لضمان صحة أسنانكِ وديمومتها: إليكِ نصائح طبية للتخلص من جير الأسنان
للأسنان أهميةٌ كبيرةٌ في حياة الإنسان، من أهمها أنّها تُستخدم لمضغ الطعام وتفتيته إلى قطعٍ صغيرة ليسهل وصوله إلى المعدة من أجل الاستفادة منه.وهناك للأسف الكثير من الأشخاص، وخاصّةً الأطفال، ممن يُعانون من سوء التغذية لعدم قدرتهم على مضغ الطعام بسبب مشاكل في أسنانهم.
كما تساعد الأسنان على النطق والكلام بالشكل السليم، فالكثير ممن لديهم مشاكل في أسنانهم يُعانون من التأتأة في الكلام، أو عدم القدرة على إخراج الحرف بشكله الطبيعيّ؛ لذا تُعتبر الأسنان وسيلةً مُساعدةً للسان في النطق السليم، وهي جزءٌ مهم من جهاز النطق في الجسم. ناهيكِ عن المظهر الجمالي لها، حيثُ تعتبر الابتسامة الجميلة، والأسنان المصفوفة والبيضاء من مقوّمات الجمال لدى الكثير من الأشخاص حول العالم؛إضافةً إلى أهميتها في تقوية الشخصية وزيادة الثقة بالنفس، فغالبًا ما تُسبّب الأسنان غير الجميلة كآبةً وحالةً مزاجية متقلبة للشخص.
تتعرض الأسنان للعديد من المشاكل والأمراض، التي قد تَضعف بنيانها وتجعلها آيلة للتخلخل والسقوط؛ منها جير الأسنان؛ وهو تلك الطبقة الصفراء التي تتكون على الأسنان جراء تراكم البلاك والمعادن. وفضلًا عن منظرها غير الجميل، فإن ترك جير الأسنان دون معالجة يمكن أن يترتب عنه مضاعفاتٌ كثيرة.
لهذا تطلعكِ الدكتورة مريم سمير صادق ميخائيل؛ طبيبة أسنان عامة في المستشفى الدولي الحديث دبي، في مقالة اليوم، على ماهية جير الأسنان؛ كيف يتكون؛ كيف يؤثر على صحة الفم والصحة العامة، وكيف يمكن الوقاية منه. والبداية مع التعريف..
ما هو جير الأسنان؟
بحسب الدكتورة ميخائيل، فإن جير أو قلح الأسنان هو تراكمٌ صلب يتكون على الاسنان نتيجه تصلَب طبقه البلاك (وهي عبارة عن طبقة لزجة من البكتيريا وبقايا الطعام التي تتشكل على سطح الاسنان). وإذا لم يتم إزالة البلاك بانتظام من خلال تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط، فإنه يتصلب بفعل المعادن الموجودة في اللعاب مثل الكالسيوم والفوسفات، ويتحول إلى طبقةً صلبة. هذه الطبقة يمكن أن تتكون فوق خط اللثة (الجير السطحي) أو تحت خط اللثة (الجير تحت اللثة)؛ ما يزيد من خطورة الإصابة بأمراض اللثة لاحقًا.
لماذا يعتقد بعض الناس أن إزالة الجير تُضعف الأسنان؟
الإعتقاد بأن إزالة الجير قد يُضعف الأسنان هو من الشائعات المنتشرة بين بعض الناس، تقول الدكتورة ميخائيل؛ولكن الأمر ليس صحيحًا.
ويمكن أن يكون هذا الإعتقاد ناجمًا عن عدة أسباب، منها:
- الشعور بالحساسية بعد التنظيف: بعد إزالة الجير، قد يشعر بعض الأشخاص بحساسيةٍ في الاسنان؛ خاصةً إذا كان لديهم تراكمٌ كبير من الجير لفترةٍ طويلة، وهذه الحساسية تكون مؤقتة وتنشأ بسبب انكشاف أجزاءٍ من الاسنان التي كانت مغطاة بالجير. و لكن سرعان ما تختفي هذه الحساسيه عندما تعود اللثة لطبيعتها.
- الخوف من فقدان الدعم للأسنان: بعض الأشخاص يعتقدون أن الجير يساعد في دعم الأسنان، خاصةً إذا كانت الأسنان متخلخلةًأو اللثة منكمشةً بعض الشئ. وهذاالاعتقاد خاطئ، تؤكد الدكتورة ميخائيل؛ فالجير يساهم في تدهور حالة اللثة والعظام لا دعمه، ما يزيد من فقدان الدعم الطبيعي للأسنان.
- عدم معرفه أهمية إزالة الجير: بعض الناس لديهم اعتقادٌبأن الجير هو جزءٌ طبيعي من الأسنان، وأن إزالته بشكلٍ متكرر قد يضرها. ولكن في الواقع، الجير هو مادةٌ ضارةوتراكمه يؤدي إلى مشاكل صحية عديدة؛ لذا من الضروري إزالته للحفاظ على صحة الأسنان واللثة.
ما هو تأثير الجير على صحة الفم؟
بما أن طبيبة الأسنان في المستشفى الدولي الحديث، تطرقت في الفقرة الأخيرة لتعرَض الأسنان لمشاكل صحية عدة بسبب الجير؛ كان لا بد من سؤالها عن تلك المشاكل.
وقد أجابت الدكتورة ميخائيل على هذا السؤال بالقول أن للجير تأثيراتٌ سلبية عديدة وبعضها خطير؛ وتتمثل مشاكل الجير على الأسنان بما يلي:
- التهاب اللثة (Gingivitis): من علاماته؛ احمرار اللثة، تورَمها ونزيفها خاصةً عند تنظيف الأسنان.في هذه المرحلة يكون الإلتهاب محدودًا إلى حدٍ كبير، ولا يتسبب في ضررٍ دائم؛ لكن في حال لم يتم علاجه، فإنه يمكن أن يتطور إلى مشاكل أكثر خطورةً.
- التهاب دواعم الاسنان (Periodontitis): ويظهر على شكل نزيفٍ مستمر، انحسار اللثة، تكوَن جيوبٍ بين اللثة والأسنان، فضلًا عن رائحة فمٍ كريهة. ويمكن أن يؤدي هذا الالتهابإلى تآكل العظام الداعمة للأسنان وفقدان الأسنان، في حال لم تتم معالجته. هذة الحالة تتطلب علاجًا مُكثَفًا، وقد تحتاج إلى تدخلٍ جراحي في بعض الأحيان.
- تسوس الأسنان: تظهر علاماته على شكل حساسية في الأسنان وآلام الأسنان، بالإضافة لظهور تجاويف في الأسنان. ويُعزَز تراكم الجير البيئة المناسبة لنمو البكتيريا، ما يزيد من خطر تسوس الأسنان.
- رائحة الفم الكريهة: إن كنتِ تعانين من رائحة فم مزعجة ومُزمنة لا تزول على الرغم من تنظيفكِ للأسنان باستمرار، فهذا يعني أن لديكِ مشكلةً حقيقية للجير. إذ غالبًا ما تكون رائحة الفم الكريهة ناتجةً عن تراكم البكتيريا في الجير، وهو ما يمكن أن يؤثر على الثقة بالنفس والخوف من التفاعل الاجتماعي.
- فقدان الأسنان: هي الحالة الأخيرة والأخطر لمشاكل الجير على الأسنان؛ من علاماتها تخلخل الأسنان، وحركة الأسنان عند المضغ أو عند لمسها. وإذا تُرك الجير ليؤدي إلى التهاب دواعم الأسنان الحاد، فقد يتسبب ذلك في فقدان الأسنان بشكلٍ نهائي.
ما الذي ينبغي فعله للوقاية من تراكم الجير على الأسنان؟
لطالما لعبت الوقاية، دورًا بارزً وأساسيًا في الوقاية من المشاكل الصحية والأمراض المختلفة. وفيما يخص جير الأسنان، فإن للوقاية هذا الدور المهم، وهو يتطلب اتبَاع نظامٍ يومي للعناية بصحة الفم، بالإضافة إلى بعض العادات الصحية.
إليكِ عزيزتي بعض النصائح الفعالة للوقاية من جير الأسنان، كما أفادتنا بها الدكتورة ميخائيل:
- تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا:استخدمي معجون أسنان يحتوي علي فلورايد؛ احرصي على تنظيف جميع أسطح الأسنان بما في ذلك الخلفية والجانبية؛ ويُفضَل أن تكون مدة التنظيف لا تقل عن دقيقتين في كل مرة.
- استخدام خيط الأسنان يوميًا: لماذا؟ لأنه يساعد في إزالة البلاك وبقايا الطعام من بين الأسنان، حيث لا تصل فرشاة الأسنان.تأكدَي من تمرير الخيط بلطف بين الأسنان وصولًا إلة خط اللثة.
- استخدام غسول الفم: قومي باختيار واستخدام غسول فم مضاد للبكتيريا، وتجنَبيالغسول الذي يحتوي على الكحول لأنه قد يُسبَب جفاف الفم.
- اتبَاع نظام غذائي صحي: قلَلي من تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكريات والنشويات التي تُعزَز تكوين البلاك؛ تناولي الفواكه والخضروات الطازجة التي تُحفَز إفراز اللعاب وتساعد على تنظيف الفم طبيعيًا.
- الإبتعاد عن التدخين: كون التدخين يزيد من خطر تكوَن الجير وأمراض اللثة.
- شرب الماء بكثرة: إنَ شرب الماء بعد الوجبات يساعد في غسل بقايا الطعام، ويُحفَز إنتاج اللعاب الذي يُوازن الأحماض، كما يُقلَل من وجود البكتيريا في الفم.
- مضغ العلكة الخالية من السكر: يُحفَز مضغها بعد الوجبات في إنتاج اللعاب أيضًا، والذي يساعد في تنظيف الأسنان وتقليل تكوين البلاك عليها.
- القيام بزياراتٍ دورية لطبيب الأسنان: تُوصي منظمة الصحة العالميةWHO بزيارة طبيب الأسنان بشكلٍ دوري، عادةً كل 6أشهرللفحص وتنظيف الأسنان من الجير؛ حتى في حال عدم وجود أعراضٍأو مشاكل ظاهرة في الأسنان.وهذا الإجراء يساعد في الكشف المبكر عن أي مشاكل صحية مُحتملة، مثل التسوس وأمراض اللثة، كما يساهم في الحفاظ على صحة الفم والأسنان على المدى الطويل. كذلك فإن التنظيف الإحترافي من قبل الطبيب، يزيل الجير الذي قد لا تستطيعينإزالته بنفسكِ في المنزل حتى مع كل النصائح المذكورة أعلاه.
خلاصة القول؛ أن مشكلة جير الأسنان قد تكون عرضية ويمكن التخلص منها بسرعة باتباع بعض إجراءات النظافة والنظام الغذائي والحياتي الصحي. لكن الجير الشديد والذي يمكن أن يُولَد بعض المشاكل الصحية الخطيرة مثل تسوس وفقدان الأسنان، يتطلب المتابعة مع طبيب الأسنان لعلاجه قبل تفاقمه.
قد لا تكونين على دراية بإصابتكِ بجير الأسنان الحاد، ووحده الطبيب المختص القادر على تشخيص هذه الحالة باكرًا. لذا لا تتواني عن زيارة الطبيب بشكلٍ دوري، للإطمئنان على صحة أسنانكِ وجمال ابتسامتكِ على الدوام.