تُحسَن المزاج ورفاه الحياة: تعرفي على أفضل أطعمة لتعزيز الصحة النفسية
للصحة النفسية قيمةٌ جوهرية وأساسية، وهي جزءٌ لا يتجزأ من رفاهنا العام.. هذا هو التعريف الأول الذي يطالعنا على موقع منظمة الصحة العالمية، في محاولةٍ حثيثة من القيَمين على هذه المنظمة للتأكيد على أهمية العناية بالصحة النفسية وانعكاساتها الإيجابية على جودة الحياة.
وتضيف المنظمة الأممية أن ضرورة اتخاذ إجراءاتٍ بشأن الصحة النفسية أمرٌ بديهي ومُلَح، لماذا؟ لأن الفرد الذي يعيش حياةً ملؤها الصعوبات والعقبات والإحباطات، والذي يعاني نتيجة ذلك من الإضطرابات النفسية والاضطرابات الانفعالية، عادةً ما يُوصله هذا الحال الى أشكالٍ متعددة من الأمراض الجسدية. وهناك الآن كمٌ هائل من الأمراض الجسمية التي تسبَب في إحداثها ما يعانيه الفرد من قلقٍ شديد واضطرابٍ في حياته. وقد أُطلق على هذه الأمراض: الأمراض النفسية البدنية أو الأمراض النفس جسدية أو الأمراض السيكوسوماتية.
بالعودة إلى منظمة الصحة العالمية، يشير موقعها بالعربية إلى أن الصحة النفسية هي حالةٌ من "الرفاه النفسي"، تُمكّن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة، وتحقيق إمكاناته، والتعلّم والعمل بشكلٍ جيد، فضلًا عن المساهمة في مجتمعه المحلي. وهي جزءٌ لا يتجزأ من الصحة والرفاه اللذين يدعمان قدراتنا الفردية والجماعية على اتخاذ القرارات وإقامة العلاقات وتشكيل العالم الذي نعيش فيه. ويؤكد الموقع على أن الصحة النفسية "حقٌ أساسي" من حقوق الإنسان، وهي شديدة الأهمية للتنمية الشخصية والمجتمعية والاجتماعية الاقتصادية.
نُسهب في وصف الصحة النفسية وأهميتها على حياة الإنسان ورفاهه، لنصل بكِ عزيزتي إلى خلاصةٍ مفادها: تعزيز صحتكِ النفسية مرتبطٌ بتعزيز صحتكِ الجسدية؛ وكلما كانت حالتكِ المزاجية صحية وسليمة، كلما تنعمتِ بالسعادة والشعور بالراحة، اللذين ينعكسان بالإيجاب على صحتكِ.
وبالحديث عن الحالة المزاجية، فثمة العديد من الطرق التي تُسهم في تعديلها وتحسينها، ومن ضمنها الغذاء. إذ يلعب الطعام دورًا بارزًا في تعديل مزاجكِ والارتقاء بصحتكِ النفسية، بجانب وسائل التفعيل الأخرى مثل الرياضة والنوم الجيد والسفر والتواصل الاجتماعي والامتنان وغيرها.
عند الحديث عن الأطعمة التي تُحسَن المزاج، فإن أول ما يخطر على بالنا هو الشوكولاته، أليس كذلك؟
بالفعل؛ للشوكولاته فعلٌ ساحر في تعزيز شعورنا بالراحة والسعادة، لكنه ليس صنف الغذاء الوحيد المرتبط بالحالة المزاجية. هناك أطعمةٌ أخرى تحظة بتقدير وتأكيد خبراء الصحة، الجسدية والنفسية، على أنها عوامل مؤثرة وبقوة على الحالة المزاجية.. نطلعكِ عليها في موضوعنا اليوم.
8 أطعمة تحسن المزاج غير الشوكولاته
قل لي ماذا تأكل أقل لكَ من أنت؛ مقولةٌ شهيرة نتغنى بها، لكن قليلًا منا يُطبَقها. تتحدث هذه المقولة عن نوعية الطعام الذي نختاره، والذي يُحدَد ماهيتنا: فالأكل الصحي والمتوازن يعني التمتع بالصحة والنشاط والسعادة والخلو من الأمراض؛ في حين أن الأكل غير الصحي، وتحديدًا الوجبات السريعة والمقليات وغيرها، تُسرَع من إصابتنا بالمرض والشيخوخة والتوتر واضطرابات النفس الأخرى.
وكما أن شوربة ساخنة ستُدفأ القلب، فإن البطيخ والنعناع يُعزَزان شعورنا بالإنتعاش. وفي ظل الأجواء الصيفية الحالية وما يُصاحبها من ارتفاعٍ في درجات الحرارة والرطوبة وانعكاساتها على الحالة النفسية لجهة الإجهاد وقلة النوم، فإن التركيز على أطعمةٍ معينة سيُسهم بلا شك في رفع الحالة المزاجية وتحسين الصحة النفسية.
لذا ووفق تقريرٍ نشره موقع Healthshots ونقل مقتطفاتٍ منه موقع "الإمارات اليوم"؛ نتعرف وإياكِ اليوم على 8 أطعمة تُحسَن المزاج غير الشوكولاته، هي الآتية:
-
العدس
يُعدَ العدس من المصادر الجيدة للتريبتوفان، وهو مضاد جيد للاكتئاب؛ كما يُوفَر حاجاتنا من البروتينات والعناصر الغذائية الأساسية. وفي دراسة نُشرت في Philosophical Transactions ، أشار الباحثون إلى أن مكملات التريبتوفان يمكن أن ترفع مستويات السيروتونين في الجسم، ما يُقلَل من المشاحنات والصدامات ويزيد من حالات الود بين الناس.
في المرة القادمة التي يكون لديك نقاشٌ حاد مع أحدهم، احرصي على تناول العدس قبله!
-
الحمص
عدا عن كونه الطبق الأول لمعظم دول العالم، فإن للحمص ميزةٌ فريدة في تحسين الحالة المزاجية. فهو كالعدس، من البقوليات الغنية بالتريبتوفان؛ كما يحتوي على نسبةٍ جيدة من الألياف والبروتين. الحمص غني أيضًابالمغنيسيوم الذي يُعزَز وظائف الأعصاب، بالإضافة إلى السيلينيوم والزنك، وهما عنصران مساعدان في مكافحة الاكتئاب والقلق.
-
الجبن القريش
يعشق الكثير من الناس هذا النوع من الأجبان، خاصةً أهل مصر؛ ويمتاز الجبن القريش بمحتواه العالي من البروتين والتريبتوفان. وكشفت دراسة نُشرت في مجلة Advances in Nutrition أن بروتينات الألبان مثل تلك الموجودة في جبن القريش، يمكن أن تُحسَن من قدرتكِ على النومٍ بشكل أفضل كونها غنية بالتريبتوفان.
-
المكسرات
مثل اللوز والجوز، هي مصادر أخرى غنية بالتريبتوفان والدهون الصحية؛ ويمكن تناولها كوجباتٍ خفيفة أو إضافتها إلى الحلويات وأطباقكِ المختلفة. وقد ربطت دراسةٌ استمرت عشر سنوات، ونُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية ، بين استهلاك المكسرات وانخفاض معدل الإصابة بالاكتئاب بنسبة 23% لدى المشاركين.
-
الحليب
وسواه من منتجات الألبان هي أطعمةٌ يمكن أن تجعلكِ سعيدة وتُعزَز حالتكِ المزاجية؛ لاحتوائها على التريبتوفان الذي ذكرنا مسبقًا أنه مضاد للاكتئاب. وبالتالي، يمكنكِإدخالها ضمن نظامك الغذائي على شكل حليب أو لبن زبادي أو لبن رائب، وتحتوي منتجات الألبان أيضًا على مواد يمكن أن تُخفَف من أعراض الاكتئاب، في حال الإصابة به.
-
الشوفان
يُعدض من الأطعمة التي تُحسن الحالة المزاجية وتزيد الشعور بالسعادة، لغناه بالتريبتوفان. كما يُسهَل تناول الشوفان إنتاج السيروتونين في الجسم، الأمر الذي ينعكس إيجابًا لجهة الحفاظ على الهدوء وتحسين نومكِ.
-
البطاطا الحلوة
لا شك في أن تناول بعض مصادر الكربوهيدرات الجيدة، يُسهم في تفعيل النشاط بالجسم، وبالتالي تحسين الحالة المزاجية. وتأتي البطاطا الحلوة في صدارة هذه الكربوهيدرات، فهي غنية بالتريبتوفان. وتشير دراسةٌ نُشرت في مجلة Nutrients إلى أن الكاروتينات ألفا وبيتا كاروتين، الموجودة بمستوياتٍ عالية جدًا في البطاطا الحلوة ذات اللون البرتقالي، يمكن أن تساعد في علاج الاكتئاب لدى الشباب.
-
الأفوكادو
من الفاكهة اللذيذة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية الصحية وفيتامين ب3؛ وتُسهم الأفوكادو في إنتاج السيروتونين المرتبط علميًا بتحسن الحالة المزاجية.
لا تخشي من تناول الأفوكادو باعتدال، فهو غني بالدهون الصحية المفيدة لصحة قلبكِ وتأخير الشيخوخة، وهو أيضًا مصدر غذاءٍ فعال في تعزيز الشعور بالسعادة والرضا.
خلاصة القول؛ أن الشعور بالسعادة وتعزيز الحالة النفسية الجيدة، يرتكز على أساسياتٍ معينة منها وعلى رأسها الغذاء. فلا تتواني عزيزتي عن تناول الأطعمة التي تزيد من هذه المشاعر الإيجابية، والتي ذكرناها آنفًا؛ واحرصي كذلك على اعتماد كافة الوسائل الممكنة لتخفيف توتركِ وقلقكِ خصوصًا في خضم زحمة الحياة اليومية وانشغالاتها التي تنعكس سلبًا على صحتكِ ورفاهكِ.