المرأة بحاجة للنوم أكثر من الرجل.. وإليكِ الأسباب
النوم سلطان، لا شك في ذلك؛ والتنعم بالنوم الجيد والهانئ، نعمةٌ لا يلقاها كثيرون.
نحلم جميعًا بنومٍ جيد كالأطفال، الذين يمضون معظم أشهرهم الأولى بعد الولادة في النوم، بجانب الأكل بالطبع. وهناك مبررات صحية وعملية لهذا الأمر؛ إذ يحتاج الأطفال حديثي الولادة إلى النوم لساعاتٍ طويلة، قد تصل إلى 18 ساعة في اليوم. ويُمثَل النوم أهميةً كبيرة لصحة الأطفال، حيث يساعد أجسادهم على النمو والتطور.
ومع التقدم بالعمر، قد ينخفض معدل هذه الساعات إلى حوالي 10-12 ساعة حسب نشاط الطفل خلال النهار، لتعويض الطاقة التي استهلكها جسده أثناء اللعب أو الدراسة. وبالتالي، نجد أن صغار السن يمضون معظم طفولتهم في النوم، بعكس البالغين وكبار السن الذين يقضون أقل ساعاتٍ للنوم خلال الليل.
لكن هذا الاختلاف ليس الوحيد؛ فهناك فروقاتٌ أيضًا بين ساعات نوم المرأة وساعات نوم الرجل. إذ تُظهر الدراسات الحديثة أن النساء في المتوسط، يحتجن إلى نحو 11 دقيقة إضافية من النوم كل ليلة مقارنة بالرجال. فيما كانت دراساتٌ سابقة أشارت إلى أن المرأة تحتاج لنحو 20 دقيقة على الأقل من النوم أكثر من الرجل، من أجل الحفاظ على صحتها.
قد يبدو التباين في الرقمين غير ذي أهمية، لكنهم بالتأكيد يعكسان حقيقةً مهمة: ألا وهي تأثير النوم لفترةٍ أطول عند النساء على الصحة العامة والرفاهية. وكلما زادت دقائق وساعات نومكِ عزيزتي عن شريككِ الرجل، فليكن معلومًا لديكِ أنه ليس كسلًا وإنما حاجةٌ ملحة يفرضها تكوين جسم المرأة البيولوجي.
فما هي الأسباب التي تجعل النساء تنام أكثر من الرجل؟ هل هناك داعٍ للقلق بشأن هذا الاختلاف، وكيف نُحقَق معادلة "النوم كالأطفال"؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في مقالتنا اليوم.
المرأة بحاجة للنوم أكثر من الرجل.. لهذه الأسباب
من الضروري الذكر، أن مقدار النوم الذي تحتاجين إليه يعتمد على العديد من العوامل، خاصةً عمركِ؛ بينما يختلف النوم بشكلٍ واضح بين الأشخاص، وليس فقط بين المرأة والرجل.
وتشير مؤسسة النوم الوطنية (المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم NSF في الولايات المتحدة الأمريكية هي منظمة مستقلة غير نفعية؛ تهدف إلى دعم الصحة العامة والسلامة من خلال الوصول إلى فهمٍ كلي لكل من النوم واضطرابات النوم من خلال دعم الثقافة، الأبحاث والدعوة المتعلقة بالنوم) إلى أن الاختلاف بالنوم بين المرأة والرجل قد تكون ناجمةٌ عن الهرمونات.
معلومٌ أن الهرمونات تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم وتغيير نمط حياة المرأة طيلة سنوات حياتها. إذ تمر النساء بمجموعةٍ من التغيرات الهرمونية منذ البلوغ ونزول الدورة الشهرية، إلى الحمل والولادة، وانتهاءٍ بانقطاع الطمث والشيخوخة. ويمكن لكافة هذه التغيرات أن تؤثر على أنماط النوم عند المرأة وتعطيلها أو إطالتها في بعض الأحيان.
وفي تصريحها لمجلة Glamour، قالت الدكتورة إيلين ألكسندر، خبيرة صحة المرأة والنوم: "عندما يتعلق الأمر بعلم وظائف الأعضاء، تلعب هرمونات النساء دورًا كبيرًا في النوم. وبشكلٍ عام، هذا يعني أن النساء لديهنَ حاجةٌ أكبر للنوم، ومن المرجح أن ينغمسنَ في القيلولة أثناء النهار" وفق ما جاء على موقع "الإمارات اليوم".
الأرق وعلاقته بمدة النوم عند المرأة
الأرق سببٌ آخر وراء حاجة المرأة للنوم أكثر من الرجل؛ وذلك بسبب إصابتها المتكررة بالأرق بنسبة 40% أكثر من الرجل. فعقل المرأة يعمل بصورةٍ منتظمة طيلة النهار وحتى خلال الليل، كونها تتحمل مسؤولياتٍ أكثر من الرجل تتمثل في العمل والعناية بالأطفال وإدارة المنزل وغيرها. كما أن المرأة تبدل الكثير من الجهد الذهني خلال اليوم؛ وهي معروفة بمقدرتها على أداء عدة مهام في نفس الوقت، مما يتطلب جهدًا ذهنيًا كبيرًا. لذا نجدها بحاجةٍ لأخذ قسطٍ كاف من النوم.
وبمنأى عن العوامل البيولوجية، فإن للتوقعات والمسؤوليات المجتمعية دورٌ مساهم في زيادة احتياجات النساء للنوم. فقد أظهرت أبحاثٌ عدة، أن النساء غالبًا ما يتحملن معظم واجبات المنزل والرعاية، ما يؤدي إلى زيادة التعب والإجهاد.
ولإيضاح هذه النقطة، صرَحت الدكتورة إيلين لمجلة Glamour: "عادةً ما تستيقظ النساء في الليل لدعم الأطفال أو، في بعض الحالات، الآباء المسنين. وقد تتطلب هذه الضغوط الإضافية المزيد من النوم لاستعادة والحفاظ على الوظيفة الإدراكية المثلى".
بالرغم من كل ما تقدم؛ فإن احتياجات النوم الفردية قد تختلف من شخصٍ لآخر، وليس فقط بين المرأة والرجل وحدهما. وتلعب بعض العوامل، كالعمر
ومع ذلك، يمكن أن تختلف احتياجات النوم الفردية من شخص لآخر، بغض النظر عن الجنس. وتساهم عوامل، مثل العمر ونمط الحياة والصحة العامة، في تحديد مدة النوم المثالية للشخص. وقالت الدكتورة إيلين في هذا الصدد: "بينما نحتاج إلى مزيدٍ من البحث لفهم الفجوة بين الجنسين بين متطلبات ودورات النوم لدى الرجال والنساء، فإن عواقب عدم الحصول على قسطٍ كاف من النوم مُثبتة جيدًا ويمكن أن يكون لها تأثيرٌ كبير على كل من الرجال والنساء".
نصائح الخبراء للحصول على نومٍ جيد
بهدف تحسين آلية النوم وتقليل مشكلة الأرق كل ليلة، يقدم المختصون في مجال النوم العديد من النصائح الفعالة لتحقيق هذا الهدف؛ خصوصًا وأن ازدياد حالات الأرق وقلة النوم لفترةٍ طويلة يمكن أن تُلحق الضرر بصحتنا الجسدية والنفسية، ورفاهنا العام.
ويلجأ البعض للمعالجين والمختصين لعلاج مشكلة قلة النوم، خاصةً المختصين بالرفاه والصحة، والذي يتواجدون في عيادات متخصصة أو منتجعات معنية بتحسين وتعزيز الحياة. منها Flow Spa الواقع في منتجع باتينا المالديف، والحاصل على عدة جوائز، والذي يقدم مجموعة نصائح تساعد على تحسين جودة النوم وتجعل الاستيقاظ أكثر نشاطًا واستعدادًا للتعامل مع مهام اليوم المختلفة.
تتمثل هذه النصائح في الآتي وفق ما جاء على موقع "الإمارات اليوم":
- اتباع بعض الاستراتيجيات العملية الدقيقة، كاستبدال بعض الخيارات الغذائية السيئة بأخرى جيدة.
- اعتماد بعض وسائل الاسترخاء المصممة لمساعدتكِ على النوم بسهولةٍ أكبر والاستمتاع بنوم أكثر عمقًا؛ منها تمارين التنفس واليوغا والتأمل وغيرها.
- للحصول على قدرٍ كافٍ من الراحة، يوصي الخبراء البالغين بالنوم ما بين 7 - 9 في الليلة الواحدة. وفي حال وجدتِ نفسكِ غير قادرةٍ على تحقيق هذا القدر من النوم، فإنه من الضروري زيارة الطبيب.
في الختام؛ فإن للنوم حاجةٌ صحية ونفسية ومهمة، وهو ضروري للحفاظ على الصحة وتحسين رفاه الحياة. وسواء كانت المرأة بحاجةٍ لوقت أطول للنوم مقارنةً بالرجل، فإن احتياجاتكِ للنوم تنبع من عوامل عدة حياتية وصحية.
لكن في العموم، فإن الحصول على ساعات كافية من النوم كل ليلة يضمن لكِ الصحة والسلامة؛ فلا تتواني عزيزتي عن طلب المساعدة الطبية في حال تكررت لديكِ ليالي الأرق وانعكاساتها السلبية على حياتكِ.