تُحفز قوتكِ العقلية وتنميها: إليكِ الدليل الكامل لبناء عضلاتكِ العقلية بنجاحٍ وفعالية
كثيرًا ما يُركَز معظمنا على تدريب أجسامهم، بغية تقويتها أو تخليصها من الوزن الزائد والشكل الخارجي غير المُحبَب. فيما تُركَز الغالبية الكبرى من الرجال (وبعض النساء كذلك الأمر) على تمرين عضلاتهم وجعلها تبدو أكبر وذات قوةٍ خارقة؛ فيما يبدو أن هناك تقصيرًا كبيرًا تجاه نوع آخر من العضلات، يتركز في الدماغ.
نعم؛ فعضلات العقل تحتاج هي الأخرى للتدريب والتمرين والتقوية، كي تُحفَزنا على المثابرة وعدم الاستسلام عند مواجهة الصعوبات. كثيرٌ من الرياضيين الناجحين والمتفوقين، يعملون على تدريب "عضلاتهم العقلية" بموازاة عضلاتهم البدنية؛ والتي تساعدهم على تخطي عقبات التحديات والمباريات، وتصل بهم إلى منصة التتويج بالميداليات.
كلنا سمعنا عن السباح الأمريكي مايكل فيلبيس، "صياد الذهب الأول" في تاريخ الأولمبياد، والذي نجح في حصد العديد من الميداليات وحتى تحطيم بعد الأرقام القياسية في مباريات السباحة. فيليبس كان يعاني من فرط الحركة وتشتت الإنتباه ADHD منذ صغره، لكن والدته ساعدته على تركيز نشاطه وحركته المفرطة في الشيء الذي يحبه كثيرًا: السباحة. والنتيجة؟ بطلٌ أولمبي عالمي سجلَ إسمه بالذهب في تاريخ الرياضات المائية. عمل فيليبس ليس فقط على تدريب عضلاته الجسدية، وإنما العقلية أيضًا، للنجاح والتفوق في رياضة السباحة.
لكن كيف يتم تدريب عضلات العقل، وهل نحن جميعًا بحاجةٍ لهذا النوع من التمرين أم الرياضيَون فقط؟ أسئلةٌ عديدة في هذا الخصوص حملناها إلى ستيفن ميليا،وهو مدربٌمحترف في مجال الصحة العقلية ومؤسس Successful Minds، وقد أجابنا بالآتي.
مرحباً بكَ ستيفن على موقع "هي".
بدايةً، أطلعنا على تعريف العضلات العقلية..
العضلات العقلية تشبه معدات التمرين في صالة الألعاب الرياضية في دماغكِ؛ إنها العادات وأنماط التفكير والمهارات التي تُقوَي عقلكِ. وتمامًا مثل العضلات الجسدية، نحتاج إلى ممارسة العضلات العقلية بانتظام لبناء المرونة والتركيز والإيجابية. فكري في الأمر على أنه تمرينٌ لعضلاتكِ العقلية، في كل مرة تختارين فيها البقاء هادئةً تحت الضغط أو مواجهة التحدي بعزيمة.
ما هو نهج العضلات العقلية؟
يتلخص نهج العضلات العقلية في التعامل مع عقلكِ كمجموعةٍ من العضلات التي يمكن تدريبها وتقويتها بمرور الوقت. إنه تحوَلٌ في العقلية، حيث تُركَزين على بناء عاداتٍ إيجابية وصمود ومرونة عقلية، تمامًا كما تعملين على لياقتكِ البدنية. ومن خلال العمل باستمرار على نقاط "قوتكِ العقلية"، تصبحين مُجهَزةً بشكل أفضل للتعامل مع تحديات الحياة باتباع مقولة "أستطيعُ القيام بذلك".
لماذا تُعتبر العضلات العقلية مهمةً، وفي أي مجالات تنشط أكثر؟
العضلات العقلية مهمةٌ في كافة المجالات، لأنها تساعدكِفي التعامل مع صعود وهبوط الحياة برشاقةٍ وعزيمة. وسواء كنتِ في مجال الأعمال أو الرياضة أو التعليم، أو حتى تهتمين بتربية أبنائكِ؛ فإن العضلات العقلية القوية يمكن أن تُحسَن تركيزكِ ومهارات حل المشكلات والمرونة العاطفية لديكِ.
إنها ضروريةٌ في أي مجالٍ، حيث الأداء والمثابرة مهمان؛ ما يُساعدكِ على البقاء متيقظةً ومتحفزة عندما تصبح الأمور صعبة للغاية.
هل لكَ أن تخبرنا كيف نبني العضلات العقلية؟
إن بناء العضلات العقلية يشبه الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية لعقلكِ: ابدأي بتمارين صغيرة ومتواصلة، مثل التأكيدات الإيجابية أو اليقظة أو تحديد أهدافٍ يومية. تحدَّ نفسكِ للخروج من منطقة الراحة الخاصة بكِ، وانظر إلى النكسات كفرصٍ للتعلم؛ومارسي الامتنان. بمرور الوقت، تعمل هذه الإجراءات الصغيرة على بناء قوتكِ العقلية، ما يجعلكِ أكثر مرونةً وقدرةً على التكيَف.
ما هي العضلات/القوى العقلية التي نحتاج إلى تطويرها؟
الحياة صعبة، الأمر بهذه البساطة.
في رأيي، تشمل العضلات العقلية الأساسية التي يجب تطويرها، المرونة (أو التعافي من النكسات)، والتركيز (البقاء في المهمة على الرغم من عوامل التشتيت)، والقدرة على التكيف (التعامل مع التغيير بسهولة)، والإيجابية (الحفاظ على نظرةٍ متفائلة). تساعدكِ هذه القوى على التعامل مع تحديات الحياة، وتحقيق أهدافكِ، والحفاظ على حياةٍ متوازنة ومُرضية.
يضمن تطوير هذه العضلات لياقتكِ العقلية لأي شيء تُلقيه الحياة في طريقكِ.
هل العضلات العقلية إلزامية لبعض الأشخاص، أم يمكن للجميع العمل عليها؟
السؤال الأكثر أهمية اليوم، والإجابة القصيرة والبسيطة، نعم.
العضلات العقلية ليست حكرًا على قِلة مُختارة، ويمكن للجميع ويجب عليهم العمل عليها! سواء كنتِ رئيسةً تنفيذي أو طالبة أو أحد الوالدين المقيمين في المنزل، فإن بناء العضلات العقلية يمكن أن يُعزَز حياتك من خلال تحسين مرونتكِ وتركيزكِ ورفاهكِ العام. إنه مثل امتلاك مجموعة أدواتٍ عقلية، يمكن لأي شخص استخدامها، للتعامل مع الحياة بشكلٍ أكثر فعالية.
إذا كنتِ تقرأ ما أقوله هنا وتفكرين: أنني لستُ بحاجة حقًا للعمل على عضلاتي العقلية، فأنتِ الشخص الذي يحتاجها بالتأكيد.
هل يمكن للعضلات العقلية أن تُعزَز قدرة الجسم على التحمل، بالإضافة إلى القوة العقلية؟
بالتأكيد! إن تقوية عضلاتكِ العقلية يمكن أن يكون لها تأثيرٌ إيجابي فيزيادة قدرتكِ على التحمل البدني. عندما يكون عقلك مرنًا ومُركّزًا، فإنه يكون من الأسهل التغلب على التحديات الجسدية، سواء كنتِ تركضين في ماراثون أو تحاولين فقط اجتياز تمرينٍ صعب.
غالبًا ما تُترجم القوة العقلية إلى قدرةٍ على التحمل البدني، ما يجعل عقلكِ وجسدكِ أقوى. كل إنسان قادرٌ على فعل أشياء غير عادية، ما علينا سوى أن نحلم ونؤمن بها وننطلق إليها.
كيف نُمرَن ونُنشَط العضلات العقلية؟
إن تمرين العضلات العقلية يرتبط بوضعها في العمل في المواقف اليومية. يمكنكِ تنشيطها من خلال البقاء متنبهة، ممارسة التفكير الإيجابي، تحدَي نفسكِ لمعالجة مهامٍ جديدة أو حلَ المشكلات بشكلٍ إبداعي. إنه مثل القيام بتمارين الضغط العقلية، في كل مرة تواجهين فيها تحديًا أو تديرين التوتر بصورةٍ فعالة، فإنكِ تمرَنين عضلاتكِ العقلية.
ما هي العوائق/المصاعب التي قد تُشكَل خطورةً على العضلات العقلية؟
يمكن أن تضعف العضلات العقلية بسبب الإجهاد والتفكير السلبي والإرهاق، تمامًا كما يمكن أن تُصاب العضلات الجسدية بالإجهاد بسبب الإفراط في الاستخدام. ويمكن أن يؤدي التعرض المستمر للسلبية ونقص الراحة والفشل في أخذ فترات راحة، إلى التعب العقلي وتقليل مرونتكِ.
لذا من المهم التعرف على هذه المخاطر واتخاذ خطواتٍ استباقية لحماية وتنمية قوتكِ العقلية. كوني دومًا على درايةٍ بالأشخاص الذين تقضين وقتكِ معهم وكيف تقضين هذا الوقت الثمين.
كيف لي أنأحافظ على صحة العضلات العقلية؟
للحفاظ على عضلاتكِ العقلية في أفضل حالاتها، اجعلي العناية الذاتية أولويةً.
مارسي اليقظة بانتظام، كوني نشطة بدنيًا، وحافظي على شبكةٍ اجتماعية إيجابية؛وخصَصي وقتًا للاسترخاء.
تمامًا كما تفعلين بعد التمرين، امنحي عقلكِ وقتًا للاسترخاء وإعادة الشحن. سيضمن الاتساق في هذه الممارسات بقاء عضلاتكِ العقلية قويةً وصحية. إذا أردتِنصيحةً واحدةً لتأخذيها مثالًا، يمكنني القول أن الحركة هي الدواء للدماغ والجسم.