لتجنب مضاعفاتها على الصحة والجسم: إليكِ كل ما تحتاجين معرفته عن الوذمة الشحمية
كثيرةٌ هي الأمور المفاجئة وغير الاعتيادية التي تظهر علينا بين الحين والآخر؛ حتى أن بعضها قد يأخذ وقتًا طويلًا قبل أن نبادر للبحث عن أسبابه وطرق علاجه. وربما يعود الأمر في ذلك لعدم تسبب بعض تلك الأشياء بأي ألمٍ أو انزعاج، يستدعي القلق وطلب المشورة الطبية.
لكن من ناحيةٍ أخرى؛ فإن ظهور علاماتٍ غير عادية على الجسم، خاصةً أجسام الفتيات والسيدات، يؤسس لقلقٍ من الحرج الاجتماعي أولًا، وخوفًا من أن تكون تلك الأمور مرتبطةٌ بمشكلاتٍ صحية.
من هذه الأمور، الوذمة الشحمية Lipoedema or Lipedema ؛ والتي يُعرَفها موقع "الطبي" على أنها عدم تساوٍ في توزيع الدهون تحت الجلد، خاصةً ضمن منطقة الفخذ، والجزء السفلي من الأرجل، والورك، والركبتين، والذراع. ولا تظهر الوذمة الشحمية غالبًا في منطقة القدم والجزء السفلي من اليدين.
وتظهر التورمات والانتفاخ ضمن المناطق المصابة بالوذمة الشحمية، بشكل متساوٍ على الجزئين الأيمن والأيسر؛ فيمايبدو ملمس الجلد في المناطق المصابة ناعمًا، ويُلاحظ انخفاض درجة حرارة هذه المناطق، كما يكتسب الجلد مظهر قشر البرتقال.
ويضيف الموقع المختص أن الوذمة الشحمية تترافق مع ظهور بقعٍ دهنية مؤلمة بشكلٍ دائم، لا تختفي بمجرد ممارسة الأنشطة الرياضية أو اتباع نظام غذائي.
في موضوعنا اليوم، نتعرف وإياكِ عزيزتي أكثر على أعراض وأسباب الوذمة الشحمية، وبشكلٍ خاص المراحل التي تمرَ بها؛ فضلًأ عن العلاج وكيفية التعايش معها. فإن كنتِ مهتمةً بهذه المسألة، تابعي القراءة أدناه..
مراحل الوذمة الشحمية
من الجدير ذكره أن الإصابة بالوذمة الشحمية،تمرَ بعدة مراحل تؤثر جميعها للأسف سلبًا على ممارسة الحياة اليومية.وتُصنَف مراحل الوذمة الشحمية حسب طبيعة مظهر الأنسجة الداخلي وشكل الخارجي للجلد؛ففي المرحلة الأولى، لا تتأثر الأنسجة الدهنية و المظهر الخارجي للجلد. أما خلال المرحلة الثانية فتبدأ البروزات الشحمية بالظهور، فيما يحدثتشوهٌ في العُقيدات في المرحلة الثالثة، ليكتسب الجلد ملمسًا يشبه ملمس قشر البرتقال كما ذكرنا آنفًا.
ويشير موقع "الطبي" إلى أن الوذمة الشحمية تتضمن4 مراحل،هي كالآتي:
- المرحلة الأولى: وفيها يكون سطح الجلد أملسًا،حيث تتضخم الأنسجة الدهنية تحت الجلد؛ وقد يحصل تورمٌ يختفي اعتمادًا على الطعام الذي يتناوله الشخص. وقد تظهر بعض العلامات على الكاحلين.
- المرحلة الثانية: يكون الجلد خلالها غير متساوي، وقد تظهر بعد العُقد الدهنية تحت الجلد الذي يظهر مُجعدًا. كما قد يشعر الشخص بالألم والطراوة في المنطقة أثناء هذه المرحلة.
- المرحلة الثالثة: يزيد فيها شكل التشوه على سطح الجلد، نتيجة زيادة نمو وتراكم الدهون؛ وجراء الكتل الكبيرة من الدهون،تحدث بروزاتٌ في الوركين والفخذين والركبتين. يمكن في هذه المرحلة، أن تتطور الوذمة الشحمية إلى الوذمة اللمفاوية والتي تؤدي إلى تراكم السوائل في الدهون تحت الجلد.
- المرحلة الرابعة: تتطور في هذه المرحلة الوذمة الشحمية إلى الوذمة اللمفاوية، لكن التورم يصبح مستمرًا، ويعاني المصاب من صعوباتٍ في الحركة بسبب تراكم الكتل في الكاحلين.
أعراض وأسباب الوذمة الشحمية
قد تتسائلين عزيزتي عن أسباب الإصابة بالوذمة الشحمية، وعما إذا كانت شائعةً عند الجنسين أم تكثر عند أحدهما.
يجيب موقع "الطبي" على هذه التساؤلات، مؤكدًا زيادة انتشار الوذمة الشحمية عند النساء أكثر من الرجال. إذ تُصاب 11% من النساء بهذه الحالة، ويُرج الأطباء السبب في ذلك إلى التغيرات الهرمونية خلال المراحل العمرية المختلفة عند النساء، كسببٍ رئيسي وراء إصابة النساء بالدرجة الأولى.كما يُلاحظ إصابة النساء بالوذمة الشحمية عند بلوغ سن البلوغ، وأثناء الحمل، وبعد وصولهن سن الأمل، وبعد إجراء عملياتٍ جراحية نسائية، كما يُشاع لدى النساء اللاتي يتناولنَ موانع الحمل.
فيما يخص الرجال، فإنهم نادرًا ما يصابون بالوذمة الشحمية، سوى في حالة تلف الكبد. ويلعب العامل الوراثي أيضًا، دورًا بارزًا في زيادة احتمال الإصابة بالوذمة الشحمية. لذا من الأفضل دومًا تحرَي إصابة أحدٍ من الوالدين أو الأخوة أو الإقارب سابقًا بهذه المشكلة، كي تكون على دراية.
فيما يخص الأعراض، فإن النساء سيسعينَ بشكلٍ كبير لتجنب السُمنة بعد قراءة الآتي:
إذ تزداد شدة أعراض الوذمة الشحمية مع زيادة الوزن أو لدى السيدات اللاتي يعانينَ من السُمنة، لكن هذا لا يمنع إمكانية حدوثها حتى عند النساء النحيفات. وقد تزيد شدة الأعراض المرافقة للحالة مع ارتفاع درجات حرارة الجو، وخلال فترات الظهر والمساء، وبعد ممارسة الأنشطة اليومية.
وبالعموم، يمكن تلخيص أعراض الوذمة الشحمية بما يلي:
- انتفاخ وتورم المناطق المصابة،حيث يبدأ التورم من منطقة الفخذ وصولًا إلى الركبتين.
- تغيَر المظهر العام للجلد، بحيث يكتسب قوامًا اسفنجيًا وتزيد برودة المناطق المصابة ونعومة ملمسها ورقتها.
- كدمات في المناطق المصابة بالوذمة الشحمية.
- ظهور السيلوليت والدوالي.
- حساسية المناطق المصابة عند لمسها.
- الشعور بالألم وعدم الراحة في المناطق المصابة.
- مواجهة صعوبةٍ في المشي وممارسة الأنشطة اليومية والرياضية.
علاج الوذمة الشحمية
هناك بعض الصعوبات، حقيقةً في تشخيص الإصابة بالوذمة الشحمية من قبل الأطباء؛ كونها تتشابه بالوذمة اللمفاوية. إنما بالعموم، يلجأ الطبيب المختص إلى اجراء فحوصاتٍعدة لتشخيص الحالة بشكلٍ أكثر دقة؛ منها استخدام الموجات الفوق صوتية، التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي.
بالنسبة للعلاج، وكما أسلفنا في بداية المقالة؛ فإنه للأسف لا يمكن علاج الوذمة الشحمية والتخلص منها بشكلٍ نهائي، لكن يمكن التخفيف من شدة أعراضها كونها حالة صحية مزمنة. ويُحدد الطبيب المختص عادةً العلاج المناسب، حسب كل حالة وشدة الأعراض المرافقة ومدى تأثيرها على حياة الشخص المصاب. وبالتالي من الضروري الخضوع للتشخيص باكرًا والبدء بالعلاج لمنع تدهور الحالة.
ويمكن للطرق التالية المساعدة في تخفيف حدة أعراض الوذمة الشحمية:
- اتباع نظامٍ غذائي صحي ومتوازن.
- ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية المختلفة.
- الحفاظ على وزن طبيعي وصحي وتجنب زيادة الوزن أو الوصول لمرحلة السُمنة.
- ارتداء الجوارب الضاغطة أو الضمادات المطاطية، لتقليل الألم وتسهيل عملية المشي وممارسة الأنشطة اليومية.
- الإهتمام بصحة الجلد واستخدام المرطبات لحمايته من الجفاف.
- تدليك المناطق المصابة، بغية تقليل كمية السوائل المتراكمة في المناطق المصابة بالوذمة وتسهيل الحركة.
- مراجعة أخصائي الإرشاد والتوجيه في حال تأثر نفسية الشخص المصاب جراء تغيَر مظهره الخارجي.
- إجراء عمليات شفط الدهون، والتي يلجأ إليها الأطباء في بعض الحالات، خاصةً تلك التي تترافق مع أعراضٍ شديدة الخطورة. وتجدر الإشارة إلى أن هناك حالات الوذمة الشحمية التي تتطلب إجراء أكثر من عمليةٍ جراحية لتصحيح الوضع.
في الختام؛ فإن النساء المصابات بالوذمة الشحمية قد تكون لديهنَ تحدياتٌ كبيرة في المظهر الخارجي وأثر ذلك على حالتهنَ النفسية، فضلًا عن الضرر الجسدي والألم المصاحبين لهذه الوذمة. لذا فإن الوقاية من المشكلة من الأصل، تُعدَ الحل الوحيد والفعال لتجنب الإصابة بالوذمة الشحمية أو التخفيف من ضررها، في حال الإصابة بها.
وما الطرق التي أوردناها أعلاه، سوى أفضل النصائح لتقليل خطر الوذمة الشحمية وغيرها من التداعيات الصحية الأخرى التي قد تنجم عن نمط حياةٍ غير صحي، سواء لجهة الأكل أو النشاط البدني. لذا احرصي على جعلها دستورًا لحياتكِ الصحية، لتنعمي بالصحة والرفاه والجمال في ذات الوقت.