الهبات الساخنة والسرطان.. هكذا تفرقين بينهما
يمكن القول بأن الهبات الساخنة تعد بمثابة صيفًا دائمًا للنساء؛ إذ تبدأ هذه الهبات في ملاحقتهن بمجرد الدخول في مرحلة انقطاع الطمث ما بين عمر 55:45، وما بعده لفترة قد تطول أو تقصر بحسب كل امرأة، وغالبًا ما يشير الشعور بها إلى الدخول في سن الأمل، وهي عبارة عن شعور مفاجئ بالحرارة يترافق غالباً مع التعرق. وفي بعض الحالات من الممكن أن تكون الهبات الساخنة علامة من العلامات التي تدل على الإصابة بالسرطان، تُرى ما السبب في ذلك؟، وما هي العلاقة بين الهبات الساخنة والسرطان؟، وكيف يمكن التفرقة بين ما إذا كانت تلك الهبات مرافقة لمرحلة انقطاع الطمث أم أنها عرضًا واضحًا من أعراض السرطان؟
ما هي أعراض الهبات الساخنة؟
في البداية وكخطوة هامة لفهم العلاقة بين الهبات الساخنة والسرطان، يجب أولًا معرفة أعراض الهبات الساخنة، فبحسب الدكتورة أمينة العسلي اختصاصية النساء والتوليد بدبي، تتمثل أعراضها في ما يلي:
- الشعور المفاجئ بالحرارة حيث يبدأ الشعور بالحرارة عادة في الجزء العلوي من الجسم، مثل الوجه والرقبة والصدر ثم تمتد بعد ذلك إلى باقي أجزاء الجسم.
- التعرق الشديد.
- احمرار الجلد حيث يحدث احمرار في الوجه والرقبة بسبب زيادة تدفق الدم إلى هذه المناطق.
- الشعوربالبرودة أو القشعريرة بعد الهبة الساخنة.
- زيادة في معدل ضربات القلب وقد يرافق ذلك الشعور بالدوخة أيضًا.
- القلق أو التوتر، وذلك بسبب الشعور بالانزعاج وعدم الراحة إذ تعد الهبات الساخنة أكثر أعراض انقطاع الطمث إزعاجًا للنساء.
ما الذي يسبب الهبات الساخنة؟
بشكل عام وبحسب العسلي، يعد السبب الأكثر شيوعًا للهبات الساخنة هو انقطاع الطمث "سن الأمل" حيث تتغير مستويات الهرمونات بشكل ملحوظ، وبخاصة مع انخفاض مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون. كما توجد أسباب أخرى أكثرها شيوعًا منها، الإصابة بالسرطان والتأثيرات الجانبية المترتبة على العلاج.
ما الذي يزيد الشعور بالهبات الساخنة؟
تختلف استجابة الجسم للشعور بالهبات الساخنة بحسب كل امرأة، وقد يزداد الشعور بها في حالات أخرى غير تلك التي تربط بين الهبات الساخنة والسرطان مثل:
- التدخين إذ تبين وبحسب الدراسات المعلنة أن النساء المدخنات أكثر عرضة للإصابة بهبات الحرارة المرتفعة خلال مرحلة انقطاع الطمث.
- السمنة إذ يرتبط ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) بارتفاع وتيرة هبات الحرارة.
- العِرق إذ تزيد احتمالات الشعور بالهبات الساخنة عند النساء ذوات البشرة السوداء، كما تبين أن النساء الأسيويات هن الأقل شعورًا بها.
هل الهبات الساخنة من اعراض السرطان؟
نعم، ففي بعض الحالات قد تكون الهبات الساخنة مرتبطة بالسرطان في بعض الحالات مثل:
العلاج الهرموني
كما في حالة الإصابة بسرطان الثدي على سبيل المثال، وكذلك الأدوية المضادة للسرطان التي تؤدي إلى تغيرات واضحة في مستويات الهرمونات ومن ثم الشعور بالهبات الساخنة مثل الأدوية التي تتناولها بعض النساء لتقليل نسبة الاستروجين.
التأثيرات الجانبية للعلاج الكيميائي والإشعاعي
يؤثر العلاج الكيميائي والإشعاعي على المبايض بشكل كبير الأمر الذي يؤدي في النظر إلى الأمر بوجود علاقة بين الهبات الساخنة والسرطان، إذ يتسبب ذلك في حدوث الهبات الساخنة. كما أن العلاج الكيميائي قد يتسبب في انقطاع الطمث في سن مبكر عند النساء، الأمر الذي يزيد من شعور المرأة بها.
الآثار النفسية المترتبة على الخضوع للعلاج الكيميائي
لا يمكن إهمال تأثير الأثر النفسي والعاطفي لمرضى السرطان والمشاعر التي تنتابهم بعد معرفة خبر إصابتهم بالمرض وخلال رحلة العلاج إذ يزيد الشعور بالقلق والتوتر لديهن ومن ثم زيادة احتمالات التأثير على النظام العصبي والشعور بالهبات الساخنة.
الوراثة والحساسية الفردية للأدوية
تقول الدكتورة أمينة أن التأثيرات الجانبية التي تترتب على الخضوع للعلاج قد تختلف من فرد لآخر وفقًا لعامل الوراثة ومستوى حساسية كل فرد للدواء.
هل سرطان الثدي يسبب هبات ساخنة؟
نعم، إذ يترتب على العلاجات الهرمونية الشعور بالهبات الساخنة كأحد أهم الآثار الجانبية للعلاج الهرموني لسرطان الثدي حيث شعور المرأة المصابة بنوبات متكررة من الدفء المفاجئ المصحوب بالتعرق.
هل يمكن التغلب على الهبات الساخنة التي تحدث بسبب السرطان؟
عند التأكد من وجود علاقة بين الهبات الساخنة والسرطان، يجب استشارة الطبيب المختص، وذكر كل الأعراض له لكي يستطيع تقديم خيارات علاجية تخفف حدة الأعراض وتحقق التعايش مع الهبات الساخنة.
هل توجد أسباب أخرى للشعور بالهبات الساخنة؟
نعم، إذ أن الهبات الساخنة والسرطان، والهبات الساخنة وانقطاع الطمث، وعوامل الخطورة التي ذكرت أعلاه مثل التدخين والسمنة والعرق ليسوا الأسباب الوحيدة للشعور بالهبات الساخنة إذ يوجد سبب أخر مهم يحفز على الشعور بها مثل وجود مشاكل صحية في الغدة الدرقية.
هل يشعر الرجال بالهبات الساخنة؟
نعم، إذ من الممكن أن يتعرض الرجال للشعور بها وخاصة عند يتعلق الأمر بالهبات الساخنة والسرطان
حيث الخضوع للعلاج الاشعاعي مثل العلاج بالحرمان من الأندروجين للرجال المصابين بسرطان البروستاتا. وقد تبين من التقارير المعلنة في هذا الصدد أن نسبة 90% من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا يشعرون بالهبات الساخنة.
كيف يمكن التخلص من الهبات الساخنة؟
دائمًأ ما توجد حلول، إذ أنه من الممكن أن تساهم بعض الخطوات في تحقيق التعايش مع الهبات الساخنة بشكل فعال من خلال تخفيف حدتها أو التغلب عليها، ومن أبرز هذه الحلول ما يلي:
- إرتداء ملابس خفيفة جدًا في الصيف.
- تناول الماء البارد.
- تجنب الأطعمة والتوابل الحارة.
- حمل مروحة صغيرة في الحقيبة.
- تناول الغذاء الصحي وهذه تخص النساء في مرحلة انقطاع الطمث إذ يجب عليها تناول الأطعمة التي تحتوي على الإستروجين.
- تجنب التدخين لأنه يزيد من الشعور بها
- تجنب التوتر والقلق والأخذ بالأسباب التي تخفف من حدتهما مثل تحقيق الاسترخاء.
- استشارة الطبيب عن الطريقة الأكثر نفعًا وبخاصة في حالة الهبات الساخنة المترتبة على السرطان.
خلاصة القول:
توجد علاقة بين الهبات الساخنة والسرطان تتمثل في التأثيرات الجانبية المترتبة على العلاج الكيميائي والإشعاعي للمرض. ويمكن التعايش معها من خلال استشارة الطبيب بشأن أفضل الحلول التي تحقق ذلك سواء كانت حلولًا منزلية أو طبية مع ضرورة الحذر من تناول أي أدوية دون الرجوع إليه أولًا.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية،،،