يُعزز الصحة والجمال معًا: ما تحتاجين معرفته عن زيت الطحالب الغني بالأحماض
هناك العديد من أنواع الزيوت المستخدمة في عمليات الطهي، ومنذ آلاف السنين حتى اليوم. بعضها تعرَض لحملاتٍ شنيعة في السابق ليخف استخدامه مثل زيت الزيتون، لكنه سرعان ما عاد إلى الواجهة كواحدٍ من أفضل الزيوت النباتية وبشهادةٍ طبية، والبعض الآخر اكتشف الناس أهميته وفوائده على الصحة والبيئة معًا.
من هذه الزيوت، زيت الطحالب الذي يبدو أنه سيصبح "ترند" قوي على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما كان منحصرًا بالأفراد الذين يتبَعون نظامًا غذائيًا صحيًا عالي الجودة. والسبب في ذلك يعود لاهتمام بعض الفئات الأخرى من المجتمع بهذا الزيت، ومنهم الطهاة الحائزون على نجمة ميشلان؛ ويشيد هؤلاء الطهاة بزيت الطحالب على أنه صديق للبيئة، متعدد الاستخدامات، ذو نكهة محايدة ونقطة دخان عالية.
يدخل زيت الطحالب ضمن فئة "الزيوت المستدامة" التي تُراعي الأحوال البيئية وتحافظ عليها؛ لكنها ليست الميزة الإيجابية الوحيدة لهذا الزيت. إذ أن استخدام زيت الطحالب قد يعود علينا بمنافع صحية، نظرًا لمحتواه الغذائي العالي.
نتعرف سويًا في مقالة اليوم، على فوائد زيت الطحالب خصوصًا على صحة القلب؛ وكذلك الأمر على الكميات الموصى بها من هذا الزيت، والتأثيرات السلبية في حال الإفراط باستخدامه. فإن كنتِ من المهتمين بصحتهم، وتسعين لبدائل صحية، تابعي القراءة معنا..
كيف يتم استخراج الزيت من الطحالب؟
يتم إنتاج زيت الطحالب باستخدام التخمير والطحالب المجهرية وقصب السكر. وفي بيئةٍ خاضعة للرقابة داخل خزانات التخمير، يتم تغذية الطحالب بالسكر، ما يُحفَزها على إنتاج المزيد من الزيت داخل كل خلية أثناء نموها - ما يصل إلى 80٪ من حيث الوزن. ثم يتم عصر الطحالب لإزالة الزيت.
جديرٌ بالذكر أن هناك حوالي 40,000 نوعًا من الطحالب، تتراوح بين الكائنات المجهرية أحادية الخلية (الطحالب الدقيقة) إلى الأعشاب البحرية؛ وتعتمد جميع أنواع الطحالب على الطاقة من ضوء الشمس وثاني أكسيد الكربون. عادةً ما تنمو الطحالب بشكلٍ أسرع بكثير من المحاصيل الغذائية، ويمكن أن تنتج زيتا أكثر بمئات المرات لكل وحدة مساحةٍ من المحاصيل التقليدية مثل بذور اللفت، والنخيل، وفول الصويا.
وبما أن دورة حصاد الطحالب تتراوح بين يوم واحد و10 أيام، فإن زراعتها يمكن أن تُعطي عدة دورات حصاد في قت قصيرٍ جدًا، ما يجعل منها استراتيجية فريدة بذاتهاوتختلف عن الأخرى المرتبطة بالمحاصيل السنوية. كما بالإمكان زراعة الطحالب على أراضٍ غير مناسبة للمحاصيل الأرضية، بما في ذلك الأراضي القاحلة والأراضي ذات التربة شديدة الملوحة.
ماذا يحوي زيت الطحالب من عناصر غذائية؟
عند الحديث عن فوائد صنفٍ ما، فإن الأنظار تتجه نحو القيمة الغذائية التي يحملها. وفي حالة البحث عن فوائد زيت الطحالب، فإن تشريحًا بسيطًا يشير إلى غنى الطحالب بصورةٍ خاصة بنوعين أساسيين من أحماض أوميغا 3 الدهنية، هما حمض إيكوسابنتاينويك (EPA) وحمض الدوكوساهيكسينويك (DHA)؛ وهو ما يُبيَن الاتجاه لزراعة الطحالب والحصول على زيوتها.
ولتبيان مدى عمق هذه الأحماض في زيت الطحالب، فقد وجدت إحدى الدراسات أن نسبة أوميغا 3 في الطحالب المجهرية، تشبه تقريبًا نسبتها في الأسماك؛ ومع ذلك، يسهل زيادة نسبة هذا الحمض المهم في الطحالب، من خلال التحكم بدرجة تعرَضها للأشعة فوق البنفسجية، والأكسجين، والصوديوم، والجلوكوز، ودرجة الحرارة.
يتم استخدام زيت الطحالب في العديد من الوظائف، منها كمصدرٍ لأحماض أوميغا 3 في حليب الأطفال والأطعمة الأخرى، فضلًا عن إثراء غذاء الحيوانات والدواجن وأعلاف الأسماك.
هل زيت الطحالب أفضل من زيت السمك؟
لا يمكن الحقيق الجزم نهائيًا بهذا التساؤل؛ لكن ما يمكن قوله هنا، هو أن مكملات الأسماك وزيت السمك تُعدَ غنيةً بأحماض أوميغا 3. لكن الصيد الجائر وغير المضبوط في العديد من الدول، أدى إلى انخفاض توافرهما. وهو ما يجعل زيت الطحالب أكثر استدامة وصديقة للبيئة، خاصةً كونها سهلة النمو ووقت حصادها أقل.
مسألةٌ أخرى تصب في مصلحة زيت الطحالب على زيت السمك: هي أن الأسماك الدهنية مثل السلمون غنية بأحماض أوميغا 3 لأنها تتغذى على الطحالب.كما أن هناك إمكانية تلوث الأسماك وزيت السمك بالمعادن الثقيلة مثل الزئبق، في حين أن الطحالب تبقى غير ملوثة.
إذا كنتِ لا تتناولين المنتجات الحيوانية، ينصحكِ الخبراءباستخدم زيت الطحالب، خاصةً إذا ما كنتِ تبحثين عن مصدر نباتي لـEPA وDHA (وهي أحماض أوميغا 3 تتواجد عادةً في الأسماك).فزيت الطحالب مصنوع من النباتات ويؤمن لكِ نفس الفوائد الصحية، لذا فهو خيارٌجيد لمن يتَبع نظامًا غذائيًا نباتيًا. وللتثبت من ذلك، فقد خلصت دراسة أُجريت لمدة أسبوعين على 31 شخصًا، إلى أن تناول حوالي 600 ميللغرام يوميًا من حمض DHA الموجود في زيت الطحالب يُسهم في رفع مستويات الدم، بذات النسبة المئوية التي نحصل عليها من تناول نفس الكمية من هذا الحمض من زيت السمك.
ميزةٌ أخيرة قد تصبَ في صالح زيت الطحالب على زيت السمك؛ فالأخير له مذاقٌ مر، وقد يتسبب بحرقةٍ في المعدة والتجشؤ وزيادة اضطراب الجهاز الهضمي والغثيان عند البعض. في حين أن زيت الطحالب خالي من المذاق المر، وله آثارٌ جانبية أقل على الجهاز الهضمي.
في كل الأحوال؛ لا نشجع على تفضيل أيٍ من النوعين على الآخر، بل ننصحكِ عزيزتي بالتحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ، لوصف ما يناسبك حالتكِ الصحية واحتياجاتكِ.
ما هي فوائد زيت الطحالب؟
بما أن هذا الزيت غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، خصوصًا حمض الإيكوسابنتاينويك (EPA) وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)؛ فإنه يُعدَ فعالًا في تعزيز صحة القلب. فهذه الأحماض الدهنية صحيةٌ للغاية للقلب، ويمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، ومنها ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وعدم انتظام ضربات القلب.
كما يحتوي زيت الطحالب على حمض ألفا لينولينيك أو ALA، الذي يُعزَز صحة القلب بصورةٍ عامة. وفي دراساتٍ حديثة، وجد الباحثون أن تناول مكملات أوميغا 3 من مصادر بحرية مختلفة، قد خفَض من خطر الإصابة بالأزمات القلبية وجميع أمراض القلب، وكذلك الوفاة الناجمة عن هذه الحالات.وأظهرت الدراسات التي استخدمت زيت الطحالب، أن تناول ما بين 200 – 1000 ملليغرام يوميًا، قد يُقلَل من مستويات الدهون الثلاثية بنسبة 25%، كما يساعد على تحسين مستوى الكوليسترول بالدم.
من الفوائد الصحية الأخرى التي يمكن جنيها من تناول زيت الطحالب:
- تقليل الاكتئاب: إذ يُظهر الأفراد الذين يحصلون على كمياتٍ مناسبة من DHA وEPA تحسنًا كبيرًا في حالتهمالمزاجية مصحوبًابانخفاض التعب العام. ما يعني أن تناول كمياتٍ كبيرة من أوميغا ، قد يؤدي3 إلى تحسين أعراض الاكتئاب بشكلٍ كبير.
- تدعيم صحة العين: يمكن لزيت الطحالب المساعدة في تقليل جفاف العين، كما قد يحارب الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD)؛ إلا أن هذه النتائج ما زالتللمزيد من البحث.
- مكافحة الالتهاب في الجسم: بفضل حمضي EPA وDHA، ما يعني قلة الالتهابات التي قد تُسبَب بعض الأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو التهاب القولون.
- يمكن أن يساعد زيت الطحالب في علاج الربو، إنما التأكيد على ذلك يكون عن طريق الطبيب المختص.
- محاربة شيخوخة البشرة: يُعدَ زيت الطحالب بمثابة ينبوع جمال وشباب البشرة، حيث يعمل على ترطيب البشرة من ناحية، ويحارب شيخوخة البشرة من ناحيةٍ ثانية.ونقل موقع "الإمارات اليوم" عن مجلة Stylebook، أن زيت الطحالب مستخلصٌ من طحالب مختلفة، ألا وهي الطحالب الحمراء والزرقاء والبنية؛ مشيرةً إلى أن الطحالب الحمراء تحتوي على مادة "أستازانتين" التي تحمي البشرة مما يعرف ب "الجذور الحرة"Free Radicals، والتي تعجّل بشيخوخة البشرة.
- تعزيز صحة الشعر: تعود فوائد زيت الطحالب إلى حدٍ كبير،لتركيزه القوي من أحماض أوميغا 3 الدهنية الضرورية لوظيفة الخلايا في جسم الإنسان. كما يُعتقد أن زيت الطحالب يحتوي العديد من العناصر الغذائية، بما في ذلك الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والفيتامينات A وB وC؛ ونظرًا لخصائصه المضادة للأكسدة وللالتهابات، يُعتبر زيت الطحالب مفيدًا للشعر، بسبب فوائده المتصورة لفروة الرأس، وفق ما جاء على موقع "زهرة الخليج".
ما هي الكمية الموصى بتناولها من زيت الطحالب؟
من المؤكد أن التناول الصحيح والآمن لأي صنفٍ من أصناف الطعام، سواء الحيواني أو النباتي، يمكن أن يضمن الحفاظ على الصحة والسلامة. وفيما يخص زيت الطحالب، فإن المنظمات الصحية تنصح بوجوب الحصول على 250-1000 ميللغرام يوميًا من EPA وDHA؛ وفي حال كنتِ لا تأكلين السمك مرتين على الأقل في الأسبوع، فقد تكونين محرومةًمن الكمية المناسبة لهذه الأحماض، والتي قد تُعوَضها المكملات.
من الضروري التنبه إلى أن مكملات زيت الطحالب، تُوفر كمياتٍ متفاوتة من هذه الأحماض الدهنية؛ لذا حاولي أن اختيارالأنواع التي تؤمن 250 ملغ على الأقل من EPA وDHA لكل حصة.
كما ينبغي العلم بأن الدهون غير المشبعة الموجودة في مكملات زيت الطحالب، مُعرَضة للتأكسد مع الوقت. لذا تأكدي من تخزين المواد الهلامية أو الكبسولات في مكانٍ بارد وجاف، والاحتفاظ بالمكملات الغذائية السائلة في الثلاجة.
ما هي الآثار الجانبية لزيت الطحالب؟
بشكلٍ عام، يُعد زيت الطحالب آمنًا لمعظم الناس؛ وكما أسلفنا، فإنه يُخلَف آثارًا هضمية أقل من زيت السمك. إلا أن الإفراط في استخدامه قد يعكس هذه النتائج، وعليه تُوصي هيئة سلامة الغذاء الأوروبية بتناول جرعة مجمعة تصل إلى 5000 ملغ من EPA وDHA يومياً، والتي تؤكد أنها آمنة.
لكن من الضروري على الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية معينة، مثل الحمل والحساسية، التنبه لكيفية استخدام زيت الطحالب، والقيام بذلك وفق مشورةٍ طبية ومتابعة من قبل الطبيب؛ كذلك الأمر بالنسبة للأطفال الصغار والرُضع. وقد تمَ تسجيل بعض حالات النزيف جراء تناول الأفراد لجرعات أكثر من 3 غرامات يوميًا من EPA وDHA؛ لذا من الضروري دومًا عدم استخدام هذا الزيت أو غيره من المنتجات، دون استشارةٍ وموافقة طبية.
في الخلاصة؛ فإن زيت الطحالب يُعدَ مصدرًا نباتيًا لأحماض EPA وDHAالضرورية لصحتكِ. وهو يوفر نفس فوائد زيت السمك، لكنه خيارٌ أفضل في حال كنتِ لا تأكلينالسمك، أو تتبَعين نظامًا غذائيًا نباتيًا، أو لا يمكنكِ تحمَل طعم زيت السمك أو آثاره اللاحقة.
ومن الواجب دومًا اختيار مكملات زيت الطحالب التي لا تقل عن 250 ميللغرام من SPE و DHA معًا، للاستفادة من مزايا هذه الأحماض في محاربة الالتهابات وخفض أمراض القلب وتحسين صحة الدماغ والبشرة.