تجدين صعوبةً في النوم؟ جربي "تقنية الجنود" التي تجعلكِ تنامين خلال دقيقتين
هل سبق لكِ وجربتِ بعض الوسائل غير الاعتيادية، لدفع جسمكِ نحو النوم، بعد وقتٍ مضنٍ من الأرق؟
لقد فعلتُ ذلك أكثر من مرة؛ كنتُ أحبُ دومًا تصوَر نفسي أتزلجُ على الجليد (لا أعرف كيفية ممارسة هذه الرياضة، لكني أحبها)، أو أتخيلُ نفسي أشاهدُ فتاةً جميلة ترقص بخفةٍ على الجليد وعلى أنغام موسيقى هادئة. لم أكن بالطبع أحبُ تعداد الغنم كما يُشاع، لكن هذه الفكرة الهادئة كثيرًا ما كانت تجعلني أغرقُ في النوم.
لستُ الوحيدة بالتأكيد التي تجنح نحو أفكارٍ غير تقليدية لدفع نفسها نحو النوم؛ بل ثمة الملايين حول العالم ممن يعانون من أرقٍ متفاوت (بالدرجة والتوقيت) قد يؤثر في بعض الحالات على صحتهم الجسدية والعقلية. وبينما تتفق الأبحاث على أن ما قد يصل إلى نصف سكان العالم يعانون من الأرق (معظمها بسبب أسلوب حياتنا الحديثة)، تؤكد الدراسات جميعها على أن كوريا الجنوبية واليابان تتقدم قائمة أكثر الدول حرمانا من النوم.
وفي تقرير أعدته الصحفية كلوي هيدجيماثيو في "بي بي سي"، أرجعت أسباب تصدَر كوريا الجنوبية واليابان للمعاناة من الأرق، إلى أسبابٍ تاريخية تتعلق بسرعة تجاوز البلدين لمعدلات الفقر والانضمام إلى نادي الدول الصناعية المتقدمة؛ والذي استدعى بذل سكانهما جهودًا حثيثة للنهوض، في وقتٍ لا يتمتع فيه البلدان بالموارد الطبيعية التي توفر لهما سبل الرفاهية كبلدان أخرى. لم يكن ثمن هذا الإنجاز بسيطًا؛ إذ أصبحت اليابان وكوريا الجنوية ضمن الدول الأكثر حرمانًا من النوم، لدرجة أن بعضهم يموتون من قلة النوم وهي الظاهرة المعروفة بإسم "كاروشي" في اليابان.
هل لكِ أن تتصوري فداحة الآثار السلبية للأرق على صحتنا وحياتنا؟ وماذا عن منطقتنا العربية؟
ما تزال اضطرابات النوم عربيًا، مشكلةً تفتقر إلى التشخيص والاهتمام؛ وتشير بعض الإحصاءات غير الرسمية إلى أن دول الخليج ومصر هي الأكثر حرمانًا من النوم. وبحسب دراسةٍ صادرة عن مدينة الملك فهد الطبية عام 2016، يعاني نحو 41% من السعوديين الذين يبلغ متوسط أعمارهم 34 سنة، من اضطرابات النوم. فيما أفاد استطلاعٌ للرأي أجرته فورسيزونز مؤخرًا بالتعاون مع شركة "يو جوف" YouGov لدراسة أنماط النوم وسلوكياته بين سكان هذه المنطقة؛ إلى أن 51% من المشاركين أعلنوا أنهم ينامون ما بين ست إلى ثماني ساعات في الليلة، بينما صرّح فقط 19% منهم أنهم يحققون المدة المُوصى بها (ثماني ساعات أو أكثر) ، في حين ينام 24% منهم أقل من ست ساعات بشكلٍ دوري.
كذلك، تختلف أنماط النوم في دول مجلس التعاون الخليجي؛ حيث أفاد المشاركون في البحرين بأعلى متوسطٍ لعدد ساعات النوم (56% ينامون من 6 إلى 8 ساعات)، مقارنةً بمتوسطاتٍ أقل في المملكة العربية السعودية والكويت (48%).
علاج الأرق بتقنية الجنود
هذه الأرقام والبيانات كلها، تطرح العديد من الأسئلة حول كيفية الخلود للنوم، وخصوصًا سؤالٌ معين يخطر في بال الكثيرين: كيف يمكن للجنود النوم براحة في المعسكرات، وعلى الجبهة، دون أرق؟ تقنية الجنود تجيب على هذا السؤال، والتي نستعرضها سويًا في مقالة اليوم؛ لذا حضَري نفسكِ عزيزتي لتعلَم هذه التقنية التي يؤكد الخبراء أنها ستجعلكِ الليلة، تغرقين في سباتٍ عميق.
"تقنية الجنود" تقضي على الأرق في دقيقتين
هذا ما أفاد به خبير اللياقة البدنية جاستن أغوستين، من ضمن الحلول والتقنيات المفيدة التي يطرحها الخبراء على الأشخاص الذين يعانون من أرقٍ شديد. وتقنية الجنود هي طريقةٌ رائعة لدفع الجسم نحو النوم، وقد أثبتت فعاليتها عسكريًا للنوم خلال دقيقتين بالضبط بعد إغلاق العينين.
تمَ تصميم هذه الطريقة في الأصل، لمساعدة الجنود على النوم تحت أي ظروف؛ سواء في ساحات المعارك الصاخبة أو أكثر الأماكن غير المريحة. ثم جرى تطويرها للطيارين المقاتلين بصورةٍ أساسية بسبب ما تفرضه عليهم الحياة العسكرية من فقدانٍ للتركيز.
بالعودة إلى تفاصيل هذه التقنية، يوضح جاستن أنه عليكِ البدء أولًا بتهدئة جسمكِ بالكامل وإرخاء كل جزءٍ تدريجيًا، من الرأس إلى أخمص القدمين، وفق ما أشار موقع "العربية.نت".
ويشرح جاستن لهذه العملية بالقول: "أرخِ عينيكِ ووجنتيكِ وفككِ وركَزي على تنفسكِ؛ الآن، انزلي إلى رقبتكِ وكتفيكِ، تأكدي من عدم شدَ كتفيكِ. أنزليهما إلى أدنى مستوى ممكن واحتفظي بذراعيكِ مرتخيتين على جانبكِ، بما في ذلك يديكِ وأصابعكِ." لتحصلي على استرخاءٍ وتأثير إضافي، ما عليكِ سوى تخيَل إحساسٍ دافئ يتدفق من رأسكِ إلى أطراف أصابعكِ.
ولإتمام العملية، خذي نفسا عميقًا، ثم ازفري ببطء؛ دعِ الاسترخاء ينتشر عبر صدركِ وبطنكِ وفخذيكِ وركبتيكِ وساقيكِ وقدميكِ. ولمساعدتكِ في الوصول إلى حالةٍ خالية من التوتر، يقترح جاستين تخيَل واحدٍ من هذين السيناريوهين:
1. تخيَلي نفسكِ في مكان هادئ، كما لو أنكِ مستلقيةً في زورقٍ على بحيرة هادئة، ولا شيء فوقكِ سوى سماءٌ زرقاء صافية.
2. تخيَلي نفسكِ مستلقيةً على أرجوحة مخملية سوداء، في غرفةٍ مظلمة بالكامل.
هل ينتهي الأمر هنا؟ كلا، فإيقاف التفكير هو جزءٌ أساسي من هذه التقنية، لتحقيق النوم الجيد. إذ ينصحكِ جاستن في أي وقتٍ تبدأين فيه بالتفكير في أي شيء آخر أو تشعرين بتشتَت انتباهك، كرَري عبارة "لا تفكري لمدة 10 ثوان."
ماذا قال المتابعون ممن جربوا هذه التقنية؟
أكدَ أحدهم نجاعة هذه التقنية معه، والتي ساعدتهُ في التخلص من القلق الرهيب الذي كان يعانيه في الكلية؛ مشيرًا إلى أنه يُطلق على هذه التقنية "الاسترخاء التدريجي". فيما لم يكتفِ شخصٌ آخر باتباع تقنية الجنود لتحسين جودة النوم، ويقول: "لقد تعلمتُ هذه التقنية، ليس للنوم، ولكن للتحكم في الألم. إنها فعالة."
تقنية الجنود العسكرية: فوائد صحية ونفسية
يشير موقع Verywell Mind إلى أن تقنية النوم هذه، العسكرية والخاصة بالجنود، قد تساعد على النوم بشكلٍ أسرع. لأن فقدان القدرة على النوم، عندما تحتاجين لذلك، يمكن أن يقطع وقت نومكِ ويحرمكِ من الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة. كما يمكن أن يجعلكِ تشعرين بالتعب والانزعاج والإرهاق في اليوم التالي.
إذا كنتِ تعانين بانتظام من صعوبات في النوم، فأنتِ لستِ وحدكِ عزيزتي. واعتماد تقنية الجنود المذكورة بالتفصيل أعلاه، قد تكون مُنقذكِ من التداعيات السلبية لاضطرابات النوم، خاصةً في حال استمرارها لوقتٍ طويل.
وتذكّري دومًا أن الحصول على قسط كافٍ من النوم، يمكن أن يساعدكِ في تحقيق المنافع الآتية:
• الإصابة بالمرض بمعدلٍ أقل.
• الحفاظ على وزنٍ صحي.
• خفض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب.
• خفض مستويات التوتر.
• تحسين مزاجكِ.
• اتخاذ قراراتٍ أفضل.
• تحسين التركيز وتعزيز التفكير الواضح.
• التعامل بشكلٍ أفضل مع الناس.
• الأداء بصورةٍ أحسن في العمل أو الدراسة.
ما العمل إذن؟ تؤكد جميع المصادر الطبية على أن خطوات الحصول على نومٍ جيد وكافي كل ليلة، ليست بالمستحيلة؛ بل تتطلب المثابرة والمضي قُدمًا بما يقدمه خبراء الصحة والنوم في هذا المجال. وسواء أردتِ تجربة تقنية الجنود لوحدها، أو استشارة مختص في شؤون اضطرابات النوم (خاصةً إذا كنتِ تعانين من أرقٍ شديد ومزمن)؛ تأكدي عزيزتي أن المحصلة من هذه الأمور ستعود بالنفع على صحتكِ على مختلف المستويات، بحيث تنعمين برفاه وجودة الحياة بجانب رفاه وجودة النوم.