول المرغوب الذي يُعتبر مصدر قلقٍ كبير للعديد من الأفراد، خاصةً الأهل. وبالرغم من أن الجينات تُعتبر المُحدَد الرئيسي لإمكانات الطول، إلا أنه يمكن لبعض العوامل في مرحلتي الطفولة والمراهقة، المساعدة على تحسين النمو والطول؛ منها عوامل التغذية ونمط الحياة، وفق ما نقل موقع "العربية.نت" عن صحيفة Times of India.
ومخافة أن تمرَ سنوات المراهقة وقبل بلوغ سن الشباب (الذي يتراوح بين 18 و20 عامًاا)، يلجأ العديد من الطامحين لطولٍ فارع لكافة الأساليب الممكنة لتعظيم إمكانات طولهم. بدءًا من تناول بعض المكملات الغذائية، مرورًا بإجراء بعض التعديلات على نمط الحياة مثل لعب كرة السلة وغيرها، وانتهاءً بقيام بعضهم ببعض الإجراءات الطبية الشديدة والموجعة، بغرض زيادة الطول.
لا يختلف إثنان على أن الطول هو مقياسٌ للجمال واللياقة والجاذبية، وهو عاملٌ مهم في الحياة الاجتماعية وتقبَل الآخرين لنا. لذا يمكن لبعض الوسائل الطبيعية، ومنها تناول فيتامين د، المساعدة في زيادة الطول حتى بعد العشرين.
كيف ذلك؟ التفاصيل في الفقرة التالية..
فيتامين د يمكن أن يزيد طولكِ بعد سن العشرين
كما أسلفنا؛ فإن تحديد طول الإنسان يتم في المقام الأول من خلال الجينات، ويمكن له أن يتأثر بعوامل عدة مثل طول الوالدين والخلفية العرقية. وتكون صفائح النمو، الموجودة في نهايات العظام الطويلة، مسؤولةً عن نمو العظام الطولي. وتبقى هذهالصفائح نشطةً حتى الإغلاق، وهي المرحلة التي تحدث عادةً خلال أواخر مرحلة المراهقة أو أوائل مرحلة البلوغ، في سن 18-25 عامًا لدى معظم الأفراد.
ويشير الباحثون إلى إمكانية مساعدة مكملات فيتامين د في زيادة الطول، بعد إغلاق صفائح النمو بعد البلوغ، وإن كان هذا التأثير محدودًا قليلًا بسبب اندماج صفائح النمو والتي تُمثَل نهاية نمو العظام الطولي. والمعروف أن فيتامين د من الفيتامينات الضرورية لصحة العظام والنمو، كونه يساعد في امتصاص الكالسيوم وتمعدن العظام. وخلال الطفولة والمراهقة، عندما لا تزال العظام في طور النمو، تدعم مستويات فيتامين د الكافية نمو العظام وكثافتها بشكلٍ مثالي؛ في حين أن نقص فيتامين د خلال هذه المرحلة، يمكن أن يُعيق نمو العظام ويحدَ من إمكانات الطول، خاصةً إذا ما استمرت أوجه النقص هذه خلال مراحل النمو الحرجة.
لكن فيتامين د ليس العامل الوحيد الحاسم في مسألة زيادة الطول؛ إذ أن التغذية الجيدة (وهو ما ذكرناه في بداية مقالتنا) يمكن أن تؤثر بشكلٍ كبير وفعال على نمو الطول. وعندما نقول "تغذية جيدة"، فإن المقصود هنا النظام الغذائي المتوازن الغني بالعناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم والبروتين والفيتامينات (خاصة D وC) والمعادن (مثل الفوسفور والمغنيسيوم) الذي يدعم بالتأكيد صحة العظام ونموها. ويُوفَر تناول مجموعةٍ متنوعة من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، بما في ذلك منتجات الألبان والخضروات الورقية والمكسرات والبروتينات الخالية من الدهون، اللُبنات الأساسية اللازمة لنمو العظام وصيانتها.
ماذا عن العوامل الحياتية الأخرى، كالرياضة والنوم؟
تؤكد المصادر الطبية أن عوامل نمط الحياة الصحية الأخرى، كالنوم والرياضة والنشاط البدني المنتظم وتقليل التوتر؛ تُسهم جميعًا في تعزيز الصحة بشكلٍ عام وتحسين الطول بشكلٍ خاص. إذ يدعم النوم الجيد إفراز هرمون النمو وإصلاح الأنسجة، وهي مسألةٌ مهمة لنمو العظام. ويمكن أن يُسهم القيامبتمارين تحمل الوزن والأنشطة التي تُعزَز الوضعية ومحاذاة العمود الفقري أيضًا، مثل الجلوس باستقامة، في تعظيم إمكانات الطول.
ليس ذلك فحسب؛ بل أن اليوغا تُعدَ من العوامل المساعدة في زيادة الطول، من خلال تحسين الوضعية وتمديد العضلات. وفي حال ممارستها بانتظام، يمكن لبعض وضعيات اليوغا مثل الكوبرا (بهوجانجاسانا) والمثلث (تريكوناسانا) المساعدة في إطالة العمود الفقري وتحسين المحاذاة، مما يمكن أن يساهم في زيادة الطول بمرور الوقت. وتعمل هذه الوضعيات على شد العمود الفقري وتقوية عضلات الجذع، ما يُعزَز وضعيةً أكثر استقامة يمكن أن تجعل الشخص يبدو أكثر طولًا. كذلك تساعد أوضاع اليوغا مثل وضعية الشجرة (فريكشاسانا) ووضعية الجبل (تاداسانا) في تحسين التوازن والوعي العام بالجسم، مما يمكن أن يدعم أيضًا وضعيةٍ أفضل ومحاذاةٍ مواتية لتعظيم إمكانات الطول.
كذلك تساعد تمارين التمدد Stretching Exercises الجسم على اكتساب الطول بشكل مثالي، ومن أهم هذه التمارين:المرجحة Hanging؛ ملامسة اصابع القدمين؛ تقوَس الظهر للأعلى ثم للأسفل، مع المحافظة على الوضع لمدة 20 ثانية على الأقل؛ وتمرين الكوبرا.وللحصول على نتائج أفضل، يجب بالتأكيد إعادة هذه التمارين يوميًا قبل الخلود إلى السرير وعند النهوض صباحًا من النوم. كما يمكن لكِ ممارسة بعض الرياضات الأخرى للمساعدة على زيادة الطول، مثل كرة السلة، والسباحة، والقفز، والركض، وقيادة الدراجة، بالإضافة إلى تمارين اليوغا.
ختام القول؛ أن للجينات الدور الأكبر في تحديد ما إذا كنا سنصبح طوال القامة أم لا. لكن هذا لا ينفي إمكانية المساعدة في إطالة الجسم، من خلال بعض الممارسات الصحية كالتغذية الجيدة وممارسة الرياضة وبعض تمارين اليوغا والتمدد.